25 مارس 2018 م

مفتي الجمهورية يلقي كلمة أمام الجيش الباكستاني بالكلية الحربية بمدينة "لاهور" بباكستان

مفتي الجمهورية يلقي كلمة أمام الجيش الباكستاني بالكلية الحربية بمدينة "لاهور" بباكستان

قال فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية-: إن الله سبحانه وتعالى قد رفع درجة المجاهدين في سبيل الله تعالى بقوله: {فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} ، ثم أكد على تفضيل المجاهدين بقوله: {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 95]، فلا شيء يساوي في ميزان الحق والعدل أن يجود إنسان بنفسه لأجل وطنه، ولا جزاءَ له عند الله تعالى فوق أن جعل الشهداء في درجة المدح والثناء مع النبيين والصديقين، فقال تعالى: {فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69].

وأضاف فضيلة المفتي -في كلمته التي ألقاها في الكلية الحربية بمدينة "لاهور" بباكستان- أن العلاقات التاريخية الوطيدة بين شعب مصر وشعب باكستان قد اتسمت بالتميز والتعاون ومشاعر الود والمحبة المتبادلة بين الشعبين، وأن التحديات والصعاب التي يواجهها البَلَدَان والشعبان تكاد تكون واحدة، لذلك يجب علينا أن ندعم استمرار التواصل وتبادل الخبرات والاستفادة من التجارب الفكرية في محاربة الإرهاب بين البلدين، وهو ما يحدث بالفعل بين البلدين الشقيقين.

 

وتابع مفتي الجمهورية: "في الحقيقة، ما أعلمه ورأيته ولمسته بنفسي هو أن شعب باكستان شعب محب بطبعه للتسامح والوسطية والأمن والسلام، شعب يُعلي من قيمة العمل والإنتاج، شعب يريد أن ينهض بدولته حتى يجعلها في مقدمة الأمم، وقد بذل الشعب والحكومة كلاهما مجهودًا كبيًرا في هذا الصدد، وأصبحت دولة باكستان من الدول التي يشار إليها بالبنان في مجالات كثيرة؛ كالتعليم والإنتاج والبحث العلمي والتقنيات الحديثة".

وأوضح فضيلة المفتي أن علماء الإسلام ومفكري الأمة وحملة مشاعل النور هم أيضًا يخوضون على الطرف الآخر معركة أخرى، في مجال الأفكار والمعتقدات، لا تقل أهمية عن معركة السلاح التي يخوضها الجيش، لافتًا إلى أن الإرهاب كما يستهدف أبناء الجيش فإنه يستهدف كذلك العلماء والمفكرين والشعراء وأصحاب الرأي، ويستهدف كل من ينشر قيم المحبة والأمن والسلام التي دعا إليها رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.

وأضاف في كلمته أن دولة باكستان الشقيقة لها تاريخ مشرف في نشر قيم المحبة والسلام التي جاء بها ديننا الحنيف، ولا زال وجدان الأمة يحيا بالأشعار الرقيقة البليغة المفعمة بقيم المحبة والسلام والحكمة التي خرجت من قلب ونفس الفيلسوف المسلم محمد إقبال، وهي تعد نبراسًا للأمة كلها لنشر قيم التسامح والمحبة التي دعا إليها الإسلام منذ أن قالها إقبال حتى يومنا هذا.

وأثنى مفتي الجمهورية على جهود علماء باكستان المكرمين الأجلاء في جمع الكلمة وتوحيد الصف لأجل إصدار فتاوى موحدة ترفض العنف والتطرف والإرهاب، وتوضح أن الأفكار الشاذة والمتطرفة لا مكان لها في المجتمعات الإسلامية التي تنشد الأمن والرخاء والحياة بأمن وسلام مع سائر شعوب العالم.

وأكد فضيلة المفتي أن إجماعًا كهذا من شأنه أن يرفع الروح المعنوية لأبناء القوات المسلحة في باكستان، وهم يواجهون على خط النار تيار العنف والتطرف والإرهاب، مشيرًا إلى أن دار الإفتاء المصرية سارعت بتأييد ودعم هذا الإجماع فورًا؛ لأن الهمَّ واحد والتحديات واحدة، ولا بد من تضافر الجهود وجمع الكلمة ووحدة الصف.

ووجَّه فضيلة المفتي في ختام حديثه كلمة خاصة إلى المجاهدين المقاتلين في جيش باكستان قائلًا: "اعلموا أنكم الآن في مكانة رفيعة سامية، وفي درجة عالية راقية، إذ تقفون سدًّا منيعًا لحماية الوطن والشعب من هجمات الفئة الباغية من المتطرفين والإرهابيين، فأنتم درع أمتكم الواقية من الفتن والشرور التي تبثها جماعات العنف والإرهاب، وإن الطموحات والآمال العظام التي تضعها الأمة على عاتقكم لهي دليل فخر ووسام شرف يعتز به كل إنسان في مؤسستكم العسكرية العريقة".

وأضاف: "إن الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بَشَّرَكم أيها المجاهدون المرابطون في سبيل الله تعالى بقوله: «عينان لا تمسهما النار؛ عين بكت من خشية الله تعالى، وعين باتت تحرس في سبيل الله». فأنتم يا جنود الحق، مثل جنود مصر البواسل، تضحون براحتكم حتى ينعم الناس بالأمن والراحة، وتبذلون أرواحكم حتى يأمن الناس على أرواحهم وأعراضهم، وتقومون بالتدريبات الشاقة المجهدة حتى تحافظوا على قوة أُمتكم، ووحدة بلادكم، فأي فخر وأي شرف وأي عز هذا الذي اختصكم الله به، وأي درجة هذه التي رفعكم الله إليها!".

