30 أكتوبر 2025 م

المؤشر العالمي للفتوى يشارك في مؤتمر المجتمع المدني والشباب العربي بجامعة الدول العربية

المؤشر العالمي للفتوى يشارك في مؤتمر المجتمع المدني والشباب العربي بجامعة الدول العربية

شارك الدكتور طارق أبو هشيمة مدير المؤشر العالمي للفتوى بدار الإفتاء المصرية في مؤتمر "المجتمع المدني والشباب العربي شركاء لرفع التحديات.. معًا نرفع التحديات" بجامعة الدول العربية، ممثلًا عن دار الإفتاء وبتكليف من فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم.

 وتحدث د.طارق أبو هشيمة في كلمته عن خطر التطبيقات الإلكترونية على العقيدة الدينية والقيم الأخلاقية، مؤكدًا على أن مرحلة الشباب هي أهم مراحل الإنسان لأنها تقوم على البناء والعمل؛ بناء الشخصية على العلم والدين والقيم والأخلاق، والعمل على بناء الأمة ونهضتها، لذا يجب أن تُستثمر طاقات الشباب بين العلم والعمل.

وأكد أن التطبيقات الإلكترونية تلعب دورًا كبيرًا في حياة المجتمعات وليس الشباب فحسب، لتنوعها وتشعب استخداماتها، لكن مع ما تشكله هذه التطبيقات الإلكترونية من فائدة بعض الوقت إلا أنه ينبغي العلم بأنها ليست أدوات محايدة، إنما هي خوارزميات منحازة؛ بل أصبحت تمثل بيئات معرفية وسلوكية وتربوية تنافس مؤسسات التربية الأسرة والمسجد والمدرسة، وهي وحدها ما تستحوذ على النصيب الأكبر في تشكيل الوعي والضمير عند الأطفال والشباب اليوم.

وأضاف أن هذه التطبيقات رغم تنوع أهدافها المعلنة المجانية على ما تبدو ما بين الترفيه والتواصل الاجتماعي والصحة والإنتاجية والتعليم والتجارة؛ إلا أن هناك أهدافًا غير معلنة؛ منها الاقتصادي الذي يهدف إلى جمع البيانات لتحويل مستخدمها من مستخدم إلا منتج للبيانات يستفيد بها المعلنون، ومنها ما هو نفسي عبر خوارزميات الدوبامين أو الإشباع السريع بالبحث عن المحتوى المثير، ومنها ما هو ثقافي يمثل "فقاعة معرفية" يفرض على الشباب نمطًا معينًا للحياة كالترويج للحرية الفردية المطلقة التي تصادم الدين والأخلاق.

وأشار مدير المؤشر العالمي للفتوى إلى أن هناك جوانب في هذه التطبيقات تشكل خطرًا على الدين والأخلاق، منها على سبيل المثال ما يشبه طريقة "ميكرو دوزينج" التي من خلالها يتم نشر بعض مقاطع ريلز صغيرة تحتوي شبهات تشكك في القيم الدينية والأخلاق تُقدم تحت غطاء التنوير بجرعات صغيرة ومتكررة تحدثًا تأثيرًا نفسيًّا على المدى البعيد، ومنها أيضًا ما يسمى بـ"تطبيع المحرمات أو السلوكيات الخاطئة" مثل ظهور السلوكيات التي تصادم الدين والقيم الأخلاقية بصورة متكررة عبر التطبيقات والإعلانات والألعاب.

وأضاف أن من هذه التطبيقات ما هو أشد خطورة وهو تفتيت الولاء للعقيدة والدولة والأسرة وتعزيز الولاء للمؤثرين على هذه التطبيقات والعلامات التجارية على تنوعها، وهذا الملمح أراه يشكل خطورة لأنه مرتبط بمحور الهوية ومحاولة طمسها، حيث يهدف إلى أن ينسلخ الشباب من أي قيم أخلاقية ودينية ووطنية، مما يحول المجتمعات من مجتمعات صلبة قادرة على مواجهة ما يقابلها من تحديات إلى مجتمعات هشة سرعان ما تنهار أمام أي تهديد يوجه لها.

وأوضح د. أبو هشيمة أن هذه التطبيقات تنتج خطابات دينية منتزعة من سياقها، قامت على ما يسمى بالذكاء الاصطناعي التوليدي، لا تعبر عن صحيح الدين، وأن الخطورة الحقيقية اليوم في تشكيل الوعي الديني للشباب من خلال هذه التطبيقات التي تفتقد إلى الحد الأدنى من المعرفة لإنتاج خطاب ديني رصين، وفيما يخص الفتوى فهي عاجزة عن إنتاج فتوى دينية صحيحة، لجهلها بمراحل إنتاج الفتوى الصحيحة وعدم قدرتها على فهم واقع المستفتي.

