قصر الحج على الموجودين في السعودية بسبب الوباء

قصر الحج على الموجودين في السعودية بسبب الوباء

في ظل انتشار وباء كورونا في هذه الآونة، قررت وزارة الحج بالسعودية إقامة حج هذا العام بأعداد محدودة جدًّا للراغبين في أداء مناسك الحج لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة، وذلك حرصًا على إقامة الشعيرة بشكل آمن صحيًّا، يحقق متطلبات الوقاية والتباعد الاجتماعي اللازم لضمان سلامة الإنسان وحمايته من مهددات هذه الجائحة، فهل يتماشى هذا القرار مع أحكام الشريعة الإسلامية؟ خاصة مع ظهور بعض الدعاوى بأن منع الحج أو تقييده بشكل جزئي لا يجوز، وأن هذه سابقة لم تحدث قبل ذلك. 

ما قامت به وزارة الحج السعودية القائمة من قرار تنظيم فريضة الحج متفق تمامًا مع أحكام ومقاصد الشريعة الإسلامية، بما أقامهم الله تعالى فيه من رعاية الحجيج ومسؤولية الحفاظ على سلامتهم وأمنهم، ومتسق مع ما خولته الشريعة للحكام برعاية المحكومين، وقد أباحت الشريعة للحكام تقييد إقامة الشعائر الدينية على قدر الحاجة؛ كالحج ونحوه، فلهم أن يتخذوا كافة إجراءات السلامة والأمن التي تأمن انتشار الأمراض المعدية والأوبئة الفتاكة، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، خاصة إذا كان المرض وباءً انتشر في بلدان العالم وأصاب منهم الآلاف المؤلفة؛ حيث إن مظنة انتقال العدوى عند الازدحام والتجمعات تزداد، واحتمالية الإصابة بهذا المرض ترتفع، وحتى لا يكون الاجتماع والتزاحم في المناسك سببًا في تفاقم المرض وتفشي الوباء، وقد سبق الشرع الشريف إلى نظم الوقاية من الأمراض المعدية، فحذَّر أشد الحذر من تنقلها وتفشيها؛ حتى لا تصبح وباءً عامًّا.
وقد توقف الحج لسنوات كثيرة على مدار التاريخ بسبب ما حل في الأقطار من نوازل وأزمات وأوبئة ونكبات؛ كالبرد الشديد، وانتشار الأمراض، والعطش، والاضطرابات السياسية وعدم الاستقرار الأمني، والاضطرابات الاقتصادية والغلاء الشديد، وثوران الرياح والعواصف، وفساد الطريق، ونحو ذلك، سواء كان التوقف كليًّا في موسم من المواسم، أو كان جزيئًّا؛ بحيث تسببت الظروف في امتناع قطر من الأقطار أو جهة معينة.
بالإضافة إلى أن هذا القرار أيضًا متسق مع الإجراءات الوقائية والقرارات الاحترازية التي اتخذتها الجهات المعنية، ومؤسسات الدول الصحية؛ للحد من انتشار عدوى هذه الجائحة،وما فرضته قواعد المجابهة العالمية للقضاء عليه. 

التفاصيل ....

أوجبت الشريعة الإسلامية على الحكام رعاية المحكومين؛ ففي الحديث: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ؛ فَالإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» متفق عليه.
قال الإمام النووي في "شرح مسلم" (12/ 213، ط. دار إحياء التراث العربي): [قال العلماء: الراعي: هو الحافظ المؤتمَن، الملتزِم صلاحَ ما قام عليه وما هو تحت نظره؛ ففيه: أن كل مَن كان تحت نظره شيء فهو مطالَبٌ بالعدل فيه، والقيام بمصالحه في دينه ودنياه ومتعلقاته] اهـ.
وأعظم واجبات الحكام على الرعية: العمل على حفظ النفوس؛ ولذلك خولت الشريعة للحاكم تقييد إقامة الشعائر الدينية على قدر الحاجة؛ كالحج أو العمرة، أو الجُمعة، أو العيدين، أو الجهاد، أو الحدود أو الفيء، ونحو ذلك، إذا كان في إقامتها أو بعضها ما قد يعرض النفوس للهلاك أو الضرر الشديد، واتخاذَ كافة إجراءات الحماية ووسائل الوقاية التي تعين على حفظ النفوس التي أقامهم الله تعالى لحفظ أصحابها وتوفير أمنهم وسلامتهم.
