30 يوليو 2024 م

خلال كلمته في ختام مؤتمر الإفتاء العالمي.. الدكتور إبراهيم نجم يحذِّر من مغبة الانسياق لمن يجيدون هدم الأوطان عبر بوابة خرق القيم الإنسانية

خلال كلمته في ختام مؤتمر الإفتاء العالمي.. الدكتور إبراهيم نجم يحذِّر من مغبة الانسياق لمن يجيدون هدم الأوطان عبر بوابة خرق القيم الإنسانية

تحدَّث الدكتور إبراهيم نجم -مستشار مفتي الجمهورية، الأمين العام للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- في كلمة ختامية لمؤتمر "الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع" عن مقولات قادة الرأي الغربيين التي تبرز دَور الأخلاق في النهوض بالأخلاق والأمم، محذرًا من مغبة الانسياق لمن يجيدون هدم الأوطان عبر بوابة خرق القيم الإنسانية أولًا.

تغيير العقليات

وقال "نجم": علينا أن نتأمل مفهوم توماس كوهن، العالم في تاريخ العلوم، حيث تكلم عن "برادايم شفت" (Paradigm shift) وهو تحول جذري في العقلية والمواقف يُفضي لتفكير مختلف، وعندما كان السقف المعرفي يقول إن الأرض هي مركز الكون تلتها نتائج معينة ولكن عندما تغير هذا المفهوم ليصبح أن الشمس هي مركز هذا النظام الشمسي الذي نعيش فيه، أعطى نتائج مختلفة، وهو ما أكده القرآن الكريم في قصة سحرة فرعون، وهذا أمر يمكن قياسه على كل شيء من مواقف حياتية بفقد صديق أو والد أو والدة أو كلمات تقرؤها في كتاب، تحول المعنى في الذهن ليقود إلى عمل آخر وتفكير آخر.

إدارة الأحلام لواقع

تحدث "نجم" عن محاضرة شارك فيها طالبًا ومستمعًا في مدرسة "هارفرد" في شتاء 1996، وكان يدرس في كلية القانون ذات المناهج الجافة، وقادته قدماه لمحاضرة بعنوان "مصفوفة الأداء المتميز" تتحدث عن شركات المال والأعمال، يقول: أما أنا فكنت أحسّن تفكيري في إدارة المؤسسات الدينية وهي عبارة عن خمس خطوات: في الأولى يكون لدينا حلمٌ كبير ولا حدود للأحلام، ثم بعد ذلك اتَّخذ خطوات بسيطة، وتحرك بسرعة، وتعلم كيف تدير الموارد مهما كانت طبيعتها، ثم تحقيق أهداف ذات صبغة استثنائية.

ومشكلاتنا أيًّا كانت أُسرية أو مجتمعية أو على مستوى الأمة، هي مشكلة إدارية في المقام الأول، وتعلمنا ذلك من ديننا، فعليك نفسك.

تخريب المجتمعات

واستطرد نجم في محاضرته قائلًا: حين حضرت محاضرة يوري بيزمينوف وهو كاتب صحفي روسي له محاضرة شهيرة باسم "كيف تخرب مجتمعًا بدون إطلاق رصاصة واحدة؟" وإن كانت محاضرة عمرها 40 سنة، فهو يتكلم عن تفاصيل وكأنه يعيش بيننا اليوم، حروب الجيل الرابع والخامس، وقسَّم هذه المراحل لأربع تبدأ بسقوط منظومة الأخلاق demoralization  والحل فيما يعتقد هو أن نعيد للدين وضعه الصحيح حتى تتسق الأمور وتوضع في نصابها مرة أخرى، ومن يقوم بذلك سوى علماء الدين والمفتين؟

عصر الذكاء الخارق

تذكر "نجم" أيضًا في سرده لقصص دالة عن الأخلاق قصة ريد هوفمان مؤسس موقع "لينكد إن" وهو من أكبر المستثمرين في شركة Open AI وعمل حوارًا مع توءَمه الرقمي، وهو حوار ماتع يأخذ باللُّب، وكيف تمَّت تغذية التوءَم الاصطناعي بكل محاضرات ريد هوفمان الأصلي، حتى إنه أجرى حوارًا رائقًا مع توءمه الرقمي، والحوار في وسطه يتكلمون عن البوصلة الأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، ومما قاله: رغم وصولنا لهذا المستوى من الذكاء الاصطناعي فنحن في مرحلة أولية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، ولم نصل بعدُ إلى مرحلة الذكاء الخارق Super Intelligence ولا نعرف كيف سنواجهه؟!

