ما حكم عادة الجلوس للسلام على الكبير؛ فقد اعتادَ الناس في بلادنا عادات وتقاليد ورثوها أبًا عن جدٍّ؛ يحاولون بها إظهار التعظيم من الصغير للكبير، ومن الطالب لأستاذه، ومن الزوجة لزوجها، وتتجسَّد هذه العادة في صورة أنه إذا أراد الصغير السلامَ على الكبير فإنه يجلس أمامه أولًا كهيئة الجلوس بين السجدتين، جاثيًا على ركبتيه، ثم يَمُدُّ يدَه ليُسلِّمَ على من يقف أمامه؛ بحيث يكون أحدهما جالسًا جاثيًا على ركبتيه وهو المُسَلِّمُ، والآخر واقفًا مستقيمًا أمامه وهو المُسَلَّمُ عليه.
فهل هذا العملُ مخالف لتعاليم وآداب الشريعة الإسلامية؟ وهل هذا الجُثوُّ على الركب يُعدُّ من فعل الأعاجم الذين يُعظمُ بعضهم بعضًا، والذي نهى عنه رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم؟ أفيدونا أفادكم الله.
الهيئة الواردة في السؤال جائزةٌ ولا مانع منها شرعًا، وهي من السلوكيات الحسنة والعادات المحمودة في إنزال الناس منازلهم كما أمر الشرع الشريف، وهذا فعل يعبِّر فيه الصغير عن احترام الكبير، والكبير عن رحمة الصغير.
وهذه الهيئة وإن كانت من هيئات الصلاة يقوم فيها العبد بالتحيات لله تعالى، إلا أنها ليست مقصورة على ذلك، بل مستحبة أيضًا في الجلوس إلى العلماء وأهل الفضل، كما جاء في الأحاديث النبوية الشريفة وفعل السلف الصالح.
المحتويات
أمرنا الشرع الشريف بإكرام أهل الفضل وذوي الشرف من العلماء والصالحين والآباء والشيوخ، ومراعاة مقادير الناس ومراتبهم؛ بأن يُعرفَ لكل واحدٍ قدره ويُنزَّلَ منزلتَه؛ فعن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه قال: نزل أهل قُريظة على حكم سعد بن مُعاذٍ رضي الله عنه، فأرسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إليه، فأتى على حمارٍ، فلما دنَا من المسجدِ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم للأنصار: «قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ، أَوْ خَيْرِكُمْ» متفق عليه.
قال العلَّامة شرف الدين الطيبي في "الكاشف عن حقائق السنن" (9/ 2739، ط. نزار الباز): [وفي قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ» إكرامُ أهل الفضل وتلقيهم والقيام لهم إذا أقبلوا، واحتجَّ به الجمهور، قال القاضي عياض: "ليس هذا من القيام المنهي عنه، وإنما ذاك فيمن يقومون عليه وهو جالسٌ ويتمثلون قيامًا طولَ جلوسه"] اهـ.
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَنْزِلُوا النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ» ذكره مسلمٌ في "مقدمة صحيحه"، ورواه أبو داود في "السنن"، والبيهقي في "شعب الإيمان"، و"الآداب".
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء شيخٌ يريدُ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم، فأبطأ القومُ عنه أن يوسِّعوا له، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا» رواه الترمذي في "الجامع".
وعن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ» رواه الإمام أحمد والبزار والشاشي في "مسانيدهم"، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"، والطبراني في "مكارم الأخلاق"، والحاكم في "المستدرك".
وعن أَبي أُمامةَ رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «ثَلَاثَةٌ لَا يَسْتَخِفُّ بِحَقِّهِمْ إِلَّا مُنَافِقٌ: ذُو الشَّيْبَةِ فِي الْإِسْلَامِ، وَذُو الْعِلْمِ، وَإِمَامٌ مُقْسِطٌ» رواه الطبراني في "المعجم الكبير".
