المحافظة على الأماكن والمباني التاريخية والأثرية ذات الطابع التاريخي الديني من المطلوبات الشرعية والمستحبات الدينية التي حثَّت عليها الشريعة؛ لأن فيها تعظيمًا لِمَا عظَّمه الله تعالى من الأيام والأحداث والوقائع والأشخاص والأعمال الصالحة التي حصلت فيها أو ارتبطت بها؛ فهي تُذَكِّر المسلمين بماضيهم وتربط قلوبهم بوقائعه وأيَّامه، والله تعالى يقول في كتابه الكريم: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ الله﴾ [إبراهيم: 5]، فهذا أمر مُطْلَق بالتذكير بأيام الله؛ التي هي وقائع الله في الأزمنة السابقة، فكُلُّ ما يحصل به هذا التذكير يكون وسيلةً لتحقيقه، فيكون مطلوبًا شرعًا؛ والقاعدة الشرعية "أن الوسائل تأخذ حكم المقاصد"، و "أن المُطْلَق يجري على إطلاقه حتى يأتي ما يقيده".
قال الإمام الزركشي في "البحر المحيط" (5/ 8، ط. دار الكتبي): [الخطاب إذا ورد مُطلَقًا لا مُقَيِّد له حُمِلَ على إطلاقه] اهـ.
ومن الفوائد الجليلة لهذا التذكير أيضًا: أنه يعطي دليلًا واقعيًّا على صحة هذه الوقائع التي حدثت فيها، أما إزالتها وهدمها فهو الذي يكون ذريعةً لإنكار هذه الأحداث مِن أصلِها، وادعاء أنها قضايا مفتعلة ليس لها أساسٌ واقعيٌّ.
ومن مقاصد الشريعة الربط بين العبادات والشعائر وبين الأماكن التي تذكِّر بأصلها التاريخي الديني؛ كالصفا والمروة التي كانت السيدة هاجر رضي الله عنها تتردد بينهما؛ فيقول تعالى: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 158].
وقال تعالى: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾ [البقرة: 125].
وقد جاء في تفسير المقام أنه الحَجَر الذي فيه أثر قدمه، أو الموضع الذي كان فيه الحَجَر حين قام عليه ودَعَا الناس إلى الحج، أو رَفَعَ بناءَ البيت وهو موضعه اليوم، واتخاذه مصلًّى: أن يُدعى فيه، ويُتَقَرَّب إلى الله تعالى. فالأمر باتخاذه مُصلًّى يَلزم منه المحافظةُ عليه وعلى تعيين موضعه، وإشهارُه بين الناس. ينظر: "تفسير البيضاوي" (1/ 105، ط. دار إحياء التراث العربي).
ويقول تعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَال﴾ [النور: 36]؛ روى ابن مردويه عن أنس بن مالك وبريدة رضي الله عنهما: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قرأ هذه الآية ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ﴾، فقام إليه رجل، قال: أيُّ بيوتٍ هذه يا رسول الله؟ قال: «بيوت الأنبياء»، فقام إليه أبو بكر رضي الله عنه، وقال: يا رسول الله، وهذا البيت منها مشيرًا إلى بيتِ عليٍّ وفاطمة رضي الله عنهما؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «نعم، مِن أفاضلِها». ينظر: كتاب "الدر المنثور" (6/ 203، ط. دار الفكر).
قال الإمام أبو حيان الأندلسي في "البحر المحيط" (8/ 48، ط. دار الفكر): [والظاهر أن ﴿فِي بُيُوتٍ﴾ مُطْلَق؛ فيصدق على المساجد والبيوت التي تقع فيها الصلاة والعِلم] اهـ.
ومن معاني الرفع في الآية الكريمة: التعظيم -كما هو مقرر في مَحَلِّه من كتب التفسير-؛ قال الحافظ ابن الجوزي في "زاد المسير" (3/ 298، ط. دار الكتاب العربي): [وفي معنى ﴿أَنْ تُرْفَعَ﴾ قولان؛ أحدهما: أن تُعَظَّم؛ قاله الحسن، والضحَّاك] اهـ.
