الأربعاء 17 ديسمبر 2025م – 26 جُمادى الآخرة 1447 هـ
16 ديسمبر 2025 م

مفتي الجمهورية يشهد فعاليات الجلسة العلمية الخامسة ضمن فعاليات الندوة الدولية الثانية للإفتاء

مفتي الجمهورية يشهد فعاليات الجلسة العلمية الخامسة ضمن فعاليات الندوة الدولية الثانية للإفتاء

شهد اليوم الثلاثاء، فعاليات الجلسة العلمية الخامسة من الندوة الدولية الثانية للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، برعاية كريمة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي -رئيس الجمهورية- وسط حضور دولي واسع من كبار المفتين وعلماء الشريعة والمتخصصين في الشأن الديني من مختلف دول العالم، وذلك تحت عنوان: "الفتوى والقضية الفلسطينية: بين البيان الشرعي والواجب الإنساني".
وخلال فعاليات الجلسة، أثنى فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد، مُفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، على حضور الملتقى، والسادة العلماء حضور الجلسة العلمية الخامسة، ثم انتقل للتعقيب على الأوراق البحثية التي قدمها أساتذة الجلسة وشيوخها.
وقال فضيلة المفتي: إن البحوث المقدمة بشكل عام تتميز بالمهارة البحثية التي نفتقد إليها في كثير من الأحيان، مشيدًا بدقة الربط بين عنوان الجلسة والأوراق البحثية المشاركة التي قدمها الحضور. وأضاف أن هذا الارتباط ينبئ بأمرين؛ الأول: تميُّز العرض بما فيه من عمق التحليل ودقة المقارنة وجمال الطرح، لا سيما في هذه القضية المتعلقة بالصهيونية العالمية بجانبيها الشرعي والسياسي، وكذلك الحياتي الواقعي.
والأمر الآخر يتعلق بوجود قاسم مشترك بين جميع الأوراق البحثية المقدمة في تناولها لمركزية القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية كل حر، وليست قضية العرب أو المسلمين فقط.

ومن الناحية التفصيلية، قال فضيلته: إن بحث الدكتور محمد العزازي، أستاذ ورئيس قسم أصول الفقه بكلية البنات الأزهرية بالعاشر من رمضان، والمعنون بـ "الفتوى الشرعية والقضية الفلسطينية بين البيان الشرعي والواجب الإنساني"، اتسم بتقسيمه البارع ووضعِ خطاب يجمع بين الرؤية الشرعية والإنسانية، مُثنيًا على مُقدم الورقة باعتباره شخصية علمية دقيقة وموضوعية. كما توقَّف فضيلة المفتي عند الحديث عن "الصهيونية"، لافتًا النظر إلى أن الباحث قصد خلال ورقته إلى التفريق بين اليهودية والصهيونية، وأن ما يصدر عن الصهيونية ليس بالضرورة يمثل كل اليهود.
وحول بحث الدكتور أحمد محمد الصاوي، مدرس العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، والمعنون بـ "جهود المؤسسات الدينية المصرية في خدمة القضية الفلسطينية: دار الإفتاء المصرية أنموذجًا"، قال رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: إن الباحث حاول تأصيل القضية والربط بينها وبين الواقع الحياتي، وكذلك تسليط الضوء على دور دار الإفتاء المصرية.
وأثنى فضيلة المفتي على وفاء الباحث بتراث العلماء، مشيرًا في هذا السياق إلى أن دار الإفتاء تشارك في معرض الكتاب القادم بعمل علمي رصين، وهو رسالة دكتوراه تتعلق بالجوانب الفقهية عن الشيخ عبد المجيد سليم البشري، شيخ الأزهر الأسبق، هذا فضلًا عن السعي لإخراج سلسلة "الأعمال الكاملة" اعترافًا بجميل العلماء، وفي هذا جرى إنجاز الجزء الأكبر من أعمال مفتي الديار المصرية الأسبق، الشيخ محمد بخيت المطيعي.
وأبدى فضيلة مفتي الجمهورية، إعجابه الشديد ببحث الدكتورة رنا عبد الرحمن، مدرس العقيدة والفلسفة المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية لفرع البنات بكفر الشيخ- جامعة الأزهر، المعنون بـ "توظيف الدين في الخطاب اليهودي المعاصر: حول أرض الميعاد".
وقال مفتي الجمهورية: إن الأمة تعاني من فكرة "اختطاف السياسة بالدين" التي يتناولها البحث، وهو أمر واضح في النصوص التوراتية والتلمودية، حيث سعت بعض الجماعات الصهيونية للترويج لأفكار وهمية لا أساس لها مثل "الوعد الإلهي"، و"شعب الله المختار".
ولفت فضيلته إلى أن الباحثة لم تتوقف عند توظيف الدين من قِبل الساسة والجماعات المتطرفة، لكنها توقفت عند الآلية التي تخص النصوص الدينية والترويج لها وَفْقَ الأهواء، وهو أمر يعزز المعتقدات الفاسدة والأفعال الإجرامية.
كما أثنى رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء بالعالم، على بحث الدكتور نجاح عثمان أبو العينين إسماعيل، أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة دمياط، والذي جاء تحت عنوان: "دور الفتوى في مواجهة التهجير القسري والالتزام بواجبات حب الوطن"، لا سيما أنه يتعلق بقضية خطيرة ومثيرة للجدل وهي "التهجير".
ولفت فضيلة مفتي الجمهورية إلى أنَّ مخطط طمس التاريخ والحقيقة والواقع أمر يمكن مجابهته عبر "الوعي" بالقضية الفلسطينية وضرورة دراستها من كافة جوانبها وطرحها على المنصات الرقمية والتعليمية، مشيرًا إلى أن تناول هذه المسألة بهذه الموضوعية يؤكد أننا أمام ورقة بحثية متميزة.
وأخيرًا، أثنى فضيلة مفتي الجمهورية على بحث الدكتور إبراهيم أحمد محمود، مدرس الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية أصول الدين بالزقازيق، المعنون بـ "العلاقة بين الدعوة والفتوى في بيان الواجب الشرعي والواجب الإنساني تجاه القضية الفلسطينية"، وكذلك مسألة الربط بين الفتوى والإفتاء وعلوم الدعوة.
وأشار فضيلته إلى أنه على الرغم من أن الخطاب المتعلق بالقضية الفلسطينية ربما يغلب عليه النزعة العاطفية، لكنه يؤكد الترابط في هذه القضية بين الفتوى وعلوم الدعوة، وهو أمر يحمي من التدليس وتجنُّب فَهم الواقع بشكل غير حقيقي.
يُشار إلى أن الندوة الدولية الثانية للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم تنعقد تحت عنوان: "الفتوى وقضايا الواقع الإنساني: نحو اجتهاد رشيد يواكب التحديات المعاصرة"، خلال يومَي الإثنين والثلاثاء 15–16 ديسمبر 2025 بالقاهرة، بحضور دولي واسع يضم نخبة من كبار المفتين وعلماء الشريعة والخبراء والمتخصصين حول العالم؛ للوقوف على مدى إسهام الفتاوى في تفعيل مؤسسات الزكاة والوقف لمكافحة الفقر، وتحويل العمل الخيري إلى استثمار إنساني عبر دعم المشروعات الصغيرة.

