22 فبراير 2018 م

سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم

سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم

كان سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أحد فقهاء المدينة المنورة الكبار، وكان به شبه من جدِّه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال سعيد بن المسيب رضي الله عنه: "كان عبد الله أشبه ولد عمر به وكان سالم أشبه ولد عبد الله به"، وقال عنه العلامة ابن حبان في "الثقات": [كان يشبه أباه في السمت والهدي].
وقد ولد رضي الله عنه في خلافة سيدنا عثمان رضي الله عنه، وأمه أم ولد-وهي الأمة التي أنجبت ولدا من سيدها-، وقد سَمَّاه أبوه سالـمًا على اسم الصحابي الجليل سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه لعلمه وفضله، فعن ابن المسيب رضي الله عنه أنه قال: "قال لي ابن عمر: أتدري لم سمَّيْتُ ابني سالـمًا؟ قلت: لا، قال: باسم سالم مولى أبي حذيفة. يعني أحد السابقين"، وكان أبوه يحبه حبًّا شديدًا، فإذا قيل له في ذلك أنشد:
يلومونني في سالم وألومهم *** وجلدة بين العين والأنف سالم
وكان سالم رضي الله عنه ذا شأن عظيم ومكانة كبيرة عند أهل زمانه، قال مالك: "لم يكن أحد في زمان سالم بن عبد الله أشبه من مضى من الصالحين في الزهد والفضل والعيش منه".
ودخل سالم رضي الله عنه على سليمان بن عبد الملك الخليفة، وعلى سالم ثياب غليظة رثَّة، فلم يزل سليمان يرحب به، ويرفعه حتى أقعده معه على سريره، وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه في المجلس، فقال له رجل من أخريات الناس: ما استطاع خالُك أن يلبس ثيابًا فاخرة أحسن من هذه، يدخل فيها على أمير المؤمنين؟! وكان على المتكلم ثياب سَرِيَّةٌ، لها قيمة، فقال له عمر بن عبد العزيز: "ما رأيتُ هذه الثيابَ التي على خالي وَضَعَتْهُ في مكانِك، ولا رأيتُ ثيابَك هذه رَفَعَتْكَ إلى مكان خالي ذاك".
بل إنه لفضله وعلمه مثل عدد آخر من التابعين ساهم في تغيير شعور اجتماعي عند أهل المدينة كان يجعلهم يأنفون من الإنجاب من الإماء، ولكن حين رأوا عددًا من أكابر علمائهم وفقهائهم ولدوا لأمهات الأولاد زالت هذه النفرة، قال الأصمعي عن ابن أبي الزناد: "كان أهل المدينة يكرهون اتخاذ أمهات الأولاد، حتى نشأ فيهم القراء السادة: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، والقاسم بن محمد رضي الله عنه، وسالم بن عبد الله رضي الله عنه، ففاقوا أهل المدينة علمًا وتقى وعبادة وورعًا؛ فرغب الناس حينئذ في السراري".
وقد كان سالم بن عبد الله رضي الله عنه ذا منزلة كبيرة في رواية الحديث وأقوال الصحابة، قال العجلي عنه: "مدني تابعي ثقة"، وقال أحمد وابن راهويه: "أصح الأسانيد: الزهري، عن سالم، عن أبيه"، وقال ابن سعد: "كان ثقة كثير الحديث عاليًا من الرجال".
روى عن أبيه وأبي هريرة وأبي رافع وأبي أيوب وعن زيد بن الخطاب وغيرهم رضي الله عن الجميع.
وروى عنه ابنه أبو بكر، وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، والزهري، وصالح بن كيسان، وحنظلة بن أبي سفيان، وعبيد الله بن عمر بن حفص، وأبو واقد الليثي الصغير، وعاصم بن عبيد الله، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم، وآخرون رضي الله عنهم.
ومن زهده رضي الله عنه في الحياة الدنيا أنه كان لا يكاد يأكل إلا الخبز والزيت، نظر إليه هشام بن عبد الملك في الحج وقال له: يا أبا عمر ما طعامك؟ قال: الخبز والزيت، فقال هشام: كيف تستطيع الخبز والزيت؟ قال: أخمره فإذا اشتهيتُه أكلتُه.
وعن سفيان بن عيينة قال: دخل هشام بن عبد الملك الكعبة فإذا هو بسالم بن عبد الله، فقال له: يا سالم سلني حاجة، فقال له: إني لأستحيي من الله أن أسأل في بيت الله غير الله، فلما خرج، خرج في أثره فقال له: الآن قد خرجت؛ فسَلْنِي حاجة، فقال له سالم: حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة؟ فقال: بل من حوائج الدنيا، فقال له سالم: ما سألتُ من يملكها فكيف أسأل من لا يملكها، وكتب عمر بن عبد العزيز إلى سالم بن عبد الله يطلب أن يكتب إليه بشيء من رسائل عمر بن الخطاب، فكتب: "أن يا عمر اذكر الملوك الذين تَفَقَّأَتْ أعينُهم الذين كانت لا تنقضي لذتهم، وانفقأت بطونهم التي كانوا لا يشبعون بها، وصاروا جيفًا في الأرض وتحت أكنافها، أن لو كانت إلى جَنْبِ مسكين لتأذَّى بريحهم".
وقد مات رضي الله عنه سنة (106هـ) على الصحيح.
المصادر:
- "الطبقات الكبرى" لابن سعد (5/ 154).
- "سير أعلام النبلاء" للذهبي (4/ 457) وما بعدها.
- "تهذيب التهذيب" لابن حجر (3/ 436-437).
- "حلية الأولياء وطبقات الأصفياء" لأبي نعيم (2/ 194).
- "صفة الصفوة" لابن الجوزي (2/ 90-91).

