حكم اختراع جهاز للتوفير في استهلاك المياه

حكم اختراع جهاز للتوفير في استهلاك المياه

ما حكم اختراع جهاز للتوفير في استهلاك المياه؟ فقد قامت أمانة شباب أحد الأقسام بتطوير جهاز لتوفير المياه المستخدمة في الصنابير بنسبة تصل إلى خمسين بالمائة في بعض الأحيان، وتتغير هذه النسبة وفقًا لتغير ضغط المياه المتغير وهو طبيعة المياه بالقاهرة الكبرى، وتم تسمية هذا الجهاز باسم "وفر" وهو مكون من قطعتين من البلاستيك بداخلهما بعض الأجزاء المكملة التي تعوق سريان المياه وتدفقها بصورة شديدة وتحولها لصورة منتظمة وثابتة تقريبًا وتُنقِّيها من الشوائب إلى حد معين. وهذا الجهاز مدعم وتسعى الأمانة إلى وضعه بالمجان بأماكن الوضوء في المساجد والمدارس ومراكز الشباب والنوادي والإدارات والوزارات والمصالح الحكومية دون أي تكلفة.

هذا المشروع يُعَدُّ من المشاريع القيِّمة التي تساعد على نشر القِيَم الحضارية والوعي الأخلاقي، بالإضافة إلى دورها الاقتصادي الفعَّال، وقد ضرب النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك أروعَ الأمثلة؛ فعن سَفِينةَ رضي الله عنه قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يُغَسِّلُهُ الصَّاعُ مِنَ الْمَاءِ مِنَ الْجَنَابَةِ، وَيُوَضِّئُهُ الْمُدُّ". رواه مسلم.

التفاصيل ....

نفيد بأن هذا المشروع يُعَدُّ من المشاريع القيمة التي تساعد على نشر القيم الحضارية والوعي الأخلاقي بين الناس بالإضافة إلى دورها الاقتصادي الفعَّال؛ فإن عدم الإسراف هو في نفسه قيمة أخلاقية قبل أن يكون عاملًا اقتصاديًّا مهمًّا في ترشيد الاستهلاك، حتى إن الإسلام رَبَّى في نفوس أصحابه كراهية الإسراف لذات الإسراف؛ فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مَرَّ بِسَعْدٍ رضي الله عنه وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ: «مَا هَذَا السَّرَفُ؟» فَقَالَ: أَفِي الْوُضُوءِ إِسْرَافٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهَرٍ جَارٍ» رواه أحمد وابن ماجه من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
وعلَّم النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم المسلمَ كيف يرقى بنفسه من الاستهلاكية إلى الإنتاجية حيث يقول: «إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ وَفِي يَدِهِ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا» رواه أحمد في "المسند"، والبخاري في "الأدب المفرد" من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه بلفظ: «إنْ قَامَت السَّاعةُ وَفِي يَد أَحَدِكُم فَسِيلةٌ فَإنْ استَطاعَ أنْ لَا تَقُومَ حَتى يَغرِسَهَا فَليَغِرسْهَا»، بل يبلغ الأمر إلى وصف الإسراف بالطغيان وربط ذلك بغضب الله تعالى في قوله عز وجل: ﴿كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى﴾ [طه: 81].
ويضرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك أروع الأمثلة، فعن سَفِينةَ رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يُغَسِّلُهُ الصَّاعُ مِنَ الْمَاءِ مِنَ الْجَنَابَةِ، وَيُوَضِّئُهُ الْمُدُّ" رواه مسلم، وصدق الله العظيم إذ يقول: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 21].
ونسأل الله تعالى أن يجزي القائمين على هذا المشروع خيرًا، وأن يبارك في عملهم هذا ويجعله خالصًا لوجهه الكريم، وأن يوفق المسلمين لفهم أوامر الشرع وتنفيذها على الوجه الذي يحبه ويرضاه، إنه سميع مجيب.
والله سبحانه وتعالى أعلم.

اقرأ أيضا