نظم مركز التدريب بدار الإفتاء المصرية سلسلة من المحاضرات المتخصصة ضمن برنامج تدريب الباحثين الشرعيين تحت عنوان "مهارات صياغة الفتوى الشرعية"، والتي شملت عددًا من الموضوعات العلمية والمهنية الهادفة إلى رفع كفاءة الباحثين وتمكينهم من أدوات الصياغة الإفتائية المعاصرة.


أكد الشيخ هشام بن محمود، مفتي تونس، على أهمية الارتقاء بالفتوى لمواكبة التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم، بما يضمن قدرتها على التفاعل مع الواقع الإنساني المعاصر، ويحقق مقاصد الشريعة الإسلامية في ظل التحديات الفكرية والاجتماعية المتجددة.


أكد معالي الأستاذ الدكتور محمد البشاري، الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، أن الفتوى في العصر الحديث لم تعد محصورة في حدود جغرافية أو سياقات محلية، بل أصبحت "مسافرة بلا تأشيرة"، تدخل كل بيت وتؤثر في التوجهات والسلوكيات، ما يستدعي – بحسب تعبيره – إحكام ميزانها، وإتقان صناعتها، وتأهيل الفقيه بأدوات النظر والاجتهاد الرشيد.


تحت رعاية فضيلة أ.د.نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، نظمت دار الإفتاء المصرية اليوم الأربعاء، محاضرة علمية متخصصة بعنوان “الأحكام الشرعية وعلاقتها بالفتوى” ألقاها الدكتور علي عمر الفاروق، رئيس القطاع الشرعي بدار الإفتاء المصرية


أكد فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الحديث عن العلاقة بين العقيدة والسلوك ليس من باب الترف الفكري أو التكرار لقضايا مألوفة، بل يمثل ضرورة حياتية وفريضة دينية تفرضها طبيعة العصر الذي نعيشه، حيث تتزاحم المؤثرات الفكرية وتنتشر الاتجاهات الإلحادية والشاذة والدعوات المنفلتة التي تسعى إلى السخرية من الدين أو التقليل من شأنه، وهي اتجاهات تستهدف منظومة الأخلاق بالأساس، مما يجعل الجمع بين الجانب النظري الذي تمثله العقيدة والجانب التطبيقي الذي يجسده السلوك ضرورة ملحة لبناء الوعي وحماية المجتمع.


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 17 ديسمبر 2025 م
الفجر
5 :12
الشروق
6 :45
الظهر
11 : 51
العصر
2:39
المغرب
4 : 58
العشاء
6 :21