هو الصحابي الجليل عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ بْنِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبٍ الأَنصَاريّ.
أوّل مَن قُتِل من الأنصار فِي الْإِسْلَام فِي حرب، آخى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بينه وبين عبيدة بن الحارث رضي الله عنه، وشهدا بدرًا معًا واستُشهِدا يومئذٍ.
روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: انْطَلَقَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر، وجاء المشركون، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا يُقَدِّمَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلَى شَيْءٍ حَتَّى أَكُونَ أَنَا دُونَهُ»، فدَنَا المشركون ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ»، قال: -عُمَيْرُ بنُ الْحُمَامِ الأَنصَارِيّ: - يا رسول اللهِ، جَنَّةٌ عرضها السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ؟ قال: «نَعَمْ»، قال: بَخٍ بَخٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا يَحْمِلُكَ عَلَى قَوْلِكَ بَخٍ بَخٍ؟»، قال: لَا وَاللهِ يا رسول الله، إِلَّا رَجَاءَةَ أَن أَكُون من أَهْلِهَا، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِهَا»، فأَخرج تَمَرَاتٍ من قَرَنِهِ، فجعل يأكلُ منهنّ، ثُـمّ قال: لئن أنا حيِيتُ حتَّى آكُلَ تَمَرَاتِي هذه إنّها لحياةٌ طويلةٌ، قال: فرمى بِمَا كان معه من التَّمْرِ، ثُمَّ قَاتَلَهُمْ حتّى قُتِلَ. رواه مسلم.
رُوي أنه كان يقول:
ركضًا إِلى الله بغير زاد ... إلّا التّقى وعمل المعادِ
والصبر فِي الله على الجهاد ... إنّ التقى من أعظم السداد
وخير ما قادَ إِلى الرّشاد ... وكل حيّ فإلى نفاد
فرضي الله عن سيدنا عُمَيْرِ بْنِ الْحُمَامِ.