الإثنين 15 ديسمبر 2025م – 24 جُمادى الآخرة 1447 هـ
19 أكتوبر 2017 م

الجلسة الرابعة: "من فوضى الإرهاب إلى فوضى الإسلاموفوبيا عرض وتحليل"

الجلسة الرابعة: "من فوضى الإرهاب إلى فوضى الإسلاموفوبيا عرض وتحليل"

 انتهت فعاليات الجلسة الرابعة من المؤتمر العالمي للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم التي ترأسها دار الإفتاء المصرية والذي يناقش "دور الفتوى في استقرار المجتمعات" وجاءت الجلسة الرابعة بعنوان "من فوضى الإرهاب إلى فوضى الإسلاموفوبيا عرض وتحليل"، برئاسة أ.د/ يوسف أدعيس وزير الأوقاف والشئون الدينية فلسطين، وبمقرر للجلسة د. محمد عبد السميع، وشارك في الجلسة أصحاب الفضيلة سماحة الشيخ/ محمد أحمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، فضيلة الشيخ/ عبد اللطيف دريان مفتي الجمهورية اللبنانية، أ.د/ محمد البشاري أمين عام المؤتمر الإسلامي الأوروبي، أ.د/ محمد المنسي وكيل كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، أ. د/ طارق الجوهري مدير برامج الدراسات الدينية بالمركز الثقافي الدولي بأمريكا، أ.د/ وليد الأنصاري أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة زيفير بمدينة سنستاني ـ ولاية أوهايو ـ أمريكا.
وقد توجَّه الدكتور يوسف أدعيس، وزير الأوقاف الفلسطيني، في افتتاح الجلسة بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، بمساندته ودعم القضية الفلسطينية والمصالحة، مضيفًا أن العنف إنما هو نتيجة لفتاوى ضالة وشاذة ترتدي رداءً باسم الإسلام والإسلام منها براء وكانت سببا في تحويل الوجهة عن المسجد الأقصى الذي يتعرض لانتهاكات يومية من الاحتلال، بينما يقوم البعض بإصدار الفتاوى الشاذة لإلهاء الناس عن المسجد الأقصى.
وأضاف سماحته أن الفتاوى الشاذة هي فتاوى مأجورة من أجل تشويه صورة الإسلام، كما طالب دور وهيئات الفتوى باجتماعات شهرية، وشدد على دور وسائل الإعلام في تصويب تلك الفتاوى الشاذة.
وقال الشيخ محمد حسين، مفتي القدس: إن فتاوى جماعات الإرهاب الذين يخربون في ديار الإسلام وهم إنما يحاربون بالوكالة لتفريق المجتمعات الإسلامية والسيطرة على مقدرات تلك الأمة، ولا أدل على ذلك من العراق وسوريا واليمن وليبيا، فتلك حروب داخلية ركب الموجة فيها الإرهاب من خلال الفتاوى التي يحاولون أن ينطلقوا منها لتبرير أفعالهم واستباحة دماء المسلمين، والحمد لله قد أدركت شعوبها والأمة أن هذه هي من خطر الإرهاب.

وأضاف خلال كلمته أن هناك محاولات للقضاء على هذه الأمة من إعداد الإرهاب وإعداد الفتاوى التي يعتمدون عليها لتبيح لهم أن يخرجوا بها عن كل الحرمات فاستباحوا حرمة الأمة وأرضها، وهو استهداف للإسلام.

وشدد الدكتور عبد اللطيف دريان، مفتي الجمهورية اللبنانية، على حرمة الإفـتاء بغير علم، وأكد على أن المتجرئ والمتهاون في ذلك يدخل في التهديد والوعيد المذكورين في الكتاب والسنة، والأدلة على حرمة الإفتاء بغير علم كثيرة، منها قوله تعالى: {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون} ، لافتًا أن هذه الآية الكريمة تشمل بمعناها من زاغ في فتواه، فقال في الحرام: هذا حلال، أو قال في الحلال: هذا حرام، أو نحو ذلك.

وأضاف مفتي لبنان، خلال كلمته أن المفتي بغير علم لا يعرف الصواب وضده فهو كالأعمى الذي لا يبصر الطريق الصحيح، فكيف يستطيع أن ينفع غيره بشيء يجهله هو نفسه؟! والمفتي بغير علم يستحق الحجر عليه بـمنعه من الإفتاء، موضحًا أن ابن الجوزي قال: "يلزم ولي الأمر منعُهم كما فعل بنو أمية". وقد أطلق بعض الفقهاء على المفتي الجاهل اسم: المفتي الماجن؛ لتجرُّئه على الإفتاء مع جهله، وبهذا نعلم الإثم العظيم الذي يقع فيه كثير ممن يتصدَّرون للإفتاء اليوم وهم غير مؤهلين لهذا المنصب الجليل.

وأكد أن التحذير من الفتوى بغير علم لا يقتصر على الجاهل بالحكم الشرعي؛ بل قد يكون المفتي عالمـًا بأحكام الشريعة بالقدر اللازم للإفتاء، لكنه مع هذا مقصر في معرفة الأعراف والعادات الخاصة ببلد المستفتي، وهذا له تأثير في الحكم، لذا نص الأئمة على أنه يحرم على العالم أن يفتي في مسائل تستند إلى العرف إذا كان غير عارف بعرف البلد الذي ينتمي إليه السائل.

