- مفتي الجمهورية للرئيس السيسي: المسئولية عظيمة والتركة ثقيلة أعانكم الله عليها

- مفتي الجمهورية للبابا تواضروس: عزاؤنا لأنفسنا ولكم .. نحن في خندق واحد ولن يفرقنا أحد

- نطالب الجميع بالتكاتف لإنجاح مجلس مكافحة الإرهاب الذي دعا إليه الرئيس السيسي

- عن قانون الطوارئ قال مفتي الجمهورية: التشريع الإسلامي أجاز لولي الأمر اتخاذ الإجراءات التي تضبط الأمن وتقي المجتمع من مشكلات

- مواجهة الإرهاب يتطلب تضافر جهود كافة مؤسسات الدولة لمجابهته

- المصريون قالوا للعالم وللإرهابيين: نحن على قلب رجل واحد والأعمال الإرهابية لن تزيدنا إلا إصرارًا وتماسكًا

- الإرهابيون ارتكبوا جريمة كبرى في حق الإنسانية وفي حق مصر

- أقول للمصريين عليكم أن تدركوا أن وعيكم هو سبيل النجاح

- الناس تثق في المؤسسات الدينية الرسمية وتدرك أنها القادرة على مواجهة الإرهاب

- لا توجد قوة على وجه الأرض يمكن أن تفرق بين مصري ومصري آخر

- دار الإفتاء قامت بعدة إجراءات لمحاربة داعش والجماعات الإرهابية منذ وقت طويل

- الإرهابيون أضروا بالإسلام وجعلوا الناس يخافون من الدين وأفعالهم لا تنتمي للدين من قريب أو بعيد

- فتاوى المتطرفين تحصر التعامل مع غير المسلمين في دائرة الحرام والمكروه وتضيق دائرة التعامل مع غير المسلمين

- لا يوجد في تاريخ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحابته من بعده أنه حارب كل الناس

- فتاوى الإرهابيين تؤدي إلى ضرب التعايش بين المسلمين وغير المسلمين

- عقلية الإرهابي الذي يفجر نفسه بحاجة إلى دراسة نفسية واجتماعية تحلل لنا كيف تأثر هذا الإرهابي بالفتاوى المتطرفة

- المؤسسات الدينية لديهم رصيد كبير من العلم للتصدي للفكر المتطرف

- دار الإفتاء تجيب عن 2400 سؤال يوميًّا مما يعكس ثقة الناس بالمؤسسة الدينية

في حواره الأسبوعي على قناة "أون لايف" تعليقًا على حادث كنيستي طنطا والإسكندرية وجَّه فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام - مفتي الجمهورية – رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي بقوله: سيادة الرئيس نحن ندرك أن المسئولية عظيمة والتركة ثقيلة فسر على بركة الله ودعاؤنا لك بأن يعينك الله سبحانه وتعالى على ما وليت فيه وأن يرزقك الصبر وأن يرزقك التوفيق في كل ما تقول وكل ما تفعل.

جاء ذلك خلال لقاء فضيلته في برنامج "حوار المفتي" مع الإعلامي حساني بشير؛ حيث قدم فضيلته العزاء لأسر الشهداء، وأن يمن الله عليهم بالصبر، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل.

وفي السياق ذاته وجه مفتي الجمهورية رسالة للبابا تواضروس والإخوة المسيحيين قال فيها عزاؤنا لأنفسنا ولكم لأننا جميعًا مصريون ونحن في خندق واحد ولن يفرقنا أحد.

وقال للمصريين: عليكم أن تدركوا أن وعيكم هو سبيل النجاح، فالمصريون أرسلوا للعالم بصفة عامة وللإرهابيين بصفة خاصة رسالة قوية أننا على قلب رجل واحد وهذه الأعمال الإرهابية لن تزيدنا إلا إصرارًا وتماسكًا.

وقال مفتي الجمهورية: إن الشعب المصري يثق في المؤسسات الدينية الرسمية وأدرك أن هذه المؤسسات بما لديها من خبرة طويلة ورصيد كبير وضخم قادرة على مواجهة الأفكار الإرهابية.

مؤكدًا أن الناس لا تزال تثق في المؤسسات الدينية المصرية فإننا يرد إلينا في دار الإفتاء 2400 سؤال يوميًّا، ونجيب عنها، وهذا يعكس ثقة الناس في هذه المؤسسات والإقبال عليها يؤكد على أن منهجها هو المنهج الذي يحتاجه الناس.

وردَّ فضيلة المفتي حول هل ستنال هذه الأعمال من اللحمة الوطنية بين أبناء الشعب بقوله: إن المصريين خاضوا معارك أشرس من ذلك ووقفوا ضد دعوات كانت تريد أن تنال من العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين، فالمصريون كانوا على قدر كبير من الإدراك والوعي على مدار التاريخ للتصدي لمثل هذه الدعوات، ونحن ندرك تمامًا قدر هذه الوعي، فالمسلمون في طنطا اصطفوا للتبرع بالدم للمسيحيين، وهذا يؤكد أننا في تلاحم لا توجد قوة على وجه الأرض يمكن أن تفرق بين مصري ومصري آخر.