كما أن القيم الأخلاقية التي تقدمها هذه التطبيقات هي منحازة بالأساس إلى بيئات وثقافات مختلفة عن مجتمعاتنا وثقافاتنا، فعلى سبيل المثال تعزز نمط الحرية الفردية المطلقة غير المقيدة، وهذا لا يتوافق مع ديننا وقيمنا وأعرافنا، واعتماد الشباب من الأجيال الجديدة من جيل زد وألفا على الثقافة البصرية أفقد الكثير منهم القدرة على الصبر على القراءة المتعمقة والنقدية في كل الظواهر المحيطة بهم، وأوصلهم إلى الإيمان الانتقائي، بمعنى اختيار ما يعجبهم والعزوف عما لا يعجبهم بغض النظر عن اتفاقه مع الدين أو اختلافه.

ولفت إلى أن هذه البيئة الرقمية ألقت بالمسئولية على مؤسسات بناء الوعي والتنشئة لتقوم بدورها، ومن هذه المؤسسات دار الإفتاء المصرية التي حرصت منذ وقت مبكر على تفعيل أدواتها العلمية والبحثية لمواجهة كافة التيارات المنحرفة التي تريد أن تنال من شباب الأمة، سواء من خلال تقديم خطاب إفتائي رصين مرتبط بالأصول وليست منقطعًا عن قضايا ولغة العصر، وأطلقت المبادرات التي استهدفت بناء وعي الشباب سواء قبل من خلال التحصين أو أثناء من خلال التوجيه والإرشاد أو بعد من خلال تقديم النصائح لتعظيم الاستفادة مما تم تحصيله، وهذه الجهود لا بد أن تتكامل مع جهود مؤسسات التنشئة الأخرى لتؤتي ثمارها.

وتأتي هذه المشاركة انطلاقًا من حرص فضيلة المفتي ودار الإفتاء المصرية على التواجد في كافة المحافل العلمية للتأكيد على دورها في البيان ورسالتها في نشر الوسطية والتعاطي مع القضايا المستجدة.

شارك فضيلة أ.د. نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، في مراسم رؤية هلال شهر جمادى الأولى، بولاية لابوان الفيدرالية الماليزية، بحضور المفتي الفيدرالي لدولة ماليزيا، الشيخ أحمد فواز بن علي فاضل، وعدد من أعضاء لجنة الفلك ورؤية الأهلة، ولفيف من كبار الشخصيات الدينية والعلمية بالولاية، وذلك على هامش زيارة فضيلته الرسمية للبلاد التي تستغرق عدة أيام.


شهد فضيلة أ.د. نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، احتفال الجامع الأزهر، بالذكرى الثانية والخمسين لانتصارات أكتوبر المجيدة، والتي جسدت بطولات عظيمة سطرها الجيش المصري بدمائه الزكية دفاعًا عن الأرض والعرض، واستعادت للأمة العربية ثقتها في قدرتها على النهوض والانتصار. وشهد الاحتفال حضور عدد من قيادات الأزهر ووزارة الأوقاف والطرق الصوفية ونقابة الأشراف، وممثل عن القوات المسلحة المصرية.


واصلت دار الإفتاء المصرية قوافلها الإفتائية والدعوية الأسبوعية إلى محافظة شمال سيناء، بالتعاون مع الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، في إطار الجهود المشتركة للمؤسسات الدينية لمواجهة الفكر المتطرف ونشر الوعي الديني الصحيح.


ألقى معالي الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، اليوم، محاضرة علمية بعنوان «الصنعة الحديثية وأثرها في الفتوى»، وذلك بمقر دار الإفتاء المصرية، ضمن فعاليات البرنامج التدريبي «منهجية الفتوى في دار الإفتاء المصرية»، المخصص لمجموعة من علماء دور الإفتاء الماليزية والأكاديميين الجامعيين وممثلي مكتب تطوير الشؤون الإسلامية الماليزية، بمشاركة 25 متدربًا ومتدربة من العلماء والمفتين والمفتيات الماليزيين.


التقى فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي للمتحف المصري الكبير، حيث تناول اللقاء سبل تعزيز التعاون بين الجانبين في عدد من المجالات المشتركة.


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 31 أكتوبر 2025 م
الفجر
4 :40
الشروق
6 :8
الظهر
11 : 39
العصر
2:45
المغرب
5 : 9
العشاء
6 :27