هو الصحابي الجليل سَالِمُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ كُلْفَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وقيل في نسبه: سَالِمُ بنُ عُمَيرِ بنِ ثَابِتِ بنِ النّعمَانِ بنِ أُمَيّة بنِ امْرِئ القَيْسِ بنِ ثَعْلَبَةَ.
كان أحد البكَّائين الذين أرادوا الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة تبوك وكانوا فقراء، فطلبوا منه أن يعطيهم ما يركبونه في خروجهم لهذه الغزوة، فقال لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ» فخرجوا من عنده صلى الله عليه وآله وسلم يبكون من الحزن؛ ونزل فيهم قوله تعالى: ﴿لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا للهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ﴾ [التوبة: 91- 92].
وكان أبو عفك اليهودي شيخًا كبيرًا بلغ من العمر مائة وعشرين سنة، وكان يحرّض على النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بقول الشعر، فبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم إليه سالم بن عمير فقتله.
شهد بدرًا وأُحدًا والمشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتُوفّي رحمه الله في خلافة سيدنا معاوية بن أبي سفيان. فرضي الله عنه.