وعلى ذلك جرت أفعال الصحابة الكرام رضي الله عنهم؛ فقد كانوا معظِّمين لأهل العلم والفضل، كما كانوا على غاية التوقير والتعظيم لأهل البيت النبوي الكريم:
فأخرج أبو بكر الدِّينَوَريّ في "المجالسة وجواهر العلم" (4/ 146) عن الشعبيِّ قال: [ركب زيد بن ثابت رضي الله عنه، فأخذ ابن عباس رضي الله عنهما بركابه، فقال له: "لا تفعل يا ابنَ عمِّ رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم " فقال: "هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا"، فقال زيدٌ رضي الله عنه: "أرني يدك"، فأخرج يده فقبَّلها وقال: "هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا صلى الله عليه وآله وسلم"] اهـ.
قال العلَّامة ابن مفلح الحنبلي في "الآداب الشرعية" (1/ 226، ط. عالم الكتب): [وقال الشعبي: أخذ ابن عباس رضي الله عنهما بركاب زيد بن ثابت رضي الله عنه، وقال: "هكذا يُصنَع بالعلماء"، وقال أيوب عن مجاهد: "إنَّ ابن عمر رضي الله عنهما أخذ له بالركاب"، وأخذ الليث بركاب الزهري، وقال الثوري عن مغيرة: "كنا نهاب إبراهيم كما نهاب الأمير"، وكذلك أصحاب مالك مع مالك.. وقال الربيع: "والله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر؛ هيبة له، وقال الشافعي رضي الله عنه: "إذا رأيت رجلًا من أصحاب الحديث فكأنما رأيت رجلًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم"] اهـ.
من هيئات الأدب والاحترام: الجثوُّ على الركبتين، وهو وإن كان هيئة من هيئات الصلاة، ومن هيئات الدعاء والتضرع لله تعالى، إلا أنَّه قد ورد في السنة النبوية الشريفة وقوعها من المسلم على سبيل الأدب والاحترام والإكرام لأهل الفضل وفي مقام التعلم، وبوّب على ذلك الإمام البخاري في "الصحيح" بقوله: (باب: من برك على ركبتيه عند الإمام أو المحدث)، ثم روى فيه حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج، فقام عبد الله بن حذافة رضي الله عنه فقال: "من أبي؟" فقال: «أَبُوكَ حُذَافَةُ»، ثم أكثر أن يقول: «سَلُونِي»، فبرك عمر رضي الله عنه على ركبتيه فقال: "رضينا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبيًّا"، فسكت صلى الله عليه وآله وسلم] اهـ.
قال الإمام أبو الحسن علي بن خلف ابن بطال في "شرح صحيح البخاري" (1/ 172، ط. مكتبة الرشد): [وفى بُروكِ عمر رضي الله عنه عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم: الاستجداءُ للعالِم، والتواضعُ له] اهـ.
وقال الإمام ابن الملقن في "التوضيح لشرح الجامع الصحيح" (3/ 465، ط. دار الفلاح): [وبروك عمر رضي الله عنه على ركبتيه: أدبٌ منه، وإكرامٌ للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وشفقةٌ على المسلمين؛ لئلا يؤذي أحدٌ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم فيهلك، وقد ظهر أثر ذَلِكَ بسكوته صلى الله عليه وآله وسلم إذ ذاك، وفي بعض الروايات: فسكن غضبه، فلم يزل موفَّقًا في رأيه، ينطق الحق عَلَى لسانه] اهـ.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: كنتُ جالسًا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إذ أقبل أبو بكر رضي الله عنه آخذًا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أَمَّا صَاحِبُكُمْ فَقَدْ غَامَرَ» فسلَّم وقال: "إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء، فأسرعت إليه ثم ندمت، فسألته أن يغفر لي فأبى علي، فأقبلت إليك"، فقال: «يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ» ثلاثًا، ثم إنَّ عمر رضي الله عنه ندم، فأتى منزل أبي بكر رضي الله عنه، فسأل: أثمَّ أبو بكر؟ فقالوا: لا، فأتى إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم فسلَّم، فجعل وجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتمعَّرُ، حتى أشفق أبو بكر رضي الله عنه، فجثا على ركبتيه، فقال: يا رسول الله، والله أنا كنت أظلم، مرتين، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ بَعَثَنِي إِلَيْكُمْ فَقُلْتُمْ كَذَبْتَ، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ صَدَقَ، وَوَاسَانِي بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُوا لِي صَاحِبِي» مرتين، فما أوذي بعدها" أخرجه الإمام أحمد في "فضائل الصحابة"، والبخاري في "الصحيح"، والطبراني في "مُسند الشاميين"، وأبو نُعيم في "الحلية"، والبيهقي في "السنن الكبرى".
