الرئيسية >المركز الإعلامي > الإفتاء.. رسالة وأمانة بقلم: اللواء الدكتور/ محسن الفحام

الإفتاء.. رسالة وأمانة بقلم: اللواء الدكتور/ محسن الفحام

الإفتاء.. رسالة وأمانة بقلم: اللواء الدكتور/ محسن الفحام

حبانا الله -سبحانه وتعالى- بأحد العلماء الأجلاء الذين حملوا رسالة الإفتاء، -ويا لها من رسالة لو تعلمون- على عاتقهم، متحملا مسئولية تجاوزت حدود الدولة المصرية إلى دور وهيئات الإفتاء في العالم... إنه فضيلة الأستاذ الدكتور: شوقي علام، الذي تم انتخابه في 11 فبراير 2013 في اقتراع سري بمنصب مفتي الديار المصرية، وذلك خلال اجتماع هيئة كبار علماء الأزهر ليكون أول مفتي منتخب بعد تعديلات قانون الأزهر.. وفي 15/12/2015 تم انتخابه رئيسًا للمجلس الأعلى لدور وهيئات الإفتاء في العالم نظرًا لمكانته العلمية وثقله الدولي.

ومنذ تولى فضيلة المفتي هذه المسئولية بذل جهودًا كبيرة لتحويل قاعدة العمل بدار الإفتاء من الأفراد إلى العمل المؤسسي، فأصبحت مؤسسة رائدة ذات مرجعية فقهية إسلاميَّة وسطية رائدة في صناعة الفتوى والعلوم الشرعية يلجأ إليها الأفراد والمؤسسات محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا.. ونجحت في أن تقدم خطابًا علميًّا رصينًا وأمينا نسجته من خلال الفهم الصحيح والإدراك العميق لمعطيات الواقع المعيش فيه ومقاصد وغايات الفقه الصحيح.. وانطلق علماء الدار بتوجيه من فضيلة المفتي إلى مختلف بلدان العالم ينشرون صحيح الدين ويُواجهون الأفكار المتطرفة ويمدون يد العون والدعم للمسلمين بل والتواصل والحوار مع غير المسلمين وفتح آفاق التعاون والتألف والتعايش بين أبناء الحضارات والأمم المختلفة.. بيد أن هناك أمانة أخرى قد حملها فضيلة المفتي على عاتقه شخصيًّا بكل قوة وأمانة وإخلاص ألا وهي مسئولية مواجهة الأفكار المتطرفة والتصدي لها وإعادة الوعي والتنوير لشعوب العالم قاطبة، وهي رسالة بذل فيها فضيلته من الجهد والمشقة بل والمحاربة من أهل الشر جهودًا تنوء بها الجبال، ولكنه اعتبرها مسئولية دينية وأمانة وطنية أمام الله -سبحانه وتعالى- ثم أمام المسلمين وأيضًا غير المسلمين في جميع أنحاء العالم.

في بداية عهد فضيلته أنشأ مرصد الفتاوى التكفيري والآراء المتشددة عام 2014 وتطور حتى أصبح مركز سلام لدراسات التطرف والإرهاب الذي يعمل تحت إشراف الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، ويرتكز على أسس علمية رصينة في تعميق المناقشات العامة والأكاديمية والدينية المتعلقة لقضايا التشدد الديني.. كما تم إصدار العديد من الدراسات والمراجع باللغتين العربية والإنجليزية من أهمها الدليل المرجعي لمواجهة التطرف والذي وضعته دار الإفتاء المصرية ويقع من حيث الوصف في أكثر من ألف صفحة، وقد استغرق إعداده عدة سنوات، تناول فيها الحالة الداعشية، فضلا عن الواقع المصري الذي أعقب حكم الإخوان، عندما أخذت تلك الجماعة الإرهابية تعيث في الأرض فسادًا وفق أفكارهم الضالة حيث تم التأكيد في هذا المرجع على أن هناك صلات متشابكة بين جماعة الإخوان وبين التنظيمات المتطرفة وأن جميع الأفكار الواردة في كتبهم يوجد هذا الرابط القوي بينهم.

