15 يونيو 2017 م

مفتي الجمهورية في برنامج “ مع المفتي “ على قناة الناس : - المصلحة الشرعية تقتضى في كثير من الأمور اتّخاذ السياسة الناجحة التي تؤدى إلى عصمة الدماء.

مفتي الجمهورية في برنامج “ مع المفتي “ على قناة الناس :  - المصلحة الشرعية تقتضى في كثير من الأمور اتّخاذ السياسة الناجحة التي تؤدى إلى عصمة الدماء.

  قال فضيلة مفتى الديار المصرية أ. د. / شوقي علام في حديثه لبرنامج " مع المفتي " المذاع على قناة الناس ردًّا على استدلال المتطرفين لما يسمى بآية السيف ( الآية الخامسة في سورة التوبة ) والتي يتخذونها ذريعة لقتال غير المسلمين تحت دعوى قتال المشركين : " لا يوجد في القرآن الكريم لفظ السيف، إنما أطلق المتطرفون على هذه الآية آية السيف لأن ظاهرها يأمر الرسول الكريم والمسلمين بأن يقتلوا المشركين كما قال تعالى : " فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (سورة التوبة آية 5) ".

وأضاف فضيلته: " إن هذه الآية فهمها المتطرفون فهمًا خاطئًا، وهذا جاء من منطلق أنهم يأتون على كل المجتمعات بالتكفير.

وأشار فضيلته إلى أن تفسير الآية يجب أن يتم بقواعد لغة العرب، ولفظ المشركين الوارد في الآية ليس على العموم، بل إن " الــــ " فيه للعهد أي الناس المعهودين، ونفهم من الآية أنها نزلت في مجموعة معينة من المشركين المعيّنين، وليس كل من اُطلق عليه هذا الوصف، وهذا هو الفهم الصحيح بمعنى أن " الـــــ " هنا للعهد وليست للجنس كما يقول العلماء، ولا تفيد العموم، أو نقول بأن لفظ المشركين هو للعموم ولكنه عموم أريد به الخصوص، فهؤلاء الناس المخصوصين المشركين المحدودين الذين يعلمهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )، ويعلمهم المسلمون هم هؤلاء الذين ورد النص بخصوصهم ولا ينسحب على كل إنسان بدليل أن الله سبحانه وتعالى بعد هذه الآيات قال " وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ (سورة التوبة آية 6) ".

ونبّه فضيلة المفتي على أن تفسير القرآن يجب أن يتم في إطار كلى متكامل، وفى إطار تاريخ وسيرة الرسول الكريم، ونلاحظ أن غير المسلمين كانوا موجودين في مجتمعات عديدة في عهده، والمشركون كانوا في مكة أيضاً، وقد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين إلى الحبشة وهى بلد غير مسلمة، وفى عهده أيضًا لما قدم المسلمون المدينة كان هناك غير مسلمين كاليهود وغيرهم، فلو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مأمورًا بقتل كل أحد كما تعبر عنه هذه الآية ظاهريًّا، وكما يفهم هؤلاء المتطرفون من آيات وسياقات أخرى لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتنفيذ وقام بقتل كل أحد، ولكنه لم يقتل كل أحد إلا هؤلاء الذين ناصبوه العداء واعتدوا بالفعل، ولكن من كان مسالمًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يحارب الدين، فلم يثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتله.

وأشار فضيلته إلى كثرة الآيات التي تدعو إلى الهدنة والتعايش والرحمة والمودة، وترك الناس في حرية ومنها قوله عز وجل: {وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [سورة يونس: 99]، وقوله عز وجل: {وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ} [سورة هود: 118]، وغيرها من الآيات التي تدلُّ على أن المجتمع هو في مساحة كبيرة من الحرية.

وتعجب فضيلته من اعتقاد المتطرفين بأن آيات الرحمة والمودة منسوخة، لكونها نزلت قبل فتح مكة، والرسول صلى الله عليه وسلم فتح مكة ومن قبل الفتح صلح الحديبية، وصلح الحديبية كان يُعد فتحًا، ولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل المشركين ولا غير المسلمين في ذلك الوقت، فالثابت أن بعضهم لم يدخل الإسلام بدليل أن أبا سفيان بن حرب لم يزل بعد على الشرك، ومع ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ".

وتابع فضيلته نماذج من الأحداث التي وقعت أثناء فتح مكة ومنها قول أحد الصحابة "الْيَوْمَ يَوْمُ الْمَلْحَمَةِ". فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الْيوم يوم المرحمة".

وأشار فضيلته إلى تأثر كثير من الفتاوى بهذا الاتجاه القائل بالنسخ، فقد رصدت دار الإفتاء المصرية خمسة آلاف وخمسمائة فتوى تحدد العلاقة بين المسلمين والمسيحين، وكان من نتائج تحليل هذا الرصد أن سبعين في المائة من هذه الفتاوى يحرم التعامل، وأن عشرين منها يجعل التعامل معهم مكروها، وعشرة بالمائة فقط تجعل التعامل معهم مباحًا، وهذا التحليل يفصح عن تضييق دائرة العيش المشترك التي كانت واسعة في أيام رسول الله صلى عليه وسلم.

