28 أغسطس 2018 م

طَلْحَة بن عُبَيدِ اللهِ رضي الله عنه

طَلْحَة بن عُبَيدِ اللهِ رضي الله عنه

هو الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو التيمي رضي الله عنه، أحد العشرة المشهود لهم بالجنَّة، كان يُعرف بطلحة الخير، وطلحة الفيَّاض، له عِدَّة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وهو من السَّابقين الأوَّلين إلى الإسلام، دعاه أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى الإسلام، فأخذه ودخل به على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلما أسلم هو وأبو بكر، أخذهما نوفل بن خويلد بن العدوية فقرنهما في حبل واحدٍ حين بلغه إسلامُهُما، فلذلك كان أبو بكر وطلحة يسميان "القرينين".
ولما أسلم طلحة والزبير رضي الله عنهما آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينهما بمكة قبل الهجرة، فلما هاجر المسلمون إلى المدينة آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين طلحة وبين أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه.
واتُّفق أنه غاب عن وقعة بدر في تجارة له بالشام، وتألَّم لغيبته، فضرب له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بسهمه، وأجره.
وكان له موقف مشهود ينُمُّ عن إيثاره الشديد وافتدائه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتضحية من أجله، فكانت يده شلَّاء بسبب وقايته لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم أُحُد بها.
وقيل في ذلك:
وطلحةُ يوم الشِّعْبِ آسَى محمدًا *** لدى ساعة ضاقت عليه وسُدَّتِ
وَقَاهُ بِكَفَّيْهِ الرماحَ فقُطِّعَتْ *** أصابعُه تحت الرماح فَشُلَّتِ
وكان إمامَ الناسِ بعد محمَّدٍ *** أقَرَّ رَحا الإسلامِ حتى استقرَّتِ
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى شَهِيدٍ يَمْشِي عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ» رواه الترمذي.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان على حِراء هُو، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليٌّ، وطلحة، والزبير رضي الله عنهم، فتحرَّكت الصَّخرة، فقال رسول الله: «اهْدَأْ، فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدٌ» رواه مسلم.
وكان طلحة أحد أصحاب الشورى الذين استخلفهم عمر رضي الله عنه عند وفاته لاختيار خليفة له.
واشتهر سيدنا طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه بسخائه الشديد؛ فكان يؤرِّقه وجود المال بين يديه دون أن ينفع به المسلمين، فعن قبيصة بن جابر رضي الله عنه، قال: "صحبت طلحة، فما رأيت أعطى لجزيل مال من غير مسألة منه".
ورُوي أنه أتاه مال من حضرموت بلغ سبعمائة ألف، فبات ليلته يتململ.
فقالت له زوجته: ما لك؟
فقال: تفكرت منذ الليلة، فقلت: ما ظن رجل بربه يبيت وهذا المال في بيته؟
قالت: فأين أنت عن بعض أخلائك؟ فإذا أصبحت، فادع بجفان وقصاع، فقسِّمْه.
فقال لها: رحمك الله، إنك موفقة بنت موفق.
فلما أصبح، دعا بِجِفانٍ، فقسمها بين المهاجرين والأنصار، فبعث إلى علي منها بجفنة.
فقالت له زوجته: أبا محمد! أما كان لنا في هذا المال من نصيب؟
قال: فأين كنت منذ اليوم؟ فشأنك بما بقي.
قالت: فكانت صرة فيها نحو ألف درهم.
وكان لا يَدَعُ أحدًا من بني تيم عائلًا إلا كَفاه، وقضى دينه، ولقد كان يرسل إلى عائشة رضي الله عنه إذا جاءت غلته كل سنة بعشرة آلاف.
وكان قتله في سنة ست وثلاثين، وهو ابن ثنتين وستين سنة أو نحوها، في موقعة الجمل، وقبره بظاهر البصرة.
ورُوي أن عليًّا رضي الله عنه انتهى إلى طلحة وقد مات، فنزل عن دابَّته، وأجلسه، ومسح الغبار عن وجهه ولحيته، وهو يترحَّم عليه، وقال: "ليتني مِتُّ قبل هذا اليوم بعشرين سنة".
وعن جدته سُعْدَى بنت عوف رضي الله عنها، قالت: قتل طلحة وفي يد خازنه ألف ألف درهم، ومئتا ألف درهم، وقومت أصوله وعقاره بثلاثين ألف ألف درهم.
له في "مسند بقي بن مخلد" بالمكرَّر: ثمانية وثلاثون حديثًا.
له حديثان متفق عليهما، وانفرد له البخاري بحديثين، ومسلم بثلاثة أحاديث.
حَدَّثَ عنه: بنوه يحيى وموسى وعيسى، والسائب بن يزيد، ومالك بن أوس بن الحدثان، وأبو عثمان النهدي، وقيس بن أبي حازم، ومالك بن أبي عامر الأصبحي، والأحنف بن قيس التميمي، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وآخرون رضي الله عنهم.
ولطلحة أولادٌ نُجباء، أفضلهم: محمد السجاد، كان شابًّا، خيَرًّا، عابدًا، قانتًا لله.
وُلِدَ في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقُتِلَ يوم الجمل أيضًا، فحزن عليه سيدنا علي وقال: "صرعه بِرُّهُ بأبيه".
المصادر:
- "سير أعلام النبلاء" للإمام الذهبي (1/ 23، وما بعدها).
- "أسد الغابة في معرفة الصحابة" للإمام ابن الأثير (2/ 467، وما بعدها).
 

