قضية الإيمان والشرك شغلت كثيرًا من الناس، وقد ورد في رأي كثير من العلماء أن الإيمان الكامل هو إقرارٌ باللسان وتصديقٌ بالقلب وعملٌ بالأركان. فما هو المطلوب حتى يكون الإنسان مؤمنًا؟ وهل الإنسان يملك قلبه فيجعله يُصدِّقُ أو يُكذِّبُ، وهو لا يملك سوى أن يُقرَّ بأن الله واحدٌ، وأن الساعة حقٌّ، والجنة حقٌّ، والنار حقٌّ، وأن محمدًا رسول الله، وأن كلَّ ما في القرآن حقٌّ، ويؤدي كل ما أقرَّ الله به من صلاة وصوم وزكاة... إلخ، ويقول بأنه لا يملك قلبه وعقله فيجعلهما يُقِرَّانِ بما عُلِمَ من الدين بالضرورة وطلب توضيح ذلك.

المطلوب من الإنسان حتى يكون مؤمنًا

ليس بيد الإنسان أن يجعل قلبَه يُصدِّقُ أو يُكذِّبُ، بل القلبُ بطبيعته يتبع الجسدَ واللسانَ، فإذا خالف اللسانُ القلبَ يكون نفاقًا، ولذلك نرى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يُكْثِر أن يقول في دعائه: «يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ» رواه أحمد.
إن القلب جزءٌ من الإنسان ومن جوارحه، فإذا كان الإنسان يُقرُّ بإيمانه باللسان ويعمل عملًا كاملًا بأركان الإسلام؛ فالقلب يُصَدِّقُ على ذلك؛ لأنَّ القلب عضو من أعضاء الإنسان داخل جسده الذي يقوم بعمل أركان الإسلام، لكن الشخص نفسه لا يجعل القلب يُصدِّقُ أو يُكذِّبُ، ولأن القلوب بين يدي الرحمن يُقلِّبُها كيف يشاء، وجسد الإنسان كله خاضع لله، وإن القلب بطبيعته يتبع الجسد ويتبع اللسان، فإذا خالف اللسان القلب يكون نفاقًا؛ لأن اللسان لا بد أن يُعَبِّرَ عما في قلبه وعقله، فإذا عبَّرَ اللسان بما ليس في قلبه فيظهر ما يُخفِيهِ القلب فيكون آثمًا وكاذبًا ومنافقًا.