27 أبريل 2020 م

"المؤشر العالمي للفتوى" يعقد مقارنة بين فتاوى المؤسسات الدينية وفتاوى التيارات المتطرفة في العالم .. ويجيب عن كيفية تأثر الفتاوى الرمضانية بجائحة كورونا

"المؤشر العالمي للفتوى" يعقد مقارنة بين فتاوى المؤسسات الدينية وفتاوى التيارات المتطرفة في العالم .. ويجيب عن كيفية تأثر الفتاوى الرمضانية بجائحة كورونا

 أكد المؤشر العالمي للفتوى (GFI) التابع لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم أن جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) أثرت على اتجاهات الفتاوى الخاصة بالصيام والعبادات خلال شهر رمضان المبارك هذا العام، وأوضحت نماذجها تأثر الفتاوى بغير أحوال الأمة؛ حيث قُدرت نسبة الفتاوى التي نُشرت خلال شهر إبريل الجاري حول فتاوى الصيام والعبادات المرتبطة به ما يقرب من (30%) من إجمالي الفتاوى الصادرة عالميًّا، وانقسمت إلى فتاوى صادرة حديثًا بنسبة (35%)، وفتاوى معاد نشرها بنسبة (65%)، حيث دارت أغلب الفتاوى الجديدة حول كيفية أداء العبادات في الشهر الكريم في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد.

 

"حفظ النفس والوقاية من الضرر" أبرز مقاصد الفتاوى الرمضانية الرسمية

ولفت المؤشر إلى أن الفتاوى الصادرة حديثًا دارت حول 4 موضوعات رئيسية، أولها صيام المصابين بكورونا وغير المصابين وصيام الكوادر الطبية بنسبة (38%)، يليها صلاة التراويح وكيفية أدائها وحكم الاقتداء بالإمام عبر التلفاز أو الإنترنت بنسبة (30%)، وجاءت الفتاوى المتعلقة بتعجيل زكاة الفطر وإخراج الصدقات بنسبة (20%)، فيما جاءت الفتاوى المتعلقة بكيفية صلة الأرحام وحكم التجمعات وإقامة الموائد بنسبة (12%).

وأوضح المؤشر أن (60%) من تلك الفتاوى صدرت من قِبل جهات وشخصيات رسمية، وشكلت الفتاوى غير الرسمية نسبة (40%).

حيث جاءت مصر والسعودية والأردن والإمارات وقطر كأكثر 5 دول إصدارًا للفتاوى التي تربط بين عبادات الشهر الفضيل وفيروس كورونا المستجد، وذهبت كافة الفتاوى الرسمية إلى وجوب الصيام على الأصحاء ورخصة الإفطار لمرضى كورونا والكوادر الطبية في بعض الحالات، كما لفتت الجهات الإفتائية الرسمية إلى ضرورة تعليق صلاة التراويح في المساجد وأدائها بالمنازل لحين رفع الوباء عن العباد والبلاد، وعلى الرغم من موافقة خادم الحرمين الشريفين على إقامة صلاة التراويح في الحرمين الشريفين وتخفيفها إلى خمس تسليمات وإكمال القرآن الكريم في صلاة التهجد؛ فإنه أكد على استمرار تعليق دخول المصلين، كما ناشدت العديد من الجهات الإفتائية الرسمية بتعجيل خروج زكاة الفطر هذا العام لمساعدة الفقراء والمحتاجين لا سيما في ظل ما يعانيه الكثير من شرائح المجتمع بسبب إجراءات الحظر والعزل المنزلي، وحثت الجهات الجميع على صلة الأرحام والتواصل عبر الهاتف ومواقع التواصل منعًا للتجمعات.

ومن أبرز الجهات التي أصدرت تلك الفتاوى دار الإفتاء المصرية، والأزهر الشريف، ومجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، ودائرة الإفتاء العام الأردنية، وهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية.

وخلص المؤشر إلى أن تلك الفتاوى تعكس حرص المؤسسات الدينية الرسمية على إعطاء الأهمية لوقاية المسلمين من الضرر وحفظ النفس، باعتبار أن هذه العبادات جماعية في الوقت الحالي وقد تعرض الناس للإصابة والضرر.