هو أصحمة ملك الحبشة، معدود في الصحابة رضي الله عنهم، وكان ممن حسن إسلامه ولم يهاجر، ولا له رؤية، فهو تابعي من وجه، صحابي من وجه، وقد توفي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فصلى عليه بالناس صلاة الغائب، ولم يثبت أنه صلى على غائب سواه، وسبب ذلك أنه مات بين قوم نصارى، ولم يكن عنده من يصلي عليه؛ لأن الصحابة الذين كانوا مهاجرين عنده خرجوا من عنده مهاجرين إلى المدينة عام خيبر.


الصحابي الجليل، سيدنا عياش بن أبي ربيعة رضي الله عنه، كان قد أسلم مبكرًا قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دار الأرقم، وقبل أن يدعو فيها، وأخفى إسلامه، وهاجر إلى المدينة مع سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، فذهب أبو جهل والحارث بن هاشم -وهما أخويه لأمِّه- وقالا له: "إن أمَّك قد نَذَرَتْ أن لا يمسَّ رأسها مشط حتى تراك، ولا تستظل من شمس حتى تراك، وقد حلفتْ لا تأكل طعامًا ولا شرابًا حتى ترجع إليها، ولك الله علينا أن لا نكرهك على شيءٍ، ولا نحول بينك وبين دينك"، فاستشار عياشٌ سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال له: "يا عياش، إنه والله إن يريدك


كانت امرأةُ سيدنا نوحٍ عليه الصلاة والسلام مثالًا على انحراف الإنسان الذي يرى الخير والحقَّ، ثم يأبى أن يؤمن ويستجيب، فهذا الإنسان يكفر بما أنعم الله عليه من عوامل الهداية، وبواعث الاستقامة، فإذا هو سادر في غيه، مخذول في سعيه، كما أنها كانت مثالًا تطبيقيًّا على أن معيَّة الصالحين لا تُغني عن العمل الشخصي والسعي الذاتي لفعل الخيرات ونيل رضا الله سبحانه وتعالى.


كان عمران بن باشم صاحب صلاة بني إسرائيل في زمانه، وكانت زوجته حنة بنت فاقود، من العابدات، وكان سيدنا زكريا عليه السلام نبيّ ذلك الزمان قد تزوَّج أخت امرأة عمران، وكانت امرأة عمران هذه لا تحبل وقد أصابها الكِبَرُ، فرأت يوما طائرًا يطعم صغيرًا له، فاشتهت أن يكون لها ولد، فنذرت لله إنْ حملتْ لتجعلنَّ ولدَها محرَّرً؛، أي حبيسًا في خدمة بيت المقدس


هو عبد الرحمن بن صَخر، على أرجح الأقوال، واشتُهر بأبي هريرة، والمشهور عنه: أنه كُنِّيَ بأولاد هِرَّةٍ بَرِّيَّةٍ؛ قال: "وجدتها، فأخذتها في كُمِّي، فكُنِّيتُ بذلك".


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 02 مايو 2025 م
الفجر
4 :36
الشروق
6 :11
الظهر
12 : 52
العصر
4:29
المغرب
7 : 33
العشاء
8 :58