لم يقتصر دور فضيلة الدكتور: شوقي علام على تلك الجهود التي يبذلها سواء في مجال الفتاوى الشرعية والدينية أو في مجال مواجهة الفكر المتطرف داخل البلاد بل امتدت مسئوليته إلى العالمية وذلك عندما تم انتخابه رئيسًا للمجلس الأعلى لدور الإفتاء على مستوى العالم والذي يضم حاليًا 84 دولة تخضع لإشرافه مباشرة وتقوم بمناقشة القضايا المعاصرة في هذه الدول وتعقد اجتماعا سنويًّا يحضره ممثلو تلك الدول للاستفادة والاستزادة من علماء الدين في مصر وعلى رأسهم فضيلة المفتي الذي لا يألو أي جهد في التواصل الديني والإفتائي تأكيدًا على الريادة المصرية في هذا المجال، ومن هذا المنطلق فقد قام فضيلته بالعديد من الجولات والزيارات الخارجية كان من أهمها تلك الجلسة التاريخية التي ألقى فيها كلمة أمام هيئة الأمم المتحدة في جنيف تحدث فيها عن صحيح الدين الإسلامي والتصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا التي تسود المجتمع الغربي، مؤكدًا سماحة الدين الإسلامي ورفضه لكافة أشكال العنف وأن التطرف أو الإرهاب لا يجب أن يقترن بالدين الإسلامي فهناك جماعات متطرفة لا تعتنق أي دين وأن التطرف قد يكون تطرفًا عنصريًّا أو مسلكيًّا أو نفسيًّا .. وقد حققت تلك الزيارة نجاحًا كبيرًا في عرض صورة إيجابية لصحيح الإسلام ومسلكيات المسلمين.

السرد والعرض يطول حول دار الإفتاء والدور الذي يقوم به في مجال الإفتاء والتوعية والتصدي للأفكار الهدامة ودعم الدولة المصرية وأيضًا مساندة القضية الفلسطينية وذلك من خلال أبناء دار الإفتاء من العلماء الأجلاء سواء من خلال الحوارات المباشرة أو الندوات والدورات التدريبية، وكذلك من خلال الاستعانة بوسائل التواصل الاجتماعي حيث قامت بالعديد من الحملات الإلكترونية التي حظيت بتفاعل كبير من قبل المتابعين لها، ومن أبرز هذه الحملات حملة "معركة وعي" لمواجهة الأفكار المتشددة والمتطرفة والتي تفاعل معها ما يزيد على 17 مليون شخص.. وفي إطار الاستجابة للمستجدات وحتى تكون دار الإفتاء أكثر التصاقا بالواقع وقضايا المجتمع فقد تم استحداث إدارة جديدة باسم "نبض الشارع" تختص برصد وتحليل ما يشغل المجتمع في مصر وخارجها من قضايا ومسائل تحتاج إلى بيان الرأي الشرعي بها وفق خطاب إفتائي قائم على منهجية علمية منضبطة وإدراك للواقع بشكل كامل من أجل بناء الوعي والإرشاد الصحيح.

وها هو فضيلة المفتي وقد عاد من مؤتمر بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية الذي عقد بمكة المكرمة والذي فتح فيه الباب لمدارسة أوجه الاختلاف بين المذاهب الإسلامية حيث أكد أن الاختلاف في الرأي والفكر واقع لا محالة وهو سُنّة الله في خلقه نتيجة لاختلاف الإفهام واللغات ومنطق التفكير ومناهج الاستنباط، وإنه من الواجب علينا احترام هذا الاختلاف وتقبله والتعايش معه والإقرار بوجوده والإقرار أيضا بتعذر جمع الناس على رأي واحد ومذهب واحد خاصة إذا كان هذا الاختلاف لم يقع عن جهل أو عصبية أو عن هوى وإنما وقع عن اجتهاد رصين من أئمة مجتهدين راسخين في العلم، ولكن هذا الاختلاف في الاجتهاد لا يمنع أبدًا من استمرار المودة والمحبة الثابتة بالإسلام والحث على جمع الشمل والعمل على خدمة أمة الإسلام رغم وجود هذا الاختلاف؛ لأن الأمور التي يصلح فيها التعاون والاجتماع أكبر بكثير من أوجه الاختلاف.

وعودًا إلى بدء.. فإن ما تقوم به دار الإفتاء المصرية هو بالفعل رسالة دينية وأخلاقية ووطنية يقوم بحملها بكل أمانة وشرف رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه يقودهم عالم جليل جدير بحمل هذه الرسالة وتلك الأمانة وهو فضيلة الأستاذ الدكتور/ شوقي علام ..