فإذا كان الله تعالى قد أذِن -أي: أَمَر- بتعظيم تلك الأماكن، فإن المحافظةَ عليها لَازمةٌ عن تعظيمها؛ إذ إن الإزالةَ منافيةٌ للتعظيم المستلزم لبقاء المُعَظَّم ليَحْصُل تعظيمُه، والتعظيم المطلوب أيضًا مُطْلَقٌ لا يمنع منه إلا ما منعه الشرع بخصوصه.
وروى البزار في "مسنده" (12/ 230) عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن آطام المدينة أن تُهدَم.
وروى الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 194) عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «لَا تَهْدِمُوا الْآطَامَ، فَإِنَّهَا زِينَةُ الْمَدِينَةِ». وآطام المدينة هي حصونها.
وبَوَّب على هذا الحديث الإمام الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/ 301، ط. القدسي) فقال: [باب النهي عن هدم بُنيانها -أي: المدينة-] اهـ.
وقد جرى الصحابة الكرام رضي الله عنهم على التبرك بمواضع صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك بإقرار النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفعله؛ فكانوا يطلبون من النبي صلى الله عليه وآله وسلم الصلاة في بيوتهم ليتخذوا موضع صلاته مصلًّى لهم؛ فأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن محمود بن الربيع الأنصاري رضي الله عنه، قال: سمعت عتبان بن مالك الأنصاري، ثم أحد بني سالم رضي الله عنه، قال: كنت أصلي لقومي بني سالم، فأتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقلت: إني أنكرت بصري، وإن السيول تحول بيني وبين مسجد قومي، فلوددت أنك جئتَ فصليت في بيتي مكانًا حتى أتخذه مسجدًا، فقال: أَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللهُ، فغدا عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر رضي الله عنه معه بعدما اشتد النهار، فاستأذن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأذنتُ له، فلم يجلس حتى قال: أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ مِنْ بَيْتِكَ؟ فأشار إليه مِن المكان الذي أحب أن يصلي فيه، فقام، فصففنا خلفه، ثم سلم وسلمنا حين سلم.
وكان الصحابة رضي الله عنهم يتحرون أماكن صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومواضع سيره، وحله، وترحاله، وأثره فيتبركون بها، وينزهونها وينهون عن إهانتها، وبوَّب على ذلك الإمام البخاري في "صحيحه" بقوله: (باب المساجد التي على طرق المدينة، والمواضع التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم روى عن موسى بن عقبة، قال: رأيت سالم بن عبد الله يتحرى أماكن من الطريق فيصلي فيها، ويحدث أن أباه كان يصلي فيها، وأنه رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلي في تلك الأمكنة. قال: وحدثني نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يصلي في تلك الأمكنة، وسألتُ سالمًا، فلا أعلمه إلا وافق نافعًا في الأمكنة كلها، إلا أنهما اختلفا في مسجد بشرف الرَّوْحَاء.
ومن ذلك غضب السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وغيرها من التابعين مما فعله مروان بن الحكم حين صلب رجلًا يُسمَّى "ذبابًا" على موضع "ذباب"، وهو موضعٌ صلّى فيه النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم وكان مضربًا لِقُبَّتِهِ؛ وذلك تنزيهًا للأماكن التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم عمَّا لا يليق بها.
فروى ابن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 62، ط. جدة) عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب قال: بعثَت عائشة رضي الله عنها إلى مروان بن الحكم حين قتل ذبابًا وصلبه على ذباب: "تعِسْتَ؛ صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واتخَذْتَه مَصْلَبًا!" قال: وذباب رجل من أهل اليمن عدا على رجل من الأنصار... قال أبو غسان: وأخبرني بعض مشيختنا أن السلاطين كانوا يصلبون على ذباب، فقال هشام بن عروة لزياد بن عبيد الله الحارثي: يا عجبًا! أتصلبون على مضرب قبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فكف عن ذلك زياد، وكفَّت الولاة بعده عنه.
