البوابات الإلكترونية للمؤسسات المعاصرة نافذتها الأصيلة ووجهها الأول أمام العالمين رغم حداثتها نسبيًّا، وتدعيمًا لوجود دار الإفتاء حتى يكون حضورها على الساحة المحلية والعالمية حضورًا قويًّا وفعالًا من أجل توفير سمات وأسباب الوعي الديني الصحيح، وفتح قنوات جديدة للتواصل مع جمهور المسلمين في جميع أنحاء العالم باللغات المختلفة.
إن هذه البوابة الإلكترونية هي نافذة دار الإفتاء على العالم، عبرها تنقل هذه المؤسسة العريقة رسالتها إلى جماهير الأمة شرقًا وغربًا وإلى أفراد الإنسانية وجماعاتها المنتشرة عبر المعمورة، وذلك من خلال رؤية منهجية شرعية علمية وسطية رصينة، مع رؤية متناسقة ومنسجمة للإنسان والكون والحياة، تتوخَّى الحق والحقيقة، وتتغيَّا الخير والإحسان، حتى تكون الأحكام الشرعيَّة بابًا سهلًا للوصول إلى رضا الله تعالى، وسببًا ظاهرًا لهداية الخلق، وحافزًا على عمارة الأرض، كما أرادها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
مُكَوِّنات البوابة:
لما كانت دار الإفتاء تعيش في قلب الحقل الإفتائي وتبصر ما فيه من الخلل؛ راعت من خلال هذه البوابة الإلكترونية أن تفتح نافذة توجيهية يطالع فيها المسلمُ أصولَ الإفتاءِ والاستفتاءِ وآدابَه في الشريعة الإسلامية، فضلًا عن فهم الإسلام فهمًا صحيحًا وفق ما سارت عليه الأمة سلفًا وخلفًا، وقد رأينا أن تكون معالجة ما نريده من موضوعات عبر هذه النافذة من خلال العناوين التالية:
• فضيلة المفتي:
يُعَدُّ هذا الموقع نافذة رئيسة للتعريف بفضيلة مفتي الجمهورية، من حيث سيرته الذاتية ومسيرته العلمية ونشاطاته الثقافية والفكرية والإعلامية والاجتماعية مع تسليط الأضواء الكاشفة عن جهوده ومساعيه في خدمة الدين والوطن والإنسانية.
• الفتاوى:
ويمثل هذا الموقع قناة مفتوحة أمام سائر الناس للتواصل مع دار الإفتاء المصرية لإرسال أسئلتهم وهمومهم في شتى مناحي الحياة، ومن ثَمَّ توصيلها إلى الإدارة العلمية الشرعية داخل الدار للإجابة عنها، وتوجيه الإجابات إلى أصحابها.
كما يقوم هذا الموقع بالتعريف بمؤسسة دار الإفتاء، من حيث سيرتها ومسيرتها ومهامها وأقسامها وخدماتها وإصداراتها العلمية.
كذلك يهتم الموقع بمزيد من التركيز على عالم الفتوى ومتعلقاتها، حيث يعرض الفتاوى التي صدرت في السنوات الماضية، وهي تراث تعاقب على إصداره العشراتُ من أئمة الفقه والفتوى الذين شرفت بهم دار الإفتاء المصرية منذ تأسيسها إلى يومنا هذا، وذلك بعد مراجعة تلك الفتاوى مراجعة متقنة تليق بهذا التراث النفيس الذي يعز نظيره، مع تحديث الفتاوى أولًا بأول على آخر مقررات دار الإفتاء.
ويعرض الموقع – أيضًا - لفتاوى لم تزل تشغل أذهان جمهور عريض من المسلمين؛ سعيًا إلى رفع الإبهام والالتباس عنها، وفتاوى تَهمُّ المسلمين عبر العالم أكثريات أو أقليات، وفتاوى ذات طبيعة خاصة تتعلق بمستجدات علمية وطبية واقتصادية واجتماعية وحضارية.
وتنشد دار الإفتاء نشر ثقافة الإفتاء والاستفتاء، فجاءت نافذة المعارف الإفتائية لتسلط الأضواء على ما ينبغي أن يكتسبه المفتي والمستفتي من معارف وآداب تحقق الإفتاء السديد والاستفتاء الرشيد.
