01 يناير 2017 م

حب الخير للمسلمين

حب الخير للمسلمين


عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ»، رواه البخاري ومسلم.

لهذا الحديث الشريف منزلة عظيمة، حتى قال فيه بعض العلماء إنه من الأحاديث التي عليها مدار الإسلام، فحب الخير للناس من الأمور المهمة في الإسلام، وهو ليس من الأمور المستحبة أو المستحسنة كما يظن كثير من الناس، ولكنه من واجبات الإيمان وأهمها.

والحديث كما يطلب من المسلم أن يحب الخير لسائر المسلمين، يطلب منه أيضًا ألا يتمنَّى لنفسه أكثر ولا أفضل مما يحبه لهم، والمراد أن يحب لأخيه من الطاعات والأشياء المباحات، لا المعاصي والشهوات، فإنْ كان يحب المعاصي والشهوات، فلا يجوز أن يحب لغيره من المسلمين أن يفعلوا مثلها أو ينالوها.

ومعنى «لا يؤمن» لا يقصد به نفي الإيمان بالكلية، بل يعني أن من لا يحب لأخيه المسلم ما يحبه لنفسه؛ لا يقوم بالواجب الذي يفرضه الإيمان، ويكون مرتكبًا لفعل ذميم من عصيانه لأوامر وتوجيهات الشرع الذي يؤمن به.

إن عدم تمني المرء الخير لمن يجمع بينه وبينهم رباط الدين والعقيدة، إنما يصْدُرُ عن ساخط لا يطمئن لعدالة تقدير الله ويريد أن يقسم رحمة ربه وفق أهوائه وشهواته، أو حاقد وحاسد بلغت به أمراض النفوس مداها في الرغبة في اختصاص شيء من النفع والخير لنفسه دون سائر الخلق، أو خائف يخشى أن إذا أصاب الخيرُ أحدًا من الخلق فإنه يزاحمه في فضل الله، وهذه غفلة تصيب بعض الناس، فينسون أن فضل الله واسع لا حد له، وخيره عميم لا ينفد أبدًا، وهذه أمراض نفسية يجب على المرء أن يعالجها، حتى لا يقع في المحظور.

والمقصود من هذا الحديث أيضًا الحث على التواضع، فلا يحب أن يكون أفضل من غيره فهو مستلزم للمساواة ويستفاد ذلك من قوله تعالى: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) [القصص: 83]، ولا يتم ذلك إلا بترك الحسد والغل والحقد والغش، وكلها خصال مذمومة.

المصادر:
شرح النووي على مسلم.
فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر.
المختار من كنوز السنة للدكتور محمد عبد الله دراز.
 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ الْفَأْلُ الْحَسَنُ، وَيَكْرَهُ الطِّيَرَةَ" رواه ابن ماجه في "سننه". يتعرض هذا الحديث لمفهومين متباينين كل منهما في مقابل الآخر، ألا وهما: مفهوم الفأل الحسن المطلوب والمرغب فيه، وذلك قبالة مفهوم الطِّيَرَة والتطير المنهي والمرغب عنه.


عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ رضي الله عنه، أَنَّهُ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ النَّاسِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا، فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ جَعَلَ الفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِي تَقَعُ فِي النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا، فَجَعَلَ يَنْزِعُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ فَيَقْتَحِمْنَ فِيهَا، فَأَنَا آخُذُ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ، وَهُمْ يَقْتَحِمُونَ فِيهَا» متفق عليه.


عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ: «إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ» ثُمَّ قَرَأَ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60]. وفي روايةٍ في الترمذي مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ: «الدُّعَاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ». لا شك أن الدعاءَ عبادةٌ من أعظم العبادات، بل جاء في الحديث -كما هو بين أيدينا-: «الدُّعَاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ»، وفي روايةٍ: «إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ».


عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم، حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين» رواه البخاري.


عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ قَالَ: «يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَقْوَامٌ أَفْئِدَتُهُمْ مِثْلُ أَفْئِدَةِ الطَّيْرِ» رواه مسلم. فما هو الفؤاد؟ -قيل: الفؤاد عبارة عن باطن القلب. -وقيل: الفؤاد عين القلب. -وقيل: القلب أخص من الفؤاد. -وقيل: الفؤاد غشاءُ القلب، والقلبُ جُثَّتُه، ومعنى وصفه للقلب بالضَّعف واللِّين والرِّقَّة يرجع كلُّه إلى سرعة الإجابة، وضد القسوة التي وُصف بها غيرُهم.


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 03 أغسطس 2025 م
الفجر
4 :37
الشروق
6 :15
الظهر
1 : 1
العصر
4:38
المغرب
7 : 47
العشاء
9 :13