التسمية عند الأكل

التسمية عند الأكل

ما حكم التسمية عند البدء في الأكل؟ وما حكم من نَسِيَهَا وتذَكَّرَها أثناء الأكل؟

ذهب الفقهاء إلى أن التسمية عند البدء في الأكل من السنن، وصيغتها: (باسم الله)، أو (بسم الله الرحمن الرحيم)، فإن نسيها في أوله سمى في باقيه، ويقول: (باسم الله أوله وآخره)؛ قال الإمام ابن قدامة في "المغني" (9/ 433، ط. مكتبة القاهرة): [وَتُسْتَحَبُّ التَّسْمِيَةُ عِنْدَ الطَّعَامِ، وَحَمْدُ اللهِ عِنْدَ آخِرِهِ؛ لِمَا رَوَى عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ رضي الله عنه، قَالَ: أَكَلْت مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم، فَجَالَتْ يَدِي فِي الْقَصْعَةِ، فَقَالَ: «سَمِّ اللهَ، وَكُلْ بِيَمِينِك، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ» قَالَ: فَمَا زَالَتْ أَكْلَتِي بَعْدُ، رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ بِمَعْنَاهُ، وَأَبُو دَاوُد، وَرَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: لا أَعْلَمُهُ إلا عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «لِلطَّاعِمِ الشَّاكِرِ مِثْلُ مَا لِلصَّائِمِ الصَّابِرِ»، قَالَ أَحْمَدُ: مَعْنَاهُ إذَا أَكَلَ وَشَرِبَ يَشْكُرُ اللهَ وَيَحْمَدُهُ عَلَى مَا رَزَقَهُ، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «إذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَذْكُر اسْمَ اللهِ، فَإِنْ نَسِيَ أَنْ يَذْكُرَ اسْمَ اللهِ فِي أَوَّلِهِ، فَلْيَقُلْ: بِاسْمِ اللهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وعَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «مَنْ أَكَلَ طَعَامًا فَقَالَ: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي هَذَا وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلا قُوَّةٍ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم إذَا أَكَلَ طَعَامًا قَالَ: «الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَجَعَلَنَا مُسْلِمِينَ»، وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم كَانَ إذَا رُفِعَ طَعَامُهُ، أَوْ مَا بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: «الْحَمْدُ للهِ حَمْدًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلا مُوَدَّعٍ» رَوَاهُنَّ ابْنُ مَاجَهْ] اهـ.
والله سبحانه وتعالى أعلم.

اقرأ أيضا