يقول السائل: سمعت أحد العلماء يتكلم ويقول بوجود عالم يُسَمَّى (عالم المثال)، فما حقيقة ذلك؟
عالم المثال: هو عالم بين عالم الأجساد وعالم الأرواح، وفيه تتجسد الأرواح بأكثر من صورة وأكثر من جسد، وهو العالم الذي يدخله عامة الناس في المنام، ولقد تكلم الأئمة عن عالم المثال، وألَّف فيه الإمام الحافظ السيوطي رسالته التي سمَّاها "المنجلي في تطور الولي" (ص: 256-260، ط. دار الفكر)، ونقل فيها عن العلامة علاء الدين القونوي أنه قال: [وقد أثبت الصوفية عالمًا متوسطًا بين عالم الأجساد وعالم الأرواح سموه "عالم المثال"، وقالوا: هو ألطف من عالم الأجساد وأكثف من عالم الأرواح، وبنوا على ذلك تجسد الأرواح وظهورها في صور مختلفة من عالم المثال، وقد يُستَأنَسُ لذلك بقوله تعالى: ﴿فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا﴾ [مريم: 17].. ونقل عن الشيخ القوصي صاحب كتاب "الوحيد في علم التوحيد" أنه قال: "الخصائص الإلهية لا يحجر عليها؛ فهذا عزرائيل يقبض في كل ساعة من الخلائق في جميع العوالم ما لا يعلمه إلا الله، وهو يظهر لهم بصور أعمالهم في مرائي شتى وكل واحد منهم يشهده ويبصره في صور مختلفة.. ونقل عن الإمام التاج السبكي في "الطبقات الكبرى للشافعية" أنه قال: "الكرامات أنواع.. إلى أن قال: الثاني والعشرون: التطور بأطوار مختلفة، وهذا الذي تسميه الصوفية بـ"عالم المثال"، وبنوا عليه تجسد الأرواح وظهورها في صور مختلفة من عالم المثال، واستأنسوا له بقوله تعالى: ﴿فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا﴾ [مريم: 17]..
ثم قال الحافظ السيوطي: ومن شواهد ما نحن فيه: ما أخرجه أحمد والنسائي بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَمَّا أُسْرِيَ بِي فَأَصْبَحْتُ بِمَكَّةَ قَطَعْتُ وَعَرَفْتُ أَنَّ النَّاسَ مُكَذِّبِيَّ» -فذكر الحديث إلى أن قال-: قالوا: وتستطيع أن تنعت المسجد؟ وفي القوم مَن قد سافر إليه، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «فَذَهَبْتُ أَنَعْتُ فَمَا زِلْتُ أَنْعَتُ حَتَّى الْتَبَسَ عَلَيَّ بَعْضُ النَّعْتِ فَجِيءَ بِالْمَسْجِدِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ حَتَّى وُضِعَ دُونَ دَارِ عَقِيلٍ أَوْ عِقَالٍ فَنَعَتُّهُ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ». فهذا إما من باب التمثيل كما في رؤية الجنة والنار في عرض الحائط، وإما من باب طي المسافة، وهو عندي أحسن هنا، ومن المعلوم أن أهل بيت المقدس لم يفقدوه تلك الساعة من بلدهم، ومن ذلك ما أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر في "تفاسيرهم" والحاكم في "المستدرك" وصححه عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: ﴿لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾ [يوسف: 24] قال: مُثِّلَ له يعقوبُ، وأخرج ابن جرير مثله عن سعيد بن جبير وحميد بن عبد الرحمن ومجاهد والقاسم ابن أبي بزة وعكرمة ومحمد بن سيرين وقتادة وأبي صالح وشمر بن عطية والضحاك وأخرج عن الحسن قال: انفرج سقف البيت فرأى يعقوب، وفي لفظ عنه قال: رأى تمثال يعقوب. فهذا القول من هؤلاء السلف دليل على إثبات المثال أو طي المسافة، وهو شاهد عظيم لمسألتنا؛ حيث رأى يوسف عليه السلام وهو بمصر أباه وكان إذ ذاك بأرض الشام، ففيه إثبات رؤية يعقوب عليه السلام بمكانين متباعدين في وقت واحد بناء على إحدى القاعدتين اللتين ذكرناهما والله أعلم] اهـ. وممَّا ذُكِر يُعلَم الجواب عن السؤال.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
متى وقعت رحلة الإسراء والمعراج؟
هل التصوير الفوتوغرافي يأخذ حكم التصوير الذي ورد النهي عنه شرعًا؟
سأل فضيلة الشيخ خطيب المسجد الأقصى المبارك ومدير الوعظ والإرشاد بالقدس، وقال: في الوقت الذي نعيد النظر في التوقيت الدهري لمواقيت الصلاة المعمول به في مدينة القدس ليقوم على أسس علمية فلكية. نرجو التكرم بالإجابة عما يلي:
1- بيان الفارق الزمني بين مدينة القدس والقاهرة، علمًا بأننا لاحظنا تضاربًا في التوقيت بين عاصمة عربية وأخرى.
2- هل يمكننا الاعتماد على توقيت القاهرة كأساس ثابت لتوقيت القدس؟
هل يجوز للإنسان التقليد أو التلفيق من مذاهب الأئمة الأربعة ولو لغير ضرورة قبل العمل أو بعده؛ وذلك كمن توضأ وضوءًا واجبًا أو اغتسل غسلًا واجبًا من ماء قليل مستعمل في رفع حدث مقلدًا لمذهب الإمام الشافعي، وترك النية مقلدًا لمذهب الإمام أبي حنيفة؟ فهل يكون وضوؤه أو غسله صحيحًا أو لا؟
ما حكم إقامة المتاحف وعرض التماثيل فيها والانتفاع بها في التعليم؟ فالشأن في الدول ذات الحضارة والتاريخ أنها تهتم بإقامة المتاحف لعرض ما تمتلكه من الآثار والتماثيل المعبرة عن ثقافة وحضارة تلك الشعوب وتعليمها للأجيال اللاحقة، فهل يتنافى ذلك مع تعاليم الدين الإسلامي في نهيه عن إقامة التماثيل؟