ومن هذه الإجراءات: تأمين الرعيَّة ووقايتهم من الأوبئة والأمراض المعدية، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا؛ كالجُذام والطاعون ونحوهما، والتي أمر الشرع الشريف بتجنُّب أصحابها؛ خوفًا من انتشارها؛ ومنع أصحاب هذه الأمراض حضور لقاءات الناس وتجمعاتهم؛ لئلا يكون في وجودهم إضرار بغيرهم؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «فِرَّ مِنَ المَجْذُومِ كَمَا تَفِرُّ مِنَ الأَسَدِ» أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه".
قال الإمام سهل بن عبد الله التُّستَري: "أطيعوا السلطان في سبعة: ضرب الدراهم والدنانير، والمكاييل والأوزان، والأحكام، والحج، والجمعة، والعيدين، والجهاد" اهـ كما نقله الإمام القرطبي في تفسيره "الجامع لأحكام القرآن" (5/ 259، ط. دار عالم الكتب، الرياض).
ولأجل ذلك منع السلف الصالح حضور أصحاب الأمراض المعدية من أداء المناسك؛ خشية إيذاء الناس، والتسبب في عدواهم؛ فأخرج الإمام مالك في "الموطأ": أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرَّ بامرأة مجذومة وهي تطوف بالبيت، فقال: "يا أمةَ الله! لا تؤذي الناس، لو جلَسْتِ في بيتِكِ". فجلسَتْ، فمر بها رجل بعد ذلك، فقال لها: إن الذي كان قد نهاك قد مات؛ فاخرجي، فقالت: ما كنتُ لأطيعَه حيًّا وأعصيه ميتًا. وفي رواية الإمام محمد بن الحسن الشيباني للموطأ: "يا أمةَ الله، اقعدي في بيتك، ولا تؤذي الناس".
قال الإمام ابن بطال المالكي في "شرح صحيح البخاري" (9/ 412، ط. دار الرشد، السعودية): [قال ابن حبيب: وكذلك يمنع المجذوم من المسجد، والدخول بين الناس واختلاطه بهم كما روي عن عمر رضي الله عنه] اهـ.
وقال العلامة ابن رشد المالكي في "البيان والتحصيل" (9/ 391، ط. دار الغرب الإسلامي، بيروت): [وجب بهذا وما أشبهه من الأحاديث أن يحال بين المجذومين وبين اختلاطهم بالناس] اهـ.
وقال العلامة الكماخي الحنفي في "المهيأ في كشف أسرار الموطأ" (2/ 437، ط. دار الحديث): [ولا تؤذي الناس، أي: بريح الجذام بخروجك معهم وقربك منهم؛ إذ هو من العلل المعدية بحسب العادة الجارية] اهـ.
فإذا كان المرض وباءً معديًا انتشر في بلاد العالم وأصاب الآلاف المؤلفة، فإن مظنة انتقال العدوى عند الازدحام والتجمعات تزداد، واحتمالية الإصابة بهذا المرض ترتفع، والشأن في التجمع والاختلاط في موسم الحج وأداء الفريضة أشد خطرًا؛ فإنه أكبر تجمع بشري، وقد يصل فيه عدد الحجيج لنحو ثلاثة ملايين حاج، ولا يخفى أن انتشار الوباء والخوف المؤكد من عدواه يجعل شرط الاستطاعة في الحج غير متحقق إلا بالقدر الذي يمكن به الحفاظ على الأرواح والنفوس.
وقد أناط الله تعالى فريضة الحج بالاستطاعة؛ فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا﴾ [آل عمران: 97]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: «أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ فَحُجُّوا» فقال رجل: كل عام يا رسول الله؟ فسكت، حتى قالها ثلاثًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ، وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ»، ثم قال: «ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ؛ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شيء فَدَعُوهُ» متفق عليه، واللفظ لمسلم.
والاستطاعة قد تتعلق بالمكلف في زاده وراحلته، وحله وترحاله، وقد تتعلق بأمن الطريق، وقد تكون على مستوى الأفراد، وقد تكون على مستوى الجماعات؛ وذلك على حسب طبيعة العذر الذي يطرأ فيمنع من الذهاب للحج؛ عمومًا وخصوصًا؛ حتى لقد أفتى الإمام أبو بكر الإسكاف محمد بن أحمد البلخي (ت333هـ) بأن الحج في زمنه ليس فرضًا، وقال أبو القاسم الصفار أحمد بن عصمة البلخي (ت333هـ) بسقوط فرضية الحج عشرين سنة، وهم شيوخ الحنفية في عصرهم ومصرهم.
قال العلامة فخر الدين الفرغاني الحنفي (ت592هـ) في "فتاوى قاضيخان" بهامش الفتاوى الهندية" (1/ 139): [قال أبو القاسم الصفار رحمه الله تعالى: لا أرى الحج فرضًا منذ عشرين سنة؛ حين خرجت القرامطة، وهكذا قال أبو بكر الإسكاف رحمه الله تعالى في سنة ست وعشرين وثلاثمائة] اهـ.
