الإثنين 15 ديسمبر 2025م – 24 جُمادى الآخرة 1447 هـ
26 يوليو 2017 م

لقمان الحكيم

لقمان الحكيم

 يُعَدُّ لقمانُ من الشخصيات الشَّهيرة في القرآن؛ حيث أفردَ الله سبحانه وتعالى سورة خاصَّةً به، تحمل اسمه، وتذكُر طرفًا من حِكَمِه ووصاياه القيِّمة لابنه.
والظَّاهر أن لقمان لم يكن نبيًّا، وإنما كان عبدًا صالحًا آتاه الله الحكمة.
وقد ذكر الله في بداية هذه السورة قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ [لقمان: 6]، وقيل إنَّ هذه الآية نزلت في النَّضرِ بن الحارث؛ وذلك أنه كان يخرج تاجرًا إلى فارس فيشتري أخبار الأعاجم فيرويها ويُحَدِّثُ بها قريشًا، ويقول لهم: إنَّ محمَّدًا يحدِّثكم بحديثِ عادٍ وثمود، وأنا أحدِّثكم بحديث رستم وإسفنديار وأخبار الأكاسرة، فكانت هذه الآية بمثابة تقريع لهؤلاء الذين يغريهم الحديث عن قَصَصٍ لا يُفيد، بقدر ما يقدِّمه لهم قَصَصُ القرآن من أفكار مهمَّةً وحِكَمٍ نفيسَة؛ فذكَرَ الله بعد ذلك قصَّة لقمان الحكيم؛ وكأنها الوجه المقابل لمثل هذا القصص الذي يجلبه النَّضر بن الحارث من بلاد فارس، ولا يستفيد منه السَّامعون إلا مجرَّد الاستمتاع الروائي، دون فائدةٍ علميَّةٍ أو قِيَمِيَّةِ أو أخلاقيَّة أو سلوكيَّة؛ فقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ للهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾ [لقمان: 12]؛ فقد أنعم الله تعالى عليه بالحكمة، وهذا من أجلِّ النِّعم؛ قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ [البقرة: 269].
والحكمة: إتقان العلم وإجراء الفعل على وَفق ذلك العلم المستفاد من شريعة الله عزَّ وجلَّ، ومنه العبرة بأحوال الأمم الماضية، وإدراك مصالح الدين، وأسرار الشريعة، وبعبارة أخرى: هي الصواب في المعتقدات، والفقه في الدين، والعقل.
ثم عدَّد القرآن نصائح لقمان الحكيم لابنه، التي يحُضُّه فيها على توحيد الله تعالى أولًا وعدم الإشراك به، وهذا أساس مهم من أسس التربية؛ أن يبدأ المُرَبِّي بتخلية النَّفس من الخبائث حتى تتعرَّض للتزكية والفضائل، قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ [لقمان: 13]، وأخبره أن الله يعلم كل شيء وقادر على كل شيء، حتى إن كانت حبة دقيقة جدًّا داخل صخرة أو في السماء أو في الأرض فإنَّ الله يعلم بها ومتمكِّنٌ منها؛ قال تعالى: ﴿يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ﴾ [لقمان: 16].
وبعد أن علَّمه أصول العقيدة انتقل معه إلى تعليمه أصول الأعمال الصالحة؛ فأمره بإقامة الصلاة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والصبر على ما يصيبه جَرَّاء أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر أو في أي حال آخر، قال تعالى: ﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ [لقمان: 17].
ثم علَّمه آداب معاملة الناس؛ فنهاه عن احتقارهم والتعالي عليهم، وعلَّمه الاعتدال في حال نفسه؛ فطالبه بالقصد في المشي وخفض الصوت، فبعد أن ذكر له الخُلُق الذَّميم ذكر له الخُلُق الكريم؛ قال تعالى: ﴿وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ۞ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾ [لقمان: 18-19].
لقد كانت نصائح لقمان الحكيم لابنه التي ذكرها القرآن في سورة لقمان، نصائح تربوية جامعة، وفق منهج تربوي منضبط واضح، منطلق من تصحيح العقيدة وبيانها بشكل واضح؛ حتى يكون الإنسان على بيِّنة فيما يعبد وغايته النهائية من عبادته وسعيه في الحياة الدنيا، ثم هو في هذا السَّعي وتلك العبادة مطالَبٌ بأعمال عليه أن يلتزم أداءها، وسيواجه في حياته عناءً يجب أن يصبرَ عليه ويتحمَّلَه، وهناك مجتمع يعيش فيه هذا الإنسان عليه أن يحمل همَّه، ويرتبط به، ويسعى في خيره ورفعة شأنه، وعليه أن يُعامله بالحسنى، ويصبر على أذاه، ولا يتكبَّر عليه، كما أنَّ عليه أن يعتدل في أموره كلها، فلا يُفرِطُ ولا يُفَرِّطُ، ولا يتوصَّلُ إلى مراده أو حقوقه بالغوغائية أو عُلُوِّ الصوت، بل بالموضوعية والإقناع.
هذه بعض ثمرات منهج لقمان الحكيم التي بيَّنها لنا الله عزَّ وجلَّ في محكمِ التَّنزيلِ.
نسأل الله تعالى أن ينفعنا بها، وأن يوفقنا لما فيه الخير والرشاد.
المصادر:
- "أسباب النزول" للواحدي (ص: 345).
- "التحرير والتنوير" للطاهر بن عاشور.
- "المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز" لابن عطية.

هو أصحمة ملك الحبشة، معدود في الصحابة رضي الله عنهم، وكان ممن حسن إسلامه ولم يهاجر، ولا له رؤية، فهو تابعي من وجه، صحابي من وجه، وقد توفي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فصلى عليه بالناس صلاة الغائب، ولم يثبت أنه صلى على غائب سواه، وسبب ذلك أنه مات بين قوم نصارى، ولم يكن عنده من يصلي عليه؛ لأن الصحابة الذين كانوا مهاجرين عنده خرجوا من عنده مهاجرين إلى المدينة عام خيبر.


ولدت السيدة أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قبل الهجرة بحوالي ثلاث وعشرين سنة، وهي أخت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، وزوج سيدنا الزبير بن العوام رضي الله عنه، وأم عبد الله بن الزبير وعروة بن الزبير رضي الله عنهما، وكانت من أوائل الذين أسلموا، وآخر المهاجرات وفاةً.


كانت امرأة فرعون إحدى الأمثلة البارزة التي ضربها الله سبحانه وتعالى للمؤمنين، لتكون نموذجًا يحتذى وقدوة تُتَّبَع، وكانت إحدى سيدات نساء العالمين، مع السيدة مريم والسيدة خديجة والسيدة فاطمة عليهنَّ جميعًا سلام الله ورضوانه.


سيدنا بلال بن رباح من السابقين إلى الإسلام، وكان رضي الله عنه عبدًا عند بني جمح، وكان أمية بن خلف يعذبه، ويتابع عليه العذاب فيصبر عليه، فقدَّر الله سبحانه وتعالى أن بلالا يشهد غزوة بدر ويقتله فيها، وكان أبو جهل يبطحه على وجهه في الشمس، ويضع الحجر عليه حتى تصهره الشمس، ويقول:


يقول الله تعالى: (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [التوبة: 40].


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 15 ديسمبر 2025 م
الفجر
5 :11
الشروق
6 :43
الظهر
11 : 50
العصر
2:38
المغرب
4 : 57
العشاء
6 :20