 

الإخوان والسلفيون يشككون في قرارات تعليق صلاة التراويح:

وحلل مؤشر الإفتاء الفتاوى والآراء غير الرسمية التي جاءت حول الموضوعات ذاتها وكشف أن (65%) منها جاءت غير منضبطة، ولا تراعي مقاصد حفظ النفس الإنسانية التي حثت عليها الشريعة الإسلامية، وصدر (75%) منها من قِبل الإخوان والسلفيين، و(25%) جاءت من قبل شخصيات غير رسمية كسعد الدين الهلالي ومبروك عطية ومصطفى راشد ممن ذهبوا إلى جواز الفطر خلال رمضان للأصحاء للوقاية من فيروس كورونا، بل وذهب مصطفى راشد إلى وجوب الإفطار لإخراج الفدية التي تزيد من مبدأ التكافل ومساعدة الفقراء.

أما عن الإخوان والسلفيين، فلفت المؤشر إلى أن أهدافهم تمحورت حول التشكيك في قرارات الدول وزعزعة الثقة برجال الدين، فضلًا عن استغلال مشاعر المسلمين وقلوبهم المتعلقة بشعائر الشهر الكريم وجذبهم لآرائهم وأفكارهم ومن ثم سهولة إقناعهم بأي آراء أو مخططات ذات أهداف سياسية.

ومن أبرزها تغريدات الداعية السلفي حاتم الحويني عبر تويتر التي شكك خلالها في قرارات الدولة بتعليق صلاة التراويح في حين استمرار تصوير المسلسلات، فضلًا عن تشكيكه في عدد من المبادرات الرسمية كمبادرة دار الإفتاء المصرية "الصدقة أولى" معتبرًا أن نفقات المسلسلات والرحلات أولى للتبرع بها للفقراء من نفقات الحج والعمرة.

كما شكك السلفي التونسي خميس الماجري في دور الأئمة في مساعدة الفقراء مستشهدًا بمواقف الشيخ "ابن تيمية" في رد العدوان على بلاده، كما ذهب الماجري إلى أن قرار تعليق صلاة التراويح لا موجب له وعناد في الباطل.

ولفت الإخواني محمد الصغير إلى أنه من الأولى فتح بيوت الله أمام المسلمين لأداء الصلوات والدعاء عسى الله أن يرفع عنا هذا البلاء، منتقدًا فصل وإقالة المخالفين لقرارات إغلاق المساجد، ووصف ذلك بالجور والظلم.

 

"الاندفاع للمساجد وأداء التراويح لرفع البلاء " .. أحدث تغريدات إخوان أوروبا:

وذهب مؤشر الفتوى إلى تشريح عقلية الإخوان والسلفيين الجهاديين في أوروبا فوجد أن (30%) من الآراء والفتاوى المتعلقة برمضان والصادرة من قِبلهم غير مُنضبطة وتركزت أغلبها حول قضية إغلاق المساجد وإلغاء صلوات التراويح، ومن أبرزها انتشار عدد من فتاوى السلفية الجهادية التي تؤكد على ضرورة اتباع سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم المتمثلة في الاندفاع إلى المسجد أثناء المصائب والأحداث الجسيمة لرفع البلاء مؤكدين أن "حفظ الدين مُقدَّم على حفظ النفس".

كما سعت جماعة الإخوان الإرهابية إلى استغلال مواقع المساجد الأوروبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتضليل الناس وإشعال الفتن والغضب في المجتمع الأوروبي؛ حيث هاجمت قرارات إغلاق المساجد وإلغاء صلوت التراويح خلال الشهر الكريم، واستمروا في نشر فتواهم بأن الفيروس هو فقط عقاب ضد الصينيين الكافرين الذين انتهكوا القانون، ووصفهم للفيروس بأنه وسيلة لتنقية المسلمين وتذكيرهم بدينهم.

ومن أبرز تلك القنوات قناة مركز آخن الإسلامي ومسجد بلال التابع له بألمانيا، الذي قادهما لسنوات طويلة الإخواني السوري عصام العطار، ويروج (آخن) لكتب سيد قطب ويوسف القرضاوي، التي تحض على التطرف خلال الحث على إعادة فتح المساجد لإقامة صلاة التراويح، مما يؤكد سعيهم الدائم لاستغلال الأحداث المختلفة لنشر أفكارهم المتطرفة بهدف استقطاب المسلمين لهم والاقتناع بأفكارهم وآرائهم.

