13 أغسطس 2025 م

في ورشة عمل ضمن فعاليات المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء... مركز سلام لدراسات التطرف ومكافحة الإسلاموفوبيا يبحث آليات تعزيز التفكير النقدي والوعي الرقْمي للمفتين الشباب

في ورشة عمل ضمن فعاليات المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء... مركز سلام لدراسات التطرف ومكافحة الإسلاموفوبيا يبحث آليات تعزيز التفكير النقدي والوعي الرقْمي للمفتين الشباب

نظَّم مركز سلام لدراسات التطرف ومكافحة الإسلاموفوبيا، اليوم الأربعاء، ورشة عمل تحت عنوان "تعزيز مهارات التفكير النقدي والوعي الرقمي للمفتين الشباب"؛ ضمن ثاني أيام عمل المؤتمر الدولي العاشر لدار الإفتاء والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم؛ وذلك لترسيخ مبدأ "التفكر قبل التبنِّي"، ومواجهة التلقّي السلبي للأفكار والمقولات، وتمكين المفتين من أدوات تحليل المحتوى، واكتشاف المغالطات المنطقية في الخطاب العام، وبناء قدرات فكرية ورقمية لمواجهة الخطاب المتطرف والمعلومات الملفقة، ومواجهة حملات التشويه والتضليل المرتبطة بالمؤسسات الدينية والمفاهيم الإسلامية.

وقد أدار الورشة سماحة الشيخ مصطفى يوسف سباهيتش، مفتي بلجراد، وأمين سر الورشة حسن محمد، المدير التنفيذي لمركز سلام لدراسات التطرف ومكافحة الإسلاموفوبيا.

وحضر الورشة مجموعة من المسؤولين ورجال الدين والمُختصين وخبراء الأمن الرقمي، ورؤساء مراكز الأبحاث والدراسات، من بينهم: فضيلة الشيخ محمد رضا، نائب رئيس جمعية الدعوة الإسلامية بالهند، وسعادة الدكتور نادر عقاد، إمام مسجد روما الكبير، وسماحة الشيخ محمد يس خان، عضو مجلس الإفتاء الشرعي ومدير مؤسسة الإمام الحسين (هولندا)، والدكتور رضوان السيد، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية.

كما حضرت الدكتورة إيمان رجب، الخبير الاستشاري في الاتحاد الأفريقي ورئيس الوحدة الأمنية في مركز الأهرام للدراسات، والمستشار محمد مرعي، عضو المكتب الفني لوزير العدل، مركز الدراسات القضائية والمتخصص في الأمن السيبراني، والدكتورة رِهام سلامة، مدير مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، واللواء حازم حنفي، خبير الأمن السيبراني والجرائم الإلكترونية، والدكتورة مروة مدحت، رئيس قسم كشف الجريمة وأستاذ الفارماكولوجي المساعد بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، والدكتورة هبة عاطف مدرس الإعلام بالمركز القومي للبحوث، والمتخصصة في دراسات الدعاية المتطرفة.

وكذلك أمناء الفتوى بدار الإفتاء، ومنهم: الشيخ عبد الله عجمي حسن، والدكتور عبد الله محمد حسن حميدة، والشيخ محمد كمال أحمد محمد، والشيخ هاني عبد الصادق سيد أحمد، والشيخ محمود خالد محمود أحمد الطحان، والشيخ أحمد صالح محمد علي عثمان، والشيخ عبد الرحمن محمد محمد أنور شلبي، والشيخ أحمد عبد الحليم محمد إسماعيل خطاب.

وتضمنت الورشة مداخلات سلَّطت الضوء على مجموعة من القضايا، أبرزها: التفكير النقدي في مجال الإفتاء، والوعي الرقمي ومهارات التعامل مع المنصات، وذلك بتحليل الخطاب الديني على الإنترنت، وفهم آليات مخاطبة الجمهور الرقمي من حيث (اللغة، والشكل، والتوقيت)، وكذلك إدارة السمعة الرقمية للمفتي والمؤسسة.

كما تناولت الورشة، موضوع التطرف الرقمي والمحتوى التضليلي، عبر مناقشة الكيفية التي تصنع بها الجماعات المتطرفة محتواها الرقمي، وآليات كشف المحتوى المضلل والتعامل معه، ودَور المفتي في بناء حصانة معرفية ضد الفكر المتطرف، وكذلك الفرص والتحديات الخاصة بالفتوى في العصر الرقمي.

