الأربعاء 26 نوفمبر 2025م – 5 جُمادى الآخرة 1447 هـ

الطريقة الصحيحة للدفن عند امتلاء القبور

تاريخ الفتوى: 12 يونيو 2006 م
رقم الفتوى: 2125
من فتاوى: فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد
التصنيف: الجنائز
الطريقة الصحيحة للدفن عند امتلاء القبور

ما هي كيفية الدفن الصحيحة؟ وكيف ندفن بعد امتلاء القبور الحالية؟

المأثور في كيفية دفن الميت أن يوضع في القبر على شقه الأيمن، ويوجه وجهه إلى القبلة وجوبًا، وعند امتلاء القبور يتم الدفن في قبور أخرى إلا إذا دعت الضرورة للجمع بين أكثر من ميت في القبر الواحد، مع مراعاة الفصل بين الأموات بحاجز ولو بارتفاع يسير وإن كانوا من جنس واحد، وإذا حصلت الضرورة يمكن عمل أدوار داخل القبر الواحد إن أمكن، أو تغطية الميت القديم بقَبوٍ من طوب أو حجارة لا تَمَس جسمه، ثم يوضع على القبو التراب ويدفن فوقه الميت الجديد.

المحتويات

 

حكم دفن الميت

من المقرر شرعًا أن دفن الميت فيه تكريم للإنسان؛ لقوله تعالى في معرض الامتنان: ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا ۝ أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا﴾ [المرسلات: 25-26]، وقد حث الإسلام عليه، وأجمع المسلمون على أن دفن الميت ومواراة بدنه فرض كفاية؛ إذا قام به بعض منهم أو من غيرهم سقط عن الباقين.

المأثور في كيفية دفن الميت

المأثور في كيفية دفن الميت أنه بعد دخوله القبر يوضع على شقه الأيمن ويوجه وجهه إلى القبلة، وهذا باتفاق الأئمة الأربعة.
وعليه: فيحرم وضعه على خلاف ذلك؛ كوضع رجله للقبلة، كما هو الشائع في كثير من النواحي بمصر الآن.

كيفية إدخال الميت القبر

أما بالنسبة لتحديد دخول الميت القبر من جهة رأسه أو رجليه أو من جهة القبلة أو دبرها، فإن ذلك يتوقف على فتحة المقبرة التي يدخل منها الميت، فقد تختلف من مكان لآخر: فإذا كانت فتحة القبر من جهة رجله -أي موضع رجل الميت من القبر بعد الدفن حال كونه موضوعًا على شقه الأيمن ووجهه موجَّهًا للقبلة- فإنه يُدخَل بالميت من جهة رأسه ثم يُسَلُّ سَلًّا إلى داخل القبر دون الدوران به داخل القبر، وهذا هو الأقرب إلى السنَّة إذا كان ممكنًا -كأن كانت فتحة القبر من جهة رجله كما سبق-؛ لما رواه أبو داود وسعيد في "السنن" عن أبي إسحاقَ قال: "أوصى الحارثُ أن يُصلِّيَ عليه عبدُ الله بن يزيدَ، فصلَّى عليه، ثم أدخلَه القبرَ من قِبَل رجلَي القبرِ، وقال: هذا من السُّنَّةِ". أي سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا لم يمكن ذلك -كأن كانت فتحة القبر من جهة أخرى- فكيفما أمكن ذلك، فإن كانت فتحة القبر من جهة رأسه أي موضع رأس الميت من القبر بعد الدفن حال كونه موضوعًا على شقه الأيمن ووجهه موجهًا للقبلة فإنه يُدخَل بالميت من جهة رِجله ثم يُسَلُّ سَلًّا إلى داخل القبر دون الدوران به داخل القبر تيسيرًا على القائمين بالدفن.
أما إذا كانت فتحة القبر من جهة القبلة أو دبرها فيُدخَل بالميت من جهة رأسه أو رجليه حسب المتيسر للقائمين بالدفن على أن يقوموا بوضعه على شقه الأيمن وتوجيه وجهه للقبلة داخل القبر.
وفي ذلك يقول الإمام ابن قدامة في "المغني": [المستحب أن يوضع رأس الميت عند رِجل القبر -أي موضع رِجل الميت من القبر بعد دفنه- ثم يُسَل إلى داخل القبر إن كان أسهل عليهم -أي على القائمين بالدفن... فإن كان الأسهل عليهم أخذه مِن قِبَل القبلة أو من رأس القبر فلا حرج فيه؛ لأن استحباب أخذه مِن رِجلَي القبر إنما كان طلبًا للسهولة عليهم والرفق بهم، فإن كان الأسهل غيره كان مستحبًّا، قال أحمد رحمه الله: كلٌّ لا بأس به] اهـ بتصرف.
ويقول الإمام ابن حزم في "المحلى": [ويُدخَل الميتُ القبرَ كيف أمكن، إما من القبلة وإما من دبر القبلة وإما من قبل رأسه وإما من قبل رجليه؛ إذ لا نص في شيء من ذلك] اهـ.
وفي جميع الأحوال: فإن المطلوب شرعًا هو وضع الميت في قبره على شقه الأيمن وتوجيه وجهه للقبلة، أما كيفية دخوله القبر فإنها تكون حسب فتحة القبر الموجودة، ولا ينبغي أن يختلف المسلمون على هذا الأمر؛ لأن في الاختلاف والشقاق إضعافًا لكلمة المسلمين وتفريقًا لشملهم والله تعالى نهانا عن ذلك في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ [الأنفال: 46]، وقوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: 103].

