04 فبراير 2024 م

الإمام عبد الله بن محيريز

الإمام عبد الله بن محيريز

من التابعين المشهورين بين العامة والخاصة بالزهد والعبادة والورع: عبد الله بن محيريز بن جُنَادَةَ بن وهب القرشي الْجُمَحِيُّ المكي أبو محيريز، ومعلوم أنه من دمشق، ولكنه نزل بيت المقدس، وعاش بها في نهاية عمره، واشتهر بهذا، حتى إنه لم يترجم له أحد قط إلا وذكر أنه نزيل بيت المقدس.

وقد كان له بيت في إحدى قرى فلسطين، وكان ملازمًا لهذا البيت لا يخرج منه إلا للصلاة، أو لقضاء حاجة، وكانت ترغب نفسه إلى الخفاء، وهو مع ذلك كان مشهورًا معروفًا بفلسطين.

وقد ذكر الإمام الأوزاعي أن العلماء كانوا إذا قصدوا فلسطين لزيارة بيت المقدس يقدمون على عبد الله بن محيريز يزورونه ويطلبون دعاءه، ويلتمسون منه البركة؛ مما يدلُّ على أنه كان من أعلام فلسطين في هذا الوقت.

 ورجلٌ بشهرة عبد الله بن محيريز ومكانته لا يُصدق أنه كان لا يُكثر الاختلاط بالناس، أو أنه كان في كثير من الأحيان يسير بين أهل فلسطين في الطرقات والأسواق متخفيًا، ولكن سبب شهرته بين أهل فلسطين بل وعموم المسلمين في ذلكم الزمان أنه كان مُتعبدًا لله تعالى بمعنى الكلمة.

وكانت القرية التي يسكن بها بفلسطين تبعد عن الرَّمْلَة حوالي 7 كيلو مترًا تقريبًا، ولأنه كان شديد التعبد لله رب العالمين كان يمشي من هذه القرية إِلَى الرَّمْلَة لأجل أن يُصَلِّيَ الجمعة. مما يدلُّ على أنه قد انقطع في فلسطين لعبادة الله تعالى.

ومما اشتُهر بين العلماء أن أهل فلسطين كانوا يفتخرون بوجوده في بلادهم، حتى ورد عن رجاء بن حيوة أنه قال: "إن أهل المدينة ليفتخرون علينا بعبد الله بن عمر، وإنا لنفتخر عليهم بعبد الله بن محيريز؛ لكونه إمامًا صَموتًا مُعتزلًا فِي بيته"؛ فلنا أن نتصور رجلًا من التابعين يُقارنه الناس بأحد أعلام الصحابة، رضي الله عن الجميع.

ولم يكن اعتكافُ هذا الرجل الصالح في بيته مانعًا من نشره العلم بين أهل فلسطين، فكما روَى هو عن الصحابة روَى عنه غيرُه من الأئمة الأعلام، وأشهرهم: شيخ فلسطين الإمام إبراهيم بن أبي عَبْلَة، وغيره.

وبعد هذه الحياة الحافلة العامرة بالزهد والورع والعبادة والعلم، توفي الإمام عبد الله بن محيريز في سنة: أربع وتسعين من الهجرة.

المراجع:

  • مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، لسبط ابن الجوزي»، 10/ 30، ط. دار الرسالة.
  • تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، للذهبي، 6، 228، ط. المكتبة التوفيقية.
  • التاريخ الكبير، 1/ 270، ط. الفاروق الحديثة.
  •  تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام، للذهبي، 2/ 1127، ط. دار الغرب الإسلامي.

إن بلادًا عاش فيها السادة الأنبياء عليهم السلام والسادة الصحابة الكرام، لا تخلو من العلم والعلماء، ولا تُحرم من بركاتهم، ومن أعيان العلماء الذين سكنوا أرض فلسطين: ولي الله تعالى الإمام العامل الخاشع الناسك شمس الدين محمد أبو العون محمد الغزي القاري الجلجولي الشافعي.


تَوافُدُ الصحابة الكرام رضي الله عنهم على أرض فلسطين بكثرة جعلها بلادًا خصبة للعلم والعبادة، فقد تلقى الناسُ عنهم العلم، ومن هنا فقد كثر التابعون الذين أخذوا العلم عن الصحابة وعايشوهم في رحاب بيت المقدس.


شيخ الشافعية، الإمام أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر بن إبراهيم بن داود بن أحمد النابلسي المقدسي، من أهم علماء الشافعية الذين وُلدوا في فلسطين، واستوطنوا بيت المقدس وإليه نسبوا، وتلقوا المذهب الشافعي على يد علمائه.


فلسطين منذ قديم الزمان تُعتبر موطنًا ومقصدًا للعلماء والصالحين؛ لما تشتمل عليه هذه البلاد المقدسة من الفضل والبركة التي حباها بها الله سبحانه وتعالى بكرمه وفضله. والإمام علي بن سليمان الأذرعي من العلماء الذين جمعوا بين العلم وتولي القضاء؛ فهو ممن ولي القضاء في بلدان عديدة، وشأنه شأن كثير من الأئمة والعلماء، يُحب الرحلة والتنقُّل بين البلدان، ومن البلدان التي استقرَّ فيها قبيل وفاته دولة فلسطين، وهو قبل أن ينزل فلسطين كان قاضيًا ببلدان كثيرة، منها: طرابلس وعجلون وزرع ودمشق، وغيرها.


من العلماء المحدِّثين الذين عاشوا بأرض فلسطين ودُفنوا بها: ضمرة بن ربيعة، أبو عبد الله القرشي ويقال له: الفلسطيني، والذي كان محدثًا ثقةً كما قاله عنه الإمام يحيى بن معين، ولم يكن ضمرة بن ربيعة محدِّث فلسطين فقط، بل كان بجانب هذه المكانة الحديثية فقيهًا أصوليًّا بارعًا، فجمع بهذا بين علوم الوسائل والمقاصد، ومكانته العلمية قد تجاوزت حدودَ فلسطين؛ فقد تحدث عن فقهه وعلمه علماء الأقطار والأمصار.


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 01 مايو 2025 م
الفجر
4 :37
الشروق
6 :12
الظهر
12 : 52
العصر
4:29
المغرب
7 : 33
العشاء
8 :57