اقرأ أيضا

الإفتاء.. رسالة وأمانة بقلم: اللواء الدكتور/ محسن الفحام

حبانا الله -سبحانه وتعالى- بأحد العلماء الأجلاء الذين حملوا رسالة الإفتاء، -ويا لها من رسالة لو تعلمون- على عاتقهم، متحملا مسئولية تجاوزت حدود الدولة المصرية إلى دور وهيئات الإفتاء في العالم... إنه فضيلة الأستاذ الدكتور: شوقي علام، الذي تم انتخابه في 11 فبراير 2013 في اقتراع سري بمنصب مفتي الديار المصرية، وذلك خلال اجتماع هيئة كبار علماء الأزهر ليكون أول مفتي منتخب بعد تعديلات قانون الأزهر.. وفي 15/12/2015 تم انتخابه رئيسًا للمجلس الأعلى لدور وهيئات الإفتاء في العالم نظرًا لمكانته العلمية وثقله الدولي.

ومنذ تولى فضيلة المفتي هذه المسئولية بذل جهودًا كبيرة لتحويل قاعدة العمل بدار الإفتاء من الأفراد إلى العمل المؤسسي، فأصبحت مؤسسة رائدة ذات مرجعية فقهية إسلاميَّة وسطية رائدة في صناعة الفتوى والعلوم الشرعية يلجأ إليها الأفراد والمؤسسات محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا.. ونجحت في أن تقدم خطابًا علميًّا رصينًا وأمينا نسجته من خلال الفهم الصحيح والإدراك العميق لمعطيات الواقع المعيش فيه ومقاصد وغايات الفقه الصحيح.. وانطلق علماء الدار بتوجيه من فضيلة المفتي إلى مختلف بلدان العالم ينشرون صحيح الدين ويُواجهون الأفكار المتطرفة ويمدون يد العون والدعم للمسلمين بل والتواصل والحوار مع غير المسلمين وفتح آفاق التعاون والتألف والتعايش بين أبناء الحضارات والأمم المختلفة.. بيد أن هناك أمانة أخرى قد حملها فضيلة المفتي على عاتقه شخصيًّا بكل قوة وأمانة وإخلاص ألا وهي مسئولية مواجهة الأفكار المتطرفة والتصدي لها وإعادة الوعي والتنوير لشعوب العالم قاطبة، وهي رسالة بذل فيها فضيلته من الجهد والمشقة بل والمحاربة من أهل الشر جهودًا تنوء بها الجبال، ولكنه اعتبرها مسئولية دينية وأمانة وطنية أمام الله -سبحانه وتعالى- ثم أمام المسلمين وأيضًا غير المسلمين في جميع أنحاء العالم.

في بداية عهد فضيلته أنشأ مرصد الفتاوى التكفيري والآراء المتشددة عام 2014 وتطور حتى أصبح مركز سلام لدراسات التطرف والإرهاب الذي يعمل تحت إشراف الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، ويرتكز على أسس علمية رصينة في تعميق المناقشات العامة والأكاديمية والدينية المتعلقة لقضايا التشدد الديني.. كما تم إصدار العديد من الدراسات والمراجع باللغتين العربية والإنجليزية من أهمها الدليل المرجعي لمواجهة التطرف والذي وضعته دار الإفتاء المصرية ويقع من حيث الوصف في أكثر من ألف صفحة، وقد استغرق إعداده عدة سنوات، تناول فيها الحالة الداعشية، فضلا عن الواقع المصري الذي أعقب حكم الإخوان، عندما أخذت تلك الجماعة الإرهابية تعيث في الأرض فسادًا وفق أفكارهم الضالة حيث تم التأكيد في هذا المرجع على أن هناك صلات متشابكة بين جماعة الإخوان وبين التنظيمات المتطرفة وأن جميع الأفكار الواردة في كتبهم يوجد هذا الرابط القوي بينهم.