 

تظاهرة "فيستي رمضان" أحدث ادعاءات اليمين المتطرف لتأجيج كراهية المسلمين

كما لفت المؤشر إلى استمرار استغلال اليمين المتطرف في أوروبا للأحداث لزيادة ظاهرة الإسلاموفوبيا من خلال نشر أكاذيب وشائعات حول نية المسلمين لفتح المساجد لأداء صلاة التراويح بالمساجد وتحول دُور العبادة الإسلامية والمساجد إلى بؤر لانتشار فيروس كورونا، على الرغم من أن جميعها تخضع للقرار البريطاني القاضي بالإغلاق التام، كما لفتوا إلى رغبة مسلمي ألمانيا في إقامة تظاهرة رمضانية كبرى تحمل اسم "فيستي رمضان" والتي تُقام كل عام خلال الليالي الرمضانية في دورتموند وهي أكبر تظاهرة رمضانية من نوعها في أوروبا، تجذب كل عام عشرات الآلاف من الزوار ليؤكدوا على عدم التزام المسلمين بقرارات الدولة ومن ثم تأجيج مشاعر الكراهية ضدهم داخل المجتمعات الغربية.

 

"مبطلات الصيام وفتاوى النساء" أبرز الفتاوى الرمضانية المعاد نشرها":

وفي سياق متصل، حلل المؤشر العالمي للفتوى مجموعة الفتاوى المُعاد نشرها حول الصيام والعبادات في رمضان، ووجد أن (45%) منها اتسمت بالاعتدال والانضباط وصدرت من الجهات الإفتائية الرسمية ودارت حول عدد من الموضوعات الثابتة التي لم تتأثر بأحداث الفيروس المستجد ومن أبرزها مفطرات ومبطلات الصيام، فتاوى صيام النساء في رمضان والقضاء، وتبييت نية الصيام، والفتاوى المتعلقة بليلة القدر وكيفية إحيائها، فضلًا عن الفتاوى الخاصة بزكاة الفطر ومقدارها وكيفية إخراجها.

فيما جاءت (55%) منها غير منضبطة كفتاوى بعض السلفيين بتحريم الزينة وفوانيس رمضان مشيرين إلى أنها بدعةٌ لا أصل لها في الإسلام، ولا يجب السير وراءها، وتحريم جوائز الدورات الرمضانية والمسابقات .. وغيرها.

"المنصات الذكية" بديل المؤسسات الرسمية لنشر التوعية الدينية في رمضان:

وأكد مؤشر الفتوى على اجتهاد العديد من الجهات الإفتائية الرسمية في البحث عن بدائل لاستمرار نشر التوعية الدينية في ظل إغلاق المساجد ورفع إجراءات الحظر والعزل المنزلي، ومن أبرزها "منصة الواعظ الذكية" التي دشنتها أوقاف الإمارات لنشر التوعية الدينية والتواصل مع المواطنين "لايف" على مدار الشهر عبر مواقع التواصل المختلفة، فضلًا عن مبادرات دار الإفتاء المصرية كمبادرة "الصدقة أولى" وفتح مواقعها الإلكترونية للتواصل مع استفسارات وفتاوى المواطنين والتواصل الإلكتروني مع المستفتين.

وفي سياق متصل، قرر عدد من المساجد الأوروبية نقل الصلاة خلال شهر رمضان وتلاوات القرآن والقيام ليلاً عبر الإنترنت، وتجميع التبرعات إلكترونيًّا أيضًا، وإقامة حفلات إفطار عبر منصات اللايف تشات مثل "زووم"، كما خطط مسجد فينسبري بارك بالعاصمة البريطانية لندن، لتوزيع وجبات الإفطار للأشخاص المحتاجين، بدلًا من إقامة الموائد والتجمعات.