وأمَّا دعوى أن تعظيم هذه الأماكن مُحَرَّم، وقد يكون من ذرائع الشرك؛ لأنه يؤدِّي إلى أن يعتقد العوام بَرَكَة تلك الأماكن فليست بمُسَلَّمة؛ لأن الشرع لم يَمنع من مُطْلَق تعظيم غير الله، وإنما يَمنع منه ما كان على وجه عبادة المُعَظَّم كما كان يفعل أهل الجاهلية مع معبوداتهم الباطلة فيعتقدون أنها آلهة، وأنها تضر وتنفع مِن دون الله، وأما ما سوى ذلك مِمَّا يدل على الاحترام والتوقير والإجلال فهو جائزٌ إن كان المُعَظَّم مُستحِقًّا للتعظيم، ولو كان جمادًا من بناءٍ أو غيرِه؛ وقد روى البيهقي بسنده أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا رأى البيت رفع يديه وقال: «اللهم زِد هذا البيت تشريفًا، وتعظيمًا، وتكريمًا، ومهابة».
وروى الدارمي عن عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه أنه كان يضع المصحف على وجهه ويقول: "كتاب ربي، كتاب ربي".
فتعظيم ما عَظَّمه الله تعظيمٌ بالله، والتعظيم بالله تعظيمٌ لله؛ كما قال تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى القُلُوبِ﴾ [الحج: 32]، كما أن طاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم طاعةٌ لله تعالى الذي أرسله: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ الله﴾ [النساء: 80]، ومبايعته مبايعةٌ لله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ﴾ [الفتح: 10].
أما كون ذلك من ذرائع الشرك؛ لأنه يؤدي إلى أن يعتقد العوام بَرَكَة تلك الأماكن، فهو مبني على خَلَلٍ في مفهوم الشرك؛ فالشرك تعظيمٌ مع الله أو تعظيمٌ مِن دون الله؛ ولذلك كان سجودُ الملائكة لآدم عليه السلام إيمانًا وتوحيدًا، وكان سجودُ المشركين للأوثان كفرًا وشركًا مع كون المسجود له في الحالتين مخلوقًا، لكن لَمَّا كان سجودُ الملائكة لآدم عليه السلام تعظيمًا لِمَا عَظَّمه الله كما أمر الله كان وسيلةً مشروعةً يَستحق فاعلُها الثواب، ولَمَّا كان سجود المشركين للأصنام تعظيمًا كتعظيم الله كان شركًا مذمومًا يَستحق فاعلُه العقاب.
واعتقاد وجود البَرَكَة أو حصولِها بواسطة مخلوقٍ مُعيَّنٍ لا علاقة له بالشرك مِن قريبٍ أو مِن بعيد، فضلًا عن أن يكون ذريعةً له، إلا أن يُعتقد بأن ذلك المخلوق مؤثرٌ بذاته في إيجاد تلك البَرَكَة على وجه الاستقلال، أمَّا إن اعتقد الإنسان أن البَرَكَة مِن الله، وأنه هو الذي يجعلها في إنسانٍ مُعيَّنٍ أو شيءٍ مُعيَّنٍ أو بُقعةٍ مُعيَّنة، وأن البَرَكَة توجد عند هذه الأشياء لا بها؛ لأنه لا مُؤثِّر في الوجود إلا الله، فهذا عين التوحيد؛ لأنه مِن توحيد الأفعال.
وقد تضافرت الأدلة التي تثبت وجود البركة في الذوات المخلوقة بإيجاد الله تعالى لها؛ وقد حكى الله تعالى لنا قصة إنزال التابوت -الذي كان يُتَبَرَّك به- على بني إسرائيل، بما كان فيه من آثار الأنبياء؛ فقال تعالى: ﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [البقرة: 248].
