هو الصحابي الجليل عَاصِمُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ أبِي الأقْلَحِ، قَيْسُ بْنُ عِصْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَمَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ، أبو سليمان.
كان من السابقين إلى الإسلام من الأنصار، آخى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بينه وبين عبد الله بن جحشٍ رضي الله عنه.
شهد مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بدرًا، وأمَرَه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يضرب عنق عُقْبَة بن أَبِي مُعَيْطٍ يومئذٍ فضرب عنقه، كما شهد أُحدًا أيضًا، وكان من الرماة المذكورين يوم أحد، وكان ممّن ثبت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يومها.
رُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشرة رهطٍ سريّةً عينًا، وأَمَّرَ عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري.. فانطلقُوا حتى إذا كانوا بالهَدَأَةِ، وهو بين عُسْفَانَ ومكّةَ، ذُكِرُوا لِحَيٍّ ِمن هُذَيْلٍ، يقال لهم بَنُو لَحْيَانَ، فَنَفَرُوا لهم قريبًا من مائتي رجل كلهم رَامٍ، فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ حتى وجدوا مأكلهم تَمْرًا تَزَوَّدُوهُ من المدينة، فقالوا: هذا تمر يثرب فاقتصُّوا آثَارَهم، فلما رآهم عاصم وأصحابه لجئوا إلى فَدْفَدٍ-أرض واسعة-وأَحاط بهم القوم، فقالوا لهم: انزلوا وأعطونا بأيديكم، ولكم العهد والميثاق، ولا نقتل منكم أحدًا، قال عاصم بن ثابت أمير السريّة: أمّا أنا فوالله لا أنزل اليوم في ذمة كافر، اللهم أخبر عنا نبيك، فَرَمَوْهُمْ بِالنَّبْلِ فقتلوا عاصمًا.. فاستجاب الله لعاصم بن ثابت يوم أُصيب، فأخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابَهَ خبَرَهم، وما أُصِيبُوا، وبعث نَاسٌ من كفار قريش إلى عاصم حين حُدِّثُوا أنَه قُتِلَ، لِيُؤْتَوْا بشيءٍ منه يُعْرَفُ، وكان قد قَتَلَ رَجُلًا من عُظَمَائِهِمْ يوم بدر، فَبُعِثَ على عَاصِمٍ مِثْلُ الظُّلَّةِ من الدَّبْرِ، فَحَمَتْهُ من رَسُولِهِمْ، فَلَمْ يَقْدِرُوا على أن يقطع من لَحْمِهِ شَيْئًا". رواه البخاري.
وما وقع معه كرامةٌ له من المولى سبحانه وتعالى. فرضي الله عنه.