الأعمال المستحبة عند سماع صوت الرعد ورؤية البرق

تاريخ الفتوى: 25 ديسمبر 2023 م
رقم الفتوى: 8189
من فتاوى: الأستاذ الدكتور / شوقي إبراهيم علام
التصنيف: الذكر
الأعمال المستحبة عند سماع صوت الرعد ورؤية البرق

ما هي الأعمال المستحبَّة عند حدوث البَرْق والرَّعْد؟

من الآداب والأعمال التي تُستحب عند سماع الرعد ورؤية البرق الدعاء بالأدعية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ والتي منها قوله: «اللَّهُمَّ لَا تَقْتُلْنَا بِصَعْقِكَ، وَلَا تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكَ، وَعَافِنَا قَبْلَ ذَلِكَ» رواه البخاري، وألَّا يشير الإنسان إليه، ولا يُتْبِع بصره إياه، مع التزام الإرشادات والتوصيات التي تقررها الجهات المختصة والدراسات العِلْمية في هذا الشأن؛ منها: تَجنُّب الوقوف بجوار الأشجار، ومنها: الإسراع بالدخول إلى أقرب مبنى في حالة التواجد في الشارع أثناء ذلك، ومنها: مراعاة البُعْد عن الوقوف في المرتفعات العالية وقُرْبَ الأبراج المعدنية، لأنَّ هذه الأماكن تُعدُّ أهدافًا لشرارة البرق، كما نصحوا بعدم استخدام الهاتف، أو لمس الأشياء المعدنية؛ لأنَّ كلَّ هذه الأشياء تُعد مُوَصِّلًا فعَّالًا للكهرباء، وهي الأقرب لتفريغ الشِّحنات الكهربائية فيها.

المحتويات

 

الأدعية المستحبة عند سماع صوت الرعد أو رؤية البرق

البرقُ يطلق على الضوء الذي يَلْمع في السماء على إثر انفجار كهربائي في السحاب، وجمعه "بروق"، والرَّعد يطلق على صوتٍ يُدَوِّي عقب وميض البرق، وجمعه "رعود"، كما في "المعجم الوسيط" (ص: 51، و353، ط. دار الدعوة).

وقد ورد في السُّنَّة النبوية الشريفة جملة من الأدعية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند سماع صوت الرعد أو رؤية البرق؛ منها: ما رواه الإمام البخاري في "الأدب المفرد" عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا سمع الرعد والصواعق قال: «اللَّهُمَّ لَا تَقْتُلْنَا بِصَعْقِكَ، وَلَا تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكَ، وَعَافِنَا قَبْلَ ذَلِكَ».

وروى أيضًا عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أنَّه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث، وقال: "﴿وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِه﴾ [الرعد: 13]. ثم يقول: إنَّ هذا لوعيد شديد لأهل الأرض".

ومنها: ما جاء في "صحيح الإمام مسلم" عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا عصفت الريح، قال: «اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ»، قَالَتْ: وَإِذَا تَخَيَّلَتِ السَّمَاءُ، تَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَخَرَجَ وَدَخَلَ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا مَطَرَتْ، سُرِّيَ عَنْهُ، فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: «لَعَلَّهُ يَا عَائِشَةُ كَمَا قَالَ قَوْمُ عَادٍ: ﴿ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ﴾ [الأحقاف: 24]».

نصوص الفقهاء في الأدعية المستحبة عند حدوث البرق والرعد

قد نَصَّ الفقهاء على استحباب هذه الأدعية في العموم وفي أوقاتها على الخصوص:

قال العلامة ابن عابدين الحنفي في "رد المحتار" (2/ 186، ط. دار الفكر): [ويستحب الدعاء.. عند سماع الرعد: سبحان من يسبح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته، وأن يقول: اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا من قبل ذلك] اهـ.

وقال الإمام ابن جُزَيٍّ المالكي في "القوانين الفقهية" (ص: 281، ط. دار ابن حزم): [وعند الرعد والصواعق: اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك، وعند الريح: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به، وعند المطر: اللهم اجعله سبب رحمة، ولا تجعله سبب عذاب] اهـ.

وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري الشافعي في "أسنى المطالب" (1/ 293-294، ط. دار الكتاب الإسلامي) عند كلامه على ما يستحب عند الرَّعْد والبَرْق: [(و) أن (يُسَبِّح للرَّعْد والبَرْق) روى مالك في الموطأ عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما: أنَّه كان إذا سمع الرعد تَرَك الحديث، وقال: "سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته"، وعن ابن عباس رضي الله عنهما: كنا مع عمر رضي الله عنه في سفر فأصابنا رعد وبرق وبرد، فقال لنا كعب رضي الله عنه: من قال حين يَسْمَع الرعد: "سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ثلاثًا" عُوفِي من ذلك، فقلناه فعوفينا، وقيس بالرَّعْد البرق، والمناسب أن يقول عنده: "سبحان مَن يريكم البرق خوفًا وطمعًا"] اهـ.