 

وفي نهاية تقريره شدد المؤشر العالمي للفتوى على ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة الأفكار المتطرفة التي من المتوقع زيادتها خلال أزمة كورونا وذلك من خلال اعتماد مواقع إلكترونية تشرف عليها المؤسسات الدينية تنشر من خلالها الفتاوى والمواعظ الدينية من خلال علمائها وذلك للحيلولة دون وصول الفكر المتشدد والمتطرف إلى عقول الناس، خاصة أن الفضاء الإلكتروني الآن أصبح الملاذ لكل باحث عن فتوى أو نص ديني يجيب له عن كل ما يقابله، ولفت المؤشر إلى خطورة ترك الساحة الإلكترونية لأصحاب الفكر المتطرف لما يمثله من خطورة نشر محتوى ديني متشدد بعيدًا عن الرقابة.

كما لفت إلى ضرورة التواصل مع المراكز الإسلامية في الغرب وإمدادهم بالمحتوى الديني المعتدل في ظل غياب التواصل مع المؤسسات الدينية الرسمية المعتدلة التي حال فيروس كورونا بينهم وبين التواصل مع تلك المؤسسات.

كما أوصى المؤشر بضرورة الالتزام بالقرارات الإفتائية الرسمية، واستغلال الشهر الكريم في تكثيف العبادات داخل المنازل وزيادة التآزر بين أفراد الأسرة الواحدة.

 

المركز الإعلامي بدار الإفتاء المصرية 27-4-2020م

- الخلافة وسيلة لا غاية ويمكن تحقيق الحكم الرشيد بوسائل متعددة- الإسلام وضع مبادئ العدل لا نموذجًا سياسيًّا جامدًا والدولة الوطنية امتداد مشروع - لم يحدد النبي نظامًا سياسيًّا بل تُرك الأمر لاجتهاد الأمة وَفْقَ المصلحة- أنظمة الحكم تطورت تاريخيًّا والفقهاء تعاملوا معها وَفْقَ المقاصد لا الشكل - لا توجد نصوص تلزم بنظام حكم معين بل المطلوب تحقيق العدل وحفظ الحقوق- التعاون بين الدول مشروع ما دام يحقق مقاصد الشريعة والمصلحة العامة


في يوم المرأة المصرية، السادس عشر من شهر مارس، نقف وقفة إجلال وتقدير لكل امرأةٍ مصريَّة كانت وما زالت رمزًا للعطاء والتضحية، وأساسًا في بناء الأسرة والمجتمع، وشريكًا في نهضة الوطن.


أكد فضيلة أ.د نظير محمد عيَّاد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، خلال كلمة فضيلته بندوة "إحياء القيم الإسلامية" التي احتضنتها جامعة الصالحية الجديدة، أن الحديث عن القيم الأخلاقية ليس ترفًا فكريًّا ولا تزيينًا للخطاب، بل هو عودة إلى أصلٍ من أصول الشرائع السماوية، ذلك الأصل الذي يقوم عليه بنيان الدين، إلى جانب العقيدة والتشريع، موضحًا أن عالمنا المعاصر، بما فيه من سرعة في الإيقاع، وحدة في الأحكام، وقسوة في النتائج، يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى بثّ روح القيم في جسده المرهق، وغرس منظومة الأخلاق في تربة الواقع التي جفّت من معين الرحمة والتراحم.


ليلة القدر "خير من ألف شهر" وفرصة عظيمة للاجتهاد في العبادة-نزول القرآن في ليلة القدر جعلها مستحقة لهذا التشريف الرباني-القرآن الكريم غيَّر مسار البشرية وأقام موازين العدل-ليلة القدر موسم تتجدد فيه الأرواح وتتنزل الطمأنينة على القلوب-هذه الليلة المباركة تستوجب الاجتهاد في الذِّكر والقيام والصدقة-صلة الرحم والتسامح والعطاء من أفضل الأعمال في ليلة القدر


أكَّد فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- أن الحديث عن غزوة بدر الكبرى يحمل في طياته العديد من الدروس والعبر التي ينبغي الوقوف عندها والتأمل فيها، نظرًا لما تحمله من معاني التخطيط الجيد، والشورى، والإيمان الراسخ، والتي كان لها دور أساسي في تحقيق النصر للمسلمين.


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 02 مايو 2025 م
الفجر
4 :36
الشروق
6 :11
الظهر
12 : 52
العصر
4:29
المغرب
7 : 33
العشاء
8 :58