وقال الإمام الزيلعي الحنفي (ت743هـ) في "تبيين الحقائق" (2/ 4، ط. الأميرية): [وقال أبو القاسم الصفار: لا أشك في سقوط الحج عن النساء، ولكن أشك في سقوطه عن الرجال، والبادية عندي دار الحرب. وقال أبو عبد الله الثلجي: ليس على أهل خراسان حج مذ كذا وكذا سنة، وقال أبو بكر الإسكاف: لا أقول الحج فريضة في زماننا؛ قاله في سنة ست وعشرين وثلاثمائة، وأفتى أبو بكر الرازي أن الحج قد سقط عن أهل بغداد، وبه قال جماعة من المتأخرين] اهـ.
ولذلك فإن ما قامت به السلطات السعودية -القائمة على تنظيم الحج وأمور الحرمين الشريفين- من قرار تقييد فريضة الحج هذا العام بعددٍ محدودٍ من الموجودين داخل المملكة ممن يُسمَح لهم بأداء مناسك الحج، هو أمر متفِقٌ مع أحكام الشريعة الإسلامية ومقاصدها في الحفاظ على أرواح الحجيج وسلامة ضيوف الرحمن، ومتسق أيضًا مع الإجراءات الوقائية العالمية والقرارات الاحترازية التي اتخذتها دول العالم ومؤسساتها الصحية؛ للحد من انتشار عدوى هذه الجائحة، وما فرضته قواعد المجابهة العالمية من أساليب مواجهته والقضاء عليه.
والناظر في التاريخ الإسلامي يجد أن توقف فريضة الحج بسبب الأزمات والأوبئة: قد تكرر في كثير من السنوات عبر القرون، حتى زمن قريب؛ وذلك لأسباب عديدة، منها: البرد الشديد، وانتشار الأمراض، واشتداد العطش، والاضطرابات السياسية وعدم الاستقرار الأمني، والاضطرابات الاقتصادية والغلاء الشديد، وثوران الرياح والعواصف، وفساد الطريق، ونحو ذلك، نجد أنها قد تسببت في بعض الأزمان في إيقاف هذه الشعيرة، إما إيقافًا عامًّا؛ بتعذر أداء فريضة الحج في موسمه على كل الفجاج والبقاع، وإمَّا إيقافًا جزئيًّا؛ بمنع بعض الجهات دون بعضها، أو الاقتصار على بقعة واحدة في أداء الفريضة، وفيما يلي أكثر من مائتي سابقة لذلك في التاريخ الإسلامي:
ففي سنة 65هـ: لم يحج أحد من الشام في هذه السنة؛ كما في "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة".
وفي سنة 72هـ: مُنِع الناس من الحج من قِبل الأمويين؛ لأن عبد الله بن الزبير كان يأخذ البيعة لنفسه على الناس في الموسم؛ كما في "مرآة الزمان" (9/ 40، ط. دار الرسالة العالمية، دمشق)، و"مآثر الإنافة في معالم الخلافة" (1/ 129، ط. مطبعة حكومة الكويت)، و"البداية والنهاية" (8/ 280، ط. دار الفكر).
وفي سنة 80هـ: وقع سيل بمكة ذهب بالحاج، وأغرق بيوت مكة، فسمي ذلك العام عام الجحاف؛ لأنه جحف كل شيء مر به، حتى قيل: ارتفع الماء حتى كاد أن يغطي البيت؛ كما ذكر الإمام الطبري في "تاريخ الرسل والملوك" (3/ 616، ط. دار الكتب العلمية)، وابن الجوزي في "المنتظم" (6/ 211، ط. دار الكتب العلمية)، وابن الأثير في "الكامل" (4/ 192، ط. دار الكتب العلمية).
وفي سنة 145هـ: مُنِعَ أهل مصر والشام من الحج؛ لما كان بالحجاز من الاضطراب من أمر بني الحسن عليهم السلام؛ كما في "النجوم الزاهرة" (2/ 3، ط. دار الكتب).
وفي سنة 251هـ: خرج أحد المعتدين وتبعه جماعة، فعاث في الحرمين، وأفسد موسم الحج، وقتل من الحجيج أكثر من ألف رجل؛ كما في "تاريخ الإسلام" (19/ 6، ط. دار الكتاب العربي) للإمام الذهبي.