ماذا بعد؟

يقول د. إبراهيم نجم: نحن في عالم رُفعت فيه الحدود والحواجز ولا يمكن لأي مجتمع أو دولة أن تنعزل عن العالم، فهذا غير ممكن، وعالمنا كالسوق المفتوح، ونحن نقصد المعنى المادي والفكري لسوق الأفكار، وليس المطلوب منك أن تتمثل حالة الإنكار ولكن دورنا أن نحسن عرض بضاعتنا إذا كان الآخرون يتكلمون في أمر مستهجن لدينا، فواجبنا ليس الإنكار ولكن أن نعرض بضاعتنا.

ولا يمكننا أن نفعل ذلك بدون المشاركة والتعاون، فنحن كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في سفينة واحدة، كل البشر يركبونها، ولا بد أن نأخذ على يد من يحاول خرق السفينة كعلماء وقادة رأي بالحكمة والموعظة الحسنة.

- نواجه تحديات فكرية وثقافية تسعى لهدم القيم وتفكيك الأسرة.- هناك انفتاح غير واعٍ على ثقافات وافدة تُغيِّر الحقائق وتُزيِّف الوعي.- نعيش حالة من الترويج المنظَّم للباطل تحت مسمَّيات برَّاقة مما يتطلب خطابًا دينيًّا قويًّا ومتماسكًا يحصِّن المجتمع.- دار الإفتاء المصرية تتابع كل الإشكاليات التي تمس استقرار الأسرة وتماسكها باهتمام بالغ، وتسعى إلى مواكبتها. - الأسرة هي اللَّبِنة الأساسية التي يُبنى عليها كيان الأمة.. واستقرارُها حجر الزاوية في استقرار المجتمع بأسره.- مؤسساتنا الدينية والعلمية والإعلامية تتحمل مسؤولية كبرى في مواجهة ما يُبَثّ من أفكار ومفاهيم تؤدي إلى التفكك الأسري والانحراف عن القيم الأصيلة.- حماية الأسرة لا تنفصل عن حماية الهوية الوطنية.


أعلنت دارُ الإفتاء المصرية عن انتهاء استعداداتها التنظيمية واللوجستية لعقد مؤتمرها العالمي العاشر، الذي تنظِّمه الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، تحت عنوان: "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي"، والمقرر انطلاقه في القاهرة خلال الفترة من 12 إلى 13 أغسطس المقبل، بحضور كبار المفتين والوزراء من أكثر من مائة دولة وبمشاركة دولية وأممية واسعة.


بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ومفعمة بالحزن والأسى، ننعى إلى الأمة الإسلامية والعربية والعالم أجمع، أحد أعلام الأزهر الشريف وخدمة العلم والدين، فضيلة الأستاذ الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس الأكاديمية العالمية للتدريب بالأزهر الشريف، ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، الذي وافته المنية في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان المعظم، وهي أيام اختصها الله بالرحمة والقبول، وجعل فيها أبواب الجنة مفتوحة.


يتقدم فضيلة أ.د نظير محمد عيَّاد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، بأسمى آيات التهنئة، إلى فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية (حفظه الله ورعاه)، وإلى قادة وزعماء الدول العربية والإسلامية، وإلى الشعب المصري العظيم، وسائر شعوب الأمتين العربية والإسلامية؛ بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك،


يتقدم فضيلة أ.د نظير محمد عياد، مفتي جمهورية مصر العربية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، بأصدق التهاني وأطيب الأمنيات إلى قداسة البابا ليو الرابع عشر؛ بمناسبة انتخابه بابا للفاتيكان، وقائدًا روحيًّا للكنيسة الكاثوليكية حول العالم.


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 15 يونيو 2025 م
الفجر
4 :7
الشروق
5 :53
الظهر
12 : 55
العصر
4:31
المغرب
7 : 58
العشاء
9 :31