لم يقتصر دور فضيلة الدكتور: شوقي علام على تلك الجهود التي يبذلها سواء في مجال الفتاوى الشرعية والدينية أو في مجال مواجهة الفكر المتطرف داخل البلاد بل امتدت مسئوليته إلى العالمية وذلك عندما تم انتخابه رئيسًا للمجلس الأعلى لدور الإفتاء على مستوى العالم والذي يضم حاليًا 84 دولة تخضع لإشرافه مباشرة وتقوم بمناقشة القضايا المعاصرة في هذه الدول وتعقد اجتماعا سنويًّا يحضره ممثلو تلك الدول للاستفادة والاستزادة من علماء الدين في مصر وعلى رأسهم فضيلة المفتي الذي لا يألو أي جهد في التواصل الديني والإفتائي تأكيدًا على الريادة المصرية في هذا المجال، ومن هذا المنطلق فقد قام فضيلته بالعديد من الجولات والزيارات الخارجية كان من أهمها تلك الجلسة التاريخية التي ألقى فيها كلمة أمام هيئة الأمم المتحدة في جنيف تحدث فيها عن صحيح الدين الإسلامي والتصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا التي تسود المجتمع الغربي، مؤكدًا سماحة الدين الإسلامي ورفضه لكافة أشكال العنف وأن التطرف أو الإرهاب لا يجب أن يقترن بالدين الإسلامي فهناك جماعات متطرفة لا تعتنق أي دين وأن التطرف قد يكون تطرفًا عنصريًّا أو مسلكيًّا أو نفسيًّا .. وقد حققت تلك الزيارة نجاحًا كبيرًا في عرض صورة إيجابية لصحيح الإسلام ومسلكيات المسلمين.

السرد والعرض يطول حول دار الإفتاء والدور الذي يقوم به في مجال الإفتاء والتوعية والتصدي للأفكار الهدامة ودعم الدولة المصرية وأيضًا مساندة القضية الفلسطينية وذلك من خلال أبناء دار الإفتاء من العلماء الأجلاء سواء من خلال الحوارات المباشرة أو الندوات والدورات التدريبية، وكذلك من خلال الاستعانة بوسائل التواصل الاجتماعي حيث قامت بالعديد من الحملات الإلكترونية التي حظيت بتفاعل كبير من قبل المتابعين لها، ومن أبرز هذه الحملات حملة "معركة وعي" لمواجهة الأفكار المتشددة والمتطرفة والتي تفاعل معها ما يزيد على 17 مليون شخص.. وفي إطار الاستجابة للمستجدات وحتى تكون دار الإفتاء أكثر التصاقا بالواقع وقضايا المجتمع فقد تم استحداث إدارة جديدة باسم "نبض الشارع" تختص برصد وتحليل ما يشغل المجتمع في مصر وخارجها من قضايا ومسائل تحتاج إلى بيان الرأي الشرعي بها وفق خطاب إفتائي قائم على منهجية علمية منضبطة وإدراك للواقع بشكل كامل من أجل بناء الوعي والإرشاد الصحيح.

وها هو فضيلة المفتي وقد عاد من مؤتمر بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية الذي عقد بمكة المكرمة والذي فتح فيه الباب لمدارسة أوجه الاختلاف بين المذاهب الإسلامية حيث أكد أن الاختلاف في الرأي والفكر واقع لا محالة وهو سُنّة الله في خلقه نتيجة لاختلاف الإفهام واللغات ومنطق التفكير ومناهج الاستنباط، وإنه من الواجب علينا احترام هذا الاختلاف وتقبله والتعايش معه والإقرار بوجوده والإقرار أيضا بتعذر جمع الناس على رأي واحد ومذهب واحد خاصة إذا كان هذا الاختلاف لم يقع عن جهل أو عصبية أو عن هوى وإنما وقع عن اجتهاد رصين من أئمة مجتهدين راسخين في العلم، ولكن هذا الاختلاف في الاجتهاد لا يمنع أبدًا من استمرار المودة والمحبة الثابتة بالإسلام والحث على جمع الشمل والعمل على خدمة أمة الإسلام رغم وجود هذا الاختلاف؛ لأن الأمور التي يصلح فيها التعاون والاجتماع أكبر بكثير من أوجه الاختلاف.

وعودًا إلى بدء.. فإن ما تقوم به دار الإفتاء المصرية هو بالفعل رسالة دينية وأخلاقية ووطنية يقوم بحملها بكل أمانة وشرف رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه يقودهم عالم جليل جدير بحمل هذه الرسالة وتلك الأمانة وهو فضيلة الأستاذ الدكتور/ شوقي علام ..

اقرأ أيضا