01 يناير 2017 م

امرأة العزيز

امرأة العزيز


تعد قصة امرأة العزيز التي قصَّها الله سبحانه وتعالى علينا في القرآن في سورة سيدنا يوسف عليه السلام، من القَصص الذي يُبيِّن كيف يمكن للإنسان حين ينحرف أن يراجع نفسه ويعود إلى جادَّة الطريق.

لقد كانت امرأة العزيز مفتونة بهذا الفتى اليافع "يوسف" ترجو أن تنال منه ما تنال المرأة من زوجها، بل إن هذا الشعور تسرَّب من نفسها وبيتها إلى أن صار حديث نسوة البلد، يتداولن فيما بينهنَّ أن هذا الفتى الذي يعيش لديها وزوجها قد شغفها حُبًّا، وهي وقد فشلت في النيْل منه حين راودته عن نفسه وحفظه الله تعالى، اشتعلت الغيرة في قلبها، واستولى الشيطان على عقلها ونفسها، فهي لا ترى في هذه اللحظة سوى كبرياء امرأة تنازلت عنه حين راودته فخاب سعيها، ثم تلقت صفعة من الحَكَمِ أو من زوجها الذي أقرَّ بخطئها: ﴿فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ﴾ [يوسف: 28]، وفوق ذلك ترى امرأةُ العزيز نسوةَ القوم يلوكون سيرتها بألسنتهم، ويسخرون من اشتعال قلبها وشغف حبها، ﴿وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [يوسف: 30]، فما يمكنها أن تفعل في هذه اللحظة التي ترى فيها الإهانة من كل جهة؟!

لقد استبدَّ بها الكيدُ فأرادت أن تنتقم من الجميع.
بدأت بالنسوة اللائي يتحدثن عنها، فدعتهم إلى حفل تكشف لهنَّ فيه أنها تملك فتى ساحر الجمال، يأخذ بلبِّ أي امرأة، وتهفو إليه النفس، وترنو إليه الأبصار، وحين أَمَرَتْهُ بالخروج عليهنَّ سُحرت ألبابُهنَّ حتى إنهنَّ قطعن أيديهنَّ بما آتتهنَّ من سكاكين لقطع الفاكهة دون أن يشعروا بآلام الجراح من ذهولهنَّ بجماله: ﴿فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ للهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ﴾ [يوسف: 31].

ثم كادَتْ ليوسف أن يقبع في السجن ظلمًا، فهي لا تملك أن تنال منه الغرض الذي تريد، وهي سيدة القوم وامرأة عزيزهم، وهو فتى ضعيف، لا أهل يحمونه، ولا عُصْبَةَ تمنعُه، فحبَسَتْه جزاءَ امتناعه عن إجابتها لما تريد، بالرغم من وضوح الظلم وبيان البراءة؛ قال تعالى: ﴿ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ﴾ [يوسف: 35].

تمُرُّ السنون، وتحصل تغيرات في المجتمع وتبدُّل في الأحوال، ويوسف قابع في سجنه، لم يُثنِه الظلمُ عن إظهار نبيل الأخلاق وكريم الخصال، فلم يبخل بالنصائح التي تنقذ المجتمع من الهلاك آنذاك، ولم يًقايض إنقاذهم بخروجه من السجن، بل رفض الخروج فيما بعد متمسكًا بإظهار العدل وإحقاق الحق وإثبات براءته أمام الكافة قبل أن يخرج، في موقف فريد، رُوِيَ أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عَجِبَ منه حين قال: «عَجِبْتُ لصبرِ أَخِي يُوسُفَ وكَرَمِهِ وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ حَيْثُ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ليُسْتَفْتَى فِي الرُّؤْيَا، وَلَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أَفْعَلْ حَتَّى أَخْرُجَ، وعَجِبْتُ لصَبْرِهِ وكَرَمِهِ وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ أُتِي لِيَخْرُجَ فَلَمْ يَخْرُجْ حَتَّى أَخْبَرَهُمْ بِعُذْرِهِ، وَلَوْ كُنْتُ أَنَا لبادرتُ الْبَابَ» رواه الطبراني.

في ظل هذه المواقف تؤوب امرأة العزيز لرشدها، وتُراجع نفسها، وتُعيد التفكير فيما ارتكبته من جريمة بحق هذا الشاب البريء؛ فاعترفت أمام الجميع بصدقه وأقرَّتْ بعفته، قال تعالى: ﴿قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ۞ ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ﴾ [يوسف: 51 ، 52].

لقد مثَّلت هذه القصة نموذجًا لقبول الله سبحانه وتعالى توبة عباده، وبيانًا لإتاحة الفرصة للعبد لكي يعود عن ذنبه ويرجع إلى الطريق المستقيم، فأبواب الله مفتوحة أبدًا، وخزائن رحمته لا تنفد.

يُعَدُّ لقمانُ من الشخصيات الشَّهيرة في القرآن؛ حيث أفردَ الله سبحانه وتعالى سورة خاصَّةً به، تحمل اسمه، وتذكُر طرفًا من حِكَمِه ووصاياه القيِّمة لابنه. والظَّاهر أن لقمان لم يكن نبيًّا، وإنما كان عبدًا صالحًا آتاه الله الحكمة.


قَصَّ الله تعالى علينا في كتابه العزيز قصة ذي القرنين في سورة الكهف؛ قال تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا﴾ [الكهف: 83]. وقد كان سبب ذكره -كما يقول المفسرون-، أن المشركين أو بعضًا من أهل الكتاب تحدَّوا، أو طلبوا من المشركين أن يتحدَّوا، رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يذكر لهم قصة "ذي القرنين"، ولم تكن معروفةً في مجتمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأنزل الله تعالى هذه الآيات من سورة الكهف، تقص


لم يذكر القرآن اسم أم سيدنا موسى عليه السلام صراحةً، ولم يَرد كذلك في السنة النبوية المطهَّرة، وقد اختلف العلماء في تحديد اسمها، فقيل: محيانة بنت يصهر بن لاوي، وقيل: يوخابذ بنت لاوي بن يعقوب، وقيل: يارخا، وقيل: يارخت، وقيل غير ذلك.


سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي عنه، ابن عم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وزوج ابنته فاطمة، ورابع الخلفاء الراشدين، وكان من أول من دخل الإسلام بعد السيدة خديجة رضي الله عنها، ولم يكن عمره قد جاوز عشر سنوات، كان شجاعًا قويًّا، قاتل في سبيل الله فأبلى بلاءً


كان سيدنا سهيل بن عمرو قبل دخوله الإسلام من عتاة المشركين وكان أحد أشراف قريش وعقلائهم وخطبائهم وساداتهم، ومفاوضها مع النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية، أُسر يَوْم بدر كافرًا، وروي أن عمر قال وسهيل في الأسر: "يا رَسُول اللَّهِ، أنزع ثنيتيه، فلا يقوم عليك خطيبًا أبدًا؟" فقال: «دعه يا عمر، فعسى أن يقوم مقامًا تحمده عليه»، فكان ذلك المقام أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 16 يونيو 2025 م
الفجر
4 :7
الشروق
5 :53
الظهر
12 : 56
العصر
4:31
المغرب
7 : 58
العشاء
9 :32