فتاوى النوازل لتقديم معالجة شرعية وإفتائية للمستجدات التي تتعلق بوباء كورونا
في ظل ما تعانيه معظم بلاد العالم من اجتياح فيروس كورونا المستجد (COVID-19) وما ترتب عليه من آثار ونتائج، وما فرضته قواعد المجابهة العالمية للقضاء عليه من إجراءات ووسائل غيَّرت تغييرًا جذريًّا طرق التعامل البشري في كافة مناحي الحياة وأنماطها وربوعها، برز جليًّا في هذا المضمار دَوْرُ دُور الفتوى الإسلامية، وفي طليعتها دار الإفتاء المصرية، في مواجهة هذا الوباء المُستشري والهجمة المَرَضيَّة؛ فلم تألُ الدار جهدًا في إصدار عشرات الفتاوى الفقهية؛ توصيفًا لأداء العبادات على الوجه الذي يقي خطر استشراء البلاء وبلواه، وتأصيلًا لمشروعية اتخاذ الإجراءات التي تحد من انتشاره وتقلل من عدواه، وتفصيلًا لكيفية التعامل مع مرضاه، وتوضيحًا لطرق دفن موتاه، متناولةً جُلَّ الجوانب التي يمكن أن تتأثر بهذا الوباء؛ بدءًا من الموقف العقدي، إلى الجانب الروحي، إلى الأداء الشعائري، إلى التناول الفقهي، إلى السلوك الأخلاقي، إلى الحِراك الاجتماعي، إلى التفاعل الوطني، إلى الالتزام القانوني، إلى غير ذلك مما يحيط به من أحوالٍ وظروفٍ فردية ومجتمعيَّة ووطنية ودولية، ليكون ذلك دليلَ صدقٍ على مرونة الإسلام واستيعابه لكل التغيرات الحياتية، وشاهدَ عدلٍ على قدرته على مواكبة المستجدات والمتغيرات التي تمر بها البشرية، وبرهانَ حقٍّ على صلاحية الأحكام الشرعية للتطبيق في كل الظروف المعيشية، وتحت كل الأحوال البيئية؛ فإن الإسلام هو كلمة الله الأخيرة إلى العالمين، ولذلك كان صالحًا لكل الأسقف المعرفية، ومتسقًا مع كل الحقائق العلمية، ومستوعبًا لمختلف الأزمنة والأمكنة والأحوال والأشخاص.