كما توجه بالشكر إلى الجيش المصري والجيش الباكستاني، حيث يخوض الجيشان حربًا ضروسًا لا هوادة فيها، ضد العنف والإرهاب، مضيفًا أن كلا الجيشين المباركين حباهما الله تعالى بالتوفيق والنصر على أعداء الأمة من الخوارج، الذين أرادوا أن يبدلوا نعمة الله كفرًا، وأن يبدلوا نعمة الأمن والأمان رعبًا وإرهابًا، وأن يبدلوا نعمة الوحدة تشرذمًا وفرقة.

وقدم مفتي الجمهورية التحيةَ إلى شعب باكستان والجيش الباكستاني، من شعب مصر عامَّةً ومن أبنائنا في القوات المسلحة المصرية خاصةً، هؤلاء الجنود الأبطال الذين ضربوا أروع المُثل في الفداء والشجاعة والتضحية، حتى سطَّروا بدمائهم الزكية أروع الملاحم التي تكتب في صفحات التاريخ بحروف من نور، والذين ارتقت أرواح بعضهم الطاهرة على أرض سيناء المقدسة لأجل رفعة الوطن وسلامة أراضيه، {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23].

وتوجَّه فضيلة المفتي إلى الله بالدعاء أن يثبِّت أقدام جيش مصر والجيش الباكستاني قادة وضباطًا وجنودًا، وأن ينصرهم على أعداء الأمة، لأنهم دروع الحماية لدولتينا وشعبينا المتحابين المترابطين.

 

المركز الإعلامي بدار الإفتاء المصرية 25-3-2018م


 

استقبل فضيلةُ أ. د نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، اليوم الثلاثاء، بمقرِّ دارِ الإفتاءِ المصرية، السيدَ الدكتور باسل عادل، رئيسَ حزبِ الوعي، والوفدَ المرافقَ له، والذي ضمَّ نخبةً من قيادات الحزب وأعضاء هيئته العليا، في زيارةٍ تهدف إلى تعزيز جسور التعاون بين المؤسسات الدينية والوطنية، وبحث أُطر العمل المشترك في مجال التوعية المجتمعية وخدمة المواطن المصري.


أكد فضيلة أ.د نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الأديان السماوية جاءت لترسيخ المبادئ الإنسانية، وتثبيت القيم الأخلاقية العليا التي تحفظ كرامة الإنسان وتصون المجتمعات من عوامل التشتت والانهيار، مشددًا على أن الفهم الصحيح للدين هو ما يربط الإنسان بغيره على أساس من الرحمة والتعاون، لا على التنازع والإقصاء، موضحًا أن المشترك الإنساني بين الأديان يمثل مرتكزًا رئيسًا في تحقيق السلم الاجتماعي، وقاعدة صلبة يمكن البناء عليها لتعزيز التفاهم بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة.


أكد فضيلة أ.د نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، خلال كلمة فضيلته في ندوة بجامعة الزقازيق تحت عنوان «العلاقة بين الدين والعلم»، أن العلاقة بين الدين والعلم ليست ساحة خصومة أو ميدان صراع، بل هي علاقة تكامل وتعاضد، يتساندان فيها لا يتنازعان، ويهدي كلٌّ منهما الآخر إلى سواء السبيل


مفتي الجمهورية يؤكد: العلم والرحمة أساس بناء الشخصية الإسلامية الحقة.. الكذب من أعظم الآفات التي تفسد على الإنسان دينه وعقله وتهدم جسور الثقة بينه وبين مجتمعه.. الكذب على الجناب النبوي لا يقتصر على اختلاق الأقوال ونسبتها زورًا إلى مقامه الشريف بل يتسع ليشمل تحريف الفهم وإخراج النصوص عن سياقها


- نواجه تحديات فكرية وثقافية تسعى لهدم القيم وتفكيك الأسرة.- هناك انفتاح غير واعٍ على ثقافات وافدة تُغيِّر الحقائق وتُزيِّف الوعي.- نعيش حالة من الترويج المنظَّم للباطل تحت مسمَّيات برَّاقة مما يتطلب خطابًا دينيًّا قويًّا ومتماسكًا يحصِّن المجتمع.- دار الإفتاء المصرية تتابع كل الإشكاليات التي تمس استقرار الأسرة وتماسكها باهتمام بالغ، وتسعى إلى مواكبتها. - الأسرة هي اللَّبِنة الأساسية التي يُبنى عليها كيان الأمة.. واستقرارُها حجر الزاوية في استقرار المجتمع بأسره.- مؤسساتنا الدينية والعلمية والإعلامية تتحمل مسؤولية كبرى في مواجهة ما يُبَثّ من أفكار ومفاهيم تؤدي إلى التفكك الأسري والانحراف عن القيم الأصيلة.- حماية الأسرة لا تنفصل عن حماية الهوية الوطنية.


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 15 يونيو 2025 م
الفجر
4 :7
الشروق
5 :53
الظهر
12 : 55
العصر
4:31
المغرب
7 : 58
العشاء
9 :31