ويتضمن هذا القسم أيضًا موضوعات عن أصول الفتوى وضوابطها ومناهجها وآدابها، وعالم مفاهيمها وتاريخها ومؤسساتها وعلاقة الفتوى بالمجتمع والثقافة وفقه الواقع، وفي ذلك تأسيس لصناعة الإفتاء التي تمت الإشارة إليها في أكثر من مناسبة.
• إعلام ورصد:
تتواصل دار الإفتاء مع سائر وسائل الإعلام المحلية والعالمية من خلال هذا الموقع للتعرف على نشاطات دار الإفتاء الكثيفة وجهودها الدءوبة في خدمة رسالتها وأهدافها، من خلال قسم الأخبار والبيانات الذي يتضمن أخبار فضيلة المفتي وعلمائها وخدمات دار الإفتاء، مع صياغة بعض الفتاوى بِلغة إعلامية سهلة وواضحة لشرائح المجتمع المختلفة.
ويعرض هذا الموقع النشرات والتقارير الصادرة عن مركز البحوث والدراسات لقضايا التشدد والتطرف الذي أنشأته دار الإفتاء لتكون مهمته التواصل مع دوائر صناعة القرار السياسي والإعلامي ومراكز الأبحاث والجامعات الدولية لتزويدهم بمنتجات المركز، التي تُعْنَى بتحليل وتفنيد مزاعم المتطرفين وأفكارهم الشاذة والرد عليها ردًّا علميًّا منضبطًا، ودراسة ظاهرة انضمام الشباب إلى الجماعات المتطرفة، سواءً من دول الشرق أو الغرب من أجل وضع حلول جذرية تحول دون انجراف الشباب إلى براثن التطرف والإرهاب.
كما أن هناك نافذة تنشر فيها النشرات الإخبارية والتقارير الإعلامية الدورية واليومية الخاصة بالشأن الديني في مصر والعالم.
كذلك يتضمن البيانات والتقارير الصادرة عن مرصد دار الإفتاء الذي يقوم برصد وتحليل الشأن الديني عامة ومعالجة الفتاوى والآراء الدينية المتشددة والشاذة بشكل خاص، التي تُحدث بلبلة في المجتمع، وفق المنهج العلمي الوسطي؛ بقصد تنقية الساحة الدينية وتصحيحها وتصويبها مما أصابها من ظواهر سلبية.
• التدريب والتأهيل:
تتوجه أنظار المفتين والباحثين الشرعيين في كل أنحاء المعمورة إلى الاستفادة من خبرة دار الإفتاء المصرية الهائلة التي تصل إلى أكثر من قرن من الزمان؛ لذا تمثل هذه النافذة ملتقًى للخريجين، وتيسر المتابعة المستمرة لأخبار وفاعليات الدورات التدريبية والتأهيلية والبرامج المتخصصة والتثقيفية التي تعقدها دار الإفتاء من حينٍ لآخر؛ حتى تعظم الاستفادة لدى قطاعات كبيرة ومتنوعة من المفتين والباحثين والقضاة والدعاة وخريجي الكليات الشرعية والجاليات المسلمة في الخارج وجمهور المسلمين.
• إعداد المفتين عن بُعْد:
حازت دار الإفتاء قصب السبق في تاريخ المؤسسات الدينية بإنشاء مركز التعليم عن بُعْد –المشرف على موقع دار الإفتاء التعليمي- من أجل تعليم العلوم الشرعيَّة والمساعدة لها، خاصة ما يخدم مجال الإفتاء الشرعي؛ حيث يتم إعداد المناهج المتخصصة في مجال الإفتاء الشرعي، ومن ثمَّ بث ذلك على هذا الموقع.
ولا ريب فإن هذا الموقع بمثابة قناة مفتوحة توفر على طلاب العلم عناء السفر لدراسة دبلوم الإفتاء بدار الإفتاء، حيث يمكنهم من خلالها أن يحصلوا على المعارف والمهارات الإفتائية التي تؤهلهم للقيام بدور الإفتاء بعد ذلك في بلادهم.
