الثلاثاء 16 ديسمبر 2025م – 25 جُمادى الآخرة 1447 هـ
19 يوليو 2017 م

من عدالة شريك بن عبد الله

من عدالة شريك بن عبد الله

شريك بن عبد الله بن الحارث النخعي، ولد في بخارَى سنة 95ه تقريبًا، كان فقيهًا وعالمًا بالحديث، اشتهر بقوَّة ذكائه وسرعة بديهته، ولَّاهُ المنصور العباسي القضاءَ على الكوفة سنة 153ه ثم عزله، وأعاده المهدي، فعزله موسى الهادي، وكان عادلًا في قضائه، ويقال إنه قال: ما وَليتُ القضاء حتى حَلَّت لي الميتة.
قال عيسى بن يونس: ما رأيت أحدًا أورع في علمه من شريك.
ومن المواقف الطريفة التي رُويت عن شريك بن عبد الله، هذا الموقف الذي يُبَيِّن مدى تمسكه بإجراءات التقاضي العادلة، التي لا تُميِّز بين متحاكم وغيره مهما كانت منزلة أو رتبة أحدهما، فقد أتته امرأة يومًا وهو في مجلس الحكم، فقالت: أنا بالله ثم بالقاضي، فقال: مَنْ ظَلَمَكِ؟ قالت: الأمير عيسى بن موسى؛ كان لي بستان على شاطئ الفرات، لي فيه نخلٌ، ورثتُه عن آبائي، وقاسمتُ إخوتي، وبنيتُ بيني وبينهم حائطًا، وجعلتُ فيه رجلًا فارسيًّا في بيتٍ يحفظ لي النخل ويقومُ ببستاني، فاشترى الأمير عيسى من إخوتي جميعًا، وسامَني فأرغَبَنِي، فلم أبِعْهُ، فلمَّا كان في هذه الليلة بعث خمسمائة فاعل فاقتلعوا الحائط؛ فأصبحت لا أعرف من نخلي شيئًا، واختلطَ بنخلِ إخوتي، فطلب منها أن تذهب له ليحضر مجلس القضاء ويُحاكم، فلم يستجب الأمير لها، فأرسل شريك صاحب الشرطة، فذهب إلى الأمير، فقال له الأمير: امض إلى شريك فقل له: يا سبحان الله! ما رأيت أعجب من أمرك، امرأة ادَّعَتْ دعوى لم تصح، أعديتها عليَّ؟ فقال: إن رأى الأمير أن يعفيني فليفعل، فقال: امض ويلك.
فخرج صاحب الشرطة، فأمر غلمانه أن يتقدموا إلى الحبس بفراش وغير ذلك من آلة الحبس -استعدادًا لأمر القاضي بحبسه-، فلما جاء وقف بين يدي شريك القاضي فأدَّى الرسالة، فقال لصاحبه: خذ بيده فضعه في الحبس، قال: قد والله يا أبا عبد الله عرفت أنك تفعل بي هذا، فقدَّمْتُ ما يصلحني إلى الحبس.
قال: وبلغ عيسى بن موسى ذلك فأرسل حاجبَه إليه، فألحقه بصاحبه فحُبِسَ.
فلما صلى الأمير العصر بعث إلى إسحاق بن صباح الأشعثي، وإلى جماعة من وجوه الكوفة من أصدقاء شريك، فقال: امضوا إليه وأبلغوه السلام وأَعْلِمُوه أنَّه قد استخفَّ بي، فإني لستُ كالعامَّة.
فمضوا إلى شريك بن عبد الله، وهو جالس في مسجده بعد العصر، فدخلوا إليه فأبلغوه الرسالة، فلما انقضى كلامهم، قال لهم: مالي لا أراكم جئتم في غيره من الناس؟! مَنْ هاهنا مِن فتيان الحي؟ فجاء إليه الفتيان، فقال لهم: يأخذُ كلُّ واحدٍ منكم بيد رجلٍ من هؤلاء فيذهبُ به إلى الحبس، لا بِتُّمْ -والله- إلا فيه، قالوا: أجَادٌّ أنت؟ قال: حقًّا، حتى لا تعودوا تحملوا رسالة ظالمٍ، فَحَبَسَهُمْ.
فركب الأمير عيسى بن موسى في الليل إلى باب الحبس، ففتح الباب وأخذهم جميعًا، فلما كان من الغد وجلس شريك للقضاء، جاء السجَّان وأخبره، فقال لغلامه: الحقني بثقلي إلى بغداد، والله ما طلبنا هذا الأمر منهم، ولكن أكرهونا عليه، ولقد ضمنوا لنا الإعزاز فيه.
ومضى نحو قنطرة الكوفة يريد بغداد، وبلغ عيسى بن موسى الخبر، فركب في موكبه فلحقه، وجعل يناشده الله ويقول: يا أبا عبد الله! تثبت، انظرْ إخوانك تحبسْهم؟ دعْ أعواني، قال: نعم، لأنهم مشوا لك في أمر لم يجب عليهم المشي فيه، ولستُ ببَارِحٍ أو يُرَدُّوا جميعًا إلى الحبس، وإلا مضيت من فوري إلى أمير المؤمنين فاستعفيتُه فيما قلَّدَنِي.
فأمر الأمير عيسى بردهم جميعًا إلى الحبس، وهو -والله- واقف مكانه حتى جاء السجَّان، فقال: قد رجعوا إلى الحبس، فقال لأعوانه: خذوا بلجامه قودوه بين يدي إلى مجلس الحكم، فمروا به بين يديه حتى دخل المسجد، وجلس مجلس القضاء، ثم نادى على المرأة فجاءت، فقال: هذا خصمُك قد حَضَرَ، فلمَّا جلسَ معها الأمير بين يدي شريك بن عبد الله قال: يخرجُ أولئك من الحبس قبل كلِّ شيء، ثم قال له شريك: ما تقول فيما تدَّعيه هذه؟ قال: صدَقَتْ، فقال: ترُدُّ جميعَ ما أُخِذَ منها إليها، وتبني حائطها في أسرع وقت كما هُدم، قال: أفعل، أبقي لك شيءٌ؟ قال: تقول المرأة: نعم، وبيت الفارسي ومتاعه، قال: وبيت الفارسي ومتاعه، فقال شريك: أبقي شيءٌ تدَّعِينَه عليه؟ قالت: لا، وجزاك الله خيرًا، قال: قومي، ثم وَثَبَ من مجلسه فأخذ بيد الأمير عيسى بن موسى فأجلسَه في مجلسِه، ثم قال: السلام عليك أيها الأمير، تأمر بشيءٍ؟ قال: بأي شيء آمر؟ وضحك.
فكان لتمسُّكٍه بإحقاق الحقِّ، وتحقيق الإجراءات، وتوفير ضوابط المرافعات بحضور الخصوم، وعدم التفريق بينهم، أثر ٌكبيرٌ في الإقرار بالحقِّ، وإعادته لأصحابه.
وقد توفي رحمه الله تعالى حوالي سنة 177ه.
المصادر:
- "سير أعلام النبلاء" (7/ 246) وما بعدها.
- "الأعلام" للزركلي (3/ 163).
- "الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي" للنهرواني (ص: 213-214).
- "الوافي بالوفيات" للصفدي (16/ 87).
 