قال العلامة الكوراني في "الكوثر الجاري" (6/ 435، ط. دار إحياء التراث العربي): [(فجثا على ركبتيه) تأدبًا وشفاعة لعمر] اهـ.
وجاء في حديث جبريل عليه السلام: حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفَّيْه على فَخِذَيْه" أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه" من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وفي رواية: "حتى ورَّك بين يدَيْ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ كما يجلس أحدُنا في الصلاة" أخرجه أبو عوانة في "مستخرجه على صحيح مسلم"، وابن البختري في "أماليه"، والدارقطني في "سننه"، والبيهقي في "السنن الكبرى"، و"الصغرى"، و"الاعتقاد".
قال العلامة شرف الدين الطيبي في "شرح المشكاة" (2/ 422، ط. مكتبة الباز): [وإنما جلس هكذا: ليتعلم الحاضرون جلوسَ السائل عند المسئول؛ لأنَّ الجلوسَ على الركبة أقربُ إلى التواضع والأدب] اهـ.
وفي مسند الإمام أحمد أن شهاب بن مدلج أتى المدينة، فلقي أبا هريرة رضي الله عنه، فسمعه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَفْضَلُ النَّاسِ رَجُلَانِ: رَجُلٌ غَزَا فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى يَهْبِطَ مَوْضِعًا يَسُوءُ الْعَدُوَّ، وَرَجُلٌ بِنَاحِيَةِ الْبَادِيَةِ يُقِيمُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَيُؤَدِّي حَقَّ مَالِهِ وَيَعْبُدُ رَبَّهُ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْيَقِينُ» فجثا على ركبتيه، قال: آنت سمعتَه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا أبا هريرة يقوله؟ قال: نعم، فأتى باديته فأقام بها.
وعن حمدان الأصبهاني قال: كنت عند شريك، وأتاه بعض ولد المهدي، فاستند إلى الحائط فسأله عن حديث، فلم يلتفت إليه، وأقبل علينا، ثم أعاد فعاد بمثل ذلك، فقال: يعني لشريك، كأنك تستخف بأولاد الخلافة، فقال: "لا، ولكن العلم أزين عند أهله من أن يضيعوه"، قال: فجثا على ركبتيه، ثم سأله، فقال شريك: "هكذا يطلب العلم" أخرجه ابن الجعد في "المُسند".
وطرق التحية تختلف باختلاف الأعراف والتقاليد والبيئات، والأصل فيها الإباحة، ما لم تخالف نصوص الشريعة؛ فإن كثيرًا من هذه الأعراف والتقاليد مبني على مكارم الأخلاق ومحاسن الخصال وجميل الشِّيَم؛ بما يُعرَف بين الناس "بالإتيكيت"؛ الذي يعبِّر فيه الصغير عن احترام الكبير، والكبير عن رحمة الصغير، ونحو ذلك، وكل هذا مما رغَّب إليه الإسلام.
