هو الصحابي الجليل صُهَيْبُ بْنُ سِنَانٍ الرّومِي، أبو يَحْيَى، وقيل: أبو غسّان النَّمِرِيُّ. سابِقُ الرُّوم.
أسلم هو وعمّار بن ياسر رضي الله عنهم في دار الأرقم بن أبي الأرقم رضي الله عنه، وكان من آخر من هاجر إلى المدينة هو وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم.
رُوي عنه في رحلة هجرته أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ سَبِخَةً بَيْنَ ظَهْرَانَيْ حَرَّةَ؛ فَإِمَّا أَنْ تَكُونَ هَجَرًا، أَوْ تَكُونَ يَثْرِبَ». قال: وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة، وخرج معه أبو بكر رضي الله عنه، وكنت قد هممتُ بالخروج معه فصدَّني فَتَيَان من قريش، فجعلت ليلتي تلك أقومُ ولا أقعُدُ، فقالوا: قد شَغَلَهُ الله عنكم ببطنه، ولم أكن شاكيًا، فقاموا، فلحقني منهم ناس بعدما سرت بريدًا ليردّوني، فقلت لهم: هل لكم أن أعطيكم أَوَاقِيَّ من ذهب وَتُخَلُّونَ سبيلي، وَتَفُونَ لي فَتَبِعْتُهُمْ إِلى مَكَّةَ؟ فقلت لهم: احْفِرُوا تحت أُسْكُفَّةِ الباب فإِنّ تحتها الْأَوَاقّ، واذهبوا إلى فلانة فَخُذُوا الْحُلَّتَيْنِ، وخرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يَتَحَوَّلَ منها-يعني قباء-، فلمَّا رَآنِي قال: «يَا أَبَا يَحْيَى، رَبِحَ الْبَيْعُ» ثَلَاثًا، فقلت: يا رسول الله، ما سبقني إليك أحد، وما أخبرك إلا جِبْرِيلُ عليه السلام. "المستدرك على الصحيحين".
شهد بدرًا وأحدًا والخندق والمشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأوصى عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه أن يصلي عليه صهيبٌ رضي الله عنه.
تُوفّي بالمدينة المنورة سنة ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ، وكان له من العمر سبعون عامًا، وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ. فرضي الله عنه.