01 يناير 2023 م

مفتي الجمهورية في افتتاح أول دورة للمقبلين على الزواج في الإسكندرية: من أهم الثوابت التي يقوم عليها عمل ونشاط دار الإفتاء خاصة في مجال الإرشاد الأسري بناء الوعي الكامل بأهمية ومكانة الأسرة

مفتي الجمهورية في افتتاح أول دورة للمقبلين على الزواج في الإسكندرية:   من أهم الثوابت التي يقوم عليها عمل ونشاط دار الإفتاء خاصة في مجال الإرشاد الأسري بناء الوعي الكامل بأهمية ومكانة الأسرة

 افتتح فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- اليوم دورة المقبلين على الزواج التي تنظِّمها دار الإفتاء المصرية للمرة الأولى في محافظة الإسكندرية.

وعبَّر فضيلة المفتي عن سعادته بافتتاح هذه الدَّورة الهامَّة لأبنائنا وبناتنا المقبلين على الزواج؛ أي على تكوين الأسرة التي وصفها الله تعالى بأنها آية للمتدبرين المتفكرين المتأملين؛ لما فيها من أسرار ربَّانية تحقِّق السَّكن والسكينة والمودة والرحمة، واستمرار النوع الإنساني، داخل محضن آمن مستقر؛ ألا وهي الأسرة التي أُسست على التقوى وعلى كلمة الله وعلى كتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم؛ قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21].

وأكَّد فضيلتُه أنَّ من أهم الثوابت التي يقوم عليها عمل ونشاط دار الإفتاء المصرية، خاصَّة في مجال الإرشاد الأسري هو بناء الوعي الكامل بأهمية الأسرة ومكانتها باعتبار أنَّ الأسرة هي اللَّبِنَة وهي النواة الأساس المكوِّنة للمجتمع، وبقدر ما يتحقق لها من تأسيس صحيح يحقق السكينة والاستقرار بقدر ما ينعكس ذلك تقدمًا وأمنًا وسلمًا على المجتمع وعلى الوطن بشكل عام.

وقال فضيلة المفتي: "إنَّ دار الإفتاء المصرية أخذت على عاتقها منذ سنوات وضع تصوُّر علمي شامل لإرشاد أبنائنا وبناتنا المقبلين على الزواج إلى كيفية تحقيق أفضل النماذج الأسرية المستوحاة من تعاليم الشريعة الإسلامية السمحة ومن ممارسة وأخلاق نبيِّنا الأكرم صلى الله عليه وسلم".

وأضاف أنَّ الدار كذلك أقامت العديد من الدورات المتخصصة في مجال العلاقات الأسرية، وفن إدارة العلاقات الأسرية من خلال المرجعية الشرعية والمعارف والعلوم الاجتماعية التي تراعي مستجدات الحياة المعاصرة، بواسطة ثلَّة من العلماء من ذوي الكفاءة العالية والخبرة الواسعة في هذا المجال، وقد مثَّل ذلك النشاط علامة فارقة في تاريخ دار الإفتاء المصرية ودَورها المجتمعي، وأثمر ذلك أثرًا محمودًا في حياة أبنائنا الذين استفادوا من نشاط الإرشاد الأسري بدار الإفتاء المصرية.

 وتابع فضيلته: "ونحن إذ نبدأ على بركة الله تعالى هذه الدَّورة التأهيلية للمقبلين على الزواج نهدُف إلى تسليح شبابنا من الجنسين بالخلفية المعرفية الإسلامية الصحيحة، والمهارات اللازمة لتكوين الأسرة وبداية حياة زوجية مستقرة سعيدة وناجحة، بعيدة عن القلق والخلاف والتفكك والضياع الذي تعاني منه بعض الأسر التي لم تجد بصيصًا من نور النصيحة والإرشاد الذي يجنِّب أُسرَنا وأبناءنا تلك المخاطر.

وأشار إلى أنَّ هذه الدورة تهدُف أيضًا إلى كيفية تقوية هذا الميثاق الغليظ الذي وضعه الله سبحانه لاستمرار عمارة الأرض والحفاظ على الجنس البشري، وذلك من خلال وضع التصور الصحيح لعلاقة الزواج، والالتزام بالتعاليم الإسلامية والقيم الأخلاقية القائمة على المودة والتسامح والاحترام والقدرة على تحمل المسئولية وتجاوز الصعوبات والمشكلات لتكوين أسرة سعيدة صالحة قادرة على تجاوز عقبات الحياة.

