22 يونيو 2025 م

خلال كلمة فضيلته في مؤتمر المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر .. مفتي الجمهورية يؤكد: التّعارف الإنسانيّ مبدأ ديني وفريضة حضارية لإنقاذ العالم من الصراعات وفكرة ارتكازيّة في المنظومة الفكريّة والميدانيّة للمؤسّسات الدّينيّة

خلال كلمة فضيلته في مؤتمر المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر .. مفتي الجمهورية يؤكد:  التّعارف الإنسانيّ مبدأ ديني وفريضة حضارية لإنقاذ العالم من الصراعات وفكرة ارتكازيّة في المنظومة الفكريّة والميدانيّة للمؤسّسات الدّينيّة

أكد فضيلة أ.د  نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن مبدأ التّعارف الإنسانيّ يعدّ من أهمّ المبادئ الدّينيّة، والقيم الحضاريّة في الإسلام، وهو ما أمر به الله سبحانه وتعالى في قوله تعالى ﴿يا أيّها النّاس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند اللّه أتقاكم إنّ اللّه عليم خبير﴾، موضحًا أنه الأصل الّذي ينبني عليه مبدأ التّعارف الإنسانيّ في الإسلام هو الخلق من نفس واحدة.

وأضاف فضيلة مفتي الجمهورية، خلال كلمته في مؤتمر المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر الذي يعقد بعنوان "التعارف الإنساني وأثره في إرساء العلاقات وتحقيق التعايش"، أن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قد ترجم هذا المبدأ ترجمةً عمليّةً من خلال وثيقة المدينة المنوّرة، وما حدّده من عهود مع نصارى نجران، وهو الأمر الذي يؤكّد احترام الإسلام لثقافات الشّعوب ومعتقداتها، وسعيه لفتح آفاق التّعاون بين البشر، مبينًا أن من حقّ كلّ أمّة أن تكون لها ثقافتها، ومنظومتها الاجتماعيّة والسّياسيّة والقيميّة الخاصّة، وأن الحوار المستمرّ بين الثّقافات هو الذي يرسّخ قيم التّسامح والاحترام المتبادل والتّعدّديّة الثّقافيّة، موضحا أننا إذا أردنا أن نناقش آليّات تفعيل مبدأ التّعارف الإنسانيّ، فإنّه لا ينبغي لنا أن نناقشها بمعزل عن التّحدّيات الكبيرة الّتي نواجهها بشكل صارخ، والمتمثلة في حروب الإبادة الّتي تمارسها بعض الكيانات بحقّ الضّعفاء والمساكين، والّتي أصبحت عارًا كبيرًا في جبين الإنسانيّة إلى يوم الدّين.

في السياق ذاته أكد فضيلة المفتي أن أبشع صور هذا التحدي الإنساني الجسيم تتمثل فيما يرتكبه الكيان الصهيوني الغاصب بحقّ أهلنا في غزّة الجريحة؛ إذ تمارس آلة البطش الصهيونيّ جرائمها البشعة في وضح النهار، بلا وازع من ضمير، ولا رادع من قانون، مشيرا إلى أن البيوت باتت تقصف على رؤوس قاطنيها، والأطفال يُنتزعون من بين أكفّ أمهاتهم جثثًا هامدة، والنساء تُستهدف في مآوي النزوح، لتتحول الحياة في هذه البقعة من الجغرافيا إلى جحيم دائم لا يطاق في ظل تواطؤ عالمي سافر.

وشدد فضيلة المفتي، على أنّ هذه الحروب قد سبقتها نظريّات عنصريّة، ومعارف متطرّفة، كرّست لمبدأ صدام الحضارات، وحتميّة المواجهة بين الأديان، وضرورة الصّراع بين الشّرق والغرب، موضحا أننا توقّفنا في كثير من جهودنا عند مبدأ التّعارف الدّينيّ ولم نتجاوزه إلى مرتبة التّعارف الحضاريّ،، ومن ثم بذلنا جهودًا كبيرةً في سبيل تعزيز التّعارف والتّقارب الدّينيّ، وأنجزنا إنجازات نوعيّةً في هذا المسار، توّجت بـ"وثيقة الأخوّة الإنسانيّة" الّتي وقّعها الأزهر الشّريف مع الكنيسة الكاثوليكيّة، ووصلنا إلى صيغة تفاهم رشيدة نحو تعزيز مبادئ "الحوار الإسلاميّ–الإسلاميّ".

و دعا فضيلته، إلى ضرورة أن تكون فكرة "التّعارف الحضاريّ" بين الشّعوب والأمم من أهمّ الأفكار الارتكازيّة والمحوريّة في المنظومة الفكريّة والميدانيّة للمؤسّسات الدّينيّة – الإسلاميّة والمسيحيّة – حتّى تضطلع بدور محوريّ في وقف الصّراعات الدّائرة اليوم، مشددا على أنّ من أهمّ عوامل تحقيق "التّعارف الحضاريّ" هو: السّعي نحو امتلاك أدوات العلم والقوّة، الأمر الّذي يحقّق التّوازن بين الشّعوب والأمم، ومن هذا المنطلق يأتي دورنا لدعم قياداتنا السّياسيّة والوطنيّة والعسكريّة، الّتي تيقّظت لهذا الأمر، وتسلّحت بسلاح الإيمان والعلم والمعرفة، وتمكّنت من تحقيق هذا التّوازن القويّ.