وقبل ذلك يتيح هذا الموقع الالتحاق بالشُّعب الدراسية بالمركز من خلاله، والتعرف على المناهج والمقررات والمواد الدراسية والتواصل مع اللجنة العلمية وأعضاء هيئة التدريس، فضلًا عن تيسير المتابعة لشئون الدراسة من شروط القبول ومواعيد الدراسة ونظام الامتحان ودليل الدارس.
وتهدف دار الإفتاء من وراء ذلك إلى تحقيق رسالتها التي تتجلى في: إقامة وسائل للاتصال مع كل الراغبين في القيام بمهام الإفتاء، وإمدادهم بالمعارف اللازمة لإدراك الواقع بصورة صحيحة، ومعالجة القصور العلمي المنهجي لدى بعض المتصدرين للفتوى بالتخصص الإفتائي، وتأسيس منهج بحثي تأصيلي للعملية الإفتائية من خلال وضع المناهج الدقيقة للبحث في المسائل وتحويلها إلى مواد علمية.
• مرئيات:
أضحت تكنولوجيا المعلومات في العصر الحاضر محركًا رئيسًا لتطور كافة العلوم وتقدمها، حيث المساهمة في دفع عملية التعليم، مع فتح آفاق جديدة وطرق إبداعية لاكتساب الثقافة وتنمية المعرفة.
في هذا الإطار تأتي هذه النافذة لتضم جملة كبيرة ومتنوعة من المرئيات والوسائط التي تقدم من خلالها دار الإفتاء الفتاوى الشرعيَّة والموضوعات الإسلاميَّة؛ لما تحققه هذه الوسائط من إثارة ومتعة وتشويق تساهم في حصول المعرفة والثقافة لدى المتلقين على نطاق واسع بسهولة، مع إمكانية الاحتفاظ بها وعرضها أكثر من مرة بطرق كثيرة وملائمة.
وقد راعت دار الإفتاء في هذا المجال كثيرًا من المتطلبات الشرعيَّة التي يكثر دورانها بين شرائح متنوعة من جمهور المسلمين، مع ربطها بأحدث المعطيات وتضمينها بأسباب التشويق والجاذبية، من أجل نشر الأحكام الشرعيَّة على منهج الوسطية للحفاظ على مجتمع إسلامي كفء وفعَّال، ومساعدة من يطلب الأحكام الشرعية بمصداقية ووعي.
• هذا ديننا:
استحدثت دار الإفتاء هذا الموقع لمواصلة جهودها في التعريف بصحيح الدين الإسلامي، وإبراز ملامح وسمات النموذج الحضاري الحقيقي لهذا الدين الخالد في مواجهة دعوات الإفراط والتفريط التي تعمل دائبة على تشويه صورته النقية السمحة التي إذا خالطت بشاشتها القلوب لا يسخطها أحد.
ونستهدف من خلال أقسام هذا الموقع التعريف بالإسلام ونبيه الأمين صلى الله عليه وآله وسلم ومواجهة حملات التشويه والتشكيك التي تتعرض لشخصه الكريم وسيرته العطرة وسنته المطهرة، مع تسليط الأضواء على جوانب الرحمة والعدل في رسالة الإسلام، وبيان سمات القيم والأخلاق الإسلاميَّة وتجلية ملامح وروائع الحضارة الإسلاميَّة.
وخلاصة القول: إن دار الإفتاء إذ تنتهج هذا المنهج المنفتح على العالمين لَتنطلق من مقصد شرعي أصيل يستمد أنواره من فيوضات قول الحق تبارك وتعالى في حق رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]، ومن منطلق الشعور العميق لدى دار الإفتاء بأن الأمانة التي تحمَّلَتْها تفرض عليها أن تُسَخِّرَ كل إمكاناتها في المساهمة الفعالة في نشر الإسلام، وبناء الوطن، ونهضة الأمة، وإسعاد الإنسانية.
وإننا إذ نعرض لهذه المبادرة الطيبة وذلك الجهد المتواضع الذي نقدمه خدمة للإسلام والمسلمين، لنرجو من الله تعالى الإخلاص والتوفيق والسداد لما فيه الخير والبر للأمة عاجلًا وآجلًا.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل،،،