بيان معنى وصف النبي عليه الصلاة والسلام بأنه كشف الغمة

تاريخ الفتوى: 03 أغسطس 2022 م
رقم الفتوى: 6971
من فتاوى: الأستاذ الدكتور / شوقي إبراهيم علام
التصنيف: النبوات
بيان معنى وصف النبي عليه الصلاة والسلام بأنه كشف الغمة

سائل يقول: يرد على بعض ألسنة الخطباء في افتتاح خطبهم أنَّ النبي عليه الصلاة والسلام نصح الأمة وكشف الغمة، فما معنى أنه صلى الله عليه وآله وسلم كشف الغمة؟

اتصاف النبي صلى الله عليه وآله وسلم بوصف "كاشف الغمة" وما في معناه مردُّه إلى: أن الله تعالى جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم سببَ الخير لكل الخلق؛ كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللهُ يُعْطِي» متفق عليه، فالله تعالى هو المعطي، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم هو القاسم، وفي لفظ الإمام أحمد في "المسند" والإمام البخاري في "الأدب المفرد": «أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ؛ اللهُ يُعْطِي وَأَنَا أَقْسِمُ».

وفي ذلك يقول الإمام الشافعي رضي الله عنه في مقدمة "الرسالة" (ص: 16-17، ط. الحلبي، تحقيق: أحمد شاكر): [فلم تُمسِ بنا نعمةٌ ظَهَرَتْ ولا بَطَنَتْ نِلْنَا بها حظًّا في دِينٍ ودُنيا، أو دُفِعَ بها عنَّا مكروهٌ فيهما وفي واحد منهما: إلاّ ومحمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم سبَبُها، القائدُ إلى خيرها، والهادي إلى رشدها، الذائدُ عن الهَلَكَة وموارد السوء في خلاف الرشد، المُنَبِّهُ للأسباب التي تُورِدُ الهَلَكَةَ، القائمُ بالنصيحة في الإرشاد والإنذار فيها، فصلى الله على محمد وعلى آل محمد كما صلى على إبراهيم وآل إبراهيم إنه حميد مجيد] اهـ.

وقال الإمام العارف العلامة محمد بن أبي الحسن البكري الصِّدِّيقي الشافعي المصري [ت: 993هـ] شيخ أهل عصره، ومقدَّم علماء الأزهر الشريف في مصره، في لاميته الشهيرة "الوسيلة العظيمة" -وقد ذكرها المؤرخ العيدروس في "النور السافر" (ص: 374، ط. دار الكتب العلمية)، والعلامة ابن العماد الحنبلي في "شذرات الذهب" (10/ 633، ط. دار ابن كثير):

ما أرسل الرحمــن أو يرسلُ .. من رحمـــــة تصــعد أو تنزلُ

في ملكوت الله أو مُلكه .. من كل ما يختص أو يشمل

إلّا وطــــه المصــطفى عبدُه .. نبيُّـــــــه مُختـــاره الـمُرسَـــــــل

واســــطةٌ فيهـــا وأصلٌ لهـــا .. يعلم هذا كلُّ مَن يعقِـــل

وقال العلامة الطيب بن كيران شيخ عصره ومصره [ت: 1227هـ] في "شرحه على توحيد ابن عاشر" (ص: 15، ط. التوفيق الأدبية): [ولما أثنى على الله تعالى بما هو أهله، صلى على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، الواسطة في كل إحسان وصل أو يصل إلينا؛ فإنّ كل نعمة وإن كانت في الحقيقة من الله ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ﴾ [النحل: 53] فقد اقتضت حكمته تعالى أن يجعل الواسطة في ذلك، الذي تظهر على يديه تلك النعمة وبيده مفاتيح خزائنها: سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ كما قال القطب مولانا عبد السلام: "ولا شيء إلا وهو به منوط"، وكما قال بعض البكريين: "ما أرسل الرحمن أو يرسل"، الأبيات المشهورة] اهـ. وممَّا ذُكِر يُعلَم الجواب عن السؤال.

والله سبحانه وتعالى أعلم.

سائل يقول: سمعت أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أطلعه الله تعالى على بعض المغيبات، وبعض الناس يقول: هذا لا يكون إلا لله تعالى؛ فما قول فضيلتكم في هذا الأمر؟ وهل مثل هذه الأشياء تحدث لبعض الصالحين؟


ما مقام من قال: إن النبوة لا تنتهي بنبِيِّنَا محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟


 ما الدليل على أن حادثة الإسراء التي وقعت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم كانت يقظةً في ضوء آيات القرآن الكريم؟


يقول بعض الناس: إن سيدنا محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم كان نورًا ينتقل في أصلاب الرجال إلى أرحام النساء حتى استقر في بطن أمه، هل هذا صحيح؟ 


يقول السائل: سمعت أنَّ المكان الذي ضمّ الجسد الشريف لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في مسجده الشريف بالمدينة هو أفضل بقاع الأرض على الإطلاق؛ فما مدى صحة هذا الكلام شرعًا؟


أرغب بيان حكم الإسراء؛ هل كان بروح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجسده معًا، أو بروحه فقط؟


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 02 أغسطس 2025 م
الفجر
4 :37
الشروق
6 :14
الظهر
1 : 1
العصر
4:38
المغرب
7 : 48
العشاء
9 :14