24 مارس 2025 م

مفتي الجمهورية في حديثه الرمضاني مع الإعلامي حمدي رزق: - احترام الوقت من دلائل الإيمان وإضاعته أشد من الموت لأنه تضييع للفرص

مفتي الجمهورية في حديثه الرمضاني مع الإعلامي حمدي رزق:  -      احترام الوقت من دلائل الإيمان وإضاعته أشد من الموت لأنه تضييع للفرص

أكد فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- أن قضية الوقت تُعَدُّ من أهم القضايا التي ينبغي على المسلم العناية بها، مشيرًا إلى أن الوقت من النعم العظيمة التي أنعم الله بها على الإنسان، وواجب المسلم أن يستثمره في طاعة الله والقيام بالمهام المنوطة به في الحياة، إذ إن كل لحظة تمر من عمر الإنسان تحسب له أو عليه.

وأوضح فضيلته خلال لقائه الرمضاني اليومي مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج "اسأل المفتي" على فضائية صدى البلد، أن الإسلام أعطى للوقت مكانة رفيعة، يتجلى ذلك في أن الله عز وجل أقسم به في مواضع عديدة من كتابه الكريم، فقال تعالى: ﴿وَالْعَصْرِ ۝ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾، وقوله سبحانه: ﴿وَالضُّحَىٰ ۝ وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ﴾، وغير ذلك من المواضع التي تشير إلى قيمة الوقت وأهميته.

وأشار مفتي الجمهورية إلى أن الشريعة الإسلامية نظمت حياة الإنسان وفق مواعيد محددة، فجعلت الصلاة في أوقات معلومة، كما أن الصيام له توقيت معين يبدأ عند الفجر وينتهي عند المغرب، وكذلك الحج له موسم محدد، مما يعكس بوضوح أن احترام الوقت جزء من المنهج الإسلامي. وأوضح فضيلته أن الله سبحانه وتعالى ربط الأعمال بالاستعداد للقاء الآخرة، حيث قال في كتابه العزيز: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر: 18]، مؤكدًا أن هذه الآية تشمل اليوم الآخر وتشمل اليوم الذي يلي يوم الإنسان الحاضر، وهو ما يعني أن الإسلام يحث على التخطيط السليم للحياة والاستفادة من الوقت بأفضل صورة ممكنة.

وأضاف فضيلته أن النبي صلى الله عليه وسلم لفت الانتباه إلى أهمية استغلال الوقت، وجعل ذلك من أولويات المسلم، حيث قال: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ»، كما أوصى صلى الله عليه وسلم بأهمية اغتنام الفراغ قبل الانشغال، فقال: «اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك»، مشيرًا إلى أن هذه الوصايا النبوية تؤكد ضرورة استثمار كل لحظة في الحياة.

وفي سياق حديثه، شدَّد فضيلة المفتي على أنَّ ضياع الوقت أشد من الموت، لأن الموت يعني نهاية الحياة، أما إهدار الوقت فهو تضييع للفرص دون تحقيق فائدة تُذكر، مما يؤدي إلى فقدان الإنسان لمعناه الحقيقي في الحياة. ولفت الانتباه إلى أنَّ من يتهاون في أداء أعماله أو يضيع الوقت فيما لا ينفع، فهو كمن يأكل أموال الناس بالباطل؛ لأن المسلم إذا كان موظفًا أو عاملًا فإنه ملزم بأداء عمله بإخلاص خلال ساعات العمل التي الْتزم بها، وفقًا للعقد المبرم بينه وبين جهة عمله، وهذا يدخل في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾.

وأكد فضيلته أن هناك بعض الأشخاص الذين يستغلون العبادات كذريعة للتكاسل عن أداء أعمالهم، فيتحججون بالصلاة أو الصيام أو العبادات الأخرى لتبرير تقصيرهم في أداء المهام المكلفين بها، موضحًا أن هذا التصرف يعد من أشد أنواع الخطأ، لأن العبادات في الإسلام جاءت لتعزز قيمة الوقت وتنظم حياة الإنسان، لا أن تكون وسيلة للتكاسل والتخاذل.

كما أوضح فضيلة المفتي أن التشريع الإسلامي جاء لرفع الحرج عن الناس ومراعاة أحوالهم، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من أمَّ الناس فليخفِّف، فإن فيهم الضعيف والمريض وذا الحاجة»، مبينًا أن الإسلام يراعي ظروف الناس ويوجههم إلى استثمار الوقت بحكمة ودون مشقة.

وأكَّد أن الأمة الإسلامية بحاجة ماسة إلى الوعي بقيمة الوقت واحترامه، مشيرًا إلى أن الدول المتقدمة لم تحقق نهضتها إلا بعد أن أدركت أهمية الانضباط الزمني والعمل الجاد، داعيًا إلى تبني ثقافة احترام الوقت في المجتمع، والعمل على غرسها في الأجيال القادمة؛ لأن ذلك يُعَدُّ إحدى الركائز الأساسية لبناء حضارة قوية ومستدامة.