استهل سماحة الشيخ مصطفى يوسف سباهيتش، مفتي بلجراد، كلمته بالثناء على دار الإفتاء المصرية ودورها في مناقشة قضايا الأمة بكل اهتمام، كما شدد على أهمية مؤتمر "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي"، وورشة عمل "تعزيز التفكير النقدي والوعي الرقمي للمفتين".

ومن جانبها، قالت الدكتورة إيمان رجب: إن الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على شات جي بي تي، فهناك أدوات أخرى تم تطويرها من خلال شركات التكنولوجيا منها شركات وطنية تساعد على رفع مستوى الأداء وتحليل البيانات الضخمة وجمع البيانات على وسائل التواصل الاجتماعي.

وشددت على أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل المفتي، فليست المسألة بهذه البساطة، وهناك أبعاد أخرى للعلاقة بين الإفتاء والذكاء الاصطناعي، غير أن المفتي مثل أي مواطن يتعرض للشائعات والمحتوى المغلوط والمتطرف.

وقدمت الدكتورة إيمان، مجموعة من التوصيات التي تساعد في تمكين المفتي، أولها إطلاق برنامج رقمي ذكي لتنمية قدرات المفتين باعتبارهم أكثر من يتعرض للمحتوى، ومن المهم استخدام الأدوات التي يتم من خلالها التحقق من المعلومات، وكذلك إطلاق دليل تدريبي لتزويد وعي المُفتين في هذا الواقع المتطور.

بدوره، دعا المستشار القاضي محمد مرعي، دار الإفتاء المصرية إلى مواكبة التطور الخاص بتنظيم خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وإنشاء إدارة لمتابعة المحتوى الرقمي المولد بالذكاء الاصطناعي لخطورة ذلك مجتمعيًّا، مشيرًا إلى أن العالم يعاني بشكل كبير من مشكلات مجتمعية كالإسلاموفوبيا التي تسيطر على عقول الغرب بفضل السوشيال ميديا والذكاء الاصطناعي، وهو ما يدفعنا إلى ضرورة التحرك بشكل أكبر.

أما الدكتورة رِهام عبد الله سلامة، مدير مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، فقد أكدت أن الأمية ليست أمية القراءة والكتابة ولكن أمية الفهم، مُشددةً على أن تعزيز الوعي الرقمي للمفتين الشباب ضرورة مُلحة في هذا الزمن، على أساس أن الفضاء الرقمي أصبح جزءًا أساسيًّا من حياتنا اليومية.

وقالت الدكتورة رهام: إن الجماعات لا تقدم طرحها المتشدد بشكل مباشر، بل تبدأ بمحتوًى ديني عام ثم تأخذ المستهدف إلى حلقة متطرفة، وهنا تأتي أهمية "الدراسة قبل التوجيه"، أو الفهم قبل الحكم، أي "التفكير النقدي"، وهو ما يتطلب أن يكون المفتي قادرًا على التعامل مع أدوات العصر.

وسلطت الضوء على نتائج "شات جي بي تي"، باعتبار أغلبها مزيفة في شكل أكاديمي مُنظم "تدور حول الإجابة الصحيحة" فقط، ولا تعطي الإجابة السليمة التي يمكن الاعتماد عليها في أمور حياتنا مثل الفتوى، وهو ما يتطلب تعاون المؤسسات الدينية والمراكز البحثية لرصد المعلومات المغلوطة بدقة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وكذلك إعداد دليل شامل للمفتين الشباب يحتوي على دراسات حالة من تجارب ناجحة يتم الاسترشاد به في هذا الواقع المتغير.

وقد أوصى الدكتور رضوان السيد، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية بضرورة متابعة المحتوى الرقمي كجزء تقني وآخر شرعي، وشدد على أن رجال الدين لديهم أربع مهمات؛ الأولى: تتمثل في رعاية وحدة العقيدة والعبادة، والثانية: التعليم الديني، والثالثة: الفتوى، والرابعة: الإرشاد العام، مشيرًا إلى أن العالم تعرض في المائة عام الأخيرة لتحديات شديدة في مسألة الإرشاد العام.

كما تطرق الدكتور عبد الله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إلى مسألة تأهيل المفتي للتعامل الرشيد مع الذكاء الاصطناعي، مع أهمية وجود ثقافة واعية لدى المستفتي حتى لا يقع فريسة للتأثيرات الضار.

وأكد الشيخ هاني عبد الصادق أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أهميةَ أن يكون المفتي قادرًا على فهم السياق والواقع، وهو ما يميزه عن الذكاء الاصطناعي غير القادر على القيام بهذه المهمة، مُناديًا بالعمل على ضرورة تنظيم الإعلام وعدم تلقِّي الخبر دون البحث عن مصادره وأصله من مراجع عدة للتأكد من مصداقيته وصحته.

وفي هذا السياق، أشار الدكتور محمود الطحان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إلى وجود نماذج مضللة للذكاء الاصطناعي لا تراعي السياقات العامة، وهو أمر تم الوصول إليه بالتجربة في أمور الفتوى؛ ما يعني أهمية تسليح المفتي بسلاح التحليل والنقد.

يُشار إلى أن المؤتمر الدولي العاشر، الذي تنظمه دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، يأتي برعاية كريمة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي -رئيس الجمهورية- وسط حضور دولي واسع من كبار علماء الشريعة والمتخصصين في الشأن الديني والتقني من مختلف دول العالم، وذلك تحت عنوان: "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي"، خلال يومي 12 و13 أغسطس الجاري.

وسط زخم فكري وحوار علمي رفيع، ناقشت الجلسة العلمية الرابعة للمؤتمر العالمي العاشر لدار الإفتاء المصرية المنعقد تحت عنوان "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي"، التحولات الكبرى التي تفرضها تقنيات الذكاء الاصطناعي على صناعة الإفتاء، حيث شارك في الجلسة نخبة من علماء الشريعة والخبراء الدوليين، وتلاقحت الرؤى بين التجارب الإفتائية التقليدية والآفاق الرقمية الجديدة، في محاولة لرسم خريطة متوازنة تضمن الحفاظ على الثوابت الشرعية مع الاستفادة من إمكانات التكنولوجيا الحديثة.


د. محمد البشاري:• الفتوى أصبحت وظيفة تتطلب توازنًا دقيقًا بين النص الشرعي والواقع الرقمي والمستقبل التقني د. فايز مصطفى:• "المفتي الرقمي الرشيد" هو السبيل لضمان مصداقية الفتوى-د. محمد شاكر:• المفتي في العصر الرقمي يجب أن يكون جسرًا يربط بين التراث والحداثة بما يحفظ هُوية الأمة-د. علي مهدي:• الفتوى مسؤولية جماعية.. ويجب وضع ضوابط صارمة لحمايتها من الانحرافات


استقبل أ.د شريف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، اليوم الأحد، فضيلة أ.د نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، وذلك في إطار تعزيز أوجه التعاون المشترك بين الجامعة ودار الإفتاء المصرية في المجالات العلمية والتوعوية والثقافية.


قال فضيلة أ.د. نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وكرمه بالعقل، ومن هذه القدرة الفذة نشأت العلوم، وتفرعت الصناعات والفنون، وسارت البشرية في دروب التقدم، حتى بلغنا عصرًا تحاكي فيه التقنية الإدراك البشري، وتحلل وتتَّخذ قراراتٍ معقدةً. مضيفًا أن الذكاء الاصطناعي ليس كيانًا منفصلًا، بل هو امتداد للعقل الإنساني، ومن الطبيعي أن يسخر هذا الإنجاز العلمي لخدمة البشرية، داخل إطار من القيم والضوابط.


في إطار أعمال المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء، واصلت الجلسة العلمية الأولى أعمالها بمناقشات ثرية وأبحاث متخصصة تناولت قضية "تكوين المفتي الرشيد العصري في عصر الذكاء الاصطناعي"؛ حيث استعرض عدد من الباحثين والخبراء رؤًى علمية معمقة حول سبل تطوير أداء المفتين بما يتناسب مع متغيرات العصر، مؤكدين ضرورة الجمع بين التأصيل الشرعي والتأهيل التقني، وتعزيز التواصل الإفتائي مع الشعوب المختلفة بلغاتها وثقافاتها، بما يُسهم في ترسيخ المنهج الوسطي وتحقيق فاعلية أكبر للفتوى في العالم الرقمي المعاصر.


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 14 أغسطس 2025 م
الفجر
4 :47
الشروق
6 :22
الظهر
1 : 0
العصر
4:36
المغرب
7 : 37
العشاء
9 :1