الأربعاء 29 أكتوبر 2025م – 7 جُمادى الأولى 1447 هـ

فرقة البهائية

تاريخ الفتوى:15 يناير 2013 م

البهائية نسبة إلى "بهاء الله" لقب يدعى به ميرزا حسين علي، وهو الزعيم الثاني للمذهب الذي تنتحله تلك الطائفة المسماة بالبهائية.

وأصل هذه الطائفة رجل يدعى بميرزا علي محمد الملقب "بالباب" في القرن التاسع عشر الميلادي ببلاد فارس، وهو مبتدعها الأول، والذي ادعى الرسالة، وأن شريعته ناسخة للشريعة الإسلامية.

وقام العلماء وقتها بالتصدي له ومناظرته، وقامت أيضًا الحكومة الإيرانية وقتها بمقاومة دعوته، وتم اعتقاله بشيراز ثم بأصفهان، ثم تمّ إعدامه سنة 1850م في تبريز، ونقل أتباعه جثته إلى عكا ودفن فيها.

وبعد ذلك بدأ الأتباع يجتمعون ببغداد حول الميرزا حسين علي الملقب بـ"البهاء"، وقد كان ذلك الرجل من شيعة "الباب" ودعاة نحلته، وبعد بعض الأحداث والفتن التي تسببت فيها الطائفة البهائية قررت الحكومة العثمانية إبعادهم عن العراق، فنقلتهم إلى الآستانة ونفتهم إلى أدرنة، ثم نفت بعضهم إلى قبرص، ونفت البعض الآخر -ومنهم البهاء- إلى عكا بفلسطين، والتي هلك فيها سنة 1892م، ودفن على سفح جبل الكرمل.

وقام بالدعوة بعده ابنه "عباس أفندي" الذي توفي في العشرينيات من القرن الماضي وتَسَمَّى بـ"عبد البهاء"، وقد أخذ على عاتقه نشر باطلهم، والقيام على هذه الديانة الباطلة ومدّها بالمزيد من السفاهات والأغاليط؛ كنظرية النشوء والارتقاء التي قال بها "دارون"، وغيرها من الطوامّ التي أراد بها إرضاء الغرب وقوى الاستعمار، ثم انقسمت الجماعة من بعده، وليس لهم من نسل هؤلاء زعيم، إنما يدبر شؤونهم أحد بيوت الدعوة التي أقاموها، والتي يسمونها بالمحافل.

والناظر في اعتقادات البهائيين يعرف أنها مذهب مصنوع لا علاقة له بالإسلام ولا يمت له بصلة، مزج من ديانات شتى وعقائد فلسفية وباطنية مختلفة ينقض بعضها بعضًا، خلطت ذلك كله بزعم أنه وحي سماوي، ومن جملة طوامهم وعقائدهم الفاسدة المبثوثة في كتبهم ومنشوراتهم، والثابتة عنهم:

- ادعاء الباب الرسالة، وأن شريعته ناسخة للشريعة الإسلامية، وابتداعه أحكامًا مغايرة لأحكام الإسلام؛ كجعله الصوم تسعة عشر يومًا من الشروق إلى الغروب، ويكون ذلك في وقت الاعتدال الربيعي، ثم جاء بعده البهاء فجعل الصلاة تسع ركعات في اليوم والليلة، وقبلة البهائيين هي مكان وجود البهاء ومرقده.

- ثم زادوا في الغي والضلال فادعى رأسهم "البهاء" الألوهية، وأن الله تعالى يتشخص في البشر، وأن الحقيقة الإلهية لا بُدَّ لها من التعين في جسد بشري، وأنها تظل تنتقل من جسد إلى جسد حتى تبلغ كمالها الأعظم في هيكل إنساني يكون هو أعظم هياكلها، والذي هو في اعتقادهم الميرزا حسين علي الملقب بـ"البهاء".

- اعتقاد أن النبوة لم تختم بل هي مستمرة.

- إنكار معجزات الأنبياء، وتأولها بتأولات مضحكة.

- اعتقادهم قدم العالم، بمعنى أن الكون لا مبدأ زمنيًّا له، وهو صادر عن الله صدور المعلول عن العلة كما يقول بعض قدماء ضُلًّال الفلاسفة.

- إنكار البعث ونفي وجود الجنة والنار، ويفسرون يوم القيامة بمجيء البهاء، ويفسرون الجنة والنار بأنهما حقائق مرموزة للحياة والموت الروحيين.

ولهم طامات وبلايا أخرى كثيرة، قال العلامة الآلوسي عند تفسير قوله تعالى: ﴿وَلَكِن رَّسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّين﴾ [الأحزاب: 41]: [وقد ظهر في هذا العصر عصابة من غلاة الشيعة لقبوا أنفسهم بالبابية، لهم في هذا فصول يَحكُم بكفر معتقدها كلُّ من انتظم في سلك ذوي العقول] اهـ.

ويكفي في هذا المقام ما يشير إلى ضلالهم وينبه الناس على شرورهم وغيهم وسعيهم للفساد والإفساد، ومن شاء أن يتوسع فليراجع ردود العلماء التفصيلية المطولة عليهم والتي تبين وثنيتهم وسخافتهم وما كان لهم من كيد للإسلام والمسلمين؛ بما جعلهم أداة فعالة للاستعمار والصهيونية العالمية، وممن رد عليهم ونبه على ذلك العلامة الآلوسي المفسر، وشيخ الإسلام سليم البشري، والإمام محمد عبده، وتلميذه السيد رشيد رضا، وشيخ الجامع الأزهر الشيخ محمد الخضر حسين، والأستاذ محمد فريد وجدي، ولجنة الفتوى بالأزهر الشريف برئاسة مفتي الديار الأسبق الشيخ عبد المجيد سليم، وشيخ الجامع الأزهر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، وغيرهم كثير.

وكان قد صدر القانون رقم 263 لسنة 1960م بحظر البهائية في مصر وإلغاء محافلها وتجريم نشاطها، وصدر الحكم من محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة ببطلان زواج البهائي باعتباره مرتدًّا، وأكدت عدم مشروعية هذه الجماعة ومخالفتها للنظام والأمن العام، وأن الدستور لا يحمي المذاهب المبتدعة التي تحاول أن ترقى إلى مصاف الأديان السماوية، والتي لا تعدو أن تكون زندقة وإلحادًا.

وعليه: فقد ظهر مما سبق أن فرقة البهائية من الفرق المنحرفة عن الإسلام التي يجب أن يحذر منها الناس، وعلى الدولة القيام بواجبها تجاه ذلك.
والله سبحانه وتعالى أعلم.

مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 29 أكتوبر 2025 م
الفجر
5 :39
الشروق
7 :7
الظهر
12 : 39
العصر
3:47
المغرب
6 : 10
العشاء
7 :29