وفي ختام الحلقة أجاب فضيلة المفتي عن عدد من أسئلة المشاهدين، من بينها قضية قراءة القرآن الكريم بصورة جماعية، ورد على مزاعم البعض بأنها بدعة، حيث أكد فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، أن قراءة القرآن الكريم بصورة جماعية جائزة شرعًا، وليست من البدع كما يزعم البعض، مشيرًا إلى أن الحديث الذي يُستدل به في معارضة هذا الأمر قد فُهم على غير مراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

وأوضح فضيلته أن النهي الوارد في الحديث كان بقصد منع التشويش بين القرَّاء أو على المصلين في المسجد، وليس المنع المطلق من القراءة الجماعية، مضيفًا أن البدعة المذمومة شرعًا هي التي تتضمن الطعن في الدين أو الإضافة إليه بغير دليل، أما قراءة القرآن جماعيًّا، فهي من الأمور المستحبة، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، وقوله: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده».

كما تناول فضيلته عددًا من الأسئلة الأخرى، من بينها حكم تأخير زكاة الفطر، حيث أوضح أن لها وقتَ وجوب يبدأ بغروب شمس آخر يوم من رمضان، ووقت أداء يمتد حتى صلاة العيد، مشيرًا إلى أن الأفضل إخراجها قبل الصلاة حتى يستفيد منها الفقراء، كما يجوز تعجيلها من أول رمضان.

وفي سياق آخر، أجاب فضيلة المفتي عن سؤال حول صبر أحد الزوجين على عقم الآخر، مؤكدًا أن الصبر على هذا الابتلاء يؤجر عليه الزوجان، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ ۖ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾ [الشورى: 49-50]. كما أشار إلى أن اللجوء إلى الوسائل الطبية المباحة لعلاج العقم، مثل التلقيح الصناعي والحقن المجهري، لا يعد اعتراضًا على إرادة الله، بل هو من باب الأخذ بالأسباب.

وحول قضية "الموت الرحيم"، شدد فضيلته على أن الشريعة الإسلامية ترفض هذا المفهوم، مؤكدًا أنه اعتداء على الكرامة الإنسانية، وأنه لا يجوز رفع أجهزة الإنعاش عن المريض ما دام هناك أي مؤشرات للحياة، لأن ذلك يعد قتلًا عمدًا يخالف مراد الله عز وجل.

كما تناول مسألة استفتاء المفتي في معصية، موضحًا أن الأمر يتوقف على مقصد المستفتي، فإن كان الهدف هو التباهي بالمعصية، فهذا منهي عنه، أما إذا كان بغرض طلب الفتوى والتوضيح، فلا بأس بذلك، مع مراعاة عدم الخوض في التفاصيل غير الضرورية قدر الإمكان.

كما أجاب فضيلة المفتي عن سؤال حول المُفْطِر بعذر شرعي الذي يحاول التظاهر بالصيام أمام الناس، مؤكدًا أن هذا التصرف جائز ولا يُعَدُّ كذبًا، بل هو مراعاة لحُرمة الشهر الكريم ومشاعر الآخرين.

يؤكد فضيلة أ.د نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أنَّ اليوم العالمي لمكافحة خطاب الكراهية، الذي يوافق الثامن عشر من يونيو من كل عام، يُمثِّل دعوةً عالمية مُلِحَّة إلى إعلاء قيم التفاهم والسلام والتعايش بين الشعوب، ووقفةً جادَّة في مواجهة الخطاب المنفلت الذي يُحرِّض على العنف والتمييز، ويزرع بذور الشقاق والعداء، بدلًا من أن يسهم في ترسيخ البناء والوعي والإخاء الإنساني.


يدين فضيلة أ.د نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، استهدافَ وفدٍ دبلوماسي دولي بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء زيارته لمدينة جنين الفلسطينية، معتبرًا أن هذا الاعتداء انتهاك صارخ للأعراف الدبلوماسية، وخرق فاضح للقانون الدولي، واعتداء سافر على حرمة العمل الدبلوماسي وكرامة الإنسان.


أكد فضيلة أ.د نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن رسالة الإعلام تعد عنصرًا فاعلًا في تشكيل الوعي الديني، وشريكًا أصيلًا في التصدي للمفاهيم المغلوطة، وتحصين المجتمعات من دعاوى الفتنة والتطرف، موضحًا أن تغطية القضايا الدينية تتطلب وعيًا راسخًا بطبيعة الخطاب الشرعي، ومهنية عالية في تناول الفتوى، وحرصًا دائمًا على الرجوع إلى المصادر الرسمية المعتمدة، لما لذلك من أثر كبير في مواجهة الشائعات التي تُروَّج أحيانًا عبر منصات غير متخصصة.


غادر فضيلة أ.د نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، اليوم الأحد، دولة الجزائر، متوجهًا إلى جمهورية سنغافورة، وذلك بعد أن اختتم زيارته الرسمية إلى دولة الجزائر؛ للمشاركة في مؤتمر "التعارف الإنساني وأثره في ترسيخ العلاقات وتحقيق التعايش"، الذي نظمه المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر، والذي شهد مشاركة دولية واسعة ونقاشات ثرية حول مفاهيم التواصل الحضاري وبناء جسور التفاهم بين الشعوب والثقافات.


يدين فضيلة أ.د نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، الهجوم الإرهابي الآثم الذي استهدف الكنيسة الكاثوليكية في بلدة كوماندا، شمال شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية، مما أسفر عن مقتل العشرات من الأبرياء، في اعتداء غادرٍ يُعد من أبشع صور الإفساد في الأرض وانتهاك حرمة النفس البشرية التي كرَّمها الله.


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 30 يوليو 2025 م
الفجر
4 :34
الشروق
6 :13
الظهر
1 : 1
العصر
4:38
المغرب
7 : 50
العشاء
9 :17