الخليل بن أحمد الفراهيدي أحد أعلام الأمَّة الإسلاميَّةِ، كان إمامًا في اللغة العربية وأنشأ علم العَروضِ، أخذ سيبويه عنه علمَ النَّحو، وكذلك غيره من الأعلام؛ كالنضر بن شميل، وهارون بن موسى النحوي، والأصمعي، وغيرهم. ولد الخليل حوالي سنة مائة من الهجرة، وكان يَعرف علمَ الإيقاع والنَّغم، فَفَتَحَ له ذلك علمَ العَروضِ، وقد قيل: إنه دعا بمكة أن يرزقه الله عِلمًا لم يُسْبَقْ إليه، وذكروا أنه كان يَمُرُّ بسوق الصَّفَّارين أو النحَّاسين، فسمع طرق النحَّاسين فأوحى له ذلك بإنشاء علم العَروض، فكان لهذا الموقف أثرٌ كبيرٌ في إنشاء هذا العلم، الذي أفاد منه الشعر العربي أيَّما إفادةٍ من حيث الضبط والتَّقسيم والتَّذوق.


ابن بسام الشنتريني أحد المؤرخين الأدباء النبهاء، ولد في شنترين التي تقع حاليًا في البرتغال سنة 477هـ، وتوفي سنة 542هـ، وقت أن كانت هناك حضارة إسلامية مهيمنة على تلك الأرض الغنَّاء التي عُرفت باسم الأندلس. كان الشنتريني رجلًا ثاقب البصر، منشغلًا بما ينبغي على كل فرد أن ينشغل به، وليس المقصود الانشغال بنفس ما انشغل به وصَرَفَ همَّتَه إليه في مجال الأدب، ولكن ينبغي على كل فرد أن يفكر بنفس طريقة


ولد الإمام مالك بن أنس، إمام المدينة المنورة، على ساكنها أفضل الصلاة وأتم السلام، سنة 93 هـ تقريبًا، وطلب العلم وهو صغير، على عدد من الأئمة من أبرز علماء المدينة المنورة، مثل: نافع، وسعيد المقْبُرِيِّ، وعامر بن عبد الله بن الزبير، وابن المنكدر، والزهري، وعبد الله بن دينار، وربيعة بن عبد الرحمن المعروف بربيعة الرأي. وللإمام مالك قصة مشهورة مع أبي جعفر المنصور، الخليفة العباسي آنئذٍ، حين طلب منه اعتماد كتابه "الموطأ" في مختلف البلاد الإسلامية، يقول الإمام مالك: "لما حج أبو جعفر المنصور دعاني، فدخلت عليه، فحدثني وسألني، فأجبته، فقال: إني عزمت أن آمر بكتبك


الإمام أبو عبيد هو القاسم بن سلام البغدادي اللغوي الفقيه، الأديب المشهور صاحب التصانيف المشهورة والعلوم المذكورة، كان أبو عبيد فاضلًا في دينه وفي علمه ربانيًّا، متفننًا في أصنافٍ من علوم الإسلام من القرآن والفقه والعربية والأخبار، وكان حافظًا للحديث وعلله، عارفًا بالفقه والاختلاف، رأسًا في اللغة، إمامًا في القراءات، له فيها مصنف، ولد 157ه، ومات بمكة سنة 224ه، رحمه الله تعالى. من كتبه المصنفة بضعة وعشرين كتابًا في القرآن والفقه وغريب الحديث والغريب المصنف والأمثال


هو الإمام الحافظ الثَّبت، شيخ الإسلام، ناقد الحديث، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني، النسائي، صاحب "السنن"، كان شيخًا مهيبًا مليحَ الوجه، وكان يسكن بزُقاق القناديل بمصر، بالقرب من مسجد عمرو بن العاص رضي الله عنه.


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 16 ديسمبر 2025 م
الفجر
5 :11
الشروق
6 :44
الظهر
11 : 51
العصر
2:39
المغرب
4 : 57
العشاء
6 :20