وفي ختام كلمته نبه فضيلة المفتي إلى أن الله أنعم على البشريّة في هذا العصر ببرامج وأدوات الذّكاء الاصطناعيّ المتنوّعة، إلا أنّ الإنسان أصبح الآن يستخدم الذّكاء الاصطناعيّ لقتل أخيه الإنسان، وتدمير أرضه، وأصبحت جماعات الصّدام الحضاريّ وحركاته تروّج لضرورة استخدام هذه البرامج وتلك الأدوات في تدمير الآخر، مشددا على ضرورة استخدامه في مجالات الإغاثة الإنسانيّة، ومواجهة الفقر والجهل والمرض، وهو ما يحتّم على المؤسّسات الدّينيّة والعلميّة أن توجّه خطابها وبرامجها نحو تأصيل هذه الرّؤية الرّشيدة، ووضع ميثا أخلاقي عالمي يؤطّر لاستخدام الذّكاء الاصطناعيّ وفق ضوابط تضمن تكريس ثقافة السّلام والتّعايش الآمن بين الشّعوب والثّقافات كافّةً، بما يسهم في خدمة الإنسانيّة وتقدّمها.

وتأتي مشاركة فضيلة مفتي الجمهورية في هذا المؤتمر؛ اضطلاعًا بدور دار الإفتاء المصرية في تفعيل الحضور العلمي والدعوي في المحافل الدولية التي تُعنى بتعزيز قيم الحوار والتفاهم بين الشعوب، وتأكيدًا على الدور الريادي للمؤسسات الدينية في العالم الإسلامي في بناء الجسور الفكرية بين الثقافات، وترسيخ مبادئ السلام الإنساني، ويُشارك في المؤتمر نخبة من كبار العلماء والمفكرين من مختلف دول العالم؛ لمناقشة قضايا التعايش المشترك، وسبل مواجهة التحديات الفكرية والإنسانية الراهنة.

اختتمت دار الإفتاء المصرية أعمال امتحانات الدور الأول لطلاب الفرقة الثانية بالبرنامج التدريبي للوافدين بمركز التدريب، وذلك في أجواء اتسمت بالانضباط والجدية. وقد أدّى الطلاب اختباراتهم في المقررات الدراسية المعتمدة لهذا العام، والتي شملت تحليل فتاوى العبادات وفقه المعاملات وأصول الفقه ومقاصد الشريعة وأحاديث الأحكام والأحوال الشخصية وغيرها من المواد العلمية المقررة.


أكد الشيخ هشام بن محمود، مفتي تونس، على أهمية الارتقاء بالفتوى لمواكبة التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم، بما يضمن قدرتها على التفاعل مع الواقع الإنساني المعاصر، ويحقق مقاصد الشريعة الإسلامية في ظل التحديات الفكرية والاجتماعية المتجددة.


-للدولة المصرية دور راسخ وثابت تجاه القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة -ندعو المجتمع الدولي إلى تحمُّل مسؤوليَّاته الأخلاقيَّة والقانونيَّة تجاه وقف العدوان ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني-الفتوى المنضبطة صمام أمان لصون الكرامة الإنسانية ومواجهة أزمات العالم المعاصر -أطلقنا ميثاق الفتوى والكرامة الإنسانية كمرجعية أخلاقية ومهنية تضبط مسار الإفتاء وتراعي الخصوصيات الثقافية والاجتماعية للشعوب- التكامل بين مختلف هيئات ومؤسسات الدولة ضرورة لمواجهة التطرف وتصحيح المفاهيم المغلوطة


شهد اليوم الثلاثاء، فعاليات الجلسة العلمية الخامسة من الندوة الدولية الثانية للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، برعاية كريمة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي -رئيس الجمهورية- وسط حضور دولي واسع من كبار المفتين وعلماء الشريعة والمتخصصين في الشأن الديني من مختلف دول العالم، وذلك تحت عنوان: "الفتوى والقضية الفلسطينية: بين البيان الشرعي والواجب الإنساني".


ضمن فعاليات الندوة الدولية الثانية التي تُنظمها الأمانةُ العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم تحت مظلة دار الإفتاء المصرية، واصلت، اليوم الثلاثاء، الجلسةُ العلمية الرابعة مناقشاتها؛ حيث تناولت القضايا الإنسانية والأخلاقية في الحروب والنزاعات الدولية، مع تسليط الضوء على الدَّور المحوري للفتوى في خدمة الإنسان وتعزيز السِّلم المجتمعي.


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 23 ديسمبر 2025 م
الفجر
5 :15
الشروق
6 :48
الظهر
11 : 54
العصر
2:42
المغرب
5 : 0
العشاء
6 :24