في إطار المتابعة الدورية لسير العمل داخل إدارات دار الإفتاء المصرية، عقد فضيلة أ.د. نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، عددًا من الاجتماعات مع السادة أمناء الفتوى والعاملين في إدارات الفتوى الشفوية، والفتوى الهاتفية؛ لمتابعة منظومة العمل وتطوير الأداء بما يواكب احتياجات الجمهور ويحقق رسالة الدار في التيسير ونشر الوعي الديني الرشيد.
في بداية جولته، عقد فضيلة المفتي اجتماعًا مع إدارة الفتوى الشفوية، حيث استمع فضيلته إلى أمناء الفتوى والباحثين، وناقش معهم أبرز التحديات التي تواجه سير العمل، كما اطلع على ما تم إنجازه من مشروعات وخطط تطويرية خلال الفترة الأخيرة، مستمعًا إلى المقترحات والأفكار الجديدة لتطوير الأداء في الإدارة.
وخلال اللقاء، أكد فضيلة المفتي على الأهمية البالغة لإدارة الفتوى الشفوية، مشيرًا إلى أنها تمثل أحد الأركان الرئيسة في دار الإفتاء المصرية وتشكل العمود الفقري لها، نظرًا لطبيعة دورها المباشر في استقبال الجمهور والإجابة عن أسئلتهم الدينية والشرعية.
وقال فضيلته: "إدارة الفتوى الشفوية تقوم بمهمة عظيمة، فهي الواجهة الأولى للدار مع الجمهور، ومن خلالها تتجلى رسالة الإفتاء في صورتها التطبيقية الواقعية".
وشدد فضيلة المفتي على أهمية حسن التعامل مع الجمهور، والاستماع إلى أسئلتهم بإصغاء، والإجابة عنها بالحكمة والموعظة الحسنة، مؤكدًا أن هذه المهمة تتطلب صبرًا وسعة صدر وحسن تصرف، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان يتعامل مع الناس برفق ولين.
كما حث فضيلته أمناء الفتوى على التزود المستمر بالعلم والمعرفة، واكتساب الخبرات اللازمة لعمل المفتي حتى يكون على إدراك تام بالواقع، مؤكدًا أن المفتي لا بد أن يجمع بين العلم الراسخ والفهم الدقيق لحال الناس وظروفهم.
كما عقد فضيلة المفتي كذلك لقاءً آخر مع أمناء الفتوى في إدارة الفتوى الهاتفية، حيث تابع سير العمل واستمع إلى آرائهم ومقترحاتهم بشأن تطوير الخدمات المقدمة عبر الهاتف.
وأعرب فضيلة المفتي عن تقديره الكبير لجهود العاملين في هذه الإدارة، مؤكدًا أنها تمثل وسيلة فاعلة للتيسير على المواطنين الذين لا يستطيعون الحضور مباشرة إلى مقر دار الإفتاء، مشيرًا إلى أن إدارة الفتوى الهاتفية كانت باكورة التحول الرقمي في دار الإفتاء المصرية، إذ سهَّلت عملية التواصل مع الجمهور في مختلف المحافظات وخارج البلاد، قائلًا، "هذه الإدارة تتحمل ضغطًا كبيرًا، ومهمتها ليست بالهينة، فهي تخاطب الناس عن بُعد وتتحمل مسؤولية توصيل الفتوى الصحيحة لهم بوضوح ودقة، ولهذا يجب أن تكون الإجابات وافية وشافية تراعي حال السائل وتلامس واقعه".
وأكد فضيلة المفتي على ضرورة أن يتسم العاملون فيها بالصبر والرفق وحسن الاستماع، وأن تكون الفتوى الصادرة عنها معبرة عن وسطية الإسلام وسماحته، وأن تراعي ما يمر به الناس من ظروف اجتماعية وإنسانية متنوعة.