وقد راعى الشرع الشريف أعراف الناس وما يستحسنونه وما يستقبحونه من أفعالٍ وتصرفات، ما دامت لا تخالف مبادئ الإسلام أو أحكامه القطعية الثابتة؛ قال الله تعالى: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ﴾ [الأعراف: 199]، وتقرر في ضوابط الفقه: أن هيئات الأكل والشرب واللباس والتحية تجري على أعراف الناس وعاداتهم، ولذلك نص بعض العلماء على استحباب القيام لأهل الفضل إذا جرى العرف بأن ترك القيام منقصة أو استهانة؛ بناءً على أن الأصل في عادات الناس: اعتبار العرف ما لم يخالف الشرع.
قال العلامة ابن مفلح الحنبلي في "الآداب الشرعية والمنح المرعية" (1/ 380-381، ط. عالم الكتب): [وقد استحب ابن الجوزي القيام لمن يصلح القيام له لما صار ترك القيام كالإهوان بالشخص، واستحب ابن عَقيل وغيره الدعاء للمتجشئ إذا حمد الله وقال: إنه لا سنة فيه بل هو عادة موضوعة.. ولأن العرف جار بذلك، والأصل التقرير وعدم التغيير على ما ذكر العلماء، إلا أن يظهر خلافه] اهـ.
وجريان عادة أهل هذه البلاد بالجلوس على الركبتين عند السلام على الكبير والعالم والأستاذ وأهل الفضل لا يعدو أن يكون مظهرًا من مظاهر الاحترام والأدب والتقدير والتوقير والتواضع، الذي جاء جنسُه في الشرع في هيئة التعلم؛ ولذلك فلا مانع منها شرعًا.
بناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فهذه الهيئة من الجلوس على الركبتين التي تفعلونها عندكم إذا حيَّا الطالبُ أستاذَه والصغيرُ الكبيرَ؛ لغرض الاحترام والتقدير والتوقير: جائزةٌ ولا مانع منها شرعًا، بل هي معدودة من السلوكيات الحسنة والعادات المحمودة في إنزال الناس منازلهم كما أمر الشرع الشريف، وهذه الهيئة وإن كانت من هيئات الصلاة يقوم فيها العبد بالتحيات لله تعالى، إلا أنها ليست مقصورة على ذلك، بل استحبها الشرع في التضرع والدعاء لله تعالى، كما أنها مستحبة في الجلوس إلى العلماء وأهل الفضل، كما جاء في الأحاديث النبوية الشريفة وفعل السلف الصالح.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
نرجو منكم بيان فضل مكة على غيرها من البلدان؟ ولماذا سميت بـ "أم القرى"؟
كيف أهذب نفسي وأحفظها من الفتنة في هذا العصر؟
ما الآداب الإسلامية في الطرق والأماكن العامة؟ حيث يقوم بعض الناس بتصرفات غير لائقة في الأماكن العامة، لا يراعون فيها الآداب الإسلامية، ولا مشاعر الناس ولا ما تسببه بعض التصرفات من أذى لهم؛ كالبصق في الطرق والأماكن العامة، فما حكم الشرع في ذلك؟
ما حكم ادعاء الكفر للضرورة؟ فأنا مسلم منذ ما يقارب العشر سنوات، وقد كنت أعيش في بلدي حياة مرفهة ومريحة بحكم عملي كرجل أعمال رصيدي يقدر بـ 3.4 مليون دولار أمريكي، وأمتلك منزلًا كنت أعيش فيه مع خطيبتي السابقة والتي تمتلك نصفه يقدر بـ 4.5 مليون دولار أمريكي، لكن حين أصبحت مسلمًا أصبحت الحياة صعبة بالنسبة لي في بلدي؛ لأن أسرتي وأصدقائي أخذوا بالضغط علي لأترك الإسلام وأعود للكنيسة، وعندما يئسوا مني تبرأت من أسرتي، وابتعدت عن أصدقائي، وكانت بيننا شراكة في العمل، وقد نقل والدي