وفي سنة 312هـ: لم يحج من الناس أحدٌ بسبب القرامطة؛ كما في"الكامل في التاريخ" (6/ 698، ط. دار الكتاب العربي، بيروت).
وفي سنة 313هـ: رجع الركب العراقي ولم يحج بسبب اعتراض القرامطة لهم؛ كما في "مرآة الجنان" (2/ 199، ط. دار الكتب العلمية).
وفي سنة 314هـ: رد حُجّاج خُراسان خوفًا من القَرْمَطيّ، ولم يحجّ الركب العراقي في هذين العامين (314هـ و315هـ)؛ كما في "تاريخ الإسلام" (23/ 359) و"البداية والنهاية" (11/ 154).
وفي سنة 316هـ: لم يحجَّ أحدٌ خوفًا من القرامطة؛ كما في "تاريخ الإسلام" للذهبي (23/ 374)، و"تاريخ الخلفاء" للسيوطي (ص: 277، ط. مكتبة نذار مصطفى الباز).
ولم يتعطل موسم الحج بالكلية في هذه السنوات الثلاث (314، 315، 316)؛ بل حجوا في سنة أربع عشرة، على قلة من الناس؛ كما نقله العلامة أبو الطيب المكي في "شفاء الغرام" (2/ 261، ط. دار الكتب العلمية) عن الإمام العتيقي.
ثم توقف الحج من العراق وغيره عشر سنين من سنة 317هـ إلى سنة 326هـ؛ قال الإمام ابن الجوزي في "المنتظم" (13/ 378): [وَكَانَ الحج قد بطل من سنة سبع عشرة وثلاثمائة فلم يحج أحدٌ من العراق، فلما جاءت سنة سبع وعشرين كاتب أَبُو عَلي عمر بْن يحيى العلوي القرامطة، وكانوا يحبونه لشجاعته وكرمه، وسألهم أن يأذنوا للحجيج ليسير بهم ويعطيهم من كل جمل خمسة دنانير، ومن المحمل سبعة دنانير، فأذنوا لهم، فحج الناس] اهـ.
وقال العلامة سبط ابن الجوزي في "مرآة الزمان" (17/ 6): [والظاهر أنَّه لم يحج أحدٌ سنة سبع عشرة وثلاثمائة إلى سنة ست وعشرين وثلاثمائة؛ خوفًا من القرمطي] اهـ.
وفي سنة 327هـ: لم يحجَّ أحد من بغداد؛ خوفًا من القرامطة؛ كما في "العبر" للذهبي (2/ 15).
وفي سنة 332هـ: لم يحجَّ أحد لموت القرمطي؛ كما في "النجوم الزاهرة" (3/ 281).
وفي سنة 335هـ: لم يحج أحد من العراق؛ خوفًا من القرامطة، كما في "تاريخ الإسلام" للذهبي (25/ 41)، و"النجوم الزاهرة" (3/ 294).
وكذلك سنة 337هـ: كما في "النجوم الزاهرة" (3/ 297).
وفي سنة: 338هـ: لم يحجَّ أحد من العراق أيضًا؛ حيث تحرَّكت القرامطة؛ كما في "تاريخ الإسلام" (25/ 41)، و"النجوم الزاهرة" (3/ 298).
وفي سنة 345هـ: تعطَّل الحجُّ إلى مكة، وانقطع حمل الكسوة إلى الكعبة المشرّفة؛ كما في "تاريخ الأنطاكي" (ت458هـ).
وفي سنة 357هـ: لم يحجَّ أحدٌ من الشام ولا مصر؛ كما في "تاريخ الإسلام" للذهبي (26/39)، و"تاريخ الخلفاء" للسيوطي (ص: 288).
وفي هذه السنة عرض للناس داء "الماشرى" وهو طاعون قاتل؛ فمات خلق كثير، ومات أكثر جمال الحجيج في الطريق عطشًا، ولم يصل إلى مكة إلا القليل؛ كما في "البداية والنهاية" (11/ 265).
وفي سنة 359هـ: بطل الحج من العراق، وفي سنة 360هـ: بطل من العراق والمشرق، فلم يحج أحد من هذه الجهات؛ لاختلاف كان وقع من جهة القرامطة؛ كما في "شفاء الغرام" (2/ 265) عن الإمام العتيقي.
وفي سنة 361هـ: وردت كتب الحاج بأن بني هلال اعترضهم، فقتلوا خلقًا كثيرًا، فتعطل الحج، ولم يسلم إلا من مضى مع الشريف أبي أحمد الموسوي على طريق المدينة، وتم حجهم؛ كما قال الإمام ابن الجوزي في "المنتظم" (14/ 210).