وأكَّد مفتي الجمهورية أنَّ بناء الوعي لدى الإنسان من أهم عناصر تكوين الشخصية المستنيرة المستقيمة، ويتأكَّد ذلك الأمر عند الحديث عن الزواج وبناء الأسرة، فبناء الوعي الأسري الصحيح، وبيان الكيفية الصحيحة لتقوية الروابط الأسرية مسئولية كبيرة يترتَّب عليها إصلاح المجتمعات واستقرارها وأمنها.

ولفت فضيلته النظر إلى أننا نواجه في هذا العصر على المستوى العالمي والمحلي ظهور بعض المشكلات والأمراض الاجتماعية، والظواهر والقيم المرذولة التي تهدِّد قيام الأسرة وتقوِّض نجاح العلاقة الزوجية التي أراد الله تعالى أن تؤسَّس على البر والتقوى والمودة والرحمة، ومن هنا فدار الإفتاء المصرية تعمل على نشر الوعي الصحيح للمحافظة على كيان الأسرة واستقرارها والحد من ظاهرة انتشار الطلاق، خاصة في السنوات الأولى للزواج.

وأوضح فضيلة المفتي أن التصور الصحيح لحدوث ذلك الأمر يأتي من الرؤية الكلية التي تُعنى بجميع الجوانب ولا تهمل أي عنصر من عناصر قيام الأسر ونجاح الزواج، فنحن ندرك أنَّ الأسرة هي نواة المجتمع، وهي المكون الأساسي له، وهي الرافد الشرعي الذي يمدُّ الوطن بأبناء صالحين يحبون أسرَهم وأوطانهم وينتمون إلى الوطن بأوثق وأقوى الروابط، ويبذلون وُسعهم من أجل حمايته والحفاظ عليه والنهوض به إلى مستقبل مشرق، وإنما تُبنى الأوطان بسواعد أبنائها المحبين المنتمين لها .

وأضاف أنَّ دار الإفتاء قد نظرت من خلال جهود المتخصصين إلى أسباب التفكك الأسري وانتشار ظاهرة الطلاق وفشل علاقات الزواج وانهياره، وقامت بدراسة ذلك كله لوضع التصور للحلول الصحيحة الناجحة، مشيرًا إلى أن بلادنا قد تعرضت إلى انتشار أفكار متطرفة مغلوطة عن مكانة المرأة وعن دورها وعن العلاقة الزوجية وأسس بنائها، وشاعت أفكار خاطئة حول تمحور علاقة الزوجية حول مسألة الحق والواجب فقط، وتم إهمال أهم الجوانب الإنسانية التي قامت عليها الأسرة والتي وضعها الله سبحانه وتعالى، وهي السكن والمودَّة والرحمة. نعم، لا شك في أهمية معرفة الحق والواجب لدى كل طرف، ولكن قبل ذلك وأثناء ذلك وبعد ذلك يجب أن يغلف ذلك كله بالحب والمودة والإنسانية، التي تدفع الطرفين إلى العطاء اللا محدود، بل والانصهار الكامل من أجل استمرار هذا الكيان العظيم الذي سُقي بماء المحبة والمودة والرحمة.

وأوضح مفتي الجمهورية أنَّ الهدف الذي تعمل الدار على تحقيقه من خلال هذه الدورات العلمية التدريبية هو بناء الوعي اللازم لقيام الأسرة ونجاح الزواج واستمراره، وكيفية تجاوز العقبات الحياتية وتفعيل مفاهيم هذا الوعي بين أبناء الوطن من خلال وسائل الإعلام المختلفة، وأدوات التواصل الاجتماعي، التي نجحت دار الإفتاء في تحويلها إلى منابر لنشر الفكر الصحيح على كافة المستويات، ومحاربة صور الانحراف والتطرف والتشدد، والتصدي للفتاوى المنحرفة التي تعمل على الحطِّ من كرامة المرأة وتشوية صورة العلاقة الزوجية وتنسب ذلك لديننا الإسلامي، ونحن ننظر في ذلك كله إلى المثال الأسمى، وهو نبينا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم القائل: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي".

وأكَّد أنَّ الدار تعمل كذلك على الالتزام بالأسلوب العلمي لمعالجة الظواهر المجتمعية والمشكلات التي تهدِّد بنيان الأسرة، فلا نتبنَّى أسلوب الوعظ الخالي من الحلول الصحيحة، بل نضم إليه الاستعانة بأهل الاختصاص الطبي والنفسي والمجتمعي والفكري لتكوين فريق عمل متكامل يعمل على وضع التصورات الصحيحة لتنمية الوعي الأسري، وعلاج المشكلات والحد منها ومنع أسبابها، والعمل على التعريف بالأحكام الفقهية الخاصة بالزواج والطلاق لدى قطاع المأذونين، والعمل على تثقيفهم وعقد الدورات التدريبية لهم بما يؤهِّلهم للإصلاح بين الأزواج، فهُم من أهمِّ أدوات نشر الوعي وعلاج المشكلات الخاصة بالأسرة.