وحول مجلس مكافحة الإرهاب الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي أكد مفتي الجمهورية أن كل جهد يؤدي إلى الكفاح ودحض الإرهاب نحن نرحب به ونحن معه قلبًا وقالبًا، مطالبًا الجميع بالتكاتف لإنجاح هذا المجلس لأن الإرهاب لا حدود له.

دار الإفتاء قامت بعدة إجراءات لمحاربة داعش والجماعات الإرهابية بدأت بإنشاء مرصد دار الإفتاء وما يخرج عنه من إصدارات تتصدى للفكر المتطرف، فقد حاربنا فكر داعش من خلال الكتب التي تصدر عنهم حيث عكفنا على دراستها وتفنيد ما جاء بها والرد عليها ونشرناها في كافة وسائل الإعلام مشددًا على أننا في دار الإفتاء عون للرئيس في هذا الاتجاه ونرحب بكل جهد يبذل في هذا الاتجاه.

وقال مفتي الجمهورية: إن الإرهابيين أضروا بالإسلام وجعلوا الناس يخافون من الدين وأفعالهم لا تنتمي للدين من قريب أو بعيد، مشيرًا إلى أن المجتمع الغربي عندما يدرس الإسلام بصورة محايدة يجد أن الإسلام بريء من أفعال هذه الجماعات الإرهابية وأن أفعالهم لا تمت للدين بصلة ولا علاقة لها بالإسلام، وفكرة الإسلاموفوبيا كان لأفعال الإرهابيين جزء كبير في ظهور هذه الظاهرة في الغرب.

وحول إعلان حالة الطوارئ التي أقرها الرئيس مؤخرًا لمدة ثلاثة أشهر قال فضيلة المفتي: إن التشريع الإسلامي أجاز لولي الأمر اتخاذ الإجراءات التي تضبط الأمن وتقي المجتمع من المشكلات، وهذا متفق عليه بين جميع أبناء الأمة بأنه يجوز له وفق التطور العصري أن يتخذ من الإجراءات والتدابير الاحترازية التي تقي المجتمع المشكلات التي تضر به.

مشيرًا إلى أن الدستور والقانون نظم هذه المسألة وهذه الإجراءات تسير في سياق المشروعية القانونية والمشروعية الشرعية، مضيفًا أن مثل هذه الإجراءات الاستثنائية تتخذها الدول الغربية في حال ما يوجد ما يضر بمصلحة الدولة، وعليه يجوز للدولة أن تتخذ من الإجراءات التي تحافظ على سلامة المجتمع.

وردًّا على تفجير دور العبادة قال مفتي الجمهورية: إن دور العبادة المذكورة في الكتاب الكريم في قوله تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا } [الحج: 40] المفسرون قالوا: إن «كثيرًا» هنا عائد على الجميع، ومعنى هذا أيها الإرهابي أنك عندما تعتدي على بيت من بيوت العبادة كأنك تعتدي على شيء قدسه الله تعالى، على شيء مقدس في نفوس أصحابه، وجريمتك هنا جريمة كبيرة في حق دور العبادة.

مشيرًا إلى أن الإرهابيين لم يعتدوا على دور العبادة فقط بل اعتدوا على أنفس بريئة، لا أعلم ماذا سيقولون غدًا وهم واقفون أمام الله تعالى عندما يسألهم لماذا قتلتهم، ولا أجد مبررًا لمرتكبي هذه الأفعال الإجرامية والذين ينتظرهم عذاب شديد من الله تعالى يوم القيامة.

وقال: إننا عندما نبحث في عقل الإرهابي لمعرفة المبرر الذي حمله على قتل الأبرياء لا نجد لها أي سند لفعله، لن نجد لهم سندًا شرعيًّا لأفعالهم ولا سندًا إنسانيًّا ولا حتى حيوانيًّا، ما قام به هؤلاء الإرهابيون جريمة كبرى في حق الإنسانية وفي حق مصر.

الشعب المصري رغم هذه الأعمال الإرهابية يعطي الدرس للجميع بأنه صامد أمام هذه الجرائم المتكررة، ويعطي الدرس على أنكم إن كنتم تريدون أن تفرقونا فنحن لا نتفرق، نحن دمنا واحد ومصابنا واحد وأرضنا واحدة ومكاننا واحد بيوتنا واحدة.

