التقى فضيلة أ.د نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، اليوم الاثنين، فضيلة الشيخ نوريزباى حاج تاغانولى أوتبينوف، المفتى العام لجمهورية كازاخستان، رئيس الإدارة الدينية لمسلمى كازاخستان، وذلك على هامش مشاركة فضيلته في القمة الدولية الثامنة لزعماء الأديان العالمية والتقليدية المنعقدة بالعاصمة أستانا.
وخلال اللقاء، أكد فضيلة مفتي الجمهورية، عمق الروابط التاريخية والدينية التي تجمع بين مصر وكازاخستان، مشددًا على أن التعاون بين دار الإفتاء المصرية ودار الإفتاء الكازاخية، يُعد ركيزة مهمة في دعم الجهود المشتركة لنشر قيم الوسطية والاعتدال، موضحًا أن دار الإفتاء المصرية حريصة على تعزيز هذا التعاون من خلال تبادل الخبرات وتنظيم برامج تدريبية متخصصة للعلماء والطلاب الكازاخيين بما يسهم في إعداد كوادر مؤهلة قادرة على مواجهة التحديات الفكرية المعاصرة ونشر خطاب ديني رشيد.
وأوضح فضيلة مفتي الجمهورية، أن دار الإفتاء المصرية تمتلك تجربة رائدة على المستويين العربي والإسلامي في ضبط الخطاب الإفتائي وتأصيل منهجية الفتوى، حيث باتت مرجعًا معتمدًا في مواجهة الفكر المتشدد من خلال أدوات علمية معاصرة، ومبادرات مؤسسية، ومراكز بحثية متخصصة، يمكن الإفادة منها في دعم جهود المؤسسات الإسلامية في الخارج، وبخاصة فيما يتعلق بإعداد وتأهيل الأئمة والدعاة وتدريبهم على مهارات الفتوى ومراعاة السياقات المجتمعية المختلفة.
من جانبه، أعرب مفتي كازاخستان عن تقديره الكبير لفضيلة مفتي الجمهورية، مثمنًا جهود دار الإفتاء المصرية وتطورها المؤسسي، ودورها في تدريب وتأهيل طلاب كازاخستان في شؤون الفتوى، كما هنأ فضيلته بنجاح المؤتمر الدولي الأخير الذي نظمته دار الإفتاء المصرية في القاهرة، مؤكدًا حرص بلاده على مواصلة التعاون الوثيق مع المؤسسات الدينية المصرية في مواجهة الفكر المتطرف وحماية الشباب من الظواهر الدخيلة، وتعزيز مكانة الخطاب الإسلامي الوسطي في الساحة الدولية.
ويأتي هذا اللقاء في إطار الدور الريادي الذي تضطلع به دار الإفتاء المصرية في تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، ودعم جهود إحلال السلام وترسيخ قيم التعايش المشترك، بما يعكس مكانة مصر التاريخية والدينية عالميًّا.