وعلى مدى تسعة أعوام متصلة؛ من سنة 372هـ إلى سنة 380هـ: لم يحجَّ أحد من العراق بسبب الفتن؛ كما في "مرآة الزمان" لسبط ابن الجوزي (17/ 555)، و"النجوم الزاهرة" (4/ 141).
وفي سنة 384هـ: انفرد بالحج أهل مصر والمغرب، ولم يحج ركب العراق ولا الشام لخوف طريقهم؛ كما في "الكامل" لابن الأثير (7/ 467)، و"البداية والنهاية" (11/ 313) لابن كثير، و"النجوم الزاهرة" لابن تغري بردي (4/ 197).
وكذا في سنة 385هـ والتي بعدها 386هـ؛ كما في "البداية والنهاية" (11/ 314)، و"حسن المحاضرة" للحافظ السيوطي (2/ 28، ط. دار إحياء الكتب العربية).
وفي سنة 392هـ: انفرد المصريون بالحج، ولم يحج أحد من بغداد وبلاد المشرق لعبث الأعراب بالفساد، وكذا في سنة 393هـ؛ كما في "البداية والنهاية" (11/ 330) و"حسن المحاضرة" (2/ 281).
وفي سنة 397هـ: انفرد المصريون بالحج، ولم يحج أهل العراق لفساد الطريق بالأعراب، وانفرد المصريون أيضًا بالحج سنة 399هـ؛ كما في "حسن المحاضرة" (2/ 282)، وكذلك سنة 401هـ كما في "الكامل" (7/ 574)، و"البداية والنهاية" (11/ 344).
وفي سنة 403هـ: بطل الحج لمسير القرامطة وجماعة من العرب إلى ظاهر الكوفة، فعاد الحجاج من الكوفة إلى بغداد؛ كما نقلهالمكي في "شفاء الغرام" (2/ 269) عن العتيقي.
وفي سنة 406هـ: لم يحج من العراق ركبٌ؛ لفساد البلاد؛ كما في "البداية والنهاية" (12/ 2).
وفي سنة 407هـ: لم يحج أحد من العراق والمغرب لفساد البلاد والطرقات، وانفرد المصريون بالحج؛ كما في "البداية والنهاية" (12/ 5)، و"حسن المحاضرة" (2/ 284).
وفي سنة 408هـ: لم يحج أحد من أهل العراق لفساد البلاد، وعبث الأعراب، وضعف الدولة؛ كما في "البداية والنهاية" (12/ 8، ط. دار إحياء التراث)، و"حسن المحاضرة" (2/ 284).
وفي سنة 409هـ: لم يحج أحد من العراق؛ لفساد البلاد؛ كما في "البداية والنهاية" (12/ 9).
وكذلك سنة 410هـ، و411هـ، و412هـ، و413هـ؛ بسبب تأخر ورود أهل خراسان عن الحضور للحج؛ وأيضًا في سنة 415هـ، وفيما بعدها إلى سنة 423هـ؛ لتأخر أهل خراسان؛ كما نقلهالعلامة المكي في "شفاء الغرام" (2/ 269) عن العتيقي، والأتابكي.
وفي سنة 417هـ: بطل الحج من خراسان والعراق والمشرق؛ كما في "الكامل" لابن الأثير (7/ 676)، وانفرد المصريون بالحج؛ كما في "حسن المحاضرة" للسيوطي (2/ 285).
وفي سنتي 418، 419هـ: لم يحج أحد من أهل المشرق، ولا من أهل الديار المصرية، إلا أن قومًا من خراسان ركبوا في البحر من مدينة مكران، فانتهوا إلى جدة، فحجوا؛ كما في "البداية والنهاية" لابن كثير (12/ 25)، و"حسن المحاضرة" للسيوطي (2/ 285).
وفي سنة 420هـ: حجَّ أهل مصر دون غيرهم؛ كما في "حسن المحاضرة" (2/ 285).
وفي سنة 421هـ: تعطل الحج من العراق، سوى شرذمة ركبوا مع الأعراب؛ كما في "البداية والنهاية" لابن كثير (12/ 29)، وقطع على حجاج مصر الطريق؛ كما في "حسن المحاضرة" (2/ 285).
وفي سنة 422هـ: لم يحج من أهل المشرق إلا شرذمة؛ كما في "البداية والنهاية" (12/ 32).
وفي سنة 423هـ: تعطل الحج من العراق؛ وذلك لغلوِّ الأسعار جدًّا ببغداد وغيرها، من أرض العراق؛ كما في "البداية والنهاية" (12/ 34)، و"حسن المحاضرة" (2/ 285).
