ما مدى أفضلية كتاب "دلائل الخيرات وشوارق الأنوار، في ذكر الصلاة على النبي المختار صلى الله عليه وآله وسلم"؟
كتاب "دلائل الخيرات": هو الكتاب الذي "عمَّت بركته الأرض"؛ كما يقول الإمام أبو العباس أحمد التُّنبكتي [ت: 1036هـ] في "نيل الابتهاج بتطريز الديباج" (ص: 545، ط. دار الكاتب)، وهو من أفضل كتب الصلاة على النبي المصطفى والحبيب المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم التي اعتمدها العلماء والأئمة عبر الأعصار، وأوصوا بها في مختلف الأمصار، وكُتِبَ له من القبول في الأمة الإسلامية ما لم يُكتَب لغيره من الكتب والمصنفات في هذا الموضوع على كثرتها، وقد لهجَ به العلماء والأولياء والصالحون ذكرًا وقراءة وشرحًا منذ زمان تأليفه إلى يومنا هذا، من غير نكير، حتى ظهر النابتة المتشددون الذين أحيَوْا مناهج الخوارج بتكفير الأمة وتبديعها، فكفَّروا المسلمين ظلمًا وبغيًا وعدوانًا.
واسم هذا الكتاب المبارك: "دلائل الخيرات وشوارق الأنوار، في ذكر الصلاة على النبي المختار صلى الله عليه وآله وسلم" للإمام الشريف الحسيب النسيب زين الأولياء وسيد العلماء العارف بالله تعالى الشهيد أبي عبد الله محمد بن سليمان الجزولي الحسني المالكي [ت: 870هـ]، صاحب القدم الراسخ في فقه الإمام مالك رضي الله عنه؛ حتى كان يحفظ كتاب "المدونة" عن ظهر قلب، ويحفظ فَرْعِيَّ ابن الحاجب؛ كما جاء في "كفاية المحتاج" (2/ 181، ط. أوقاف المغرب)، و"ممتع الأسماع" (ص: 6، ط. مطبعة حاضرة فاس).
و"دلائل الخيرات" هو كتاب جمع فيه مؤلفُهُ ما ورد في صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن الصحابة والتابعين فمَن بعدهم من الفضلاء الأخيار، والعلماء الأبرار، والأولياء الأطهار، مما رتَّبُوه في أورادهم أو سطَّروه في تآليفهم.
وعدَّه شيخ الشافعية في عصره العلامة سليمان الجمل [ت: 1204هـ] في شرحه "المنح الإلهيات" (ق: 4، مخ) [أجلَّ كتاب أُلف في الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم] اهـ.
وذكر حافظ عصره العلامة محمد مرتضى الزبيدي [ت: 1205هـ] في كتابه "إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين" (3/ 289، ط. المطبعة الميمنية 1311هـ) [أن الله رزقه من القبول والاشتهار ما لم يُعْط لغيره؛ فولعت به الخاصة والعامة، وخدموه بشروح وحواشٍ، وما ذلك إلا لحسن نية صاحبه وخلوص باطنه في حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم] اهـ.
ووصفه العلامة المحقق عبد الرحمن بن محمد الفاسي المالكي [ت: 1036هـ] في شرحه "الأنوار اللامعات في الكلام على دلائل الخيرات" (ق: 4/أ، مخطوط) بأنه [مِن أفضل ما صُنِّف في كيفية الصلاة على النبي المختار، وكان الاعتكاف والدوام على قراءته من وظيفة الأبرار، ومن أجَلِّ ما تحلَّى به -حتى صار هِجِّيرَاهم- المقربون الأخيار] اهـ.
وعدَّهُ العلامة الحاج خليفة [ت: 1067هـ] في "كشف الظنون" (1/ 759، ط. مكتبة المثنى): [آية من آيات الله في الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، يُواظَبُ بقراءته في المشارق والمغارب، لا سيما في بلاد الروم] اهـ.
