ما حكم سبّ الصحابة الكرام؟ فإن أحد الأشخاص يطلق لسانه بسبِّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويصفهم بأشنع الأوصاف وأقبحها؟ فما قولكم في هذا؟
إن توقيرَ الصحابةِ رضوان الله عليهم، وتعظيمَ شأنهم، وصيانةَ حرمتهم، فريضةٌ شرعيةٌ دلَّت عليها نصوصُ الوحي، وأجمع عليها علماءُ الأمة، فهُم حملةُ العلم، ونَقَلةُ الشريعة، وخِيرةُ الله من خلقه بعد نبيِّه صلى الله عليه وآله وسلم، وقد أطبق أهل العلم في سائر الأعصار والأمصار على حرمة سبِّهم أو الانتقاص من قدرهم، وعدُّوا ذلك من كبائر الذنوب، وأفحش المحرَّمات، فكان الواجبُ صونَ الألسنة عن ذكرهم بسوء، وتلقِّي فضائلهم بالإجلال، والاعتراف بسابقتهم في الإسلام، والاقتداء بهديهم وسيرتهم، والإمساك عمَّا شجر بينهم، جريًا على طريقة سلفنا الصالح.
المحتويات
توقيرُ الصحابةِ رضوان الله عليهم وتعظيمُ شأنهم وصيانةُ حرمتهم فريضةٌ شرعية، أوجبتها نصوصُ الوحي الشريف، وأجمع عليها علماءُ الأمة، إذ هم حملةُ العلم، ونقلةُ الشريعة، وخيرةُ الله من خلقه بعد نبيِّه صلى الله عليه وآله وسلم، بهم حفظ الله الملة، وأظهر الحق، ونصر الدين، فكان لهم على الأمة حقُّ التبجيل والوفاء، والاعتراف بالفضل والسابقة، قال الله تعالى: ﴿قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [النمل: 59].
قال الأئمة: عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وسفيان الثوري -كما في "الجامع لأحكام القرآن" للإمام شمس الدين أبي عبد الله القُرطُبِي (13/ 220، ط. دار الكتب المصرية)-: [هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم] اهـ.
وعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سمِع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخطب، فقال: «أَكرِمُوا أَصحَابِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم» أخرجه الإمام النسائي في "السنن الكبرى"، وفي رواية عند الإمام ابن ماجه: «احفَظُونِي فِي أَصحَابِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم».
وعن عياض الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «احفَظُونِي فِي أَصحَابِي وَأَصهَارِي، فَمَن حَفِظَنِي فِيهِم حَفِظِهُ اللهُ فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن لَم يَحفَظنِي فِيهِم تَخَلَّى اللهُ مِنهُ، وَمَن تَخَلَّى اللهُ مِنهُ أَوشَكَ أَن يَأخُذَهُ» أخرجه الإمام الطبراني في "المعجم الكبير".
قال القاضي عياض في "الشفا بتعريف حقوق المصطفى" (2/ 53، ط. دار الفكر): [ومن توقيره وبره صلى الله عليه وسلم: توقير أصحابه، وبرهم، ومعرفة حقهم، والاقتداء بهم، وحسن الثناء عليهم، والاستغفار لهم، والإمساك عما شجر بينهم، ومعاداة من عاداهم، والإضراب عن أخبار المؤرخين وجهلة الرواة وضلَّال الشيعة والمبتدعين القادحة في أحد منهم، وأن يلتمس لهم فيما نُقل عنهم من مثل ذلك فيما كان بينهم من الفتن أحسنَ التأويلات، ويخرج لهم أصوب المخارج، إذ هم أهل ذلك، ولا يُذكَر أحد منهم بسوء، ولا يغمص عليه أمر، بل تُذكَر حسناتُهم وفضائلهم وحميد سيرهم، ويُسكَت عما وراء ذلك] اهـ.
