هو الصحابي الجليل مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بنِ الجمُوحِ بنِ زَيْدِ بنِ حَرَامِ بنِ كَعْبِ بن غَنمِ بنِ كَعْبِ بنِ سَلَمَة الأنْصَارِيّ.
شهد العقبة مع السبعين من الأنصار رضوان الله عليهم، وشهد بدرًا وأحدًا.
هو الذي قتل أبا جهل يوم بدرٍ هو ومعاذ بن عفراء رضي الله عنه؛ روي عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه قال: بَيْنَا أنا واقف في الصف يوم بدر، فنظرت عن يميني وعن شمالي، فإذا أنا بغلامين من الأنصار -حديثةٍ أَسنانُهُمَا، تَمنيتُ أن أكون بين أضلع منهما- فغمزني أحدهما فقال: يا عمّ هل تعرف أبا جهل؟ قلت: نعم، ما حاجتك إليه يا ابن أخي؟ قال: أُخْبِرْتُ أنّه يسُبُّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والذي نفسي بيده، لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموتَ الأعجلُ منّا، فَتَعَجَّبْتُ لذلك، فغمزني الآخَرُ، فقال لي مثلها، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس، قلت: ألَا إن هذا صاحبكما الذي سألتماني، فابْتَدَرَاهُ بسيفَيْهِمَا، فضرَبَاهُ حتَّى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأخبراه، فقال: «أَيُّكُمَا قَتَلَهُ؟» قال كلُّ واحد منهما: أنا قَتَلْتُهُ، فقال: «هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا؟» قالا: لا، فنظر في السَّيْفَيْنِ، فقال: «كِلَاكُمَا قَتَلَهُ، سَلَبُهُ لِمُعَاذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الجَمُوحِ».
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ».
عاش رضي الله عنه إلى أن تُوفّي في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه.