الأربعاء 17 ديسمبر 2025م – 26 جُمادى الآخرة 1447 هـ
16 ديسمبر 2025 م

الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم يدعو إلى مشروع عالمي لاستعادة البوصلة الأخلاقية وتحصين القيم الإنسانية

الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم يدعو إلى مشروع عالمي لاستعادة البوصلة الأخلاقية وتحصين القيم الإنسانية

دعا الدكتور إبراهيم نجم، الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إلى مشروع جماعي يقوم على التعاون واستنفار الجهود العامة من أجل استعادة البوصلة الأخلاقية التي جرى العبث بها وسرقتها، مؤكدًا أن هذا التحدي بات مسؤولية مشتركة تقع على عاتق العلماء والمفتين والعقلاء في مختلف أنحاء العالم.
جاء ذلك في كلمته خلال الجلسة الختامية للندوة الدولية الثانية للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، حيث استعرض رؤية الأمانة خلال عشرة أعوام من العمل، مشددًا على أن للفتوى – وللدين بوجهٍ عام – دورًا محوريًا في التعامل مع قضايا الواقع الإنساني، وهي قضايا وصفها بأنها "شائكة، وقاسية، ومعقدة"، وأن إدراكها الصحيح "علم في حد ذاته" لما يحيط بها من مزالق تتراوح بين الاستهانة أو التهويل أو التقليل.
وأوضح الدكتور نجم أن اختيار موضوع الندوة جاء معبرًا عن هذه المسئولية العلمية والفكرية التي حملتها الأمانة العامة منذ انطلاقها، مشيرًا إلى أن كلمات عدد من القيادات الدينية والفكرية المشاركة في الندوة، أكدت جميعها أن المشروع الكبير المطروح اليوم هو إعادة البوصلة الأخلاقية إلى مكانها الطبيعي.

وأكد الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم أن هذا المشروع لا يقتصر على المجال الديني فحسب، بل يمتد إلى المستويات الاقتصادية والسياسية والأخلاقية كافة، معتبرًا أن استعادة هذه البوصلة قد تستلزم انتزاعها ممن يعبثون بها، في ظل ما يشهده العالم من اختلالات عميقة في سلم القيم والأولويات.
وضرب الدكتور نجم عددًا من الأمثلة الدالة على هذا الخلل، مشيرًا إلى حالة الجدل الواسع التي شهدها الإعلام البريطاني حول تفاصيل هامشية تتعلق بطريقة إعداد الشاي، في مقابل تجاهل شبه تام لتقارير خطيرة تتعلق بتغيرات اجتماعية عميقة، من بينها ارتفاع نسب الأطفال المولودين خارج إطار الزواج، بما يعكس – بحسب تعبيره – غياب الاستنفار الأخلاقي الحقيقي أمام قضايا تمس بنية المجتمع.
كما توقف عند مثال آخر يتعلق باستخدام الكيان الإسرائيلي المحتل الذكاء الاصطناعي في استهداف المدنيين في غزة، معتبرًا أن المفارقة بين سرعة تداول بعض القضايا الثانوية، وتراجع الاهتمام بالقضايا الأخلاقية الكبرى، تبرز الحاجة الملحة إلى إعادة ضبط بوصلة القيم الإنسانية.
وفي ختام كلمته، أشار الدكتور نجم إلى مفارقات تاريخية ومعاصرة تعكس هذا الخلل، مستشهدًا بمواقف متناقضة في الوعي الإنساني بين خطاب الكراهية والعنف من جهة، ونماذج إنسانية نبيلة من جهة أخرى، مؤكدًا أن تحقيق الآمال من ذلك لن يتم إلا بالتعاون، والشراكة، والاشتباك الواعي مع الواقع، والصبر، مختتمًا كلمته بالتأكيد على أن هذه المهمة مسؤولية جماعية لا تقبل التأجيل.

اجتمع فضيلة أ.د.نظير محمد عيّاد، مفتي الجمهورية، اليوم الثلاثاء، بأعضاء اللجنة التنفيذية المكلفة بمتابعة أعمال الندوة الدولية الثانية «الفتوى وقضايا الواقع الإنساني.. نحو اجتهاد رشيد يواكب التحديات المعاصرة» تحت رعاية فخامة السيد الرئيس، عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والتي من المقرر انعقادها في الفترة من 15 إلى 16 ديسمبر من العام الجاري، والتي تأتي بالتزامن مع اليوم العالمي للفتوى، بمشاركة علماء ومفتين من داخل مصر وخارجها.


بمزيدٍ من الرضا بقضاء الله، ينعى فضيلة أ.د. نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، الأستاذَ الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة الأسبق، أستاذ التاريخ بجامعة الأزهر، الذي انتقل إلى جوار رب كريم بعد مسيرة وطنية وعلمية حافلة بالعطاء والإخلاص.


واصلت دار الإفتاء المصرية قوافلها الإفتائية إلى محافظة شمال سيناء، ضمن جهودها المتواصلة لنشر الفكر الوسطي، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وتعزيز الوعي الديني والمجتمعي لدى المواطنين.


أكَّد فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة، -مفتي الجمهورية الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن دار الإفتاء المصرية ليست مجرد مؤسسة إدارية، بل فضاء علمي هادف يسعى لتحقيق مقاصد الشرع في عمارة الأرض، مضيفًا أن تاريخ دار الإفتاء حافل بالعلم والاجتهاد، وقد حمله علماء مخلصون جمعوا بين المدرسة الأزهرية والمنهج المؤسسي.


أكد الشيخ بشير الحاج نانا يونس، مفتي الكاميرون، أن الفتوى ليست مجرد إجابة عن سؤال فقهي، بل هي توجيهٌ يراعي ظروف الإنسان المعاصر وتحدياته المتعددة، من قضايا الأخلاق والاقتصاد والتكنولوجيا، وحتى التغيرات الاجتماعية والبيئية.


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 17 ديسمبر 2025 م
الفجر
5 :12
الشروق
6 :45
الظهر
11 : 51
العصر
2:39
المغرب
4 : 58
العشاء
6 :21