04 فبراير 2024 م

ابن حمدويه

ابن حمدويه

من العلماء المحدِّثين الذين عاشوا بأرض فلسطين المباركة: إسماعيل بن حَمْدَوَيْه البِيْكَندِي، وقد كان عالمًا جليلًا وإمامًا كبيرًا.

ومع أنه قد ولد في بيكند ببُخارى من بلاد ما وراء النهر، وطلب العلم على شيوخ بُخارى، إلا أنه قد تطلعت همتُه للسفر طلبًا لرواية الحديث الشريف، فكانت المحطة التي نزل وحلَّ بها هي مدينة الرملة بأرض فلسطين.

وقد قدم إليها في عام 269 هـ، وأقام بها مدة مِن الزمن، ومن شدة ارتباطه وتعلقه بهذه البلاد سماه العلماء "نزيل الرملة"، مما يدلُّ على أن قلبه قد تعلق بمدينة الرملة في القدس الشريف المدينة المباركة؛ ولذلك عاش فيها مدة من الزمن حتى ارتحل منها.      

وكان مجيئه إلى هذه البلاد باب خير عليه؛ فقد أخذ عن شيوخ فلسطين الكبار وروى عنهم، وأهمهم: أحمد بن شيبان الرملي من علماء الرملة، ثم سافَرَ إلى مصر وروى الحديث بها. كما ذكر ذلك عنه أهل السير والتاريخ.

ونظرًا لكونه بحرًا في علم الحديث الشريف، أثنى على ابن حمدويه جماعةٌ من العلماء؛ كالحافظ محمد بن المُنذر بن سعيد السُّلمي الملقب بـ «شَكَّر» وكتب عنه الحديث، وروى عنه الحديث كثيرٌ من علماء القدس، منهم: أحمد بن زكريا المقدسي، وكان قد جاء إلى فلسطين وهو في طريقه إلى العراق، فروى عن جماعة من المحدثين، منهم ابن حمدويه، وقد أخذ عنه الحديثَ الشريف طائفةٌ أجِلةٌ من المحدثين في مختلف البلدان.

والناظر في سيرته الكريمة ورحلته الفضيلة يجد أنه عنوان على بلاد بيت المقدس في كونها مصدر إشعاع وإلهام للبلدان المجاورة؛ فقد اجتذبت طلاب العلم واحتضنتهم بين أروقتها، وتعلم أهل العلم وعلموا الناس بها.

وبعد هذه الحياة الحافلة بالتعليم والرواية والتقوى تُوفي الإمام ابن حمدويه بمدينة الرملة بفلسطين، وكان ذلك في سنة 273 هـ؛ مما يظهر لنا من خلاله أن اسمه ارتبط بفلسطين في حياته وبعد مماته.

المراجع:

  •  تاريخ الإسلام، للذهبي، 20/ 214، ط. المكتبة التوفيقية.
  • . الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب، لابن ماكولا، 2/ 555، ط. دار الكتب العلمية.
  • التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل، للمعلمي، 1/ 55، ط. المكتب الإسلامي.
  •  الثقات، لابن حبان، 8/ 105، ط. دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد.
  •  تهذيب الكمال، للحافظ المزي، 20/ 372، ط. مؤسسة الرسالة.

تَوافُدُ الصحابة الكرام رضي الله عنهم على أرض فلسطين بكثرة جعلها بلادًا خصبة للعلم والعبادة، فقد تلقى الناسُ عنهم العلم، ومن هنا فقد كثر التابعون الذين أخذوا العلم عن الصحابة وعايشوهم في رحاب بيت المقدس.


لا ريب في أن بلاد القدس من أهم وأشهر البلاد التي انتشر فيها المذهب المالكي انتشارًا بالغًا؛ وذلك لما لها من مكانة سامية جليلة في قلوب المالكية وخاصة المغاربة منهم؛ حيث رحل إليها أكثرُ المغاربة وعاشوا بها وأخذوا العلم عن أئمتها وعلمائها، فقاموا بتدريس المذهب لطلابها، ومن بين هؤلاء العلماء: الإمام العالم العلامة الرباني قاضي القضاة: شهاب الدين أبو العباس أحمد بن علم الدين، أبو الربيع سليمان بن أحمد بن عمر بن عبد الرحمن العمري المالكي، المغربي الأصل، المقدسي النسبة


فلسطين منذ قديم الزمان تُعتبر موطنًا ومقصدًا للعلماء والصالحين؛ لما تشتمل عليه هذه البلاد المقدسة من الفضل والبركة التي حباها بها الله سبحانه وتعالى بكرمه وفضله. والإمام علي بن سليمان الأذرعي من العلماء الذين جمعوا بين العلم وتولي القضاء؛ فهو ممن ولي القضاء في بلدان عديدة، وشأنه شأن كثير من الأئمة والعلماء، يُحب الرحلة والتنقُّل بين البلدان، ومن البلدان التي استقرَّ فيها قبيل وفاته دولة فلسطين، وهو قبل أن ينزل فلسطين كان قاضيًا ببلدان كثيرة، منها: طرابلس وعجلون وزرع ودمشق، وغيرها.


شيخ الشافعية، الإمام أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر بن إبراهيم بن داود بن أحمد النابلسي المقدسي، من أهم علماء الشافعية الذين وُلدوا في فلسطين، واستوطنوا بيت المقدس وإليه نسبوا، وتلقوا المذهب الشافعي على يد علمائه.


من العلماء المحدِّثين الذين عاشوا بأرض فلسطين ودُفنوا بها: ضمرة بن ربيعة، أبو عبد الله القرشي ويقال له: الفلسطيني، والذي كان محدثًا ثقةً كما قاله عنه الإمام يحيى بن معين، ولم يكن ضمرة بن ربيعة محدِّث فلسطين فقط، بل كان بجانب هذه المكانة الحديثية فقيهًا أصوليًّا بارعًا، فجمع بهذا بين علوم الوسائل والمقاصد، ومكانته العلمية قد تجاوزت حدودَ فلسطين؛ فقد تحدث عن فقهه وعلمه علماء الأقطار والأمصار.


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 01 مايو 2025 م
الفجر
4 :37
الشروق
6 :12
الظهر
12 : 52
العصر
4:29
المغرب
7 : 33
العشاء
8 :57