وحول الفكر الذي يستمد منه هؤلاء الإرهابيين أفكارهم أكد مفتي الجمهورية أنهم يعتمدون على مجموعة من الأفكار والفتوى المتطرفة التي تنال من العلاقة بين أبناء الوطن على اختلاف معتقداتهم، مشيرًا إلى أننا رصدنا في دار الإفتاء المصرية أكثر من 5000 فتوى متطرفة تهدد العلاقة بين المسلم وغير المسلم، وجدنا أن 70% من أحكام هذه الفتاوى جاء بالتحريم، و20% بالكراهة و10% مباح، مشيرًا إلى أن 90% من جملة أحكام هذه الفتاوى تحرم التعامل مع غير المسلمين وهذا مخالف لأمر الله تعالى للتعامل معهم بالبر والقسط كما في قوله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8] فمثل هذه الفتاوى تحصر التعامل معهم في دائرة الحرام والمكروه وتضيق دائرة التعامل مع غير المسلمين.

وتابع نحن نقول: إن فتاوى المتطرفين والإرهابين أصبح ليس لها وجود في ظل المواطنة والتعايش الذي يعيشه أبناء الشعب المصري.

وحول اعتماد الإرهابيين والمتطرفين على بعض النصوص والآراء الفقهية، وكيف فهموها على غير حقيقتها أكد مفتي الجمهورية أن هذا يرجع إلى فهمهم المغلوط الذي جعلهم عاجزين عن فهم القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم فهمًا صحيحًا، وعن فهم مقاصد التشريع الإسلامي فهمًا صحيحًا، ولم يفهموا سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهمًا صحيحًا مما جعلهم يبتعدون عن المنهج الإسلامي الصحيح.

وقال مفتي الجمهورية: إننا في دار الإفتاء المصرية سنصدر خلال أيام مجموعة من الفتاوى التي ترد على تلك الفتاوى التي تضيق العلاقة بين المسلم وغير المسلم، والتي تكشف أن فتاوى هؤلاء المتطرفين لا تستند إلى أساس صحيح من الدين.

وأكد مفتي الجمهورية أن سياسة الاجتزاء هي سياسة المتطرفين في التعامل مع النص الشرعي وفي قراءتهم للنص الشرعي، وفي قراءتهم للفتاوى والأحداث التاريخية وكل شيء.

فعندما يستند المتطرفون إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله" هم فهموا النص فهمًا غير صحيح؛ لأن المقصود هنا المشركين الذي ناصبوا النبي صلى الله عليه وسلم العداء في مكة وآذوه واعتدوا عليه وأصاحبه.

لا يوجد في تاريخ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحابته من بعده أنه حارب كل الناس.

مرصد الإفتاء قام بإعداد دراسة نشرها في نشرة "إرهابيون" حول فتاوى المتطرفين ضد المسيحيين والتي تعد جرس إنذار ينذر أن هناك خطرًا ينبغي أن نواجهه والتصدي لمثل هذه الفتاوى المضلة، وبالتالي سنخرج دراسة موسعة للتصدي لمثل هذه الفتاوى.

وقال مفتي الجمهورية: إن فتاوى الإرهابيين تؤدي إلى ضرب التعايش بين المسلمين وغير المسلمين وتضيق التعايش بينهم وهي بعيدة عن الإسلام؛ لأن الإسلام لم يكن هكذا؛ فقد جاء الإسلام للتعايش مع كل مكونات البشرية، فرسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته تعايشوا مع كل الناس.

وفي تفسيره لعقلية الانتحاري قال مفتي الجمهورية: إننا عندما ننظر إلى عقل الإرهابي الذي يفجر نفسه طمعًا في دخول الجنة نرى أنه بحاجة إلى دراسة نفسية واجتماعية، تحلل لنا كيف تأثر هذا الإرهابي بهذه الفتاوى المتطرفة، ورسالتي للشباب أننا اكتوينا بالفتاوى الشاذة التي صدرت من أناس ليس لديهم علم شرعي ولا فكر وأضلوا الناس، فهم نبت شيطاني لم يتلق العلم على أيدي علماء بل قرءوا الكتب ولم يفهموها.

أقول للشباب: إذا أردتم العلم الشرعي لا بد أن تلجأوا إلى متخصصين تأخذون العلم عنهم، لا أنصاف المتعلمين، فالمؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف ودار الإفتاء لديهم رصيد كبير من العلم وثقة الناس، وهم الذين يقومون بهذا الدور للحيلولة دون وقوع هؤلاء الشباب في براثن التطرف.

فالبحث في عقلية الإرهابي تحتاج إلى تضافر جهود كافة مؤسسات الدولة في فهم هذه العقلية من الناحية النفسية والدينية والاجتماعية، ولأجل إنتاج خطاب ديني صحيح يقضي على الفكر المتطرف، كما أن الإعلام يقع عليه دور كبير في إنارة طريق الناس وبث الأفكار الإيجابية.

واختتم مفتي الجمهورية لقاءه بأن الرباط ليس قاصرًا على الجيش بل كل شخص مطالب بأن يؤدي عمله بضمير وأخلاق ويراعي الله تعالى ويرضي الله تعالى في عمله، كل مصري يعمل في خدمة وطنه هو جندي في ميدان العمل المدني يشارك الجندي الآخر في ميدان القتال.

المركز الإعلامي بدار الإفتاء المصرية ٢١-٤-٢٠١٧م