- الرسول رفص مفاهيم الإقصاء حتى مع الذين لهم تاريخ في الإساءة إليه
- التنوع البشري مقصد إلهي.. والإكراه على العقائد مرفوض شرعًا
- محاولات الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين بدأت منذ العصور الأولى لكنها كانت تبوء بالفشل
- أعداء الوطن يضربون على وتر العقيدة لإيقاع الفرقة بين المسلمين والمسيحيين
- النموذج المصري في التعايش رفض أي محاولة للوقيعة بين طرفي الأمة وقدم نموذجًا وتجربة يحتذى بها
- القيادة المصرية تقف على مسافة واحدة من الجميع دون تفرقة مما يسهم في وأد الفتن الطائفية
- يجب التأسي بفعل الصحابة في التغلب على الفتن
- يجب أن نوجد صيغًا متعددة للتعايش بين أبناء الوطن الواحد
- وجدنا فتاوى تحرض على هدم آثار القاهرة والجيزة في مخالفة صريحة للفهم الإسلامي في التعامل مع التراث
- الحوادث التي تقع بين جناحي الوطن مسلمين ومسيحيين لا توصف بالطائفية
- بيت العائلة المصري يعد مظلة للعلاقات الطيبة بين المسلمين والمسيحيين
قال الأستاذ الدكتور شوقي علام– مفتي الجمهورية: إن وثيقة المدينة المنورة كانت أول دستور للتعايش بين الأجناس المختلفة في الوطن الواحد، وهذا يعكس حرص الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم إقصاء أي أحد بل تواصل مع الجميع، فالرسول صلى الله عليه وسلم رفض مفاهيم الإقصاء حتى مع الذين لهم تاريخ في الإساءة إليه ومناهضته في طريق دعوته.
وأضاف فضيلة المفتي خلال لقائه الأسبوعي في برنامج "حوار المفتي" الذي يذاع على فضائية أون لايف مع الإعلامي حساني بشير: أن التنوع البشري أمرٌ حتمي ومقصد إلهي، مؤكدًا على أن الإكراه على العقائد مرفوض شرعًا؛ فالتعارف الإنساني صيغة إلهية لتحقيق التعايش البشري ونبذ الخلاف والشقاق.
نموذج الحبشة بين المسلمين والمسيحيين أثبت مدى الرقي الذي تعامل به كل من المسلمين والمسيحيين، وهو نموذج وقف أمام محاولات قريش للوقيعة بين الطرفين، مما يثبت أن محاولات الوقيعة بدأت منذ العصور الأولى لكنها كانت دائمًا تبوء بالفشل.
وتابع مفتي الجمهورية في حواره أن النموذج المصري في التعايش رفض أي محاولة للوقيعة بين طرفي الأمة وقدَّم نموذجًا وتجربة يحتذى بها، مشددًا على أهمية دراسة أسباب الفرقة لتجنب الوقوع بها في المستقبل.
وأكد فضيلة المفتي أن الأعداء يضربون دائمًا على وتر العقيدة للوقيعة بين أي إنسان وآخر، وهذا ما فعلته قريش بين المسلمين والمسيحيين في الحبشة وما يفعله أعداء الوطن اليوم لإيقاع الفرقة بين المسلمين والمسيحيين.
مضيفًا أن جميع محاولات الوقيعة بين مسلمي مصر ومسيحييها باءت كلها بالفشل والخيبة.
وتابع مفتي الجمهورية أننا لكي نتغلب أو نتفادى ذلك لا بد من إعمال الحكمة، وهذا ما فعله طرفَا الوطن في التغلب على الفتن، والأمة المصرية تتعامل مع مثل هذه القضايا بمنتهى الحكمة، وكذلك القيادة المصرية أيضًا تحتوي أطياف المجتمع وتقف على مسافة واحدة من الجميع دون تفرقة مما يسهم في وأد الفتن الطائفية.
وقال مفتي الجمهورية: إن كل من يريد أن يوقع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين سيرجع خائبًا ولن تنجح مؤمراته، مشددًا على التأسي بفعل الصحابة حينما تغلبوا على هذا الأمر، ومطالبًا بإيجاد صيغ متعددة للتعايش بين أبناء الوطن الواحد.
وبين مفتي الجمهورية أن المسلمين بعد فتحهم البلدان لم يتعاملوا مع أي نوع من التراث بمبدأ الهدم مثلما تفعل داعش والمتطرفون، مضيفًا أننا اكتشفنا فتاوى تحرض على هدم آثار القاهرة والجيزة، في مخالفة صريحة للفهم الإسلامي في التعامل مع التراث.
وأوضح مفتي الجمهورية في حواره الأسبوعي أن دار الإفتاء المصرية تعاملت مع الفتاوى التي تصدر من المتشددين في حق غير المسلمين بالرد والتحليل والرد، مشيرًا إلى دراسة أجرتها الدار حول 3 آلاف فتوى تحرض على هدم الكنائس، وترفض التعايش المشترك بين جناحي الوطن مسلمين ومسيحيين، والتي خلصت إلى أن 90% من أحكام فتاوى المتطرفين تحرض على عدم التعامل مع غير المسلمين وتحضُّ على الصراع بينهم، وتخالف ما أمر الله به من حسن التعامل مع غير المسلمين بالبر في قوله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8].
مؤكدًا على أن الأقوال المتشددة المحرضة على التعايش مع شركاء الوطن تصدر من أشخاص يعشقون الصراع، وأن الحوادث التي تقع بين جناحي الوطن مسلمين ومسيحيين لا توصف بالطائفية.
مضيفًا أن التجربة المصرية في التعايش تجربة رائدة، والتي تُرجمت في بيت العائلة الذي يعد مظلةً للعلاقات الطيبة بين المسلمين والمسيحيين، ويدعم قضية العيش المشترك.
المركز الإعلامي بدار الإفتاء المصرية ٣١-٣-٢٠١٧م