وفي سنة 424هـ: لم يحج أحد من أهل العراق وخراسان لفساد البلاد؛ وكذلك في سنة 425هـ؛ كما في "البداية والنهاية" (12/ 34)، ولم يحج سوى أهل مصر؛ كما في "حسن المحاضرة" (2/ 286).
وفي سنة 426هـ، وسنة 428هـ:لم يحج أحد من أهل العراق وخراسان؛ لفساد البلاد واختلاف الكلمة؛ كما في البداية والنهاية" (12/ 40)، و"حسن المحاضرة" (2/ 286).
وفي سنة 427هـ: لم يحجَّ أحد من العراق، وحجّوا من الشام ومصر؛ كما في "النجوم الزاهرة" (4/ 283).
وفي سنة 430هـ: تعطل الحج من الأقاليم بأسرها، فلم يحج أحد، لا من مصر أو الشام، ولا من العراق أو خراسان؛ كما في "تاريخ الإسلام" للذهبي (9/ 355)، و"حسن المحاضرة" (2/ 286).
وفي سنة 431هـ، و432هـ: تفرد بالحج أهل مصر، كما في "حسن المحاضرة" (2/ 286)، وفي الأخيرة منهما لم يحج أحد من العراق؛ كما في "مرآة الزمان" لسبط ابن الجوزي (18/ 439).
وفي سنة 434هـ: بطل الحج أيضًا؛ لتأخر أهل خراسان؛ كما في "شفاء الغرام" للمكي (2/ 271).
وفي سنة 435هـ: لم يُحَجَّ من العراق، وحجّوا من مصر وغيرها؛ كما في "النجوم الزاهرة" (5/ 36).
وفي سنة 436هـ، و437هـ، و439هـ، و445هـ، و446هـ، و447هـ، و448هـ، و451هـ، و452هـ، و453هـ، و463هـ: تفرد أهل مصر بالحج؛ كما في "حسن المحاضرة" (2/ 286-287).
وفي 440هـ، و441هـ ، و443هـ؛ لم يحج أحد من العراق؛ كما في "البداية والنهاية" (12/ 58)، ولم يحج أحد من مصر في سنة 441هـ؛ كما في "اتعاظ الحنفاء" (2/ 165، ط. المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية).
وفي سنتي 451هـ و452هـ: لم يحج أحد من أهل العراق؛ كما في "البداية والنهاية" (12/ 85).
وفي سنة 454هـ: لم يحج أحدٌ؛ كما في "البداية والنهاية" (12/ 88).
وفي سنة 455هـ: منع أبو الحسن الصليحيالحجَّ من اليمن؛ كما في "مرآة الزمان" (19/ 147).
وانفرد المصريون بالحج سنة 486هـ، و487هـ، و488هـ؛ كما في "حسن المحاضرة" (2/ 289).
وفي سنة 514هـ: منع وزير الدولة المصرية جميع الناس أن يحجوا وقطع الميرة عن أهل مكة؛ كما في "مختصر حسن الصفا والابتهاج" للعلامة الخضراوي (ص: 155، ط. الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية).
وفي سنة 516هـ: لم يحج أهل العراق؛ كما قال العلامة أبو الطيب المكي في "شفاء الغرام" للمكي (2/ 275).
وفي سنة 529هـ و530هـ: لم يحج من مصر ولا غيرها إلا قلائل؛ كما في "مختصر حسن الصفا والابتهاج" (ص: 156).
وفي سنة 555هـ: حصل بين أهل مكة والحجاج فتن عظيمة، ومُنِعَ بعض الحجاج من الوقوف، ورجع من منى بدون الوقوف خلائق؛ كما في "مختصر حسن الصفا والابتهاج" (ص: 157).
وما بين سنة 566هـ إلى سنة 582هـ: حصل فتن ومحاربات ونهب للحجاج، ففي بعضها لم يحج أحد من مصر، وفي بعضها لم يتمكن أحد من دخول مكة، وفي بعضها رجعوا دون إتمام أعمال الحج؛ كما ذكر الخضراوي في "مختصر حسن الصفا والابتهاج" (ص: 159).
وفي سنة 610هـ: رجع حاج الشام ولم يحجّ؛ كما في "النجوم الزاهرة" (6/ 208).
وفي سنة 617هـ: لم يحجّ أحد من العجم بسبب التّتار؛ كما في "النجوم الزاهرة" (6/ 248).
وفي أعوام: 625هـ، و626هـ، و627هـ: لم يحج أحدٌ من أهل الشام؛ كما في "البداية والنهاية" (13/ 127)، وذكر أنه لم يحج أحد بعد سنة 628هـ؛ لكثرة الحروب والخوف من التتار والفرنج.
