ما مدى صحة حديث: «من قال: الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته، والحمد لله الذي ذل كل شيء لعزته، والحمد لله الذي خضع كل شيء لملكه، والحمد لله الذي استسلم كل شيء لقدرته، فقالها يطلب بها ما عند الله؛ كتب الله له بها ألف حسنة، ورفع له بها ألف درجة، ووكل بها سبعين ألف ملك يستغفرون له إلى يوم القيامة»؟ وما حكم العمل به؟
الحديث المذكور رواه الإمام الطبراني في "المعجم الكبير"، وذكره الإمام البيهقي في "الأسماء والصفات" وذكر له شاهدان موقوفان، وله شواهد أخرى منها ما رواه الإمام الطبراني في " الدعاء"، وذكر هذا الحديث الهيثمي في "مجمع الزوائد" وقال: رواه الطبراني، وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي، وهو ضعيف، ورواه المتقي الهندي في "كنز العمال" وقال: وفيه أيوب بن نهيك؛ منكر الحديث، وذكره الإمام الغزالي في "الإحياء".
وهذا الحديث وإن كان ضعيف السند إلا أنه يشرع العمل به؛ لما تقرر من جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، ولأنه مندرج تحت أصول الشريعة في مندوبية الذكر بشكل عام.
روى الطبراني في "المعجم الكبير" عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَنْ قَالَ: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي تَوَاضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لَعَظَمَتِهِ، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي ذَلَّ كُلُّ شَيْءٍ لِعِزَّتِهِ، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي خَضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لِمُلْكِهِ، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي اسْتَسْلَمَ كُلُّ شَيْءٍ لِقُدْرَتِهِ، فَقَالَهَا مَا يَطْلُبُ بِهَا مَا عِنْدَهُ؛ كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا أَلْفَ حَسَنَةٍ وَرَفَعَ لَهُ بِهَا أَلْفَ دَرَجَةٍ، وَوَكَّلَ بِهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».
وهذا الحديث سنده ضعيف؛ لأن فيه أيوب بن نهيك، وهو متروك الحديث، وذكره البيهقي بإسناد فيه أيوب بن نهيك أيضًا، مع اقتصار فضله على: «أَرْبَعَة آلَافِ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ إِلَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، ثم قال في "الأسماء والصفات" (1/ 322، ط. مكتبة السوادي): [ورواه أبو بكر بن إسحاق الصبغي عن أبي شعيب؛ فقال في الحديث: «كَتَبَ اللهُ تَعَالَى لَهُ بِهَا أَلْفَ حَسَنَةٍ، وَرَفَعَ لَهُ بِهَا أَلْفَ دَرَجَةٍ» تفرد به يحيى بن عبد الله، وليس بالقوي، وله شاهدان موقوفان] اهـ. والشاهد الموقوف عن ابن مسعود رضي الله عنه ذكره البيهقي بإسناد فيه بكر بن خنيس، وهو ضعيف بلفظ: «كَتَبَ اللهُ تَعَالَى لَهُ بِهَا ثَمَانِينَ أَلْفَ حَسَنَةٍ، وَمَحَا عَنْهُ بِهَا ثَمَانِينَ أَلْفَ سَيِّئَةٍ، وَرَفَعَ لَهُ بِهَا ثَمَانِينَ أَلْفَ دَرَجَةٍ»، وله شاهد آخر بسند ضعيف رواه الطبراني في "الدعاء" عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلفظ: «مَنْ قَالَهَا كُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ أَلْفِ حَسَنَةٍ، وَإِنْ مَاتَ جُعِلَ رُوحُهُ فِي حَوَاصِلِ طَيْرٍ خَضِرٍ تَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ تَشَاءُ»، وسنده ضعيف أيضًا، وفي "المعجم الكبير" بلفظ: «كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ».
وذكر هذا الحديث الهيثمي في "مجمع الزوائد"، وقال: رواه الطبراني، وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي، وهو ضعيف، والمتقي الهندي في "كنز العمال"، وقال: وفيه أيوب بن نهيك منكر الحديث، وذكره الإمام أبو حامد الغزالي في "الإحياء"، وقال الحافظ العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" (ص: 380، ط. ابن حزم): [أخرجه الطبراني من حديث ابن عمر رضي الله عنهما بسند ضعيف.. وكذلك رواه الطبراني في "الدعاء" من حديث أم سلمة رضي الله عنها، وسنده ضعيف أيضًا] اهـ.
