ترك المبيت بمنى لعذر والتوكيل في الرمي

ترك المبيت بمنى لعذر والتوكيل في الرمي

ما حكم ترك المبيت بمِنًى للضَّعَفة والمرضى والنساء من الحجاج؟ وما حكم توكيل هؤلاء لغيرهم في الرمي عنهم؟

المحافظة على النفس من المقاصد المهمة للشريعة كما هو معلوم؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لَمَّا نَظَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الكعبة قال: «مَرحَبًا بكَ مِن بَيتٍ، ما أَعظَمَكَ وأَعظَمَ حُرمَتَكَ، وَلَلْمُؤْمِنُ أَعظَمُ عندَ اللهِ حُرمةً منكَ» رواه البيهقي في "شعب الإيمان".
والمبيت بمنًى ليالي التشريق مختلف فيه بين العلماء، والمختار للفتوى القول بسنية المبيت بِمِنًى وعدم وجوبه.
ومعلوم أن الالتزام بالمبيت وإلزام الحاج به مع أعمال الحج الأخرى يزيد من إجهاده وضعفه، ويجعل الجسم في أضعف حالاته، فإذا انضم إلى ذلك ما ينزل بالناس على المستوى العالمي من انتشار للأوبئة والأمراض الفتاكة التي يسهل انتقالها عبر التجمعات البشرية المزدحمة فإن جسم الإنسان يكون أكثر عرضة لالتقاط الأمراض والعدوى بها، ولا شك أن أشد الناس تضررًا بذلك وضعفًا على احتماله هم النساء والأطفال والمرضى والضعفاء؛ فناسب أن يأخذ هؤلاء حكم مَن رُخِّص لهم، خاصة أن المبيت ليس من أركان الحج عند جميع المذاهب المتبعة.
وكما أنه يجوز للضعفاء والمرضى والنساء تركُ المبيت بِمِنًى، يجوز لهم أيضًا التوكيل في رمي الجمرات، ولا حرج عليهم، ولا يلزمهم بذلك فديةٌ بدمٍ أو غيره.
والله سبحانه وتعالى أعلم.

اقرأ أيضا