كما ذكر أيضًا (13/ 182) في سنة 650هـ: أن الناس حجُّوا من بغداد، وكان لهم عشر سنين لم يحجوا من زمن المستنصر؛ أي: من عام 640هـ إلى 649هـ.
ومن سنة 634هـ إلى سنة 639هـ: لم يحج ركب العراق، كما في "شفاء الغرام" للمكي (2/ 286) نقلا عن ابن البزوريفي "ذيل المنتظم".
وفي سنة 639هـ، وسنة 640هـ: انقطع الحج، ولم يحج أحد من مصر ولا الشام، وإنما وردت بعض قوافل النواحي، وحجوا بدون أمير، وكذلك في سنة 642هـ: لم يحج أحد من مصر ولا غيرها، وإنما وصل لمكة قوافل من النواحي؛ كما في "مختصر حسن الصفا والابتهاج" (ص: 163).
ومن سنة 644هـ إلى سنة 649هـ: لم يحج أحدٌ من مصر، ولا من غيرها؛ لانتشار الفتن والقتل.
ومن سنة 654هـ إلى سنة 658هـ: لم يحج أحدٌ من سائر الجهات، سوى حجاج الحجاز؛ خوفًا من الفتن؛ كما في "حسن الصفا والابتهاج" للرشيدي (ص: 122، ط. مكتبة الخانجي بمصر).
وفي سنة 660هـ: انقطع الحج من سائر الآفاق، ولم ترفع راية لأحد في عرفات وقت الوقوف.
ومن سنة 669هـ إلى سنة 673هـ: لم يحج أحد.
وفي سنة 667هـ: لم يحج أحد من مصر، في البر ولا في البحر؛ كما في "شفاء الغرام" (2/ 289).
وفي سنة 688هـ:لم يصل ركب اليمن للحج وجاء منهم آحاد؛ كما في "شفاء الغرام" (2/ 290).
وفي سنتي 699هـ، و700هـ: لم يحج أحد من الشام، وحج الناس من الديار المصرية؛ كما نقله العلامة المكي في "شفاء الغرام" (2/ 289) عن الحافظ البرزالي.
وفي سنة 709هـ: لم يحج أحد من أهل الشام؛ كما قال الإمام ابن كثير في "البداية والنهاية" (14/ 56).
وفي سنة 725هـ: رجع أكثر الركب المصري بسبب قلة الماء؛ كما في "شفاء الغرام" (2/ 295).
وفي سنة 736هـ: لم يحج الركب العراقي، ودام انقطاع الحج من العراقيين إحدى عشرة سنة، ولم يحجوا إلَّا سنة 748هـ؛ كما في "شفاء الغرام" (2/ 298).
وفي سنة 743هـ: لم يعتمر أكثر الحجاج ولم يطوفوا للوداع؛ كما في "شفاء الغرام" (2/ 298).
وفي سنة 755هـ: لم يحج الركب العراقي؛ كما قال العلامة المكي في "شفاء الغرام" (2/ 298).
وفي سنة 778هـ: كان الحجاج من مصر في غاية القلة؛ كما في "شفاء الغرام" (2/ 302).
وفي سنة 792هـ: أصاب الحاج بعجرود (من منازل الحاج المصري) عطشٌ شديد، وغلاء فاحش، ورجع عن الحج خلق كثير؛ كما في "مختصر حسن الصفا والابتهاج" (ص: 167).
وفي سنة 803هـ: لم يحج من الشام أحد على الطريق المعتادة؛ كما في "شفاء الغرام" (2/ 303).
وفي سنة 804هـ: لم يحجّ أحد من الشام ولا من العراق؛ كما في "النجوم الزاهرة" (12/ 290).
وفي سنة 806هـ: تعطل الحج من طريق دمشق إلى مكة؛ كما قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "إنباء الغمر بأبناء العمر" (2/ 267، ط. المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية).
وفي سنة 808هـ: لم يحج الشاميون على طريقتهم المعتادة ولا حج لهم محمل؛ وإنما حج فيها من الشام تجار؛ كما في "شفاء الغرام" (2/ 303).
وفي سنة 812هـ: لم يحج من أهل مكة إلا اليسير؛ كما في "شفاء الغرام" (2/ 305).
وفي سنة 813هـ: لم يحج العراقيون من بغداد بمحمل على العادة، ودام انقطاع الحجاج العراقيين من بغداد سنتين بعدها: 814هـ و819هـ؛ كما في "شفاء الغرام" (2/ 307).
وفي سنة 818هـ: لم يحج أكثر أهل مكة من كثرة الخوف؛ كما في "النجوم الزاهرة" (14/ 25).