ما يستحب فعله عند دفن الميت

يستحب عند الدفن الدعاء للميت، وحل أربطة الكفن، وأن يقول واضعه: باسم الله، وبالله، وعلى ملة رسول الله، أو على سنة رسول الله؛ لما رُوِيَ عن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أُدخِلَ المَيِّتُ القَبرَ، قال مَرةً: «باسمِ اللهِ وباللهِ وعلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ»، وقال مَرةً: «باسمِ اللهِ وباللهِ وعلى سُنةِ رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وآله وسلم» رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وغيرهم، وقال الترمذي: حسن غريب.
ويستحب أن يُوَسَّد رأسُ الميت بلَبِنة أو حَجَر أو تُراب، ويُفضِي بخده الأيمن إلى اللبنة ونحوها، ويستحب وضعُ شيء من التراب أو اللبن خلف الميت وأمامه يُسنَد به، وأن يُمَدَّ ثوبٌ على المرأة عند إدخالها في القبر دون الرجل، كما يستحب أن يحثو من شهد الدفن ثلاث حثيات من التراب بيده على القبر من جهة رأس الميت؛ لما رواه ابن ماجه: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ، ثُمَّ أَتَى قَبْرَ الْمَيِّتِ، فَحَثَى عَلَيْهِ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ ثَلَاثًا"، كما يستحب الدعاءُ والاستغفار للميت بعد الفراغ من الدفن وسؤال التثبيت له؛ لما رُوِيَ عن عثمان بن عفان قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: «اسْتَغفِرُوا لأخيكُم وسَلُوا له بالتثبيت؛ فإنه الآن يُسألُ» رواه أبو داود والحاكم وصححه.

الجمع بين أكثر من ميت في قبر واحد

في حال امتلاء القبور فيجب الدفن في قبور أخرى؛ لأنه لا يجوز الجمع بين أكثر من ميت في القبر الواحد إلا للضرورة، ويجب الفصل بين الأموات بحاجز حتى ولو كانوا من جنس واحد، وإذا حصلت الضرورة يمكن عمل أدوار داخل القبر الواحد إن أمكن، أو تغطية الميت القديم بقَبوٍ من طوب أو حجارة لا تَمَس جسمه، ثم يوضع على القبو التراب ويدفن فوقه الميت الجديد.

والله سبحانه وتعالى أعلم.

ما حكم خصم المصاريف التي دفعها الزوج لعلاج زوجته وجنازتها من تركتها؛ حيث تُوفّيت امرأة عن زوج وأولاد، ولما طالب الأولاد الزوج بميراثهم في أمِّهم قال: إنَّ له دينًا عليها نظير مصاريف علاج ومصاريف الجنازة.

