قال سماحة السيد علي بن السيد عبد الرحمن آل هاشم مستشار الشئون القضائية والدينية بديوان الرئاسة بالإمارات عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف: لقد اهتم الإسلام بتكريم الإنسان فهو أكرم مخلوق على أرض الله الواسعة، مستحقًّا الكرامة باعتباره إنسانًا دون النظر إلى عقيدته أو لونه أو نسبه أو موطنه؛ فيقول جل وعلا في سورة الإسراء: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا".
جاء ذلك خلال كلمته بالجلسة العلمية الأولى ضمن فعاليات المؤتمر مضيفًا فضيلته أن العدالة مقصد أصيل بكافة التشريعات (بمقتضى التكريم الإلهي للإنسان) فأي قانون لا بد وأن يعتمد على قيم العدالة. وإذا حدث أن تجافى التطبيق القانوني عن قيم العدالة لسبب من الأسباب؛ عندها للقاضي أو المفتي أن يتدخل لتحقيق صريح الأمر الإلهي من حيث التكريم للإنسان.
وشدد فضيلته على أن شريعة الإسلام الخالدة تكفل حماية واقية لحق الحياة لأي من بني آدم، ولعل هذا هو ما حدا بالأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء أن تضع عنوان الألفية الثالثة، وتلفت النظر إلى أبرز التحديات بالألفية الثالثة، ألا وهو أجهزة الإعلام بوسائلها المختلفة وبالفضاء الواسع التي تمارس أجهزتها شتى أنواع ما هو قديم وما هو جديد، ورحم الله من قال: (لو سكت من لا يعلم لقل الخلاف).
وتابع معاليه أن أكثر القنوات الإعلامية يتصدر فيها بعض المتحدثين من يقول بشرع لم يأذن به الله، وأقول بعض المتحدثين حتى لا يتخذ القول ذريعة فيما لا نقصده. ذلك أن أغلب من نسمع منهم في أجهزة الإعلام يبصرون الناس بحقائق الدين ويرشدونهم إلى الصراط المستقيم، ولا عبرة بقلة لا يحالفهم التوفيق فيتخذون من اجتهادات العلماء الراسخين في العلم ما يتوصلون به إلى ما تسمح به آراؤهم متخطين الزمان والمكان في تلك الاجتهادات.
وأشار فضيلته إلى أن الإمارات العربية المتحدة قد سارعت بإقامة اللجنة الرسمية للإفتاء بالهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف؛ ففي دبي لجنة من العلماء يرأسها العلامة الدكتور الشيخ أحمد بن عبد العزيز الحداد كبير المفتين مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري. مع مشاركة علمية جادة من الأستاذ الدكتور/ محمد عبد الرحيم سلطان العلماء ومن مكتب الإفتاء سماحة الأستاذ الدكتور عزيز فرحان العنزي، وغيرهم من أهل العلم والدين، سائلًا الله عز وجل للجميع التوفيق والتسديد.
واختتم فضيلة الدكتور آل هاشم كلمته بتوجيه الشكر إلى فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية لرعايته هذا الملتقى العلمي داعيًا الله تبارك وتعالى أن يحفظه ويرعاه ويسدد خطاه، وللعلامة الشيخ الدكتور/ شوقي إبراهيم علام، مفتي جمهورية مصر العربية، رئيس المجلس الأعلى لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، ومبلغًا تحيات حضرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وأخيه حضرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مقرونة بتمنيات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة سائلًا الله عز وجل أن يبارك فيهم وعليهم في طاعة الله عز وجل.