 

 

الإمام النووي الشيخ الإمام، شيخ الإسلام، ولي الله تعالى، محيي الدين أبو زكريا النووي، إمام أهل عصره علمًا وعبادةً، وسيد أوانه ورعًا وسيادة، العلم الفرد، أوحد دهره، وفريد عصره، الصوام، القوام، الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، صاحب الأخلاق الرضية، والمحاسن السنية، العالم الرباني المتفق على علمه وإمامته وجلالته وزهده وورعه وعبادته وصيانته في أقواله وأفعاله وحالاته، له الكرامات الطافحة، والمكرمات الواضحة. ولد سنة 631ه، وتوفي سنة 676ه، وتميز الشيخ بالجد في طلب العلم وتحصيله من أول نشأته وفي شبابه، حتى إنه كان من اجتهاده في طلب العلم يقرأ في كل يوم اثني عشر درسًا على المشايخ، وما أدل على نبوغ الإمام النووي وحبه للعلم منذ صغره ورغبته في عدم ضياع وقته دون تحصيل مما ذكره عنه شيخه في الطريقة الشيخ ياسين بن يوسف الزركشي قال:


الإمام محمد بن إسماعيل البخاري، أبو عبد الله، الإمام الحافظ صاحب الجامع الصحيح المعروف بصحيح البخاري. ولد في بخارى سنة 194هـ، وتوفي سنة 256هـ، ونشأ يتيمًا. قام برحلة طويلة في طلب العلم. وكان آية في الحفظ وسعة العلم والذكاء. قالوا: لم تخرج خراسان مثله. سمع الحديث ببخارى قبل أن يخرج منها كما سمع ببلخ ونيسابور وبغداد والبصرة والكوفة ومكة والمدينة ومصر والشام. سمع نحو ألف شيخ، وكان له مجلس حديث في بغداد وكان يجتمع له فيه زيادة على عشرين ألف رجل. وقد وقع


الإمام أبو حنيفة واسمه النعمان بن ثابت الكوفي ومولده سنة 80ه، فقيه العراق، وأحد أئمة الإسلام، والسادة الأعلام، وأحد الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتنوعة، وهو أقدمهم وفاةً؛ لأنه أدرك عصر الصحابة، ورأى أنس بن مالك، قيل: وغيره، وذكر بعضهم أنه روى عن سبعة من الصحابة. وقد كان الإمام عابدًا زاهدًا ورعًا تقيًّا، وكان له مع القرآن حال، فقد روي عنه مع كثرة ما له من مهامَّ من فتوى وعلم وفقه أنه كان يختم القرآن في ركعة واحدة ويقوم به الليل كله، فقد قال عنه


الإمام خيثمة بن سليمان: هو الإمام الثقة المعمر، محدث الشام، أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة بن سليمان القرشي الشامي الطرابلسي، ولد سنة 250ه على الأصح، وتوفي سنة 343ه، أحد الثقات المكثرين الرحالين في طلب الحديث سمع بالشام واليمن وبغداد والكوفة وواسط، جمع فضائل الصحابة، وكانت له رحلات في طلب الحديث، من هذه الرحلات رحلته إلى جبلة ومنها إلى أنطاكية وقد أُسر فيها وتعرض فيه للضرب والإيذاء، وهذا ما ذكره عنه ابن أبي كامل فقال:


ولد الإمام مالك بن أنس، إمام المدينة المنورة، على ساكنها أفضل الصلاة وأتم السلام، سنة 93 هـ تقريبًا، وطلب العلم وهو صغير، على عدد من الأئمة من أبرز علماء المدينة المنورة، مثل: نافع، وسعيد المقْبُرِيِّ، وعامر بن عبد الله بن الزبير، وابن المنكدر، والزهري، وعبد الله بن دينار، وربيعة بن عبد الرحمن المعروف بربيعة الرأي. وللإمام مالك قصة مشهورة مع أبي جعفر المنصور، الخليفة العباسي آنئذٍ، حين طلب منه اعتماد كتابه "الموطأ" في مختلف البلاد الإسلامية، يقول الإمام مالك: "لما حج أبو جعفر المنصور دعاني، فدخلت عليه، فحدثني وسألني، فأجبته، فقال: إني عزمت أن آمر بكتبك


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 02 أغسطس 2025 م
الفجر
4 :37
الشروق
6 :14
الظهر
1 : 1
العصر
4:38
المغرب
7 : 48
العشاء
9 :14