وأوصى فضيلته في نهاية كلمته، بضرورة التوجيه بضبط الفتوى والمصطلحات الشرعية لإزالة اللبس الحاصل بشأنها لدى بعض الناس، ودعوة علماء الأمة لتقوية الصلة مع الشباب والناشئة من أبناء المسلمين، وتفقيههم بما يلزمهم من أمور الدين، مع إبراز الجانب المضيء لسماحة الدين ويسره، ودعوة مجامع الفقه والكليات الشرعية للتعاون في تيسير ما يحتاج إليه أبناء المسلمين من كتب الفقه الإسلامية؛ بغيةَ تحصينِهم من الشذوذ الفكري والانحراف السلوكي والثقافي، ومطالبة علماء الأمة بإعداد البحوث والدراسات التي تعالج الفكر المنحرف والغلو في الدين، وتكثيف الاجتماعات الدورية للأئمة والخطباء لتوحيد الخطاب الديني.

وقال الدكتور محمد البشاري، الأمين العام للمؤتمر الإسلامي الأوروبي، إنه يجب دعم العلاقة بين المراصد الإسلامية وممثلي الأقلية المسلمة في مختلف دول العالم، بما يتيح لأفراد هذه الأقليات الاتصال بالمراصد، وإبلاغها بأي معلومات يمكن الحصول عليها بهذا الشأن، وتكثيف الاتصال بوسائل الإعلام الغربية، ومراكز البحوث والجامعات في الدول غير الإسلامية، لتصويب ما يصدر عنها بشأن الإسلام والمسلمين.

وأضاف البشاري خلال كلمته: يجب الاجتهاد في فتح أبواب الحوار مع مراكز التأثير في صناعة القرار والرأي العام في الدول الغربية.
كما طالب الأمين العام للمؤتمر الإسلامي الأوروبي، بتأسيس قناة إسلامية فضائية تتحدث باسم المسلمين، وتبث برامجها باللغة الأوروبية، بما يخدم الصور والمفاهيم الصحيحة عن الإسلام، واستئجار أوقات من البث الإذاعي والتلفزيوني في مختلف القنوات الإعلامية الغربية.
كما دعا إلى التفكير العملي في تأسيس مرصد متخصص في متابعة الظاهرة الإرهابية، بما يساعد في إعداد الاستراتيجيات للتعامل مع الظاهرة الإرهابية.
وأشاد الدكتور المنسي في كلمته بعقد دار الإفتاء لمؤتمرها العالمي ولكنه قال: أرجو ألا تشغلنا الفتاوى الشاذة رغم خطورتها عن الفتاوى الوقائية، فالوقاية خير من العلاج.
وأضاف فضيلته أن العنف والإرهاب ظهر نتيجة وجود أرض خصبة له، وختم د. المنسي كلمته بطرح عدة أسئلة، منها: من يقف وراء الإسلاموفوبيا؟ ولماذا يخاف الغرب من الإسلام؟ وكيف نواجه ذلك؟

وجاءت مداخلات الحضور جيدة، فكان منها دعوة الأمانة العامة للرد على الفتاوى العامة والمجتمعية، ومنها مداخلات أكدت العلاقة بين الإسلاموفوبيا والإرهاب وبيان أن كلًّا منهما يؤثر في ظهور الآخر.

واصلت دار الإفتاء المصرية، إرسال قوافلها الإفتائية الأسبوعية إلى محافظة شمال سيناء، بالتعاون مع الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، وذلك في إطار جهودها المستمرة لنشر الفكر الوسطي المستنير، وتصحيح المفاهيم، وتعزيز التواصل المباشر مع المواطنين في مختلف محافظات الجمهورية.


واصلت دار الإفتاء المصرية، قوافلها الدعوية إلى محافظة شمال سيناء، بالتعاون مع الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، حيث شملت الفعاليات تقديم مجموعة من الندوات والمحاضرات والدروس الدعوية في مختلف مساجد المحافظة، إضافةً إلى أداء خطبة الجمعة في مساجد الشيخ زويد والجورة ورفح.


نظم مركز التدريب بدار الإفتاء المصرية سلسلة من المحاضرات المتخصصة ضمن برنامج تدريب الباحثين الشرعيين تحت عنوان "مهارات صياغة الفتوى الشرعية"، والتي شملت عددًا من الموضوعات العلمية والمهنية الهادفة إلى رفع كفاءة الباحثين وتمكينهم من أدوات الصياغة الإفتائية المعاصرة.


- الشائعة زلزال يهز الثقة وواجبنا بناء وعي راسخ يحصن المجتمع من الاضطراب - الشائعة لا تجد قوتها من مضمونها بل من فراغ الوعي والتسرع في النقل- مواجهة الشائعات تبدأ من معالجة النفس قبل معالجة الخبر- الإسلام سبق كل النظم الحديثة في وضع ضوابط تحمي المجتمعات من أثر الشائعات- التحقق من مصدر الخبر قبل تصديقه واجب أخلاقي وعملي- عدم إعادة نشر الأخبار المشكوك فيها مسؤولية أخلاقية قبل أن تكون قانونية- أعظم ما يمكن أن يقدمه الشباب اليوم هو أن يكونوا شهود صدق وأهل وعي وبناة ثقة


استقبل فضيلة أ. د. نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، اليوم الخميس وفدًا رسميًّا من جمعية العلماء الهندية برئاسة الشيخ عبد السلام محمد الباقوري عضو جمعية العلماء بعموم كيرلا، رئيس المجلس الأكاديمي بمجلس التعليم الوطني؛ لبحث أوجه تعزيز التعاون المشترك في مجالات الإفتاء والتدريب والدعم العلمي.


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 15 ديسمبر 2025 م
الفجر
5 :11
الشروق
6 :43
الظهر
11 : 50
العصر
2:38
المغرب
4 : 57
العشاء
6 :20