أموالي من حسابي في البنك إلى حساب آخر، وذلك بموجب توكيل قد أعطيته إياه خلال إحدى رحلات عملي، وكذلك رفضت خطيبتي السابقة بيع المنزل أو شراء حصتي فيه، وقد تركت بلدي منذ ما يقارب الست السنوات وذهبت إلى الكويت؛ لأتمكن من الصلاة وقراءة القرآن والذهاب إلى المسجد واتباع سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأنه كان من الصعب أن أقوم بهذه الشعائر في منزلي، وأنا الآن متزوج من سيدة كويتية ولي ابن يبلغ من العمر ثلاث سنوات، وخلال هذه الفترة كنت أحاول أن أمارس عملي كرجل أعمال، لكن للأسف هناك العديد من العراقيل، فالكثيرون كانوا يريدون رشوة لتسهيل حصولي على صفقات تجارية؛ ولعلمي أنها حرام لا أوافق، وأما بالنسبة لمعارفي في بلدي فوالدي يتحدث إليهم كلما أردت أن أعقد صفقات عمل معهم فيتراجعون عن العمل معي، وقد أصبحت حياتي صعبة جدًّا خصوصًا وأنا لدي عائلة لأعولها، وقد كثرت ديوننا لعدم تمكني من العمل، وأصبحت العلاقة متوترة بيني وبين زوجتي، وأنا الآن أعيش وحيدًا وزوجتي في منزل أسرتها إلى أن أجد حلًّا لهذه الحالة التي نعيشها.
وقد اتصلتُ بوالدي منذ عدة أيام لأطلب أموالي؛ لأتمكن من سداد ديوننا وشراء منزل للاحتفاظ بعائلتي ومزاولة عملي، ولكنه رفض، وقال إنه حذرني من المسلمين، وإنهم يقتلون بعضهم بعضًا ويقتلون الأمريكيين، إلى جانب أن الحكومة الأمريكية حاليًّا تترصد المسلمين وتراقبهم في المساجد، والكثيرون في أمريكا يكرهون التعامل مع المسلمين؛ وقال: إنه لكي أتمكن من استرداد أموالي علي أن أطلق زوجتي وأريه قسيمة الطلاق، ثم أعود للكنيسة وأنضم لمجموعة فري مايسون التي ينتمي إليها، وأعترف أمام الجميع أني كنت مخطئًا بخصوص الإسلام، وأن أتزوج خطيبتي السابقة.
ولقد أصبحت مسلمًا لما علمته من أخلاقيات الإسلام في القرآن الكريم والسنة، لكن للأسف لم أرَ في الدول المسلمة التي ذهبت إليها أي دليل على ذلك؛ فقد رأيت الكذب، والرشوة، وشرب الخمر، وطعن الأصدقاء من الخلف، وبدأت أعتقد أن هذه الأخلاقيات كانت موجودة أيام الرسول والصحابة فقط، وقد قرأت أن المصاعب تزيد المسلم إيمانًا لكن للأسف إيماني في تناقص. فهل يستطيع المسلم الانضمام لمجموعة بطريقة سرية مثل الفري مايسون على أن يكون داخله مسلمًا؟ وللعلم فإن والدي وإخوته وأولادهم وعائلة خطيبتي يتبعون هذه المجموعة، ويَتَبَوَّءون فيها مراكز عالية.
وكما سبق أن ذكرت فإن لدي منزلًا ترفض خطيبتي السابقة بيعه أو شراء حصتي فيه، فهل أستطيع السكن فيه واستخدام غرف منفصلة عنها؟ وهل باستطاعتي التحايل على والدي وادعاء الرجوع للكنيسة والزواج من خطيبتي السابقة للحصول على أموالي، ثم العودة مرة أخرى إلى الكويت لزوجتي وابني؟ مع العلم بأنه مجرد ادعاء ولا يزال الإسلام في قلبي.
السائل يطلب الإفادة عن كيفية التصرف في المصاحف القديمة التي لا ينتفع بها بعد استهلاكها وتمزقها وقدمها وعدم معرفة القراءة بها، وهل يتم حرقها؟
ما حكم الانصراف من العمل الرسمي قبل المواعيد الرسمية لقضاء مصالح شخصية؟ وهل يختلف هذا الحكم في رمضان عن غيره؟