أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية متابعته خلال الفترات القريبة مؤخرًا لجوء "داعش" الإرهابي إلى تجنيد "كبار السن" واستخدامهم في المعارك المسلحة التي يخوضها التنظيم في مناطق: سوريا، والعراق، وليبيا، نتيجة موجة الانشقاقات التي يشهدها داعش هذه الأيام على مستوى القادة والأفراد، وأسهمت في عزوف الصف الثاني والثالث الذين يمثلون الشباب المقاتلين في التنظيم الداعشي.
أوضح المرصد في بيان أصدره أن موجة الانشقاقات التي يشهدها التنظيم جاءت إثر خلاف حول أحقية تعيين متحدث جديد باسم التنظيم، ضمن سلسلة الصراع داخل التنظيم حول تولي المناصب وتوزيع الأدوار والمهام الموكلة لكافة الأفراد والقيادات الميدانية.
أوضح المرصد أن الانشقاقات التي يعيشها تنظيم داعش تمثِّل ذات المصير الذي واجهته الجماعات التكفيرية والإرهابية السابقة على داعش، واستفاد منه "داعش" عندما أقدم رموزه الإرهابية على الانشقاق عن القاعدة وتكوين أذرعه الإرهابية، وظن لفترة من الوقت قدرته على الاستمرار وتجنب سلبيات التنظيمات السابقة عليه، متجاهلين أن الأطماع النفسية ستكون الصخرة التي تتحطم عليها أطماعهم.
أكد تقرير مرصد الإفتاء أن الانشقاقات المعاصرة التي تُسرع من وتيرة زوال داعش تكشف أن الاقتصار على المواجهة العسكرية مع جماعات العنف والتكفير تؤدي إلى هزيمته على الأرض، إلا أنها لا تُنهي وجوده كسرطان متشعب لا يلبث أن يظهر في رداء جديد وتحت أسماء جديدة؛ مما يفرض حتمية المواجهة الفكرية، خاصة أن المرصد يتابع ظهور تنظيمات فرعية منبثقة عن "داعش" تمثل اتجاهًا جديدًا وأهدافًا محددة، تهدف إلى احتواء العناصر المغادرة.
المركز الإعلامي بدار الإفتاء المصرية ٩-١٢-٢٠١٦م