هو الصحابي الجليل حَرَامُ بْنُ مِلْحَانَ وهو مَالِكُ بْنُ خَالِدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُب بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّار الأنصَارِيّ، خال الصحابيّ الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه، وأمه مُلَيْكَةُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ عَدِيّ.
شهد رضي الله عنه بدرًا وأُحدًا ويوم بئر معُونةَ سنة 4هـ. واستُشهد يومئذٍ.
روى خبرَ استشهاده الإمامُ مسلمٌ في "صحيحه" عَنْ أنسِ بن مَالِكٍ رضِي اللهُ عنه، قال: جاء ناسٌ إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فقالوا أن ابعَثْ معنا رِجَالًا يعلّمُونا القرآن والسنة، فبعثَ إليهم سبعين رجلًا من الأنصار، يقال لهم: القُرَّاءُ، فيهم خَالِي حَرَام، يقرءون القرآن، ويَتَدَارسُون بالليل يتعلَّمون، وكانوا بالنَّهار يجيئُون بالماء فيضعونه في المسجد، ويحتَطِبُون فيبيعونه، ويشترون به الطعام لأهل الصُّفّة وللفقراء، فبعثهم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إليهم، فعرضوا لهم، فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان، فقالوا: اللهمّ، بلّغ عنّا نبيَّنا أنّا قد لقيناك فرضينا عنك، ورضيت عنا، قال: وأَتَى رجلٌ حَرَامًا -خال أنس- من خلفه، فطَعَنَه برُمحٍ حتى أنفَذَه، فقال حَرَامٌ: فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه: «إِنَّ إِخْوَانَكُمْ قَدْ قُتِلُوا، وَإِنَّهُمْ قَالُوا: اللهُمَّ بَلِّغْ عَنَّا نَبِيَّنَا أَنَّا قَدْ لَقِينَاكَ فَرَضِينَا عَنْكَ، وَرَضِيتَ عَنَّا». فرضي الله عن سيدنا حَرَامِ بْنِ مِلْحَانَ.