وأشار إلى أنَّ مثل هذه المراكز والدورات هي دليل على نجاح منهج دار الإفتاء المصرية القائم على عدم الانفصال عن واقع المجتمع المصري، ونحن نأمل أن تسهم هذه الدورات التدريبية وما يماثلها من دورات أخرى في تكوين الوعي الصحيح لدى شبابنا المقبلين على الزواج، والذين يقع على عاتقهم نشر ذلك الوعي بين أُسرهم وأهلهم وأصدقائهم، حتى يتم تفعيله بين أبناء المجتمع المصري، وهذه خطوة يتبعها -بإذن الله- خطوات، ونموذج تتبعه نماذج سوف نعمل على تكرارها وانتشارها في جميع ربوع مصرنا الغالية.

1-1-2023

- العقيدة تُولّد في النفس وازعًا أخلاقيًّا يحول دون الانزلاق إلى الفساد والسقوط- لا تستقيم الأخلاق ولا تدوم إن لم تُبْنَ على أساس من الإيمان بالغيب- الدين هو المصدر الذي تستمد منه الأخلاق معناها وفاعليتها في تهذيب السلوك الإنساني- حين تُفصل الأخلاق عن العقيدة تُفرَّغ من مضمونها وتتحوّل إلى شعارات بلا أثر- الشهوة نار لا تنطفئ إلا بالإيمان- الحضارة الحقيقية لا تقوم إلا على الإيمان ولا تزدهر إلا بالأخلاق


-من يقبل القرآن ويرفض السنة يناقض نفسه لأن من نقل القرآن هو نفسه من نقل السنة ووثَّقها-الطعن في السنة ليس نتيجة بحث علمي بل نتيجة جهل بالسياق وضعف في أدوات الفهم


أكد فضيلة أ.د نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن بناء الإنسان هو الأصل الأول في بناء الأوطان، وهو القاعدة التي تقوم عليها نهضة الأمم ورقيها، مبينًا أن الله تعالى خلق الإنسان لعمارة الأرض، وجعل هذا الهدف مقترنًا بالرسالة الإلهية التي جاء بها الرسل جميعًا، فكانت الشرائع السماوية ترسخ في الإنسان قيم الحق والخير والجمال، وتدفعه إلى السعي في الأرض طلبًا للرزق الحلال وإعمارًا للكون بما ينفع الناس ويحقق مصالحهم، وكذلك استندت الدساتير والقوانين الوضعية إلى حفظ إنسانية الإنسان وكرامته، موضحًا أن الدين في أسمى صوره هو العامل الأول في بناء شخصية الإنسان السوي الذي يعرف واجباته كما يعرف حقوقه، ويقيم علاقته بربه ومجتمعه على أساس من الرحمة والعدل والصدق، مؤكدًا أن الأوطان لا تبنى إلا بسواعد أبنائها الذين يتحلون بالعلم والخلق، وأنه لا كرامة لإنسان بلا وطن يحتضنه ويحميه، مشددًا على أن حماية الوطن واجب ديني ووطني، وأن خيانة الأوطان أو الإضرار بها صورة من صور الفساد التي حرمتها جميع الشرائع.


استقبل فضيلة أ.د نظير محمد عيَّاد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، فضيلة الشيخ يحيى صافي، رئيس المجلس الفقهي الأسترالي، في لقاء علمي ودعوي شهد بحث أطر التعاون والتنسيق بين الجانبين في مجالات الإفتاء، والدعوة، والتأهيل العلمي، بما يخدم مسلمي أستراليا ويعزز من حضور المنهج الوسطي المعتدل في المجتمعات ذات التعددية الثقافية والدينية.


أكد فضيلة أ.د نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الأديان السماوية جاءت لترسيخ المبادئ الإنسانية، وتثبيت القيم الأخلاقية العليا التي تحفظ كرامة الإنسان وتصون المجتمعات من عوامل التشتت والانهيار، مشددًا على أن الفهم الصحيح للدين هو ما يربط الإنسان بغيره على أساس من الرحمة والتعاون، لا على التنازع والإقصاء، موضحًا أن المشترك الإنساني بين الأديان يمثل مرتكزًا رئيسًا في تحقيق السلم الاجتماعي، وقاعدة صلبة يمكن البناء عليها لتعزيز التفاهم بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة.


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 01 مايو 2025 م
الفجر
4 :37
الشروق
6 :12
الظهر
12 : 52
العصر
4:29
المغرب
7 : 33
العشاء
8 :57