وذكره ابن عساكر في "تاريخه" (5/ 202، ط. دار الفكر)، والإمام ابن حجر في "لسان الميزان" (1/ 490، ط. مؤسسة الأعلى، بيروت) عن ابن عساكر وساق إسناده، وفيه أيوب بن نهيك.
والحديث وإن كان ضعيفًا، إلا أنه مندرج تحت أصول الشريعة في مندوبية الذكر بشكل عام؛ يقول الله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الأنفال: 45]، وأحاديث ندب الذكر كثيرة؛ ففي حديث البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ».
ويروي الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه مرفوعًا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالوَرِقِ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ»؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: «ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى».
ويروي مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ»، قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ».
والحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال كما قرر جماعة كبيرة من أهل العلم ومنهم: الإمام أحمد وعبد الرحمن بن مهدي، وابن الصلاح وابن تيمية والزركشي والنووي والعلائي، وابن دقيق العيد، وتبعهم على ذلك فئات من العلماء كالسيوطي، والهيتمي، وغيرهم كثير.
قال الإمام ابن الصلاح في "مقدمته" (1/ 103، ط. دار الفكر): [يجوز عند أهل الحديث وغيرهم التساهل في الأسانيد ورواية ما سوى الموضوع من أنواع الأحاديث الضعيفة من غير اهتمام ببيان ضعفها فيما سوى صفات الله تعالى، وأحكام الشريعة من الحلال والحرام وغيرهما، وذلك كالمواعظ، والقصص، وفضائل الأعمال، وسائر فنون الترغيب والترهيب، وسائر ما لا تعلق له بالأحكام والعقائد، وممن روينا عنه التنصيص على التساهل في نحو ذلك: عبد الرحمن بن مهدي، وأحمد بن حنبل رضي الله عنهما] اهـ.
وقد أصدرت دار الإفتاء فتوى مفردة عن مسألة العمل بالحديث الضعيف في الفضائل، وأخرى عن العمل به في الأحكام.
وبناءً عليه: فإن هذا الحديث الوارد في السؤال وإن كان ضعيف السند إلا أنه يعمل به، فقد قرر جماعة كبيرة من العلماء جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
السؤال عن تخريج الأحاديث الآتية، وبيان هل هي صحيحة من عدمه:
1- «بَلِّغُوا عَنِ اللهِ، فَمَنْ بَلَغَتْهُ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللهِ، فَقَدْ بَلَغَهُ أَمْرُ اللهِ».
2- «تَعَلَّمُوا كِتَابَ اللهِ، وَتَعَاهَدُوهُ وَتَغَنُّوا بِهِ».
3- «مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ».
ما حكم الشرع الشريف فيما يأتي؟
أولًا: إقامة الحضرة التي تشتمل على قراءة القرآن والذكر، وتكون مساء يَوْمَيِ الأحد والخميس مِن كلِّ أسبوع بعد صلاة العشاء، وذلك على النحو الآتي:
البداية: قراءة سورة الفاتحة.
ثم نقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله (عدة مرات).
ثم نقول: الله دايم باقي حي (عدة مرات).
ثم نقول: صلِّ وسلِّمْ يا ألله، على النبي ومَن وَالَاه (عدة مرات).
ثم نقول: يا لطيف الطف بنا (عدة مرات).
ثم الدعاء.
ثانيًا: الحضرة الصمدية، وذلك على النحو الآتي:
قراءة سورة الإخلاص (5 مرات).
الاستغفار (5 مرات).
الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم (٥ مرات).
ثم الدعاء.
ثم قراءة سورة الإخلاص (3 مرات).
ثم نقول: حسبي الله والنبي (٣ مرات).
ثم قراءة سورة الفاتحة.
ما هي الأدلة على استحباب إطلاق السيادة عند ذكر الاسم الشريف للنبي عليه السلام؟ لأني قرأتُ أنَّ ذكر السيادة عند ذكر اسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم مستحبٌّ؛ فما هي الأدلة على ذلك؟
تقول السائلة:
1-ما حكم قراءة القرآن في مصحفين أحدهما في المنزل وآخر في العمل؟
2- بعض الوقت يوسوس لي الشيطان أنني قلت كلامًا غير مباح، ولم ينطق لساني بهذا الكلام، فهل علي ذنب؟
3- هل الصلاة في غرفة النوم حرام؟
4- أقوم بإخراج صدقة على روح والدي، فماذا أقول عند إخراجها؟
5- هل السمسرة حرام؟
ما فضل يوم الجمعة؟ وهل ورد في فضل يوم الجمعة أحاديث وما يُستحب فيه من أعمال؟
هل يجوز الاستدلال بالحديث الضعيف في الأحكام الشرعية؟