وقال حجة الإسلام أبو حامد الغزالي في "الاقتصاد في الاعتقاد" (ص: 131، ط. دار الكتب العلمية): [اعلم أن كتاب الله مشتمل على الثناء على المهاجرين والأنصار، وتواترت الأخبار بتزكية النبي صلى الله عليه وسلم إياهم بألفاظ مختلفة.. وما من واحد إلا وورد عليه ثناء خاص في حقه يطول نقله، فينبغي أن تَستَصحِب هذا الاعتقادَ في حقهم، ولا تُسيء الظن بهم] اهـ.
وقال الإمام ابن أبي حاتم الرازي في "الجرح والتعديل" (1/ 7، ط. دار إحياء التراث العربي): [أمَّا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهُم الذين شهدوا الوحي والتنزيل، وعرفوا التفسير والتأويل، وهم الذين اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ونصرته وإقامة دينه وإظهار حقه، فرضيهم له صحابةً، وجعلهم لنا أعلامًا وقدوة، فحفظوا عنه صلى الله عليه وسلم ما بلَّغهم عن الله عز وجل، وما سَنَّ وشرع وحكم وقضى وندب وأمَر ونهى وحظَر وأدَّب، ووَعَوه وأتقنوه، ففَقِهوا في الدِّين، وعَلِموا أمر الله ونهيه ومراده بمعايَنَةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومشاهدتِهم منه تفسير الكتاب وتأويله، وتلقُّفِهم منه واستنباطهم عنه، فشرَّفهم الله عز وجل بما منَّ عليهم وأكرمهم به من وضعه إياهم موضع القدوة، فنفى عنهم الشك والكذب والغلط والريبة والغمز.. فكانوا عُدول الأمة، وأئمة الهدى، وحُجج الدِّين، ونقلة الكتاب والسُّنة] اهـ.
قد تواترت نصوص الشرع الشريف في التحذير الشديد من سبِّ أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أو الحطِّ من أقدارهم، وعدَّت ذلك من عظائم الذنوب وكبائر الآثام؛ لما فيه من انتهاك حرمتهم المصونة، وإخلال بحق صحبتهم الجليلة، وجرأة على مقام النبوة، ومجاهرة بمعاداة الله ورسوله، فجعل الشرع ذلك من أشنع الجرائم وأفحش الموبقات، صيانةً لجنابهم الشريف من كل انتقاص وافتراء.
قال الله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: 100].
قال الإمام ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (4/ 178، ط. دار الكتب العلمية): [فقد أخبر الله العظيم أنَّه قد رضي عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، فيا ويل من أبغضهم أو سبَّهم، أو أبغض أو سبَّ بعضهم] اهـ.
وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا تَسُبُّوا أَحَدًا مِن أَصحَابِي، فَإِنَّ أَحَدَكُم لَو أَنفَقَ مِثلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدرَكَ مُدَّ أَحَدِهِم وَلَا نَصِيفَهُ» متفق عليه.
قال الإمام عون الدين بن هُبَيرَة في "الإفصاح عن معاني الصحاح" (8/ 70-71، ط. دار الوطن): [في هذا الحديث ما يدل على تشديد التحريم لنيل الصحابة بسبٍّ أو قذعٍ أو أذى، ولقد أتى في هذا النطق ما يخبر أن درجاتهم لا تبلغ تقليل، وأنَّ أحدهم لا يقال له قليل، حتى إنَّ أحدنا لو أنفق مثل الأرض ذهبًا لما بلغ من جنس الإنفاق ما يكون مقداره مُدًّا واحدًا من الصحابة أنفقه أحدُهم، ولا نصف ذلك المد، وهذا إنَّما ضربه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلًا في النفقات، فيُقاس عليه الصلواتُ والصيامُ والحج والجهاد وسائر العبادات، فإنها في معناه] اهـ.
وعن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «اللهَ اللهَ فِي أَصحَابِي، اللهَ اللهَ فِي أَصحَابِي، لَا تَتَّخِذُوهُم غَرَضًا بَعدِي، فَمَن أَحَبَّهُم فَبِحُبِّي أَحَبَّهُم، وَمَن أَبْغَضَهُم فَبِبُغضِي أَبْغَضَهُم، وَمَن آذَاهُم فَقَد آذَانِي، وَمَن آذَانِي فَقَد آذَى اللهَ، وَمَن آذَى اللهَ فَيُوشِكُ أَن يَأْخُذَهُ» أخرجه الإمامان: أحمد، والترمذي.