وقال فيه العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد المهدي بن أحمد الفاسي المالكي [ت: 1109هـ] في كتابه "ممتع الأسماع بمناقب الشيخ الجزولي والتباع، ومن لهما من الأتباع" (ص: 9): [قد نفع الله به العباد، وأخذ بالأسانيد المحررة وأقبل الناس عليه، وسار فيهم مسير الشمس والقمر، واشتهر في البدو والحضر، وانكبوا عليه في مشارق الأرض ومغاربها دون غيره من كتب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على كثرتها وأسبقيتها، ويجدون له بركة ونورًا] اهـ.
وقال العلامة الشيخ أبو الفتح محمد بن عبد السلام بن بوستة البناني المالكي [ت: 1346هـ] في كتابه "النعم الجلائل في التعريف بالشيخ مولانا محمد بن سليمان صاحب الدلائل" (ق: 20أ، مخطوط): [وبالجملة: فهذا الكتاب المبارك من أحسن الذخائر وأعظم البشائر، تلوح على قلوب العارفين له الأسرار، وتشرق فيها الأنوار، وتنجلي ببركته الهموم والأكدار، فله الفضائل التي لا تُعَدُّ ولا تُحصَى، والبركات التي لا تُحَدُّ ولا تُستَقْصَى] اهـ.
وقال العلامة عبد المجيد الشرنوبي الأزهري المالكي [ت: 1348هـ] في "شرح دلائل الخيرات" (ص: 1، ط. مكتبة الآداب): [كتاب "دلائل الخيرات" من أنفس ما يُتَقَرَّب به إلى سيد السادات] اهـ.
إلى غير ذلك من عبارات الثناء العاطر والمدح السائر التي تبين أنَّ هذا الكتاب قد رُزِق من القبول في المسلمين عامتهم وخاصتهم ما لم يرزقه غيره، وحاز من الحظوة والانتشار ما لم يَحُزْهُ أي كتاب، وعمَّ دخوله كل البيوت وجميع الطبقات، وقرأه حتى ربات الخدور، ورأى المسلمون من خيره وبركته ما لا يحصى من بلوغ الآمال، وعم الانتفاع به في المشارق والمغارب عبر العصور والأجيال، وشاهدوا له من البركات والأنوار ما لا يخطر على بال، وتنافس الناس في كتابته ونسخه؛ حتى إن المتتبع لنُسَخِه المخطوطة المبثوثة في مكتبات العالم يجده في المرتبة الأولى في عدد المخطوطات؛ مما يدل كل هذا على أفضليته.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
ما الذي يدل عليه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أفْضَلُ العِبادَةِ قِراءةُ القُرآنِ»؟
أرجو من فضيلتكم إفادتنا عن شرعية الصيغة الواردة بتكبير العيدين وهي: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صلِّ على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا؛ حيث إن البعض يدعي أنها بدعة وحرام.
سائل يقول: نرجو منكم بيان ما ورد في الشرع الشريف من نصوص تحث على طلب العلم. وبيان أهميته ومكانته في الإسلام.
هل الدعاء للميت بعد دفنه يكون سرًّا؟ أم يجوز الجهر به؟ حيث كثر الخلاف بين الناس في هذا الأمر.
ما حكم الذكر والدعاء داخل الصلاة بألفاظ لم ترد في الكتاب والسنة؟ وهل يُعَدُّ ذلك بدعة؟
ما حكم تخصيص كل يوم من أيام رمضان بدعاء معين؟ فأنا أشترك مع زملائي في العمل داخل مجموعة على أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي، وأحيانًا ينشر أحدنا حكمة أو حديثًا أو دعاء ونحو ذلك، وقبل دخول شهر رمضان بأيام نشر أحد المشاركين في المجموعة مقالة طويلة بعنوان: "ثلاثون دعاء لأيام رمضان"، وعندما قرأناها وجدنا دعاء اليوم الأول، ثم دعاء اليوم الثاني.. وهكذا حتى اليوم الثلاثين، فأنكر عليه أحد الزملاء ذلك الأمر بحجة أن تخصيص كل يوم بدعاء معين يُعَدُّ بدعة لم ترد في السُّنَّة، فما حكم الشرع في ذلك؟