فهل من حقّ زوج المتوفاة أن يحسب مصاريف علاجها ومصاريف الجنازة من التركة التي تركتها أو لا؟


ما حكم صلاة الجنازة على الغريق المفقود؟ فقد سأل أحد الأشخاص عن قريب له كان يهوى السباحة، وفي يوم من الأيام أخذ يسبح حتى جرفه الموج ولم يخرج، وأبلغوا الجهات المختصة ولم يتم العثور عليه حتى الآن، وقد مر على ذلك خمسة عشر يومًا، فهل يصلون عليه صلاة الجنازة أو ماذا؟


ما حكم بناء مقبرة تحت طريق مروري؟ فنحن نملك مقبرة وقد امتلأت عن آخرها بالجثث ونرغب في بناء حجرة في الشارع المار من أمام المقبرة ومسقوفة بسقف خرسانة بسمك عشرين سنتيمترًا، علمًا بأن هذه الحجرة تكون تحت الأرض في الشارع وسيمر من فوقها أناس غيرنا لدفن موتاهم في المقابر المجاورة، فهل يجوز البناء ووضع الجثث القديمة بها، علمًا بأننا لا نستطيع بناء مقابر جديدة في الأرض الزراعية، وإذا كان الأمر غير جائز فما هو الحال في إيواء الجثث القديمة؟


استفتاء عن حكم الشرع في طريقة الدفن المقدمة من إحدى الشركات المتخصصة بمدينة سيدني باستراليا، ونص استفتاء الشركة جاء كالتالي: حفاظًا وصونًا لكرامة موتى المسلمين بعد دفنهم في استراليا بخاصة وفي جُلِّ بلاد العالم بصفة عامة، حيث تُغْمَرُ وتمتلئ المقابر بالمياه الجوفية والأمطار مما يجعل الميت مغمورًا في بركة من المياه، وهي مشكلة يترتب عليها ما يلي:
- الضرر والأذى الذي يحل بالموتى، فهل للميت حرمة كحرمته حيًّا؟
- هذه الحالة تحول دون تحلُّل الجثة وفنائها مع تراب الأرض بطريقة طبيعية.
- حالة التعفن والتحلُّل داخل المياه يترتب عليها مخاطر بيئية وصحية بيولوجية.
- استنفاد المساحة المخصصة لدفن موتى المسلمين مما يضطرهم إلى البحث عن أماكن نائية خارج المدن فضلًا عن ارتفاع تكلفة الدفن في استراليا والبلاد الغربية.
ملحوظة: طبيعة الأرض في استراليا صلصالية صوانية غير مسامية وتحتفظ بالماء زمنًا طويلًا.
لهذه الأسباب وغيرها.. وفَّق الله تعالى شركتنا لاختراع وابتكار واستحداث طريقة علمية عملية لحماية موتى المسلمين وغيرهم من هذه الأضرار، كما تمنح الجاليات الإسلامية فرصة أكبر من الاستفادة من مساحة الأرض.
وتسمح للعائلات المسلمة من دفن موتاهم في مقبرة واحدة حسب تعاليم الشريعة الإسلامية.
وهذا الإنجاز والابتكار يتمثل في وحدة دفن مستطيلة على حجم الجثمان من مادة خاصة واقية من تسرب أية نسبة من الماء تمامًا بالتجربة والمعاينة، وقد أطلق عليها مصطلح (OBS) بينما سيكون جسد الميت متصلًا بالأرض الطبيعية مباشرة.
ونفس الطريقة يتم دفن ميت آخر بوضع فاصل ترابي بين الوحدتين مع تغطية القبر بالتراب كاملًا بعد الدفن بطريقة مُعتادة. كما هو موضَّح في نص الفتوى التفصيلية.
فما هو حكم الشريعة الإسلامية فيما طرحناه؟ لنتمكن من تطبيقه وتعميمه واستخدامه بين المسلمين. وجزاكم الله خيرًا. مع فائق الاحترام.


ما حكم ما يوزعه أهل الميت بعد مرور خمسة عشر يومًا على وفاته من خبز وفاكهة وهي التي تسمى بالرحمة؟


ما هي الحقوق الواجبة لمن مات في بلاد غير المسلمين؟ حيث مات شخص مسلم ببلد غير إسلامية، مع قلة أو انعدام مدافن المسلمين بهذه المنطقة، ولا يوجد مَن يرتل القرآن وقت الدفن؛ فكيف تُجْرَى مراسم الغسل والتكفين والدفن؟


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 26 نوفمبر 2025 م
الفجر
4 :58
الشروق
6 :29
الظهر
11 : 42
العصر
2:36
المغرب
4 : 55
العشاء
6 :17