وقال العلامة البُهُوتي الحنبلي في "كشاف القناع" (3/ 462، ط. وزارة العدل السعودية): [(ويقول إذا سمع صوت الرعد والصواعق: "اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك، سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته") رواه الترمذي. فيما إذا سمع صوت الرعد مقدِّمًا "سبحان من يسبح الرعد بحمده" إلى آخره على ما قبله؛ كما نقله الجلال السيوطي عنه في "الكلم الطيب"، فائدة: روى أبو نعيم في "الحلية" بسنده عن أبي زكريا قال من قال: "سبحان الله وبحمده عند البرق" لم تصبه صاعقة] اهـ.

من الأعمال المستحبة عند سماع صوت الرعد أو رؤية البرق

من الأعمال والآداب المستحبَّة عند سماع الرعد والبرق: ألَّا يُشِير الإنسان إليه، وألَّا يُتْبِع بصره البرق؛ لما رواه الإمام الشافعي في "مسنده"، وعبد الرزاق في "مصنفه"، والبيهقي في "السنن" عن عروة بن الزبير رضي الله عنهما قال: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الْبَرْقَ أَوِ الْوَدْقَ فَلَا يُشِرْ إِلَيْه».

وقد ذكر العلماء أنَّ العلة في النهي هي أنه قد يصاب البصر بسبب البرق الشديد الخاطف؛ قال تعالى: ﴿يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ﴾ [البقرة: 20].

قال العلامة ابن حجر الهَيْتَمِي الشافعي في "تحفة المحتاج" (3/ 82، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [(وَلَا يُتْبِعْ بَصَرَهُ الْبَرْقَ) أو المطر أو الرعد. قال الماوَرْدِي؛ لأن السلف الصالح كانوا يكرهون الإشارة إلى الرعد والبرق ويقولون عند ذلك: لا إله إلا الله وحده لا شريك له سبوح قدوس. فيُختار الاقتداء بهم في ذلك] اهـ.

والنفي ها هنا يفيد النهي، والمراد منه التحذير من الإشارة إليه بالبصر أو بغيره.

وهذا، ونوصي بضرورة اتباع الإرشادات والتوصيات التي تقررها الجهات المختصة والدراسات العِلْمية عند حدوث البَرْق والرَّعْد، والتي منها: تَجنُّب الوقوف بجوار الأشجار، ومنها: الإسراع بالدخول إلى أقرب مبنى في حالة التواجد في الشارع أثناء ذلك، ومنها: مراعاة البُعْد عن الوقوف في المرتفعات العالية وقُرْبَ الأبراج المعدنية، لأنَّ هذه الأماكن تُعدُّ أهدافًا لشرارة البرق، كما نصحوا بعدم استخدام الهاتف، أو لمس الأشياء المعدنية؛ لأنَّ كلَّ هذه الأشياء تُعد مُوَصِّلًا فعَّالًا للكهرباء، وهي الأقرب لتفريغ الشِّحنات الكهربائية فيها، كما أفاده "الدليل الفني لتدريب مفتشي السلامة والصحة المهنية"، الصادر عن منظمة العمل الدولية، (سنة 2017م).

الخلاصة

بناءً على ما سبق: فهناك آداب وأعمال تُستحب عند سماع الرعد ورؤية البرق؛ كالدعاء بالأدعية المأثورة في ذلك، وألَّا يشير الإنسان إليه، ولا يُتْبِع بصره إياه، مع التزام الإرشادات والتوصيات التي تقررها الجهات المختصة والدراسات العِلْمية في هذا الشأن.

والله سبحانه وتعالى أعلم.

ما حكم قراءة سورة بعد الفاتحة في الركعتين الثالثة والرابعة؟ فقد سمعت في بعض دروس العلم أن قراءة السورة بعد الفاتحة في غير الركعتين الأُوليَيْن؛ كالركعة الثالثة في المغرب، أو الركعتين الأخيرتين في الصلوات الرباعية لا يُؤثر على صحة الصلاة، فما مدى صحة هذا الكلام؟


نرجو منكم بيان فضل الأذان للصلاة وأجر المؤذنين.


ما حكم التصرف في كارت التموين؟ فلدَى بعض أصدقائي "كارت تموين" وليس في حاجة إليه، فهل يجوز أن يعطيه آخر مدة من الزمن ليستفيد من صرف السلع التموينية المقررة لهذا الكارت؟


ما حكم الذكر والدعاء داخل الصلاة بألفاظ لم ترد في الكتاب والسنة؟ وهل يُعَدُّ ذلك بدعة؟


ما حكم الدعاء بعد ختم القرآن الكريم؟ وبيان فضل ذلك.


ما حكم الجهر بالصلاة على سيدنا النبي عليه السلام في هيئة جماعية؟


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 01 مايو 2025 م
الفجر
4 :37
الشروق
6 :12
الظهر
12 : 52
العصر
4:29
المغرب
7 : 33
العشاء
8 :57