قال في «تفسير الجلالين»: [﴿إنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ﴾ الصندوق كان فيه صور الأنبياء، أنزله على آدم، واستمر إليهم، فغلبهم العمالقة عليه وأخذوه، وكانوا يستفتحون به على عدوهم، ويقدمونه في القتال، ويسكنون إليه؛ كما قال تعالى ﴿فِيهِ سَكِينَةٌ﴾: طمأنينة لقلوبكم ﴿مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ﴾؛ وهي نعلَا موسى، وعصاه، وعمامة هارون، وقَفِيزٌ من المَنَّ الذي كان ينزل عليهم، ورُضَاضٌ من الألواح] اهـ.
وتبرك الصحابة بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في حياته وآثاره المنفصلة منه بعد انتقاله، وحتى الأماكن التي كان يتردد عليها، معروفة مشهورة في كتب السنة والحديث، ومنها ما رواه البخاري عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس رضي الله عنه "أنَّ أمَّ سليمٍ كانت تبسط للنبي صلى الله عليه وآله وسلم نِطَعًا، فَيَقِيل عندها على ذلك النطع. قال: فإذا نام النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخذت من عَرَقه وشعره، فجمعته في قارورة، ثم جمعته في سُكٍّ". قال: فلما حضر أنس بن مالك الوفاة، أوصى إلىَّ أن يُجعلَ في حنوطه من ذلك السُك، قال: فجعل في حَنُوطه.
وروى البخاري عن ابن سيرين، قال: قلت لعبيدة: عندنا من شَعر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصبناه من قِبَلِ أنس، أو من قِبَلِ أهل أنس، فقال: لأن تكون عندي شَعرة منه أحب إلي من الدنيا وما فيها.
وروى ابن السَّكن عن ثابت البنانيِّ أنه قال: قال لي أنس بن مالك رضي الله عنه: "هذه شَعرة من شَعر رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم، فضعها تحت لساني" قال: فوضعتُها تحت لسانه، فدُفن وهي تحت لسانه. ينظر: "الإصابة في تمييز الصحابة" للحافظ ابن حجر (1/ 276، ط. دار الكتب العلمية).
وروى ابن أبي شيبة في "مصنفه" (4/ 557، ط. دار الفكر) عن يزيد بن عبد الملك بن قسيط قال: رأيت نفرًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا خلَا لهم المسجد قاموا إلى رمانة المنبر القرعا، فمسحوها ودعوا، قال: ورأيت يزيد يفعل ذلك.
ولم يكن هذا منحصرًا في تبرك المفضول بالفاضل، بل قد جاء ما يفيد مشروعية تبرك الفاضل بالمفضول؛ فروى الطبراني في الأوسط عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يبعث إلى المطاهر، فيؤتى بالماء، فيشربه، يرجو بَرَكَة أيدي المسلمين.
بل قد ورد في الصحيح تَبرُّك النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالمطر؛ فروى مسلم عن أنس رضي الله عنه قال: قال أنس: أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مطر، قال: فحَسَر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثوبَه، حتى أصابه مِن المطر، فقلنا: يا رسول الله! لم صنعت هذا؟ قال: «لأنه حديث عهدٍ بربه تعالى».
ومن شأن العقلاء في كل الأمم احترام آثار سلفهم ومقدميهم، وقد جرى الصحابة والتابعون وعلماء الأمة وأئمتها من الفقهاء والمحدثين والمؤرخين على تعظيم هذه الأماكن والآثار الدينية، وعدوا ذلك تعظيمًا للشريعة، وجرى على هذا عملُ السلف والخلف، ولم يَقُل أحدٌ مُعتَبَر بمَنْعِ ذلك لأنه شركٌ أو يؤدِّي إلى الشرك.
والله سبحانه وتعالى أعلم.