وقد أثنى فضيلة المفتي وبشدة على صلح الحديبية قائلًا: "صلح الحديبية في غاية البراعة لأنه أرسى لمبدأ أصيل في أن لولى الأمر أو الدولة أن تتصرف بما تمليه المصلحة، وقد تكون المصلحة غائبة عن البعض لأن ليس عندهم المعلومات الكافية، وهو ما أُتيح للنبي صلى الله عليه وسلم عن طريق الوحي فعَلِم ما ستؤول إليه الأمور في المستقبل، والناظر لحال الصحابة عند خروجهم لهذا الصلح يرى أنهم لم يكونوا مجيّشين أو مسلحين، بل ذهبوا لأداء العمرة، وبرغم أنهم عاهدوا النبي صلى الله عليه وسلم عندما بايعوه تحت الشجرة على بذل النفس في الدفاع عن الدين، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أول المتشوفين لتجنب إراقة الدماء وعصمتها وهو ما حدث.


وأشار فضيلته إلى أن المصلحة الشرعية تقتضي في كثير من الأمور اتّخاذ السياسة الناجحة التي تؤدي إلى عصمة الدماء، وهو ما حدث في تجاوز النبي صلى الله عليه وسلم عن بعض الأمور من أجل المصلحة الشرعية كشطب ألفاظ في وثيقة الصلح كــ " بسم الله " أو " رسول الله " وهو الحق الذى لا حق بعده، ولكن أراد أن يعطي القدوة للمسلمين من التعامل المرن مع الأحداث، برغم تعجب بعض المسلمين في بداية الأمر كقول سيدنا عمر: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَسْنَا عَلَى حَقٍّ وَهُمْ عَلَى بَاطِلٍ؟ قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم "بَلَى". قَالَ: فَفِيمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا، فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: «يَا ابْنَ الْخَطَّابِ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَلَنْ يُضَيِّعَنِي اللَّهُ أَبَدًا».

وتابع فضيلته مؤكدًا أن هذه الآية المسماة بآية السيف والمخصوصة بفئة معينة وقت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لا تنسحب على القرن الواحد والعشرين ولا القرن الثلاثين ولا القرن الخمسين.

واختتم فضيلته حديثه مناشدًا الشباب: "عودًا إلى جادة الصواب، واعلموا أن هذه الأفكار الهدامة ليست من صحيح الدين".

المركز الإعلامي بدار الإفتاء المصرية ١٥-٦-٢٠١٧م


قال الشيخ مصطفى حجي المفتي العام لدولة بلغاريا إنه قبل كل شيء يتقدَّم بالشكر لجمهورية مصر العربية ودار الإفتاء المصرية، مؤكدًا أنه حينما يتجه كثيرٌ من الشباب إلى الذكاء ويتعلمون منه الدين فإننا نأسف لذلك؛ لأن الدين هو الأصل، والذكاء الاصطناعي من المستجدات، ولا بد من اتباع الأصل وطرح المستجدات.


يدين فضيلة أ.د نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بأشد العبارات، التصريحات المتهورة التي أدلى بها بعض قادة الكيان الصهيوني بشأن ما يسمونه بـ"إسرائيل الكبرى"، واصفًا إياها بأنها أكذوبة سياسية لا أساس لها من الواقع، وخرافة قديمة يعاد إحياؤها لتبرير مشاريع التوسع والهيمنة في المنطقة، مؤكدًا أن هذه المزاعم تكشف عن ذهنية استعمارية ما زالت أسيرة احلام اليقظة.


قال معالي الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، إن الرشد هو الغاية من الدين وشرائعه وأحكامه، وهو شعار الدين وعلامته. جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي العاشر لدار الإفتاء المصرية المنعقد تحت عنوان: "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي"، والذي يقام بالقاهرة تحت رعاية كريمة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي – رئيس الجمهورية.


عبر فضيلة أ.د نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، عن خالص شكره وعظيم تقديره إلى جميع العاملين بدار الإفتاء المصرية، والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، وأعضاء اللجنة التنظيمية العليا، واللجان الفرعية، وكل منسوبي دار الإفتاء، وذلك في ختام فعاليات المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء، الذي عُقد تحت عنوان«صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي» بمشاركة واسعة من كبار العلماء والوزراء والمفتين والباحثين والخبراء من مختلف دول العالم.


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 14 سبتمبر 2025 م
الفجر
5 :11
الشروق
6 :39
الظهر
12 : 50
العصر
4:21
المغرب
7 : 2
العشاء
8 :20