قال الإمام شرف الدين الطِّيبي في "شرح المشكاة" (12/ 3845، ط. مكتبة نزار): [أي: اتقوا الله ثم اتقوا الله في حق أصحابي، لا تنقصوا من حقهم ولا تسبوهم، أو التقدير: أذكركم الله وأنشدكم في حق أصحابي وتعظيمهم وتوقيرهم، كما يقول الأب المشفق: الله الله في حق أولادي] اهـ.
وعـن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَن سَبَّ أَصحَابِي فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللهِ وَالمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجمَعِينَ» أخرجه الإمام الطبراني في "المعجم الكبير".
قال الإمام الصنعاني في "التنوير شرح الجامع الصغير" (10/ 252، ط. مكتبة دار السلام): [أي: يَلحقه كلُّ لعن صادر عن هؤلاء؛ لأنَّه سبَّ مَن أمر الله بالدعاء لهم وسؤال المغفرة.. وأثنى الله عليهم في عدة آيات من كتابه، فسبهم مضاد لأمر الله] اهـ.
قد درج علماء الأمة الإسلامية في سائر الأعصار، وتواترت كلمتهم في مختلف الأمصار، على تحريم سبِّ الصحابة رضوان الله عليهم، وعدِّه من كبائر الذنوب وعظائم الآثام بلا نزاع، وأطبقوا على وجوب صون الألسنة عن الطعن فيهم، وحفظ مقامهم الجليل من كل إساءة أو انتقاص.
قال الإمام أبو العباس الحَمَوي في "غمز عيون البصائر" (1/ 291، ط. دار الكتب العلمية): [وفي "السراج" أيضًا: إنَّ سبَّ الصحابة كبيرة] اهـ.
وقال الإمام الحَطَّاب في "مواهب الجليل" (6/ 286، ط. دار الفكر): [وسبُّ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتنقُّصُهم أو واحد منهم من الكبائر المُحرَّمات] اهـ.
وقال القاضي عياض في "إكمال المعلم" (7/ 580، ط. دار الوفاء): [وسبُّ أصحاب النبي عليه السلام، وتنقُّصُهم أو أحد منهم من الكبائر المُحرَّمة، وقد لعن النبي عليه الصلاة والسلام فاعلَ ذلك، وذكر أنه مَن آذاه وآذى الله فإنه لا يُقبل منه صرفٌ ولا عدل] اهـ.
وقال الإمام القُرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (16/ 298، ط. دار الكتب المصرية): [لعن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مَن سبَّ أصحابه، فالمكذِّب لأصغرهم -ولا صغير فيهم- داخل في لعنة الله التي شهد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وألزمها كلَّ مَن سبَّ واحدًا من أصحابه أو طعن عليه] اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن حجر الهيتمي في "الزواجر" (2/ 380، ط. دار الفكر): [وقد صرَّح الشيخان وغيرهما أنَّ سبَّ الصحابة كبيرة، قال الجلال البُلقيني: وهو داخلٌ تحت مفارقة الجماعة، وهو الابتداع المدلول عليه بترك السُّنة، فمن سبَّ الصحابة رضي الله عنهم أتى كبيرةً بلا نزاع] اهـ.
وقال الإمام الكرمي في "غاية المنتهى" (2/ 637-638، ط. غراس) في تعداد كبائر الذنوب بعد أن عرَّفها بأنها ما فيه حدٌّ في الدنيا أو وعيدٌ في الآخرة: [وسب صحابة، وإصرار على معصية] اهـ.
وعقد الإمام الخطيب البغدادي فصلًا في كتابه "الكفاية" (ص: 46-49، ط. المكتبة العلمية)، ذكر فيه بعض النصوص الدالة على عدالة الصحابة رضي الله عنهم، ثم ختم الباب بما أخرجه بسنده عن الإمام أبي زُرعة الرازي -وهو من كبار المحدثين- قال: [إذا رأيتَ الرجلَ ينتقص أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زِنديق؛ وذلك أن الرسولَ صلى الله عليه وسلم عندنا حقٌّ، والقرآنَ حقٌّ، وإنما أدَّى إلينا هذا القرآنَ والسُّننَ أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودَنا ليُبطلوا الكتابَ والسُّنةَ، والجرحُ بهم أَولى، وهم زنادقة] اهـ.
بناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فإن توقيرَ الصحابةِ رضوان الله عليهم، وتعظيمَ شأنهم، وصيانةَ حرمتهم، فريضةٌ شرعيةٌ دلَّت عليها نصوصُ الوحي، وأجمع عليها علماءُ الأمة، فهُم حملةُ العلم، ونَقَلةُ الشريعة، وخِيرةُ الله من خلقه بعد نبيِّه صلى الله عليه وآله وسلم، وقد أطبق أهل العلم في سائر الأعصار والأمصار على حرمة سبِّهم أو الانتقاص من قدرهم، وعدُّوا ذلك من كبائر الذنوب، وأفحش المحرَّمات، فكان الواجبُ صونَ الألسنة عن ذكرهم بسوء، وتلقِّي فضائلهم بالإجلال، والاعتراف بسابقتهم في الإسلام، والاقتداء بهديهم وسيرتهم، والإمساك عمَّا شجر بينهم، جريًا على طريقة سلفنا الصالح.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
بعض الناس عندما يمرض ويطول زمن مرضه يضجر من ذلك وييأس من رحمة الله تعالى؛ فنرجو منكم بيان كيف حث الشرع الشريف على الصبر على البلاء وإن طال وقته.
ما المراد بالتهادي الوارد في قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «تَهادَوْا تَحابُّوا»؟ وما الحكمة من الحث على التهادي؟
ما حكم انفراد الزوجة بقرار منع الإنجاب بسبب إدمان الزوج؟ فهناك امرأة تمت خطبتها مُدَّة قصيرة مِنَ الزمن، وتمَّ الزواج، وبعد الزواج بوقتٍ قليل ظهر أنَّ الزوجَ يُدمن المخدرات مما أثَّر على المعيشة، وتدخَّل الأهل، وقاموا بمحاولة علاجه في مصحة متخصصة، وتحسنت حالته بعد الخروج منها لمُدة قصيرة، ثُمَّ عَاد لما كان عليه مرة أخرى، ولم يحدث حمل حتى الآن، وتخشى الزوجة من الحمل خوفًا على ولدها؛ فهل يجوز لها شرعًا أن تنفرد بقرار منع الإنجاب؟
ما حكم عادة الجلوس للسلام على الكبير؛ فقد اعتادَ الناس في بلادنا عادات وتقاليد ورثوها أبًا عن جدٍّ؛ يحاولون بها إظهار التعظيم من الصغير للكبير، ومن الطالب لأستاذه، ومن الزوجة لزوجها، وتتجسَّد هذه العادة في صورة أنه إذا أراد الصغير السلامَ على الكبير فإنه يجلس أمامه أولًا كهيئة الجلوس بين السجدتين، جاثيًا على ركبتيه، ثم يَمُدُّ يدَه ليُسلِّمَ على من يقف أمامه؛ بحيث يكون أحدهما جالسًا جاثيًا على ركبتيه وهو المُسَلِّمُ، والآخر واقفًا مستقيمًا أمامه وهو المُسَلَّمُ عليه.
فهل هذا العملُ مخالف لتعاليم وآداب الشريعة الإسلامية؟ وهل هذا الجُثوُّ على الركب يُعدُّ من فعل الأعاجم الذين يُعظمُ بعضهم بعضًا، والذي نهى عنه رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم؟ أفيدونا أفادكم الله.
اعتدت عندما أقابل أيَّ شخص أن أدعو له بما تيسر من الدعاء؛ فهل هذا الأمر له أجر أو ثواب؟ أرجو منكم الإفادة.
ما دور الإمام أبي الحسن الأشعري في تقرير العقيدة الإسلامية التي كان عليها الصحابة رضي الله عنهم وتابعيهم؟