وفي سنة 911هـ: لم يحج أحدٌ من مصر؛ كما في "مختصر حسن الصفا والابتهاج" (ص: 217).
وفي سنة 922هـ: لم يحج أحد من الشام ومصر؛ كما في "حسن الصفا والابتهاج" (ص: 73).
وفي سنة 1081هـ: لم يحج أهل العراق ونجد والحجاز وسائر العرب لما حصل لهم من التعب والجوع والخوف؛ كما في "خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر" (1/ 441، ط. دار صادر، بيروت).
وفي سنة 1214هـ: انقطع الحج المصري؛ كما في "تاريخ الجبرتي" (2/ 351، ط. دار الجيل، بيروت).
وفي سنة 1221هـ: رجع الحاج الشامي ولم يحج؛ كما في "تاريخ الجبرتي" (3/ 188).
إلى غير ذلك من السنين التي توقف فيها الحج في قطر من الأقطار أو بعضها، أو كلها في غير ما تفردت به بلدة من البلدان، أو اقتصر فيها الحج على أهل الحجاز فقط -كما هو الحال الآن-.
والظروف التي تمر بها بلدان العالم الآن بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد لا تخرج عن جملة الظروف التي توقف الحج بسببها؛ بل هو من أشدها رخصةً، وآكدها استثناءً؛ خاصة فيما قرره الأطباء المختصون بأن وباء فيروس كورونا ينتشر بسرعة فائقة عن طريق العدوى بين الأشخاص، سواء كان عن طريق الجهاز التنفسي والرذاذ المتناثر من الأنف أو الفم المحمَّل بالميكروب عندما يسعل المصاب بالفيروس أو يعطس، أو عن طريق المخالطة وملامسة المرضى والأسطح المحيطة بهم دون اتخاذ تدابير الوقاية والنظافة؛ كما أفادته منظمة الصحة العالمية (WHO)، ولذلك أفادوا بأنه يجب الابتعاد عن الشخص المريض بمسافة كافية تحول دون انتشار العدوى، وقد أثَّر الوباء في ارتفاع أعداد الإصابات وتضاعف حالات الوفيات؛ حتى أعلنت المنظمة حالة الطوارئ الصحية العامة، باعتباره وباءً عالميًّا.
وبناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فما قامت به وزارة الحج السعودية القائمة من قرار تنظيم فريضة الحج متفق تمامًا مع أحكام ومقاصد الشريعة الإسلامية، بما أقامهم الله تعالى فيه من رعاية الحجيج ومسؤولية الحفاظ على سلامتهم وأمنهم، ومتسق مع ما خولته الشريعة للحكام برعاية المحكومين، وقد أباحت الشريعة للحكام تقييد إقامة الشعائر الدينية على قدر الحاجة؛ كالحج ونحوه، فلهم أن يتخذوا كافة إجراءات السلامة والأمن التي تأمن انتشار الأمراض المعدية والأوبئة الفتاكة، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، خاصة إذا كان المرض وباءً انتشر في بلدان العالم وأصاب منهم الآلاف المؤلفة؛ حيث إن مظنة انتقال العدوى عند الازدحام والتجمعات تزداد، واحتمالية الإصابة بهذا المرض ترتفع، وحتى لا يكون الاجتماع والتزاحم في المناسك سببًا في تفاقم المرض وتفشي الوباء، وقد سبق الشرع الشريف إلى نظم الوقاية من الأمراض المعدية، فحذَّر أشد الحذر من تنقلها وتفشيها؛ حتى لا تصبح وباءً عامًّا.
وقد توقف الحج لسنوات كثيرة على مدار التاريخ بسبب ما حل في الأقطار من نوازل وأزمات وأوبئة ونكبات؛ كالبرد الشديد، وانتشار الأمراض، والعطش، والاضطرابات السياسية وعدم الاستقرار الأمني، والاضطرابات الاقتصادية والغلاء الشديد، وثوران الرياح والعواصف، وفساد الطريق، ونحو ذلك، سواء كان التوقف كليًّا في موسم من المواسم، أو كان جزيئًّا؛ بحيث تسببت الظروف في امتناع قطر من الأقطار أو جهة معينة.
بالإضافة إلى أن هذا القرار أيضًا متسق مع الإجراءات الوقائية والقرارات الاحترازية التي اتخذتها الجهات المعنية، ومؤسسات الدول الصحية؛ للحد من انتشار عدوى هذه الجائحة،وما فرضته قواعد المجابهة العالمية للقضاء عليه.
والله سبحانه وتعالى أعلم. 

اقرأ أيضا